استشارية أسرية: لا علاقة بين الإدمان والمستوى الاجتماعي أو الثقافي
تاريخ النشر: 11th, July 2025 GMT
أكدت الدكتورة ياسمين الجندي، استشاري العلاقات الأسرية والتربوية، أن الإدمان لا يرتبط بمستوى اجتماعي أو ثقافي معين، بل هو ظاهرة مركبة يمكن أن تظهر في جميع البيئات، بغض النظر عن التعليم أو الدخل أو مكانة الأسرة.
وأوضحت الجندي خلال مشاركتها في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن الدراسات الميدانية والتجارب الواقعية أثبتت أن المدمنين ينتمون إلى مختلف الطبقات، من الأسر البسيطة إلى العائلات الراقية، ومن غير المتعلمين إلى أصحاب الشهادات العليا، لافتة إلى أن الدوافع النفسية والعاطفية تظل القاسم المشترك خلف سلوكيات الإدمان.
وأضافت أن الأسباب الأعمق تتعلق بـ"الرغبة في الهروب أو التغيير أو البحث عن هوية"، وهي محفزات لا تعترف بفروق الطبقة أو الخلفية الثقافية، مشيرة إلى أن بعض الشباب يدخلون عالم الإدمان فقط لإثبات ذاتهم أو الشعور بالانتماء لمجموعة، حتى لو كانت منحرفة.
وحذّرت الجندي من النظرة النمطية التي تحصر الإدمان في البيئات الفقيرة أو المهمشة، مؤكدة أن الإنكار داخل الأسر الراقية يمثل خطرًا مضاعفًا، لأنه يؤخر الاعتراف بالمشكلة ويمنع التدخل المبكر لعلاجها.
واختتمت الجندي حديثها بالتأكيد على أن مواجهة الإدمان تتطلب جهودًا تربوية ونفسية شاملة، تبدأ من الأسرة وتمتد إلى المدرسة والمجتمع، مشددة على أن الفهم الصحيح لطبيعة الإدمان هو أول خطوات الوقاية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإدمان المخدرات محمد موسى
إقرأ أيضاً:
استشارية صحة نفسية: البيدوفيليا مرض عصبي سلوكي يستهدف براءة الأطفال
قالت الدكتورة منال حمادة، استشاري الصحة النفسية، إن ظاهرة "البيدوفيليا" أو الميل الجنسي تجاه الأطفال تُعد من أخطر الاضطرابات النفسية التي تهدد كيان المجتمع والأسرة، مؤكدة أن الاعتداء على الأطفال سواء بالتحرش أو بأي وسيلة مؤذية أخرى، يمثل جريمة مركبة، نفسية وسلوكية، لا تفرق بين ذكر أو أنثى، بل تستهدف الطفل ما دون سن البلوغ.
وأوضحت حمادة خلال مشاركتها في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن من يرتكب هذا النوع من الاعتداءات يعاني غالبًا من خلل في بعض الوظائف العصبية داخل الدماغ، وخاصة في القشرة الأمامية، إضافة إلى اضطرابات في كيمياء المخ والروابط العصبية، مما يؤدي إلى تشوه إدراكي يجعل الطفل مادة لإثارة غير طبيعية في نظر المعتدي.
وأضافت أن المجتمع المصري شهد في السنوات الأخيرة عددًا من الحوادث الصادمة التي سلطت الضوء على هذه الظاهرة، مثل واقعة "حادثة البامبرز" المؤلمة، وحالات أخرى تطرقت لها الدراما، كما في مسلسل "تحت الوصاية" الذي عالج المسألة بعمق، وأظهر كيف يمكن أن تكتشف الأم الواعية المؤشرات الأولى للاعتداء وتواجهها بشجاعة.
التصدي لتلك الظاهرةوأكدت حمادة، أن التصدي لهذه الظاهرة لا يمكن أن يكون مسؤولية فردية، بل يتطلب تكاتفًا من جميع مؤسسات الدولة والمجتمع، بدءًا من الأسرة، مرورًا بالمدرسة، وصولًا إلى المؤسسات التعليمية والإعلامية والدينية، مشددة على أهمية التدخل المبكر والتوعية المجتمعية قبل فوات الأوان.
وكشفت أن مؤتمر التصدي المجتمعي لظاهرة البيدوفيليا، الذي أقيم تحت رعاية مركز السلام النفسي للتعلم وتنمية المهارات، شارك فيه عدد كبير من الخبراء وأصحاب الأبحاث العلمية المتخصصة، إلى جانب ممثلين عن بعض الدول العربية، كما شهد المؤتمر حضورًا لافتًا من المدارس وأولياء الأمور، ضمن خطة توعية شاملة تستهدف الوقاية قبل العلاج.
وأكدت أن كثيرًا من الحالات داخل المدارس لا يتم الإبلاغ عنها بسبب الخوف من الوصمة الاجتماعية، مطالبة الأهالي بالتعامل مع هذه القضايا بجدية وشجاعة، وعدم التستر على أي واقعة قد تهدد مستقبل الطفل وسلامه النفسي.
وحذرت استشاري الصحة النفسية من أن تكرار الاعتداء على الطفل في سن صغيرة يخلق حلقة عدوى مجتمعية، قائلة: "الطفل المعتدى عليه مرة، قد يصبح ضحية تكرر الجريمة عشر مرات لاحقًا، مما يخلق آلاف الحالات ويؤدي في النهاية إلى اضطراب سلوكي واسع النطاق يهدد تماسك المجتمع".