جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-15@04:51:53 GMT

الإدراك مفتاح التغيير

تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT

الإدراك مفتاح التغيير

 

لينا الموسوي

تجارب الحياة كثيرة ومحطاتها مُتنوعة، ومن خلالها نمر في مراحل متعددة حسبما كتب وقسم لنا الرحمن تعالى، لكن خلال هذه المحطات العُمرية والتجارب المختلفة الحلوة الجميلة والمرة الصعبة، نخرج بدروس وعبر؛ فنتخبط أحيانًا، غير مدركين ما يحدث في حياتنا؛ مما يجعلنا ندخل في حيرة نفسية لصعوبة حل ما يُحيط بنا من تجارب اجتماعية أو اقتصادية أو غيرها، قد تُفرض علينا؛ حيث تختل الموازين ويصعب اتخاذ القرارات المُهمة فيها.

لكن ما أدركته من خلال تجاربي المتواضعة أن هناك عوامل كثيرة قد تؤثر على اتخاذ قراراتنا الشخصية أو تغيير مسيرتها بالكامل، مثل كلمة نقرأها أو نسمعها؛ فتستوقفنا لنفكر ونحلل أبعادها، فتكون كالقشة التي تأخذنا إلى بر الأمان أو تغرقنا في بحر عميق.

في يوم ما، وقعت عيني على كُتيِّب لخبير الموارد البشرية الراحل إبراهيم الفقي- رحمه الله- بعنوان "الإدراك وتأثيره على حياة الفرد"، فأخذت أتبحّر في هذه الكلمة بعمق وأتحسس معناها وأسترجع ذاكرتي إلى بعض التجارب التي مررت بها خلال محطاتي العمرية، وأيقنت أني لم أدرك أو أتحسس بعض المشكلات آنذاك، لذلك لم أكن قادرة على اتخاذ القرارات والحلول المناسبة لها.

في اعتقادي أنَّ السبب قد يعود إلى الأسلوب المجتمعي الذي كان- وما زال- يتوجه باتجاهه سلوك المجتمعات الشرقية وجزء من المجتمعات الغربية بصورة عامة في نظامه الحياتي والتربوي في البيت والمدرسة أو نظامه الإداري والعملي في الدوائر الخاصة والعامة، وهو أحد أسباب عدم إدراك أمور الحياة في وقت مبكر.

هذا الأسلوب المجتمعي يعتمد على صيغة الأمر أو النهي مثل كلمة (لا)؛ ليتم الامتناع عن فعل الأشياء من دون إعطاء فرصة للطرف الآخر لتحسس ومعرفة الإيجابيات والسلبيات لهذا الفعل أو إدراكه أو تحمل تجربة مسؤولية عمله.

مثلًا: تعامل الأم مع الطفل ليكون في أفضل في حالة وإعطاء الطفل وقت وفرصة لفهم وإدراك الأمور وتوضيح جوانبها الضارة والنافعة ليتعرف ويفهم حقيقة هذه الأفعال أو التجارب، فيمتنع عنها ولا يقع فيها. كذلك تعامل الأزواج داخل الأسرة، أو المديرين مع الموظفين في بيئة العمل، فإذا لم يفهم الموظف الأسباب التي قد تؤدي إلى عدم تطوير العمل- مثلًا- يصعب عليه إدراك وتحسس السبل الصحيحة لتصحيح الخطأ وفهمه وتحمل مسؤوليته.

أسلوب التعامل مع الحياة في تطور مستمر، وتغير فعلي، بسبب تغير أنواع المشكلات وازدياد تعقيدها، إضافة إلى التغيُّر الملحوظ في سلوك الأجيال الجديدة التي أصبحت أكثر انفتاحًا على مختلف الأساليب وحب المغامرة والتجربة، فقد يكون الأمر مجزيًا لإعطاء فرصة لهذه الأجيال لخوض التجارب ومعرفة ثناياها والتعلم منها؛ فيدركوا ويتحسسوا أبعادها تحت رعاية ووصاية أهل العلم والدراية "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" (النحل: 43).

ما أود قوله إنَّ الكلمة التي وقعت عيني عليها آنذاك وهي "الإدراك"، كانت جوابًا على أسئلة كثيرة دارت في ذهني في ذلك الوقت، عن أسباب عدم فهم ومعرفة كيفية حل المشكلات، وصعوبة اتخاذ القرارات فيها، وقد يكون المفتاح هو إعادة التفكير في أساليبنا التربوية أو الحياتية وتحديثها، ومحاولة شرح أو فهم أبعاد وأسباب أي عمل ومعرفة إيجابياته وسلبياته؛ فتتوسع أذهاننا وتزيد معرفتنا وقدرتنا على إيجاد الحلول مهما تكن صعبة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

استعراض التجارب الناجحة في حلقة عمل حول السجل المهاري لطلبة التعليم العالي

 

 

 

 

مسقط- الرؤية

نفذت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار حلقة عمل تعريفية حول السجل المهاري لطلبة التعليم العالي من الجهد الفردي إلى النجاح الوطني، تحت رعاية معالي الأستاذة الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وبمشاركة ممثلين عن مؤسسات التعليم العالي الحكومي والخاصة في سلطنة عُمان.

