بوابة الفجر:
2025-07-12@03:37:32 GMT

مؤمن الجندي يكتب: 100 ذنب

تاريخ النشر: 11th, July 2025 GMT

في زمنٍ تسللت فيه الأصابع إلى الشاشات، وانطلقت الألسن من خلف الستائر، صار أبسط ما يُمكن أن يفعله البعض أن يجلدوا الآخرين بالكلمات. كلمات لا تُقال في وجوههم، بل تُلقى خلف ظهورهم كما تُرمى الحجارة على نوافذ البيوت الدافئة. لا قانون يحكمها، ولا ضمير يردعها، وكأن مشاعر الناس أصبحت بلا قيمة، وسمعتهم صارت مشاعًا لمن شاء.

مؤمن الجندي يكتب: مهما صفق الواقفون مؤمن الجندي يكتب: حين تنام الموهبة على رصيف الإهمال

في زمن السوشيال ميديا، لا أحد في مأمن.. المشاهير صاروا هدفًا يوميًا للشتائم والتنمر، وكأن الشهرة لا تمنحهم سوى حق الوصول إلى قلوب الناس، لكنها لا تحميهم من سهامهم المسمومة.

لفت انتباهي موقف لأحمد سيد زيزو، لاعب الأهلي المنتقل من الزمالك، لم يصرخ، لم يسب، لم يردّ الإساءة بمثلها.. لكنه كتب رسالة على إنستجرام، هي في حقيقتها صفعة أخلاقية على وجه من لا ضمير له.. قال:

"السؤال الوحيد اللي مش عايز يطلع من دماغي.. هو بجد لما حد يخوض في عرض الناس ويشتم ويسب ويتنمر، ده بيعود عليه بإيه؟ هل بيته اتغير؟ هل عربيته اتبدلت؟ هل أولاده اتقدموا؟ لا."

وإذا كان زيزو واجه الكلمات، فإن إبراهيم سعيد واجه القيد.. خرج من محبسه بعد تجربة إنسانية مريرة، ليجد في استقباله سيلًا من الشماتة والتشويه، وكأن البشر أصبحوا ملائكة لا تخطئ، يصدرون أحكامهم على غيرهم من برج الطهارة المُزيّف.

أرى كل يوم أثناء تصفحي على السوشيال ميديا، إنسان يُذبح بكلمة، ويبتسم للكاميرا كي لا يُظهر جرحه.. فلا بد أن يتدخل المتخصصون ويقدموا حلولًا! نحتاج دروسًا ناعمة في الأخلاق، وعتابًا راقيًا على مجتمع يُتخم بالكره، ويجوع للرحمة.


صديقي القارئ سواء كنت أهلاوي أو زمالكاوي أو تخصص تنمر فيسبوكي، أيها العابر في ساحة التعليقات، تمهّل.. الناس لا تعرفك، ولكن الله يعرفك، الكلمة التي ترسلها ربما تبيت ليلتك في راحة، لكنها تسكن في قلب غيرك كشوكة، لا تخرج، فلا تنزلق دون تفكير.

ليس ضروريًا أن تكون مشهورًا كي تُؤذى، وليس ضروريًا أن تكون مخطئًا كي تُهاجم.. كل ما في الأمر أن القلوب امتلأت بالحقد والسخرية وقصف الجبهات وتشجيع بشكل جديد لا يمت للرياضة بشيء، ونسيت أن الدنيا لا تدوم لأحد.

"مش دايمة لحد"... عبارة ختم بها زيزو رسالته، لكنها ليست مجرد كلمات. إنها الحقيقة التي ننساها في زحمة الانفعال. الشهرة لا ترفع، والشتائم لا تُصلح، والتنمر لا يغيّر الواقع.

