على هامش فعاليات معرض الكتاب الدولي بمكتبة، أقيمت ندوة اليوم  تحدث  فيها الإعلامي باسل ألزارو وصديقه كريم ريحان عن البدايات الأولى لفكرة "بودكاسترز"، التي انطلقت من غرفة بسيطة في الولايات المتحدة بأدوات متواضعة ومايكروفون فقط، قبل أن تتطور لتصبح واحدة من أبرز منصات البودكاست في العالم العربي.

وقال ألزارو: "بدأنا بفكرة بسيطة ومعدات محدودة، لكننا كنا نملك إصرارًا على تقديم محتوى يضيف قيمة فعلية للمستمع".

 

وأوضح أن الهدف في البداية كان تقديم محتوى تعليمي في شتى المجالات، قبل أن تتم إضافة الجانب الترفيهي لكسر الملل، وهو ما ساهم في تميز "بودكاسترز" عن غيره من البرامج، خاصة بفضل مساحات الحرية التي يوفرها الارتجال.

الجمهور الرقمي وتفضيل المحتوى العميق

وأشار ألزارو إلى اختلاف اهتمامات جمهور وسائل التواصل الاجتماعي مقارنة بجمهور التلفزيون، لافتًا إلى أن جيل "Z" بات أكثر تفاعلًا مع المحتوى الذي يمزج بين الفائدة العلمية والإطار الترفيهي.

حلقات ناجحة وأسرار اختيار الموضوعات

ومن جانبه، تحدث كريم ريحان عن مقومات الحلقات الناجحة، مشيرًا إلى أن الموضوعات الغريبة أو الخارجة عن المألوف تحقق تفاعلًا كبيرًا، مثل حلقة "سامح سند" و"الدكتورة سمر عبد العظيم" و"وليد السيسي"، إلى جانب الحلقة الأبرز مع "أحمد طارق" التي تجاوزت حاجز المليون ونصف مشاهدة، مؤكدًا أن النجاح فاق التوقعات "لأن الجمهور لم يعتد رؤية هذا النوع من الشخصيات بتلك الطريقة المباشرة".

المحتوى أولًا... الشكل لاحقًا

وأكد ألزارو أن المحتوى هو العنصر الأهم في نجاح أي بودكاست، مشيرًا إلى أن الشكل لا يمثل أولوية في البداية، بل الرؤية والهدف هما ما يصنعان الفارق.

كما تناول اللقاء أبرز المواقف المحرجة التي تعرض لها الثنائي خلال التصوير، بالإضافة إلى عدد من الحلقات التي تم إلغاؤها بعد تسجيلها بسبب عدم ملاءمة الضيف لمستوى البرنامج.

مشاريع مستقبلية وبيئة داعمة للمبدعين

وكشف باسل ألزارو  "للفجر" ضمن أسئلة الجمهور عن مشروعه القادم بإنشاء مجموعة استوديوهات مجهّزة بأحدث تقنيات التصوير والمونتاج، تهدف إلى دعم صُنّاع المحتوى الجدد وتوفير بيئة احترافية تساعدهم على الانطلاق، مع استثناء المحتوى الحصري الخاص بـ "بودكاسترز".

أحمد عدلي وظاهرة "الجدل الكوني"

كما ناقش اللقاء الحلقة المثيرة للجدل مع "أحمد عدلي" الذي وصف بـ "الرجل القادم من ألمانيا"، لما يطرحه من آراء مثيرة للرأي العام حول أسرار كونية. وأوضح ريحان أن الطرح في "بودكاسترز" يتّجه نحو عرض الرأي والرأي الآخر، دون انحياز، مما يفتح بابًا للنقاش المفتوح.

 

من الهواية إلى البيزنس

وشهد اللقاء حوارًا مفتوحًا مع الجمهور حول كيفية تحويل البودكاست إلى مشروع ربحي، وكيفية جذب الرعاة "سبونسر" للبرنامج، إلى جانب الحديث عن خطوات البدء في هذا المجال من الصفر.

