تحت عنوان "دروس من الماضي"، أشار مقال افتتاحي نُشر على الصفحة الأولى من "ياتيد نئمان"، الصحيفة الرسمية لليهود الغربيين الأرثوذكس "الحريديم"، إلى أن المسيرة الطويلة والحافلة لبنيامين نتنياهو كرئيس للوزراء قد تقترب من نهايتها. اعلان

في المقارنة التي عقدها المقال، شبّهت الصحيفة نتنياهو برئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل، واصفة الأخير بأنه "كان رجل دولة عظيمًا، وسياسيًا محترمًا، وقائدًا بارعًا" رأى التهديدات التي تجاهلها الآخرون، و"قاد بريطانيا إلى النصر في الحرب ضد العدو الوحشي الذي هدد بلاده والعالم".

لكن الصحيفة عادت لتشير إلى أن شعبية تشرشل تراجعت بعد الحرب. وكتبت: "ثملاً بالنصر، قلّل من شأن حالة الغضب الشعبي، وقطع وعودًا فارغة بالتغيير. لم يُصغِ لحاجات الشعب المنهك، وبدلًا من إجراء إصلاحات داخلية، قدّم لهم خطابات نصر".

Relatedقانون التجنيد يشعل أزمة الحريديم مجدداً.. ونتنياهو أمام اختبار بقاءنجل نتنياهو يخرج عن صمته ويكشف دوافع مغادرته إسرائيل: "خشيت على حياتي من معارضي والدي"نتنياهو في أول زيارة لـ"نير عوز" منذ 7 أكتوبر.. هل اقتربت صفقة الأسرى مع حماس؟

وأضافت الصحيفة: "اتضح سريعًا أن براعته وموهبته في زمن الحرب، مهما بلغت، لم تكن كافية لتعريفه كـ'قائد'. البعض رأى فيه الرجل المناسب للحرب، لكنه لم يكن القائد المناسب لما بعدها".

وفي الوقت نفسه، لفت المقال إلى أن "خصمه السياسي، حزب العمال، كان يعمل بهدوء على بناء حكومة بديلة".

وأضاف: "بعد أشهر فقط من قيادته بريطانيا إلى النصر على ألمانيا النازية، خسر تشرشل الحكم في انتخابات أطاحت به، في وقت بدا فيه أن الرأي العام البريطاني كان منشغلًا أكثر بما بعد الحرب، لا بما تحقق خلالها".

تصاعد الخلاف مع الأحزاب الحريدية

عبّر الحزبان الدينيان "يهدوت هتوراه" و"شاس" عن استيائهما من رئيس الوزراء الإسرائيلي بسبب إخفاقه في تمرير قانون يعفي طلاب المعاهد الدينية من الخدمة العسكرية الإلزامية، وهو مطلب محوري لكلا الحزبين.

وفي حديث لإذاعة "كان" يوم الثلاثاء، قال مسؤول سياسي بارز إن الحلفاء في الائتلاف "فقدوا الثقة" بشأن مسألة تجنيد الحريديم، مع استمرار انتظارهم أن يقدّم رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، يولي إدلشتاين، مشروع قانون التجنيد المعدّل إلى الهيئة التشريعية.

الشرطة تستخدم خراطيم المياه لتفريق يهود حريديم أغلقوا طريقًا سريعًا خلال احتجاج على التجنيد العسكري، قرب بني براك في إسرائيل، الخميس 2 أيار/ مايو 2024.Ohad Zwigenberg/AP

وأضاف المصدر للإذاعة الوطنية: "كل الوعود التي تلقيناها عشية الهجوم على إيران لم تنفّذ. لقد فقدنا الثقة بهم".

وفي ظل هذا التصعيد، يواصل كل من "يهدوت هتوراه" و"شاس" مقاطعتهما التشريعية، إلى حين تقديم مشروع القانون إلى الكنيست.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب غزة سوريا روسيا إسرائيل إسبانيا دونالد ترامب غزة سوريا روسيا إسرائيل إسبانيا اليهودية قطاع غزة إسرائيل سياسة بنيامين نتنياهو بريطانيا دونالد ترامب غزة سوريا روسيا إسرائيل إسبانيا سياحة أزمة المهاجرين البرلمان الأوروبي قطر أفغانستان جمارك

إقرأ أيضاً:

