تعيين شركة “عمران جروب” الإماراتية وكيلاً لتوزيع الروافع البرجية والمصاعد من شركة زووم ليون الصينية
تاريخ النشر: 11th, July 2025 GMT
أعلنت شركة عمران جروب الإماراتية عن توقيع اتفاقية تعاون طويلة الأمد مع شركة زووم ليون الصينية العملاقة، بحيث تم اختيارها موزعاً ومزودًا للروافع البرجية ولخدمات التأجير والتركيب والدعم الفني داخل الدولة.
وتستند هذه الشراكة إلى الخبرة التي تمتلكها شركة عمران جروب لأكثر من ثلاثة عقود من الخبرة بدول مجلس التعاون الخليجي والشرق الاوسط في مجال الروافع، وتوسّع أسطولها التشغيلي لتلبية الطلب المتزايد في السوق الإماراتي والخليجي عمومًا، وهذا يدل على الثقة العالمية بالشركات الإماراتية وامكانياتها المتقدمة في النوع من الصناعة التي يقودها الذكاء الاصطناعي حالياً.
وجاء هذا الإعلان خلال حفل رسمي أقيم في فندق أتلانتس النخلة – دبي، بحضور حشد من ممثلي رجال المال والأعمال، إلى جانب نخبة من رجال الصحافة والإعلام، إضافة إلى ممثلين عن الشركتين وعدد من أبرز المتخصصين في قطاع المقاولات والمعدات الثقيلة والبنية التحتية.
وشهد الحفل أيضًا التوقيع الرسمي على اتفاقية توريد تشمل احتياجات شركة عمران جروب الإماراتية من المعدات الثقيلة والروافع البرجية للسنوات الثلاث القادمة، مما يعكس الثقة المتبادلة بين الطرفين، ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي على المدى الطويل.
وفي تصريح صحفي له بهذه المناسبة، قال السيد/ هوانغ جيانغ بينغ “نائب الرئيس التنفيذي” في شركة زووم ليون:” نحن متحمسون لإطلاق هذه الشراكة مع شركة عمران جروب الإماراتية، واثقون بأنها ستمنح السوق الإماراتي وصولًا مباشرًا إلى أحدث تقنياتنا، خاصة تلك القائمة على الذكاء الاصطناعي، والتي تمثل مستقبل صناعة الروافع الذكية. كما نؤكد التزامنا بدعم مشاريع المنطقة بأحدث ما توصلت إليه الصناعة عالمياً، خاصة انها قامت وتقوم حالياً بتنفيذ العديد من أكبر المشاريع الاستراتيجية المهمة بالإمارات”
وأضاف:” تُعد زووم ليون واحدة من أقدم وأضخم الشركات في مجال تصنيع الروافع البرجية والمعدات الثقيلة في العالم، حيث يتجاوز عدد الروافع التي أنتجتها حتى اليوم 150,000 رافعة برجية، ما يجعلها أكبر مصنع في هذا القطاع من حيث الحجم”.
في هذا السياق، أفاد نائب الرئيس التنفيذي زووم ليون Zoomlion الصينية – بتحقيق نمو عالمي في حجم الأعمال بنسبة 30% خلال عام 2024، مدفوعًا بارتفاع الطلب في أسواق الشرق الأوسط وآسيا وأمريكا اللاتينية، في حين تواصل تطوير نماذج مخصصة للأعمال فائقة الحمولة تصل سعتها إلى 750 طنًا تُستخدم في مشاريع الجسور والمرافق الهندسية الكبرى.
روافع ذكية بتقنية الذكاء الاصطناعي
كما كشفت شركة زووم ليون عن أحدث جيل من الروافع البرجية الذكية، التي يمكن إدارتها وتشغيلها عن بُعد باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتُعد هذه التقنية نقلة نوعية في قطاع الروافع، حيث تتيح مراقبة الأداء لحظيًا، وتشخيص الأعطال عن بُعد، وتنفيذ عمليات التشغيل والصيانة آلياً باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، مما يقلل من الحاجة للتدخل البشري ويُحسن السلامة العامة ودون الحاجة إلى وجود عنصر بشري في الموقع ما يعزز مكانتها كأكبر مصنع للروافع البرجية في العالم، وتُعد هذه التقنية نقلة نوعية في هذا القطاع، حيث توفر مستويات عالية من الأمان والكفاءة وتقلل التكاليف التشغيلية.