وفي ختام حديثه، لـ "الفجر" شدد ألزارو على أهمية التعليم الذاتي في بداية أي تجربة بودكاست، خاصة في حال غياب التمويل، مستشهدًا بتجربته الشخصية التي بدأت بأدوات مستعملة جمعها من أصدقائه، لتتحول لاحقًا إلى مشروع ناجح مدعوم من معلنين وشركات كبرى.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الولايات المتحدة العالم العربي معرض الكتاب التواصل الاجتماعي الشخصيات وسائل التواصل الاجتماعي معرض الكتاب الدولي فعاليات معرض الكتاب

إقرأ أيضاً:

مناقشة كتاب "قياس الرأي العام.. بصيرة المجتمعات" على هامش معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب

 

نظّمت مكتبة الإسكندرية، اليوم السبت، ندوة لمناقشة كتاب "قياس الرأي العام.. بصيرة المجتمعات" للدكتور ماجد عثمان، وزير الاتصالات الأسبق ومدير المركز المصري لبحوث الرأي العام (بصيرة).

 وذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب للدورة العشرين من معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب.

وشارك في الندوة الدكتور ماجد عثمان، مؤلف الكتاب ومدير مركز "بصيرة"، والدكتورة حنان جرجس، نائب الرئيس التنفيذي للمركز، وأدار النقاش الدكتور سعيد المصري، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة.

وقال سعيد المصري إن قياس الرأي العام يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمناخ الديمقراطي، مؤكدًا أن الشعوب التي تولي اهتمامًا لقياس الرأي العام هي شعوب تسير في طريق الديمقراطية.

وأشاد المصري  بأسلوب مؤلف كتاب قياس الرأي العام، موضحًا أن الأسلوب يتميز بالوضوح والإيجاز واللغة المباشرة، كما أن الكتاب موجه لجميع فئات المجتمع دون استثناء.

وأضاف: أن الكتاب ينحاز إلى العلم، ويحمل رسالة توعوية بأهمية الرأي العام في دعم مسارات التحول الديمقراطي.

ومن جانبه، قال الدكتور ماجد عثمان: إن الكتاب يتناول المنهجيات الإحصائية المرتبطة بقياس الرأي العام،  بأسلوب مبسط يبتعد قدر الإمكان عن الإحصائيات المعقد، بهدف إتاحته لشريحة أوسع من القراء.

وأوضح عثمان أن الرأي العام يُعبّر عن الاتجاهات ووجهات النظر التي يُبديها الجمهور تجاه القضايا العامة، مشيرًا إلى أن الانتخابات الأمريكية كانت السبب الرئيسي في نشأة قياس الرأي العام، حيث ظهرت أولى الاستطلاعات عام 1936، ثم تطورت بشكل كبير في الستينيات.

وأضاف أن الاهتمام بقياس الرأي امتد إلى أوروبا في عام 1945، حيث حققت مؤسسة "جالوب" سبقًا مهمًا بتوقعها فوز حزب العمال في انتخابات المملكة المتحدة عام 1945، وهو ما أكد دقة هذا العلم وفاعليته في قراءة المزاج العام.

وأكد عثمان أن من أبرز أهداف قياس الرأي العام وهى استكشاف اتجاهات التصويت في الانتخابات، ودعم متخذي القرار بالمعلومات، والتخطيط ومتابعة وتقييم السياسات، وقياس مدى تقبّل المجتمع للتغيرات، وتعزيز الوعي الجماهيري.

وقال إن مجالات تطبيق هذا القياس متعددة، منها استطلاعات ما قبل التصويت، وقياس الرضا عن الرؤساء، وقياس الرضا عن الحكومات، وبالإضافة إلى تقييم رضا المواطنين عن الخدمات، والرضا عن الملفات المختلفة، والتعامل مع الأزمات السياسية، والتعرف على المشكلات الداخلية، والتعرف على القيم السائدة في المجتمعات ورصد تطويرها، ومتابعة تنفيذ الاستراتيجية المختلفة، وقياس آثر التدخلات، وقياس رضا العاملين وتقييم الضرر في الأزمات.