نتنياهو وكاتس.. شروط على المقاس

كرر رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو تمسكه بشروطه لوقف الحرب في غزة التي قال إنه بلّغها للوفد الإسرائيلي المفاوض المتوجه إلى الدوحة، والتي تتمثل في إعادة الأسرى وتفكيك حماس ونزع سلاحها ورفض إدارة قطاع غزة بعد الحرب من قبل أي فصيل فلسطيني من حماس أو من السلطة الفلسطينية، وهذا يعني أن نتنياهو يريد شروطا على المقاس، تحقق له على طاولة المفاوضات ما عجز عن تحقيقه في ساحة العمليات.
إن شروطا كهذه تعني شيئا واحدا وهو أن نتنياهو لا يريد أن ينهي الحرب في غزة بصفقة توافقية بل بصفقة أحادية تضمن استمراره في السلطة واستمرار ائتلافه الحكومي وزوال الخطر الوجودي المتمثل في حماس وأخواتها.
وصرح وزير دفاع الكيان “يسرائيل كاتس” بأن “الحرب الإسرائيلية الحالية في غزة اقتربت من نهايتها”، وذلك بعد أسبوع من انتهاء الحرب القصيرة التي شنّتها إسرائيل على إيران. وأكد كاتس مجددا على أهداف إسرائيل من الحرب، بما في ذلك إطلاق سراح جميع المحتجزين وهزيمة حماس.
هناك تناغمٌ بين نتنياهو وبين وزير دفاعه كاتس حول طريقة إنهاء الحرب في غزة بما يحقق في نظرهما نصرا لإسرائيل وهزيمة لحماس. لكن الغريب أن من يفاوضون حماس هم من يطالبونها بوضع سلاحها ورفع يدها عن القطاع، فكيف يستقيم ذلك؟ هل يعقل أن تفاوض خصمك على نفي قيادته وتوقيع شهادة وفاته بنفسه؟ لا يمكن أن تقبل بهذه الشروط إلا جهة لا يمثل لها الوطن شيئا ولا تمثل لها قوافل الشهداء إلا رقما أصمَّ في معادلة الصراع.
إن الصفقة التي يريدها نتنياهو وكاتس لا يمكن أن تشكل قاعدة لتقريب وجهات النظر من أجل التوصل إلى حل، كما لا يمكن قبولها بأي شكل من الأشكال لا من حماس ولا من أي مفاوض آخر، لأنها ليست أقل من موقف الاستسلام والتسليم للخصم بكل الشروط.
إن شروط نتنياهو وكاتس غير العادلة وغير المقبولة تجعل عملية التفاوض صعبة وتتولد عنها في أحسن الأحوال صفقة هشَّة غير قابلة للصمود حتى للمدة التي اقترحها دونالد ترامب. يبحث نتنياهو عن صفقة على المقاس تحقق له ما أراد وتخرجه من المأزق السياسي والعسكري الذي يعانيه، خاصة بعد التحول النوعي في أساليب المواجهة التي تنتهجها المقاومة والتي كبّدت الجيش الصهيوني خسائر فادحة وغير مسبوقة بل مذلة للكبرياء العسكري الذي طالما تغنى به نتنياهو.

إن نتنياهو -كما أكد محللون– شخصية مرضية، يميزها المزاج المتقلب، وهذا لا يعين على التوصل إلى اتفاق وحتى في حالة حدوث ذلك فإنه لن يصمد كثيرا لأن نتنياهو سيعود بعد نهاية الهدنة وربما قبلها إلى العدوان على غزة بافتعال “خطر إرهابي” هنا وهناك كما يفعل في لبنان التي لا تزال تتعرض، رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في أواخر نوفمبر 2024 إلى غارات صهيونية، تحت مسمى تفكيك بعض جيوب حزب الله التي لا تزال تشكل تهديدا لأمن إسرائيل كما ورد ذلك في البيانات التبريرية التي ينشرها جيش الاحتلال عقب كل غارة على الضاحية الجنوبية أو الحدود المتاخمة.

وفق أي إطار مرجعي تفاوضي يمكن أن تجرى مفاوضات إطلاق النار في غزة وهناك فجوة كبيرة بين المطالب الإسرائيلية ومطالب حماس، فإسرائيل –على لسان نتنياهو- تريد من هذه المفاوضات أن تفضي إلى إرغام حماس على التنازل عن سلاحها وعن حكم القطاع في اليوم الموالي لبداية سريان الصفقة، ولا يكتفي نتنياهو بتفكيك حماس ونزع سلاحها ومنعها من حكم القطاع، بل يشدد على ضرورة أن تمنع السلطة الفلسطينية أيضا من هذه الإدارة، وهذا يعني إدخال القطاع في المجهول وجعله تحت السيطرة المطلقة لإسرائيل أو لجهة موالية مستقبلا.

على النقيض مما يريده نتنياهو، تتَّسم المطالب التي تقدمت بها حماس بعقلانية أكثر؛ فهي تقبل بمبدأ تبادل الأسرى وبمبدأ إطلاق النار، ولكن الفرق بينها وبين إسرائيل أن حماس تحرص أيضا على الانسحاب الكلي وغير المشروط للجيش الإسرائيلي من غزة، فوقف إطلاق النار –حسب ما أبانت عليه الحركة في رسالتها إلى الوسطاء- يجب أن يقترن بالانسحاب وإلا سيكون من غير جدوى لأنه من المحتمل أن تعمد إسرائيل تحت أي ذريعة من الذرائع إلى التحرك شمالا وجنوبا وربما استخدام سلاحها الجوي والبري لقصف ما يخيل إليها أنها أهداف معادية، وهنا يكون احتمال العودة إلى الحرب أمرا وارادا في أي لحظة.

