شهدت محافظة المهرة، صباح الثلاثاء، اشتباكات عنيفة بين قوة عسكرية حكومية وعناصر مسلحة موالية لميليشيا الحوثي الإيرانية، في تطور أمني بالغ الخطورة أعاد تسليط الضوء "التحالف الخفي" بين الحوثيين وقيادات إخوانية تتصدر المشهد في المهرة، وعلى رأسها الشيخ علي الحريزي.

وأفادت مصادر محلية وأمنية أن قوة عسكرية نفذت فجر الثلاثاء، عملية أمنية نوعية في منفذ صرفيت الحدودي مع سلطنة عمان، أسفرت عن اعتقال القيادي الحوثي البارز محمد أحمد علي الزايدي، أحد المتهمين الرئيسيين بقيادة شبكات تهريب السلاح من الخارج إلى الداخل اليمني، وممن يرتبطون بخلايا تهريب تعمل على امتداد السواحل والحدود الشرقية.

وأضافت المصادر أن الزايدي كان يحمل وثائق سرية وأجهزة إلكترونية حساسة، ويُعتقد أنه كان مكلفًا بمهمة خارجية لصالح جماعة الحوثي، قبل أن تتمكن القوات الحكومية من توقيفه بعد عملية رصد استخباراتي دقيقة.

غير أن العملية لم تمر دون تداعيات، إذ نصبت عناصر مسلحة تابعة للجنة اعتصام المهرة، التي يترأسها الشيخ علي الحريزي، كمينًا مسلحًا مباغتًا استهدف القوة الحكومية أثناء عودتها من المهمة، في منطقة تقع بين الغيضة ومديرية حوف، ما أسفر عن استشهاد العقيد عبدالله زايد، أحد أبرز قيادات الجيش في المهرة، وإصابة الضابط يحيى الوشلي وجنديين آخرين، بالإضافة إلى قطع الطريق الدولي الرابط بين اليمن وسلطنة عمان لساعات.

واعتبرت المصادر أن الهجوم الغادر يعكس عمق العلاقة بين جماعة الحوثي وما وصفتها بـ"الواجهات الإخوانية" في محافظة المهرة، والتي تستخدم شعارات محلية لتغطية أنشطتها المرتبطة بتهريب السلاح والمخدرات، موضحة أن لجنة اعتصام المهرة الإخوانية تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى غطاء سياسي وعسكري لشبكات تهريب مرتبطة بالحوثيين وتمول من أطراف خارجية.

وسبق أن كشفت تقارير أمنية عن سلسلة عمليات تهريب تم إحباطها في منفذي صرفيت وشحن الحدوديَين مع سلطنة عمان، كانت تُدار عبر وسطاء محليين على صلة بجماعة الحوثي، فيما تحدثت تقارير استخباراتية عن نشاط شركات وهمية تعمل من داخل سلطنة عمان على تسهيل تهريب معدات وتقنيات عسكرية للحوثيين.

وشددت المصادر على أن استهداف القوة الحكومية بعد نجاحها في القبض على الزايدي لم يكن صدفة، بل يعكس تنسيقًا ميدانيًا بين جماعة الحوثي والجهات المحلية التي تعارض وجود الدولة في المهرة، وعلى رأسها الحريزي وجماعته، في محاولة لمنع ضبط عمليات التهريب وكشف الأطراف الضالعة فيها.

وعقب الهجوم، دفعت السلطات المحلية بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة لتأمينها، في ظل تزايد المخاوف من انزلاق المحافظة إلى مربع المواجهة المسلحة، خاصة في ظل التقارير التي تؤكد استمرار وجود مسلحين حوثيين في بعض مناطق مديرية حوف.

ويؤكد عدد من النشطاء في المهرة أن ما جرى لم يكن حادثًا معزولًا، بل مؤشر على تحالف خطير يهدد الأمن القومي اليمني. موضحًا أن الأوساط المحلية والعسكرية تطالب بإحالة ملف الهجوم إلى النيابة العسكرية وفتح تحقيق شامل لكشف المتورطين، دعا مراقبون إلى تحرك حكومي عاجل لتطهير المحافظة من شبكات التهريب والمجموعات الخارجة عن القانون.

