الثورة نت:
2025-12-13@19:05:11 GMT

المال يحكم العالم

تاريخ النشر: 12th, July 2025 GMT

 

 

مرحلة حضارية جديدة يلج إليها العالم بكل شعوبه، هي مرحلة المال، الحاكم والمسيطر، الذي يحدد مكانة الشعوب والأمم وقدراتها ومواقفها، ومواقعها على خارطة العالم..
خلال العقدين الماضيين لعبت شركات التواصل الاجتماعي دوراً في تغيير أنماط وسلوكيات وثقافات شعوب العالم وعلاقاتها، ورغم التحولات الحضارية والثقافية والأخلاقية التي شكّلت قناعات شعوب العالم جراء تعاطي هذه الشعوب مع منتجات هذه الشركات، التي سيطرت بقوة تأثيرها على عقلية المتلقي وثقافته وأنماطه السلوكية، وصولاً إلى التأثير في علاقته الأسرية والاجتماعية، وأيضا علاقته مع وطنه والشعب الذي ينتمي إليه، لدرجة تعجز عن الإتيان بمثلها أعظم الثورات الثقافية والاجتماعية التي عرفتها شعوب العالم عبر تاريخها الموغل في القدم.

.
عالم اليوم يقف أمام مرحلة حضارية وتاريخية وثقافية واجتماعية، مرحلة تختلف في كل أنماطها عن المراحل السابقة التي عاشها العالم وأطرت قيم وسلوكيات الشعوب والأمم قبل بزوغ فجر ثورة التقنيات المعلوماتية التي تهيمن على حياة الشعوب، وأحدثت ثورة في الوعي الإنساني وحطمت جدران الانعزال والخصوصيات الوطنية والدينية والحضارية..
خطوة جريئة أقدم عليها – الملياردير الأمريكي – سيد الفضاء وامبراطور الأرض، المتصلة بإعلانه تأسيس حزب سياسي في أمريكا، التي فيها العديد من الأحزاب السياسية، لكن يحتكر قرارها وهويتها حزبان أساسيان هما الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي المسيطران على أمريكا ويتبادلان حكمها منذ عقود وغير مسموح لأي حزب آخر أن يصل إلى البيت الأبيض غيرهما..
معادلة أصبحت عرضة للتحول مع إيلون ماسك القادر فعلاً على تغيير النمط السياسي الأمريكي، والقادر على تهميش الحزبين المحتكرين للسلطة الأمريكية، وإعلانه تأسيس حزب جديد بزعامته، خطوة باتجاه إحداث ما يمكن اعتباره انقلاباً سياسياً في المجتمع الأمريكي الذي يعاني من هيمنة الحزبين الديمقراطي والجمهوري، اللذين تمكنا على مدى عقود من تهميش أحزاب وفعاليات سياسية صغيرة، وهذه الأحزاب ستجد فرصتها في تأطير نفسها تحت راية حزب ماسك الذي سيلتحق بحزبه أيضا الكثيرون من أعضاء الحزبين الرئيسيين، الذين يتطلعون للتغيير، وفي مقدور ماسك إحداث تغيير في الوعي السياسي الأمريكي وتحطيم حاجز الاحتكار الذي شيّده الحزبان الديمقراطي والجمهوري لعقود طويلة، وإن كان ترامب الذي لم تكن له علاقة بالحزبين ولا ينتمي لترويكات الدولة العميقة، قد استطاع شراء جمهور الحزب الجمهوري، الذين أوصلوه إلى البيت الأبيض، فإن “إيلون ماسك” ومن خلال حزب يتبعه وهو مؤسسه وقائده، من السهولة أن يصل للبيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة عام 2028م، ويبدو أن إعلان “ماسك” تأسيس ” حزب أمريكا” بزعامته، هو خطوة أولية في مواجهة ترامب الذي لم يتردد في وصف خطوة “ماسك” بـ “السخيفة”، في محاولة منه للتقليل من أهمية الخطوة التي من المتوقع أن تسقط صولجانه وتحطم الاحتكار السياسي للحزبين الجمهوري والديمقراطي ..
خطوة ماسك ستفتح آفاقاً لرموز المال والثروة في العديد من البلدان للاقتداء به، خاصة أولئك الأثرياء العصاميين الحالمين بأنظمة حكم مستقرة في أوطانهم، أنظمة خالية من الفساد والهيمنة والتسلط، الذين قد يجدون أنفسهم يشكلون أحزابهم الخاصة ويخوضون بها المعتركات السياسة بهدف الإصلاح ووضع أسس لأنظمة وقوانين تحقق العدالة والتنمية داخل أوطانهم، بدلاً من بقاء هذه الأوطان رهينة لقوى الهيمنة والفساد ولوبيات المصالح، التي لم تسلم من فسادها الأوطان والشعوب، ولا الرأسمالية الوطنية ورموزها، التي أنهكتها الأنظمة الفاسدة والأحزاب الفاسدة، التي أصبح كل همها أن تحظى من الحاكم بحصة من الغنائم التي تسكت بها الأنظمة الحاكمة الوجه الآخر لها المعارضة..
إن خطوة إيلون ماسك تعتبر ثورة وانقلاباً سياسياً لن يقف في نطاق الجغرافية الأمريكية، بل سيطال الكثير من دول العالم، التي سنرى فيها نسخاً من ماسك متعدد الهوية والجغرافية والأوطان وفي أكثر من قارة.
إن المال هو الحاكم الفعلي للعالم اليوم، وطالما هو كذلك، فإنه من الطبيعي أن يصبح أصحابه هم أصحاب القرار وصنَّاعه، وهم أولى بكرسي الحكم، على الأقل سيطهرون السلطة من الفاسدين، وسيحرصون على تحقيق استقرار وتنمية وطنية عجز عن الإتيان بها الآخرون، الذين يخوضون صراعاً دامياً فيما بينهم على السلطة والثروة والنفوذ، موظفين في صراعهم كل العاهات الاجتماعية، فيما لن يكون الحال كذلك إن أصبحت السلطة بيد رموز الرأسمالية الذين أعطوا أوطانهم من مقومات التنمية أكثر ربما مما أنجزته الأنظمة الحاكمة، التي وإن أنجزت، فكل إنجازاتها إما تحققت بالديون أو المساعدات والهبات من دول أخرى.
أجزم أن ” إيلون ماسك” في طريقه لإحداث انقلاب سياسي حقيقي في الوعي الجمعي الأمريكي، الذي قطعاً سيمتد تأثيره إلى كل خارطة العالم.. وفي النهاية لماذا لا تجرب الشعوب والدول حكم رموز الرأسمالية، بعد أن فشلت كل التيارات في مهامها وخاصة داخل أقطارنا العربية المنكوبة بنخب سياسية ملوثة وفاشلة، وأثبتت أنها عصية على الإصلاح وعاجزة عن تقديم أفضل مما هي عليه؟