لا أمل – في ظل الموقف المتأرجح لنتنياهو وكاتس- من التوصل إلى صفقة بين إسرائيل وبين حماس إلا إذا استطاعت الدبلوماسية القطرية على وجه الخصوص إقناع الوفد الصهيوني المفاوض بمبدأ التنازل عن بعض المطالب التي لا يمكن أن يتحقق معها وقف لإطلاق النار لمدة تطول أو تقصر وهو ما لا نتوقع حصوله وقبوله من نتنياهو الذي يريد أن يكون الخصم والحكم وأن يملي على حماس ما يجب أن تفعله إذا هي أرادت الحفاظ على ما تبقى من رجالها وقبول هؤلاء بالعرض الصهيوني بالخروج الطوعي من غزة والعيش في المنفى.

إن أكثر ما يقلق حماس في تصريحات نتنياهو –كما جاء في مقال لأشرف العجرمي في جريدة “الأيام” بتاريخ 10 جويلية 2024 بعنوان: “مأزق المفاوضات: هل يريد نتنياهو صفقة؟”- هو: “الحديث المتكرر عن رفضه إيقاف الحرب قبل أن تحقق جميع أهدافها التي أعلنها مرارا وتكرارا وهي: القضاء على حركة حماس، والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في غزة، ومنع التهديد الذي يمكن أن يشكله قطاع غزة على إسرائيل في المستقبل، على الرغم من أن هناك شبه إجماع في إسرائيل على استحالة تحقيق هذه الأهداف من خلال الحرب، وأن الحل سياسي ومرتبط بترتيب الوضع في غزة بعد الحرب”.

لا يريد نتنياهو وكاتس صفقة مع حماس وفق إطار تفاوضي بل يريدان صفقة على المقاس، وهذا لن يتحقق لا على المدى القصير ولا على المدى الطويل، لأن القبول بهذه الصفقة يعني تقديم قطاع غزة على طبق من ذهب لإسرائيل، تتحكم بموجبه في المداخل والمخارج والمعابر ويعيش فيه الغزيون -إن سُمح لهم بالعيش- كمواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة ومن غزة ستمتد عين نتنياهو إلى ما وراءها.

لقد صرح نتنياهو بأنه يسعى لمفاوضات تحت النار وهو ما يعطي الانطباع  لكل محلل ومتابع للشأن الإسرائيلي بأن نتنياهو يريد طي ملف غزة ووقف الحرب بأي ثمن، والثمن كما هو معلوم مقايضة وقف الحرب من جانب إسرائيل بتخلي حماس عن سلاحها وعن حكم القطاع. لا تمانع حماس في القبول بالشرط المتعلق بمن يحكم القطاع بعد الحرب ولكنها تصرّ على أن يحصل ذلك بمشاورات وتفاهمات فلسطينية لا بإملاءات إسرائيلية أو أمريكية، وهذا المسعى الحمساوي يتعارض مع الأنا الصهيوني جملة وتفصيلا.

لا أريد لمفاوضات الدوحة بين الكيان وحماس أن تتعثّر، ولكن ليس هناك ما يجعلنا نتفاءل في ظل الأنا المفرط الذي يميز شخصية نتنياهو الذي لا يوقّع صفقة لإنهاء حرب إلا دخل في حرب أخرى، والعارفون بشخصية نتنياهو يعلمون بأنه لا يفكر إلا بمنطق القوة ولا يبرم صفقة إلا إذا كانت تصبّ في مصلحته قبل مصلحة الكيان الصهيوني متمثلا في ذلك قول القائل: “أنا وبعدي الطوفان”.

الشروق الجزائرية

مقالات مشابهة

  • نتنياهو وكاتس.. شروط على المقاس
  • دعوات لانتخابات مبكرة.. أزمة الحريديم تفجّر خلافات داخل حكومة نتنياهو
  • كيف أطال نتنياهو بقاءه السياسي عبر المماطلة في إنهاء العدوان على غزة؟
  • وفاة أرملة زعيم البوليساريو السابق بعد سنوات من الإبعاد السياسي بسبب أصولها الجزائرية
  • نائب ليبي يحذر من تداعيات الانقسام السياسي وطبول الحرب في طرابلس على الهجرة غير النظامية
  • ضياء رشوان: نتنياهو يسعى لغطاء من ترامب لضم الضفة ضمن مشروعه السياسي
  • ألمانيا تكشف عن نهاية الحرب في السودان.. ودعم مستقبلي قادم
  • نتنياهو بين الصفقة والمناورة على طاولة ترامب
  • إعلام عبري: ترامب ضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب في غزة