وحذّر النشطاء من خطورة الانزلاق نحو صراع داخلي يُهدد السلم الاجتماعي، ودعوا إلى فتح قنوات حوار جادة تمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات، دون أن يخفوا قلقهم من استمرار تغلغل النفوذ الحوثي والإخواني في المحافظة، تحت عناوين زائفة.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: فی المهرة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يقر بمقتل ضابط في خان يونس

أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي -فجر اليوم الجمعة- مقتل ضابط في وحدة الاستطلاع التابعة للواء غولاني، في معارك بمدينة خان يونس (جنوب قطاع غزة).

وقالت إذاعة جيش الاحتلال إن الضابط أصيب خلال عملية تفخيخ وتفجير "مبان تابعة" لحركة حماس، مما أدى إلى إصابة الضابط بجروح قاتلة يرجح أنها نتيجة تطاير أجزاء المبنى.

وأوضحت الإذاعة فتح تحقيق في ملابسات مقتل الضابط في لواء غولاني، وذلك في أعقاب حديث وسائل إعلام إسرائيلية فجر اليوم عن "حدث أمني صعب" جديد في غزة.

وجاء ذلك بعد ساعات من تفجير المقاومة مبنى مفخخا في قوة إسرائيلية بمدينة خان يونس مما أسفر عن مقتل وجرح جنود، في حين ارتكب قوات الاحتلال مجزرة بحق نازحين بمنطقة جباليا.

وأمس، بثت الجزيرة مشاهد حصرية أظهرت محاولة كتائب القسام -الجناح العسكري لحماس- أسر جندي إسرائيلي قبل قتله والاستحواذ على سلاحه في منطقة عبسان الكبيرة (شرقي خان يونس).

وأوضحت القسام في الفيديو أن محاولة الأسر تندرج في سياق عمليات "حجارة داود" التي أطلقتها المقاومة ردا على عملية "عربات جدعون" الإسرائيلية.

وقبل يومين، توعد أبو عبيدة (الناطق باسم كتائب القسام) جيش الاحتلال بتكبيده خسائر يومية من شمال القطاع إلى جنوبه ضمن معركة استنزاف، ملمحا إلى أن المقاومة في غزة قد تتمكن قريبا من أسر جنود إسرائيليين.

وقد تصاعدت عمليات المقاومة ضد قوات الاحتلال في محاور التوغل، إذ قُتل 39 جنديا وضابطا في غزة -وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية- منذ استئناف إسرائيل الحرب على غزة في 18 مارس/آذار الماضي، بعد تنصلها من اتفاق يناير/كانون الثاني 2025 لوقف إطلاق النار.

وتواصل إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلفت أكثر من 195 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.

إعلان

مقالات مشابهة

  • محاولة اغتيال قيادي بارز في “درع الوطن” بلودر شبوة
  • الاحتلال الإسرائيلي: مقتل قيادي بارز في حركة الجهاد الإسلامي
  • الاحتلال يقر بمقتل ضابط في خان يونس
  • من تهريب الأسلحة الى القيادات.. الصحراء كشريان حياة للحوثي
  • مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخر في عملية قرب الخليل
  • الشيخ “الزايدي” يغادر منفذ صرفيت تحت حماية قبلية كبيرة
  • اليمن.. القبض على مسئول حوثي بارز قبيل مغادرته البلاد
  • سلطة مأرب تكشف سبب اعتقال الشيخ الزايدي
  • الجيش الإسرائيلي يعلن قتل قيادي بارز في لبنان.. نعيم قاسم: سوريا خسرت وغزة دفعت الثمن
  • بمعسكرات الحريزي وأموال عُمان في المهرة.. تحرك حوثي مسلّح يُطوّق البوابة الشرقية