ترامب يقود جهود التهدئةبغزة.. دبلوماسية الفرص الصعبة وترشيح لنوبل
تاريخ النشر: 8th, July 2025 GMT
في لحظة تتقاطع فيها المساعي السياسية مع أزيز الصواريخ ونداءات الناجين، يتقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو ساحة أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى، محاولًا أن يضع حدًا لحربٍ دامت أكثر من عشرين شهرًا في قطاع غزة، وأن يخرج منها باتفاق يُتوّج "بالسلام" وربما بجائزة نوبل.
وبينما تدور مفاوضات متوترة في الدوحة، وبينما تقصف الطائرات وتُدفن الضحايا، يلتقي ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، في مشهد يعكس تداخل الملفات وتعدّد الأجندات بين السياسة والدم.
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ثقته بأن حركة حماس لديها رغبة حقيقية في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وخلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، أشار ترامب إلى أن المحادثات الجارية مع الحركة لا تعوقها العمليات العسكرية، بل تستمر وسط التصميم على إنهاء الحرب.
وتتزامن تصريحات ترامب مع جولة من المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة، برعاية أمريكية وقطرية.
نتنياهو يُسلّم ترامب ترشيح "نوبل للسلام"في لقاء رسمي جمعه بترامب مساء الاثنين في البيت الأبيض، سلّم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسالة ترشيح للرئيس الأمريكي لنيل جائزة نوبل للسلام، معتبرًا أن جهوده لإنهاء الحرب تستحق التقدير الدولي.
وقال نتنياهو إن حكومته تعمل بتنسيق وثيق مع واشنطن على "إيجاد دول يمكن أن تمنح الفلسطينيين مستقبلًا أفضل"، في إشارة إلى ترتيبات سياسية ومدنية لما بعد الحرب، تشمل جوانب إنسانية وإعادة الإعمار وربما إعادة التوطين.
ترامب متحفّظ على حل الدولتينعند سؤاله حول إمكانية تطبيق حل الدولتين، أبدى ترامب تحفظًا واضحًا بقوله: "لا أعلم"، وأحال الصحفيين إلى نتنياهو للإجابة، في إشارة إلى أن هذا الطرح لا يحتل موقعًا مركزيًا في الاستراتيجية الأمريكية الحالية.
كما كشف ترامب عن "تعاون كبير" مع دول مجاورة لإسرائيل بشأن ترتيبات تخص الفلسطينيين، دون تحديد أسماء تلك الدول أو طبيعة التعاون.
من جانبه، أكد نتنياهو أن ترامب شدد على حرية الاختيار أمام سكان غزة: من أراد المغادرة فله ذلك، ومن أراد البقاء فسيبقى، في تلميح إلى استعدادات لمراحل إعادة توزيع السكان ضمن ما يُعرف بخطة "اليوم التالي".
المبعوث الأمريكي: فرصة حقيقية للسلامصرّح المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بأن هناك فرصة واقعية للتوصل إلى اتفاق سلام في غزة، مؤكدًا مشاركته في المحادثات غير المباشرة الجارية في الدوحة.
ويعد اللقاء الأخير بين ترامب ونتنياهو هو الثالث في غضون ستة أشهر، في ظل رغبة أمريكية بتثبيت هدنة تمهّد لمرحلة جديدة من الترتيبات الأمنية والسياسية في القطاع.
البيت الأبيض: وقف النار بندٌ أساسيأكد البيت الأبيض أن وقف إطلاق النار في غزة سيكون محورًا أساسيًا في محادثات نتنياهو في واشنطن، مشيرًا إلى أن ويتكوف سيتوجه إلى الدوحة خلال أيام لدفع عجلة المفاوضات نحو اتفاق نهائي.
بالتوازي، استؤنفت المفاوضات بين إسرائيل وحماس مع وصول نتنياهو إلى العاصمة الأمريكية، وفق ما أفاد به مسؤول فلسطيني لوكالة فرانس برس.