من جانبه، صرّح السيد/ صلاح محمد “الرئيس التنفيذي” لشركة “عمران جروب الإماراتية” قائلاً: “نفخر باختيارنا وكيلاً لشركة زووم ليون في دولة الإمارات، ونلتزم بتوفير منتجات عالية الجودة وخدمات متكاملة لقطاع المقاولات والإنشاءات، مع التركيز على الابتكار والسلامة والموثوقية، وذلك ضمن خطة طويلة الأمد تلبي احتياجات السوق الإماراتي المتسارعة.
وأضاف قائلاً: تُعد هذه الشراكة خطوة استراتيجية تعزز موقع الإمارات كمركز إقليمي متطور منتجاً ورائداً في صناعة وتجارة المعدات الذكية تنافس فيه الدول المتقدمة في هذا المجال، وتفتح آفاقًا جديدة للاستثمار في تقنيات البناء الحديث.
وفيما يتعلق بتأجير الروافع، أجاب السيد/ صلاح محمد: يُعد قطاع تأجير الروافع البرجية من أبرز المؤشرات على حيوية السوق، نظرًا لمرونة هذا النموذج في تلبية احتياجات المشاريع قصيرة ومتوسطة الأجل، وقد شهدت أسعار التأجير ارتفاعًا يتراوح بين 10% و15% ، مع نقص في المعروض خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، وهو ما يعكس مزيجًا من زيادة الطلب من جهة، وارتفاع تكاليف التشغيل والصيانة والشحن من جهة أخرى. وتشير شركات عاملة في هذا المجال إلى أن نسبة إشغال أسطول الرافعات المتوفرة وصلت إلى مستويات غير مسبوقة منذ عام 2019″.
أما على صعيد أسعار البيع، قال السيد/ صلاح: تشهد أسعار بيع الرافعات البرجية زيادات تدريجية وصلت إلى نحو 10% مدفوعة بتكاليف التصنيع والشحن خلال الفترة ذاتها، ويُعزى ذلك ايضاً إلى الارتفاع العالمي في أسعار المواد الخام مثل الفولاذ، إلى جانب تضخم تكاليف الشحن الدولي والتأمين، كما تلعب تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحكم عن بُعد دورًا إضافيًا في رفع قيمة المعدات الحديثة، خاصةً تلك التي يمكن تشغيلها دون الحاجة لوجود بشري مباشر في موقع العمل.
توقعات مستقبلية
وأضاف قائلاً: تشير المؤشرات إلى أن السوق سيواصل نموه خلال العامين القادمين بنسبة لا تقل عن 15%، وذاك خصوصًا مع اعتماد تقنيات التشغيل الذكي وزيادة مشاريع التطوير العقاري والاصطناعي في الدولة. كما يُتوقع أن تشهد عقود التأجير طويلة الأجل والشراء المؤسسي نمواً متسارعاً، ما يدفع الشركات العاملة إلى توسيع شراكاتها وتعزيز مخزونها من المعدات المتقدمة
ولدى سؤالنا عن توقعاته وتطلعاته عن الفترة القادمة قال: انه مع تصاعد الطلب، وارتفاع الأسعار، ودخول تقنيات الذكاء الاصطناعي في المعدات الثقيلة، تبدو سوق الروافع البرجية في الإمارات مهيأة لمرحلة جديدة من التوسع والابتكار، مدعومة بشراكات دولية واستراتيجيات توزيع أكثر تخصصًا تلبي متطلبات المشاريع العملاقة، وفي ظل الطلب القوي، والتقنيات المتقدمة، والارتفاع الملحوظ في أسعار البيع والتأجير، تبرز زووم ليون كشركة تقود مستقبل صناعة الروافع البرجية عالميًا، وتُعد شراكتها مع عمران جروب تحركًا استراتيجيًا مدروسًا ينسجم مع التحولات الاقتصادية في السوق الإماراتي”.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
هل روبوتات الذكاء الاصطناعي مجرّد ضجيج أم أمل حقيقي؟
ترجمة: بدر بن خميـس الظفري
طالما حلم الإنسان بأن تتولّى الآلات عنه الأعمال الشاقّة، وأن تساعده في المهام الذهنية كذلك. وعلى مدى القرون، ازداد اعتماد البشر على الآلات بوتيرة متسارعة، حتى وصلنا اليوم إلى مرحلة باتت فيها الروبوتات تؤدي شتى أنواع المهام اليدوية، وتُظهر مهارات لافتة.