مؤمن الجندي يكتب: الهروب العظيم مؤمن الجندي يكتب: أزرار السوشيالجية

في النهاية، إن أردنا أن نتغير، فليكن ذلك أولًا من شاشات هواتفنا، من لغتنا، من ضمائرنا.. ولنتذكّر دائمًا: "القلوب ليست صناديق قمامة نلقي فيها قذاراتنا اللفظية ونمضي، فقد يكون الذنب البسيط من وجهة نظرك بـ100 ذنب!".

صباحكم جميل، لكن أجمل إن جعلتموه جميلًا لغيركم أيضًا.

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: زيزو ابراهيم سعيد الأهلي الزمالك مؤمن الجندی یکتب

إقرأ أيضاً:

ماجك سيز ليست الأخيرة .. اليمن يعلن معادلة ’’لا ممر آمن حتى تتنفس غزة’’

أشعلت القوات المسلحة اليمنية من جديد منطقة البحر الأحمر بعملية عسكرية غير مسبوقة باستهداف وإغراق السفينة التجارية “ماجيك سيز”، والتي ترتبط بالعدو الصهيوني، هذا الحدث لا يمثل مجرد هجوم بحري عابر، بل هو تطور نوعي في نمط المواجهة مع “العدو الصهيوني”، خصوصًا بعد استمرار الحرب على غزة لأكثر من تسعة أشهر، وما رافقها من حصار خانق ومجازر بحق المدنيين ، وتصعيد العدو الصهيوني بعدوان جديد على مناطق متفرقة في محافظة الحديدة 

يمانيون / تقرير/ طارق الحمامي

تصعيد يمني يكسر التوازنات ويعيد رسم معادلات البحر الأحمر

يمثل هذا الهجوم البحري من أهم وأخطر العمليات اليمنية التي أدت إلى غرق كامل لسفينة تجارية ذات صلة العدو الصهيوني، منذ بدء المواجهات البحرية، ما يعكس مستوى الاستعداد العسكري والتقني الذي بلغته اليمن في توظيف قدراتها الهجومية البعيدة المدى في سبيل دعم الشعب الفلسطيني في غزة،  ويؤكد هذا الحدث على نقطة تحول استراتيجية، مفادها أن اليمن بات مستعدًا للذهاب إلى أبعد مدى في التصعيد، حتى لو كلّف ذلك مواجهة مباشرة مع قوى بحرية إقليمية أو دولية.

 

تفاصيل العملية العسكرية

في السادس من يوليو 2025، أعلن متحدث القوات المسلحة اليمنية  العميد يحيى سريع عن استهداف سفينة الشحن العملاقة “ماجيك سيز”، باستخدام مزيج من الصواريخ البحرية والطائرات المسيرة والقوارب الانتحارية،  السفينة كانت ترفع علم ليبيريا، مملوكة لشركة يونانية لكنها تشغل خط شحن يتعامل تجاريًا مع العدو الصهيوني،  تم توجيه ضربة دقيقة للسفينة أثناء إبحارها جنوب البحر الأحمر، مما أدى إلى غرقها بالكامل بعد ساعات من الهجوم.

أظهرت العملية تنسيقًا تقنيًا عاليًا من حيث ، تحديد مسار السفينة بدقة ، واستهداف نقطة ضعف هيكلها من الجهة اليمنى وتنفيذ مناورة هجومية من عدة اتجاهات، على غرار العمليات البحرية النظامية.

ردود الأفعال الدولية

الولايات المتحدة وصفت العملية بأنها “تصعيد خطير يهدد حرية الملاحة العالمية” وطالبت بحشد قوات متعددة الجنسيات لحماية الممرات البحرية في البحر الأحمر أما الاتحاد الأوروبي أعرب عن قلقه العميق من أن المنطقة باتت “على شفير انفجار بحري إقليمي”، في إشارة إلى اتساع نطاق المواجهات.

الصين دعت إلى التهدئة وطالبت بإيجاد “حل سياسي مستدام لإنهاء العدوان على غزة” ، أما روسيا فقد ربطت بين التصعيد اليمني وبين استمرار المجازر في غزة، مشيرة إلى أن تجاهل المطالب الإنسانية يفاقم الصراع.