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

من أين جاء لاعبو الإمارات الذين هزموا الجزائر في كأس العرب؟

تغلب المنتخب الإماراتي على نظيره الجزائري بركلات الترجيح في ربع نهائي كأس العرب 2025، المقامة في قطر.

وبعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، تألق الحارس الإماراتي حمد المقبالي، ليوصل منتخب بلاده إلى نصف نهائي البطولة في مواجهة مرتقبة مع المغرب.

ولفتت الإمارات الأنظار من خلال العدد الكبير من اللاعبين المجنسين حديثا، والذين قادوا "الأبيض" إلى نصف نهائي كأس العرب، عقب فشلهم بالوصول إلى مونديال كأس العالم 2026.
منتخبنا يعود ويعادل النتيجة ✅

برونو أوليفيرا يسجل هدف التعادل لمنتخب الإمارات في شباك منتخب الجزائر ????????⚽#الجزائر_الإمارات#كأس_العرب pic.twitter.com/wi5fT3WU0f — ADSportsTV (@ADSportsTV) December 12, 2025

كيف بدأت القصة؟

في أيار/ مايو 2018، أقر مجلس الوزراء الإماراتي قرارات تاريخية بشأن مشاركة اللاعبين غير المواطنين في المسابقات الرسمية، حيث جرى الإعلان عن مسمى "اللاعب المقيم"، والذي تضمن أيضا أبناء المواطنات، ومواليد الدولة، إضافة إلى اللاعبين الذين يتم استقطابهم في سن صغيرة من دول العالم.

وسبق القانون هذا، حالات تجنيس فردية كانت الأندية هي من تستفيد منها لتسجيل لاعب أجنبي إضافي، حيث جنّس الجزيرة في 2006 الإيفواري إبراهيم دياكيه، ولاحقا، حصل الأرجنتيني سبستيان تيغالي، والبرازيليان فابيو ليما، وكايو كانيدو على الجنسية.

وقام اتحاد الكرة الإماراتي، ورابطة المحترفين بإجراء عدة تعديلات على قانون اللاعب المقيم، تخص أعدادهم في الأندية وأعمارهم وغيرها، مع بقاء جوهر فكرة القانون وهو استقطاب المواهب من الخارج في سن صغيرة.

وللحصول على أحقية تمثيل المنتخب الوطني بعد الحصول على الجنسية، تشترط لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، بقاء اللاعب المقيم في الدولة خمس سنوات، وهو ما يعني أن اللاعبين الذين قدموا إلى الإمارات في سن 18 عاما، يحق لهم تمثيل "الأبيض" بعد بلوغهم سن 23 عاما.

وأقرت "فيفا" شرط الخمس سنوات، في 2020، لمنع ما يُعرف بـ"التجنيس الرياضي"، أي منح اللاعب الجنسية لإشراكه فورا في المنتخبات الوطنية، حيث سبقت الإمارات دول في التجنيس الرياضي أبرزها قطر منذ العام 2003، قبل أن تعتمد لاحقا على تجنيس مواليد الدولة، والمواهب الصغيرة في السن.