وينطبق الأمر نفسه على الأنشطة الفكرية. فمنذ ظهور برنامج «تشات جي بي تي»، أصبح الجميع يدرك حجم الإمكانات التي يحملها الذكاء الاصطناعي. والمشهد مذهل بالفعل: كيف يمكن لبرامج أن تمتلك هذا القدر من المعرفة، وأن تنتج نصوصا واستنتاجات تبدو منطقية؟ وهل هناك حدّ لما قد تبلغه؟ ولماذا تحتاج هذه الأنظمة إلى موارد هائلة من البيانات والطاقة الحاسوبية؟
لكن لنبدأ من البداية، فمصطلح «الذكاء الاصطناعي» ظهر في خمسينيات القرن الماضي، وصاغه عالم الرياضيات الأمريكي جون مكارثي خلال ورشة عمل كانت مخصّصة للبحث في مستقبل قدرات الحواسيب. وقد قال لاحقا إن المصطلح لم يأت نتيجة تفكير علمي عميق، بل لأنهم أرادوا عنوانا مثيرا يجذب التمويل اللازم للورشة!
ومع ذلك، فإن فكرة الآلة الذكية سبقت ذلك بكثير؛ ففي عام 1939 عرضت شركة «وستنغهاوس» خلال معرض نيويورك العالمي نموذجا بشريّ الشكل يدعى «إلكترو»، قادرا على المشي والكلام والسمع.
وبمعايير اليوم، كان الروبوت بدائيا للغاية، لكنه جسّد مبكرا مفهوم الروبوت الإنساني، وكان يرافقه جهاز آخر على شكل كلب يُسمى «سباركو». وفي عام 1941، قدّم المهندس الألماني كونراد تسوزه أوّل حاسوب حديث، ثم طُوّرت أنظمة التحكم بالحركات الكهربائية عبر الحاسوب في أوائل الخمسينيات ودخلت مرحلة الإنتاج. تلك الخطوات كانت الأساس الذي قامت عليه الأنظمة الحالية، وإن كان أحد في ذلك الوقت لا يتخيّل مدى ما ستصل إليه الحواسيب اليوم.
هذه التطورات تطرح سؤالا أساسيا: هل يمكن للآلات أن تضاهي الذكاء البشري، أو حتى تتجاوزه؟ وكيف يمكن تحقيق ذلك؟ أرى أن المسألة تقوم على ثلاثة مستويات.
أولا، درج الذكاء الاصطناعي التقليدي على محاكاة قدرات معرفية بشرية معينة، ولكن ضمن نطاق ضيّق، ومع ذلك، يمكنه إنجاز المهام بسرعة وكفاءة أكبر. من ذلك التفكير الرياضي، ولعب الشطرنج، وقراءة الخرائط للملاحة. اليوم، يُعدّ من المسلّم به أن هذه مهارات بشرية يمكن نقلها إلى الآلات، لكن في عام 1956 كانت أقرب للخيال العلمي.
لقد أصبحت هذه الأحلام واقعا، لكنها لم تعد تُصنّف ضمن «الذكاء الاصطناعي» بالمعنى الشائع. وكما قال مكارثي: «عندما يعمل النظام جيدا، لا يعود أحد يسمّيه ذكاء اصطناعيا». أما الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي، وهو الذكاء الاصطناعي التوليدي، فقد دخل الوعي العام بقوة، ويمتاز بقدرته على إنتاج نصوص وصور وأصوات جديدة استجابة لتعليمات تُكتب بلغة طبيعية.
غير أن تدريب هذا النوع من «الذكاء الاصطناعي غير المجسّد» يعتمد على كميات ضخمة من البيانات المأخوذة من الفضاء الرقمي، ويتطلب قدرة حسابية هائلة. وهذا يعني أنه يرتبط بعالمنا الواقعي بشكل غير مباشر للغاية. ثانيا، يمكن إيجاد بيئة رقمية تحاكي قوانين الفيزياء في العالم الحقيقي بهدف إنتاج بيانات أقرب إلى الواقع لتدريب الأنظمة الذكية. في هذه البيئة، تُحاكي الأشياء الافتراضية خصائص الأشياء المادية بدقة كبيرة. فمثلا، تسقط قطرة الماء وتتحرك كما تتحرك في الطبيعة.