المواقف العربية 

الإمارات والبحرين نددتا بالعملية، معتبرتين أن “استهداف السفن التجارية يضر بالاستقرار الإقليمي”.

السعودية التزمت الصمت الرسمي، في حين تحدثت مصادر عن اتصالات غير معلنة مع واشنطن والكيان الإسرائيلي لتقييم الوضع.

الأبعاد العسكرية للعملية

الهجوم يؤكد امتلاك القوات المسلحة اليمنية  قدرات بحرية متقدمة ، تشمل رصد ومتابعة السفن عبر الأقمار الصناعية التجارية ، واستخدام الطائرات الانتحارية في بيئة بحرية معقدة ، والقدرة على التنسيق الميداني في المياه المفتوحة.

قد تدفع هذه العملية العدو الصهيوني إلى توسيع عملياتها الجوية ضد الموانئ اليمنية ، وممارسة الضغوط على الولايات المتحدة الأمريكية لتقديم دعم مباشر في البحر الأحمر، ضمن تحالف جديد.

الأبعاد السياسية والإستراتيجية

على المستوى الإقليمي ، العملية تؤسس لنقطة تحول في الصراع البحري، وتظهر أن اليمن طرف فاعل في معادلات المنطقة ، وأن القوات المسلحة اليمنية تستطيع التعامل مع التهديدات الصهيونية برفع  سقف الرد الإقليمي، ويبعثون برسالة مفادها ’’لن تكون هناك موانئ آمنة طالما غزة تُقصف’’ .

على المستوى الدولي ، ارتفاع تأمين السفن العابرة للبحر الأحمر بنسبة تصل إلى 900٪ ، واضطرار الشركات العالمية إلى تعديل خطوط الشحن، ما يؤثر على التجارة بين آسيا وأوروبا ، وليس مستبعداً أن يعود التدخل العسكري الدولي في اليمن بذريعة حماية الملاحة الدولية .

خاتمة

إن العملية العسكرية  اليمنية ضد “ماجيك سيز” لا تمثل مجرد ضربة عسكرية بل إعلانًا واضحًا بأن اليمن دخل مرحلة جديدة من معركة كسر الحصار عن غزة بكل ما يملك من قوة وتأثير،  وتأتي هذه الخطوة بعد عدوان صهيوني استهدف منشئات مدنية في محافظة الحديدة، يبدو أن الرسالة اليمنية كانت واضحة للعدو الصهيوني ’’لن تنعموا بأمن الملاحة، ما لم تنعم غزة بأمن الحياة’’ ،وأن القوات المسلحة قادرة على فرض معادلات جديدة، حتى في وجه تحالفات بحرية كبرى،  وهو ما يستدعي من المجتمع الدولي أن يعيد تقييم تعامله مع جذور الأزمة في غزة، لا مجرد ظواهرها العسكرية.

مقالات مشابهة

  • فيدان: مأساة غزة تمثل فشلا للإنسانية لكنها أكبر للعالم الإسلامي
  • أوزغور أوزيل: “رأيت الصور وكأن ماءً مغليًّا صُب على رأسي”
  • «بياع كلام».. حنين تطرح الجزء الأول من ألبومها الجديد
  • نتنياهو: سننهي الحرب بلا حماس وهوية أسرى الصفقة ليست بيدنا
  • حنين تطرح الجزء الأول من ألبومها الجديد بياع كلام
  • غروندبرغ: المفاوضات اليمنية صعبة لكنها تمنح الأمل.. وتحذير من تفاقم الانقسامات
  • ماجك سيز ليست الأخيرة .. اليمن يعلن معادلة ’’لا ممر آمن حتى تتنفس غزة’’
  • ليست الصين وحدها.. آلاف السدود تغيّر الأرض ومناخها
  • حواء السودانية والدة صحيح، لكنها ليست مدربة تنمية بشرية