وردًا على سؤال حول ما إذا كان قياس الرأي العام يمكن أن يُستخدم للتنبؤ بالأحداث، أوضح الدكتور ماجد عثمان أن الاستطلاعات يمكن أن تُستخدم في التنبؤ، ولكن بشروط محددة ودقة منهجية عالية، ومؤكدًا أن الاستخدام الأمثل لقياس الرأي العام يكمن في تفسير الفروق والاختلافات بين الفئات المختلفة داخل المجتمع، وفهم اتجاهاتها وسلوكياتها بشكل أكثر عمقًا.

وبدورها، تحدثت الدكتورة حنان جرجس عن أساليب قياس الرأي العام، مشيرة إلى أنها تشمل المقابلات الشخصية، واستخدام الحاسوب، والاستمارات الورقية، والأجهزة الإلكترونية.

وأضافت: أن أبرز مميزات استطلاعات الرأي تكمن في التفاعل المباشر بين الباحث والمستجيب، مما يخلق حالة من الألفة تُسهم في الحصول على إجابات دقيقة، بينما تتمثل أبرز التحديات في ارتفاع التكلفة، وطول مدة التنفيذ، وصعوبة الوصول إلى المناطق النائية.

وأشارت: إلى أن نشر نتائج قياس الرأي العام يُعد من أبرز المراحل في عملية الاستطلاع، لما له من دور محوري في توصيل المعلومات إلى الجمهور وصنّاع القرار.

وشددت  جرجس على ضرورة مراعاة عدة اعتبارات في أساليب النشر، من بينها إعداد تقرير تفصيلي بنتائج الاستطلاع، وتقديم تقارير مخصصة لمتخذي القرار، وإصدار بيانات صحفية مبسطة، وإعداد تقرير موجّه للرأي العام، واستخدام الإنفوجراف والوسائط البصرية لتبسيط المعلومات وتعزيز وصولها.

كما تحدثت جرجس عن الاعتبارات القانونية المرتبطة بقياس الرأي العام، مؤكدة على أهمية ضمان خصوصية المستجيبين، والالتزام بـمعايير الإفصاح، إلى جانب الحرص في التعامل مع استطلاعات ما بعد التصويت، لما تتطلبه من دقة عالية والتزام بالقوانين والمعايير المهنية.

ردًا على سؤال حول إمكانية الاعتماد على السوشيال ميديا في استطلاعات قياس الرأي العام، أجابت أنه من الصعب الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي في قياس الرأي العام، مشيرة إلى أنها تُعد أداة تكميلية يمكن الاستفادة منها بجانب الأساليب العلمية والمنهجية المعتمدة، لكنها لا تُغني عنها ولا تُعبر بالضرورة عن آراء جميع فئات المجتمع.

ويُذكر أن معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب يُقام بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحاد الناشرين المصريين والعرب، في مقر المكتبة على كورنيش الإسكندرية، بالتوازي مع فعاليات في كل من "بيت السناري" بالسيدة زينب، و"قصر خديجة" بحلوان.

ويشهد المعرض مشاركة 79 دار نشر مصرية وعربية، تقدم أحدث إصداراتها بخصومات مميزة لزوار المعرض، إلى جانب تنظيم أكثر من 215 فعالية ثقافية، تشمل ندوات، وأمسيات شعرية، وورش عمل، بمشاركة قرابة 800 مفكر ومثقف وباحث من مختلف التخصصات.

مقالات مشابهة

  • مناقشة كتاب "قياس الرأي العام.. بصيرة المجتمعات" على هامش معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
  • الأجيال في الرواية" ندوة بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
  • حوارات الثقافة والصحافة" في لقاء على هامش معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
  • ورشة "فوكاليز" للتدريب الصوتي والإلقاء في مكتبة الإسكندرية ضمن فعاليات معرض الكتاب 2025
  • رواد مجلات الأطفال يناقشون مستقبل النشر الورقي والرقمي في معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
  • حوارات الثقافة والصحافة..ندوة بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
  • «أمسية شعرية عامية» على هامش معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
  • تعرف على ركن الأزهر الشريف بمعرض الكتاب الدولي بمكتبة الإسكندرية
  • قنصلية دولة فلسطين في معرض الكتاب الدولي بمكتبة الإسكندرية