وفي هذا «العالم الافتراضي»، أو ما يُعرف بـ«الميتافرس» (العالم الماورائي الرقمي)، يمكن تدريب أنظمة التعلم الآلي على الاستكشاف والتجربة، وتنمية حسّ الفضول والقدرة على التعامل مع تنوّع المواقف.
غير أن هذا العالم، مهما بلغ تشابهُه مع الواقع، يظل من صنع الإنسان ويُصوّر العالم من منظور الإنسان فقط. وبالتالي، لا يمكن أن نتوقع فيه المفاجآت الحقيقية التي شكّلت مسار حياتنا وأسهمت في تطوّر الذكاء البشري.
في المستوى الثالث، يمكن تجاوز تلك القيود من خلال تمكين الحواسيب من العمل باستقلالية داخل العالم الحقيقي عبر الروبوتات التي تستشعر بيئتها باستخدام المجسّات. وبفضل أدوات الحركة المدمجة فيها ـ مثل الأيدي والأذرع والأرجل ـ تستطيع هذه الروبوتات تغيير بيئتها، ثم ملاحظة النتائج المترتبة على ذلك.
وهكذا تنشأ «حلقة مغلقة» تجمع بين الإدراك، والفهم الذكي، وتنفيذ الأفعال. وبذلك يصبح بإمكان الآلة المزوّدة بنظام ذكاء اصطناعي مدمج أو متصل بها خارجيا أن تخرج إلى العالم «بمفردها»، وأن تتعلم وتطوّر ذكاءها الخاص. ويُطلق على هذا النوع من الذكاء اسم «الذكاء المجسّد»، لأنه مرتبط بجسد، ومصمّم بما يتناسب مع خصائص الروبوت نفسه، من طريقة إدراكه للعالم إلى قدرته على التفاعل معه.
ماذا يمكن أن نتوقع في المستقبل؟ من الواضح أن دمج الذكاء الاصطناعي بالروبوتات ـ وليس بالضرورة الروبوتات الشبيهة بالبشر التي تمتلك سيقانا، بل بمختلف أشكالها ـ هو الطريق الذي سيُسهم في جعل الآلات الذكية قادرة على أداء مهام مفيدة.
فإذا استطاعت هذه الكيانات «المجسّدة» أن تفهم عالمنا الحقيقي مباشرة، وأن تمزج هذا الفهم بما اكتسبته من الفضاء الرقمي، فقد يؤدي ذلك إلى تآزر أو علاقة تكاملية تجعل الإنسان أكثر ذكاء وتفتح أمامه آفاقا أوسع بكثير.
ويتحمل واضعو السياسات والباحثون مسؤولية رئيسية في الاستثمار في هذا النوع من الروبوتات باعتباره جزءا أساسيا من مهمتهم في دعم تطور الإنسان. كما أن الفوائد العملية لاستخدام هذه الآلات في عمليات الإنتاج ستظهر بوضوح في المدى القصير والمتوسط.
إن البلدان التي تمتلك أعلى كثافة من الروبوتات ـ مثل الصين، وكوريا الجنوبية، وسنغافورة، وألمانيا، واليابان ـ تتمتع بأفضلية إنتاجية هائلة. ومن المتوقع أن يتّسع هذا الفارق بدرجة كبيرة مع دخول الوكلاء المجسّدين إلى خط الإنتاج.
أما الدول التي تمتلك قاعدة صناعية واسعة وموارد بيانات كبيرة، وتعرف كيف توفّق بين البرمجيات وأنظمة الحوسبة المدمجة والمجسّات والميكاترونكس والذكاء الاصطناعي، فهي الأكثر قدرة على طرح هذه الآلات في الأسواق.
وليس من قبيل المصادفة أن هذه الدول هي بالفعل في طليعة صناعة الروبوتات.
ومع الإنجازات اللافتة التي تحققها الشركات الناشئة الصينية في مجال الروبوتات الشبيهة بالبشر، ومع الهدف المعلن للصين بأن تصبح رائدة في الذكاء الاصطناعي المجسّد ـ كما ورد في توصيات الخطة الخمسية الصينية الخامسة عشرة (2026-2030) ومبادرة «الذكاء الاصطناعي بلس» ـ فإننا نتوقع إنجازات كبيرة إذا ما نُفّذت هذه الخطط بذكاء.
كما أن المنافسة الدولية تتصاعد، ما يجعل السنوات المقبلة حبلى بابتكارات لافتة في هذا المجال. وأنا شخصيا لا أطيق الانتظار لرؤية ما سيظهر.