هجوم نوعي في بيت حانون.. و5 قتلى إسرائيليينفي تصعيد ميداني خطير، قُتل خمسة جنود إسرائيليين وأصيب 14 آخرون في كمين مسلح شمالي قطاع غزة، حيث استهدفت قوات الجيش الإسرائيلي في بلدة بيت حانون بعد أن مرت فوق حقل ألغام أعقبه هجوم بصواريخ (RPG).
وذكر موقع "حدوشوت بزمان" أن المشهد كان فوضويًا وصادمًا، مؤكدًا أن الاتصال فُقد بجندي، بينما عُثر على آخرين محترقين داخل مركباتهم، في حادث يُعيد إلى الأذهان ما وقع في خان يونس قبل أيام، حين انفجرت عبوة كبيرة داخل عربة إسرائيلية، أدت إلى مقتل سبعة جنود حرقًا.
كتائب القسام تبنّت الهجوم، وأعلنت عبر تلغرام أن "جنائز العدو ستصبح حدثًا دائمًا طالما استمرت الحرب".
ضحايا مدنيون في قصف غزةوفي المقابل، شنّ الجيش الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية العنيفة على قطاع غزة. وأكد مستشفى العودة في النصيرات مقتل 10 مدنيين وإصابة 72 آخرين. كما قُتل أربعة فلسطينيين بينهم أطفال ونساء في قصف استهدف بسطة مأكولات في حي الدرج شرق مدينة غزة.
وأغارت طائرات إسرائيلية على منزل بجوار مدرسة للنازحين في شارع يافا، ما أسفر عن مقتل امرأة وعدة إصابات. ووفق مصادر طبية، تجاوز عدد قتلى الغارات الإسرائيلية منذ فجر الاثنين الـ60 ضحية.
المفاوضات مستمرة في الدوحةأكدت مصادر فلسطينية أن جولتين من المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس عُقدتا في الدوحة منذ الأحد، وأشارت إلى أن الجولة الصباحية يوم الاثنين لم تحقق اختراقًا، لكن الطرفين وافقا على استمرار التفاوض.
وقال مسؤول فلسطيني إن حماس "تأمل في التوصل إلى اتفاق"، وهو ما عبّر عنه ترامب أيضًا بقوله: "هناك فرصة جيدة للاتفاق، وسننجح بإطلاق عدد لا بأس به من الرهائن هذا الأسبوع".
60 يوم هدنة مقابل رهائن وأسرىكشفت مصادر مطلعة أن المقترح الأمريكي الجديد يتضمن وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، تقوم خلاله حماس بالإفراج عن عشرة رهائن أحياء وعدد من الجثث، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
ومن أصل 251 رهينة خُطفوا في هجوم السابع من أكتوبر 2023، لا يزال 49 محتجزين في غزة، بينهم 27 تؤكد إسرائيل وفاتهم.
وكانت هدنتان سابقتان في نوفمبر 2023 ومطلع 2025 قد أفضتا إلى إطلاق سراح عشرات الرهائن مقابل معتقلين فلسطينيين، بوساطة قطرية وأمريكية ومصرية.
"مدينة إنسانية" في غزة: خطة مثيرة للجدلبالتزامن مع زيارة نتنياهو، كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن خطة لإنشاء "مدينة إنسانية" جنوبي قطاع غزة، لاستيعاب أكبر عدد ممكن من السكان، في محاولة لعزلهم عن مقاتلي حماس.
الخطة، التي نوقشت في جلسة الكابينت، أثارت خلافات داخلية، حيث هاجم نتنياهو رئيس الأركان إيال زامير لتأخر التنفيذ، مؤكدًا أن "لا شيء يستدعي الانتظار".