وبدأت الإمارات باستقطاب لاعبين حول العالم من سن 16 عاما، ليكونوا مؤهلين لتمثيل المنتخب الأول عند بلوغهم سن الـ21 عاما، وهو ما يسهم في بناء منتخب شاب ومتجانس، إضافة إلى أهداف اقتصادية في الاستثمار بالمواهب التي غالبا ما يتم استقطابهم بمبالغ زهيدة.

ولم يكشف القانون الإماراتي مصير اللاعبين الذين جرى منحهم الجنسية، لكنهم لم يمثلوا المنتخبات الوطنية لتواضع مستواهم الفني، أو غادروا البلاد لاحقا، على غرار البرازيلي إيغور خيسوس، مهاجم نونتغهام فورست الإنجليزي، والذي حصل على الجنسية الإماراتية وكان ينتظر المشاركة مع "الأبيض" وهو في صفوف شباب الأهلي دبي، قبل أن ينتقل إلى بلاده لرغبته في تمثيل منتخبه الأصلي، وهو ما تم بالفعل.


أكثر من النصف
ضمت قائمة الإمارات في كأس العرب 14 لاعبا ليسو من أصول إماراتية، من أصل 23 لاعبا متواجدا في القائمة المشاركة ببطولة "كأس العرب 2025".

وفي خط الدفاع، تواجد كل من البرتغالي روبين كانيدو (24 عاما)، الذي ترعرع في أكاديمية بورتو قبل الانتقال إلى الوحدة في أبو ظبي، وهو زميل المدافع الآخر التونسي الأصل علاء زهير، (25 عاما)، والذي بدأ مسيرته في المنستيري التونسي قبل الانتقال إلى الوحدة منذ سنوات.

في الدفاع أيضا تواجد كل من الإيفواري الأصل كوامي أكيدو لاعب العين ((25 عاما)، والصربي المخضرم ساشا إيفكوفيتش (32 عاما)، والذي جاء إلى الإمارات محترفا مع بني ياس في العام 2019، ما أهله للعب في المنتخب بعد حصوله على الجنسية.

وفي خط الوسط يتواجد المغربي الأصل عصام فايز (25 عاما)، ابن أكاديمية أولمبيك خريبكة، والذي يلعب حاليا في عجمان. إضافة إلى الأرجنتيني نيكولاس خيمينيز (29 عاما) لاعب الوصل في دبي.

إضافة إلى الغاني ريتشارد أكونور (21 عاما) لاعب الجزيرة، والذي سجل الركلة الحاسمة أمام الجزائر.

سيطرة برازيلية
ضمت قائمة الإمارات خمسة لاعبين من أصول برازيلية، ثلاثة منهم في فريق الشارقة، وهم كايو لوكاس (31 عاما)، والذي سبق له اللعب مع بنفيكا البرتغالي، إضافة إلى لوانزينهو (25 عاما)، وماركوس ميلوني (25 عاما).

كما ضمت القائمة برونو أوليفيرا (24 عاما) لاعب الجزيرة في أبو ظبي، ولوكاس بيمينيا (25 عاما) لاعب الوحدة بأبو ظبي أيضا.

المواطنون ومواليد الدولة
ضمت قائمة الإمارات لاعبين اثنين فقط من مواليد الدولة، وهما المصري يحيى نادر، والتنزاني يحيى الغساني، والأخير نجل مواطنة إماراتية.

في حين ضمت القائمة 9 لاعبين مواطنين، وهم الحراس الثلاثة حمد المقبالي، علي خصيف، وعادل الحوسني، إضافة إلى حارب عبد الله، وسلطان عادل، ومحمد جمعة، وخالد الضحناني، وعلي صالح، وماجد راشد.


تشكيلة الأبيض لمواجهة الجزائر ????#منتخب_الإمارات #كأس_العرب #FIFArabCup #الإمارات_الجزائر pic.twitter.com/ucUzlrGPDL

— UAE NT منتخب الإمارات (@UAEFNT) December 12, 2025

مقالات مشابهة

  • هاشم: بتحويل مبلغ من الاحتياط إلى موازنة مجلس الجنوب خطوة بالاتجاه الصحيح
  • من أين جاء لاعبو الإمارات الذين هزموا الجزائر في كأس العرب؟
  • الاحتلال يحكم بسجن أسير ويُجدد الاعتقال الإداري لآخرين
  • استراتيجية الأمن القومي الأمريكي: راعي الأبقار وماشية العالم
  • كواليس مثيرة| كيف يتم تقسيم سوريا وفق خرائط دولية؟
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • ميسي يسطر التاريخ في الدوري الأمريكي
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة
  • غزّة.. بين مطر الشتاء ووعد السماء