وهدفت الحلقة إلى التأكيد على أهمية السجل المهاري ودوره في تعزيز جاهزية الطلبة لسوق العمل، إلى جانب استعراض تجارب محلية مماثلة في مجال السجلات المهنية، بما يسهم في تبادل الخبرات وتطوير آليات توثيق الممارسات المهنية في مؤسسات التعليم العالي.

واستفتحت حلقة عمل بعرض مفصل لتجربة "إتقان"، قدمه د. ناصر الكلباني رئيس فريق السجل المهاري للطلبة، كأحد المبادرات النوعية التي أطلقتها جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، لتوفير آلية موحدة لتوثيق جميع الممارسات المهنية للطلبة أثناء فترة دراستهم، وتعزيز جاهزيتهم لسوق العمل من خلال إبراز خبراتهم ومهاراتهم بشكل رسمي ومعتمد.

ويتيح السجل للطلبة كما أشارت د. إيمان العبرية عميدة كلية علوم الحاسوب والمعلومات عضوة فريق السجل، فرصة التقييم الذاتي وربط الممارسات المهنية بأهداف التعلم الأكاديمي، مع ضمان المصداقية والاعتماد في توثيق الخبرات المكتسبة، ويشمل السجل توثيق مختلف أنواع الأنشطة والممارسات، مثل: التدريب على رأس العمل، والتدريب الاختياري، والزيارات الميدانية، والشهادات الاحترافية، وورش العمل، والمسابقات، والهاكاثونات، والمعسكرات، والمعارض، والعمل بدوام جزئي، وعضوية الجمعيات المهنية، والعمل التطوعي، ومشاريع ريادة الأعمال، والأوراق العلمية المنشورة، والملكية الفكرية، موضحة أن الطالب عند تخرّجه – إلى جانب شهادته الأكاديمية – يحصل على سجل مهني معتمد يوثق جميع هذه الممارسات، ليشكل قيمة مضافة تعزز من تنافسيته في سوق العمل.

كما شهدت الحلقة استعراض جامعة نزوى لتجربة بناء سجل إنمائي لرصد مشاركات ومهارات الطلاب، قدمه حمد العزري مساعد عميد شؤون الطلاب لبرامج الإنماء الطلابي، مركزاً على أهداف البرامج الرامية إلى بناء طالبٍ واعٍ ومؤهلٍ ومساهمٍ في تنمية مجتمعه، من خلال أربعة محاور رئيسية هي: تطوع، إبداع، وعي، وإسناد، والتي تُسهم في تطوير مهارات الطلبة وصقل شخصياتهم وتعزيز جاهزيتهم لسوق العمل، حيث يحصل الطالب عند تخرجه على سجل إنمائي يوثق مشاركاته ومهاراته المكتسبة إلى جانب شهادته الأكاديمية.

واستعرضت نبيلة آل مكي تجربة كلية مجان الجامعية، في تطبيق الأنظمة الرقمية لدعم التطوير المهني واللامنهجي للطلبة، من خلال نظام السجل المساند للأنشطة اللاصفية (Co-Curricular Transcript) الذي يوثق إنجازات الطلبة غير الأكاديمية رسميًّا، ومنصة “My Majan Web” التي توفر خدمات أكاديمية وإدارية رقمية متكاملة، بما يعزز جاهزية الطلبة لسوق العمل ويعكس التوجه نحو التحول الرقمي والتميّز المؤسسي في التعليم العالي.

 

مقالات مشابهة

  • أصول فقه المرحلة في الأمة وعمليات الانتقال الحضاري.. مشاتل التغيير (40)
  • حكومة التغيير والبناء تُحيي الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة
  • حكومة التغيير والبناء تنظم فعالية خطابية بمناسبة العيد الـ 62 لثورة 14 أكتوبر
  • عنصر طبيعي يضاعف نتائج علاج شائع للصلع... ما هو؟
  • سالم بن عبدالرحمن القاسمي يطلع على أحدث التجارب الرقمية لحكومة الشارقة في «جيتكس»
  • فريق الشهيد حسن زيد يظفر بكأس أربعينية شهداء حكومة التغيير والبناء
  • ودّع النسيان والزهايمر.. طرق بسيطة تعزز الإدراك وتُبقي عقلك شابًا
  • استعراض التجارب الناجحة في حلقة عمل حول السجل المهاري لطلبة التعليم العالي
  • طريقة مبتكرة تعتمد على جزيئات الذهب لعلاج أمراض دماغية خطيرة!
  • باحثون صينيون يبتكرون طريقة لتحويل الخلايا الجذعية إلى خلايا قاتلة للسرطان