وتتضمن الخطة إقامة منطقة بين محوري فيلادلفي وموراغ، تضم خيامًا ومبانٍ دائمة، تُركز فيها المساعدات الإنسانية، وتهيئ لاحقًا للهجرة الطوعية إلى دول أخرى، وفق ما وصفه مسؤولون بأنه جزء من خطة "اليوم التالي".
لكن جهات أمنية وسياسية حذّرت من أن هذا المشروع قد يُعتبر تهجيرًا جماعيًا، وقد يواجه إدانات دولية واسعة.
هل يُتوج ترامب بسلام غزة؟بين قصف لا يهدأ، ودماء لم تجف، ومفاوضات تتأرجح بين الأمل والخذلان، يحاول ترامب أن يثبت أنه قادر على صناعة سلام في واحدة من أكثر ساحات العالم اشتعالًا. وبينما يُطرح اسمه لنيل جائزة نوبل، يبقى السؤال الحقيقي: هل يحمل الرجل مفاتيح السلام، أم أن غزة ستظل تكتب تاريخها بالدم والنار، لا بالجوائز والخطب؟
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب دونالد ترامب الرئيس الأمريكي جائزة نوبل نوبل نتنياهو البیت الأبیض إطلاق النار فی الدوحة قطاع غزة إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
لقاء جديد محتمل بين نتنياهو وترامب وسط تفاؤل باتفاق وشيك في غزة
ذكرت القناة 12 الإسرائيلية، مساء الأربعاء، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يعقد اجتماعًا إضافيًا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل مغادرته واشنطن، المقررة مساء يوم الخميس.
ويأتي ذلك في إطار تكثيف الجهود الدبلوماسية الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط مؤشرات على تحقيق تقدم ملموس.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرّح، في وقت سابق من اليوم ذاته، بأن هناك "فرصة جيدة جدًا" للتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل، ما يعكس مناخًا متزايدًا من التفاؤل في دوائر صنع القرار بواشنطن وتل أبيب.
وجاء هذا التصريح بعد انعقاد اجتماع ثانٍ بين ترامب ونتنياهو خلال أقل من 48 ساعة، خُصّص بالكامل لمناقشة آخر تطورات ملف غزة.
من جهته، أعرب نتنياهو عن تفاؤله حيال إمكانية التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس، يشمل هدنة في قطاع غزة وإطلاق سراح رهائن إسرائيليين محتجزين في القطاع، على الرغم من استمرار بعض الخلافات الجوهرية في التفاصيل. وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي أن حكومته مستعدة لمواصلة التفاوض بشرط أن تُلبى الشروط الأمنية التي حددتها إسرائيل، والتي تتعلق خصوصًا بمسألة انتشار الجيش خلال الهدنة وطبيعة الضمانات المقدمة لمنع "إعادة تسليح حماس".
ويأتي هذا التفاؤل بعد أن أكدت حركة حماس في وقت سابق استعدادها للدخول في مفاوضات فورية لتنفيذ اتفاق الهدنة، ووصفت ردّها على المقترح الذي ترعاه الولايات المتحدة وقطر ومصر بأنه "إيجابي وبنّاء"، في حين قالت تل أبيب إن بعض التعديلات التي طالبت بها الحركة "غير مقبولة"، لكنها وافقت على إرسال وفد إلى الدوحة لمواصلة المحادثات.
ضغوط دولية وحسابات سياسيةويواجه نتنياهو ضغوطًا متزايدة من الإدارة الأمريكية ودولية أخرى لتسريع مسار التهدئة وتسهيل التوصل إلى اتفاق شامل يضمن وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، في وقت تزداد فيه الانتقادات الداخلية والخارجية بشأن استمرار العمليات العسكرية في غزة.
ومن المتوقع أن يتركّز اللقاء المحتمل بين ترامب ونتنياهو، في حال انعقاده قبل مغادرة الأخير واشنطن، على النقاط العالقة في المفاوضات، وعلى السبل الممكنة لتجاوز العقبات التي تحول دون الإعلان الرسمي عن الاتفاق.