نظّمت مكتبة الإسكندرية ندوة بعنوان "مجلات الأطفال بين الورقي والرقمي"، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للدورة العشرين من معرضها الدولي للكتاب، وذلك بحضور عدد كبير من الأطفال والشباب والمهتمين بالمجلات المتخصصة للطفل.

وناقشت الندوة التحديات التي تواجه مجلات الأطفال الورقية في ظل التطور الرقمي،  وشارك في الندوة الكاتب والرسّام خالد الصفتي، صاحب سلسلة مغامرات "فلاش" للأطفال، والدكتورة شهيرة خليل رئيس تحرير مجلة "سمير" الصادرة عن دار الهلال، والدكتورة نهى عباس رئيس تحرير مجلة "نور" التابعة للأزهر الشريف، وأدارت الحوار الكاتبة إيمان الشيمي.

وأكد خالد الصفتي أهمية الحفاظ على الثقافة الورقية ودورها في ترسيخ التركيز والمعلومات الموثقة، محذرًا من التشويش الذي قد تسببه الوسائط الرقمية وانتشار المعلومات المغلوطة بسبب مشاركة غير المتخصصين بمعلومات غير موثقة عبر المنصات الإلكترونية، مشيرا  إلى ضرورة تطوير الشخصيات الكرتونية مثل "فلاش" بما يتواكب مع اهتمامات الأطفال الحديثة، دون فقدان قيمها الأخلاقية.

وشدد الصفتي على دور وسائل التواصل الاجتماعي في تغيير سلوكيات الأفراد، معتبرًا أنها أخرجت سلبيات كامنة لدى البعض، ودعا الأطفال أصحاب المواهب في الكتابة والرسم إلى التركيز على المعلومة كمفتاح أساسي لأي عمل إبداعي، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي لا يزال بحاجة إلى وقت طويل ليصبح أداة موثوقة في الإنتاج الإبداعي.

ومن جانبها، أكدت الدكتورة شهيرة خليل أن مجلة "سمير" شكّلت وجدان الأجيال، إلى جانب مجلة "ميكي" التي تُرجمت إلى العربية عام 1959، معتبرة أن الفكاهة في النسخة الأصلية لم تكن تتوافق مع ثقافة الطفل المصري، مما استدعى "تمصير" المواقف لتكون أكثر قبولًا وتأثيرًا.

وكشفت عن مشروع تعمل عليه المجلة لجمع التراث الصحفي والثقافي المصري في مطبوعات تعرّف الأطفال بتاريخ بلادهم ورموزها.

وحذرت خليل من خطورة بعض محتويات العروض الكرتونية الأجنبية التي تروج لقيم مرفوضة لا تتوافق مع المجتمع المصري، مطالبة بزيادة انتشار مجلة "سمير" عبر منصات التواصل، مع الاحتفاظ بوجودها الورقي. كما أشارت إلى أن المجلة ستحتفل بمرور سبعين عامًا على صدورها في عام 2026، مؤكدة أن "ميكي جيب" كانت تصل إلى توزيع تسعين ألف نسخة في العدد الواحد.

أما الدكتورة نهى عباس، فأوضحت أن مجلة "نور" الصادرة عن الأزهر الشريف بدأت في عام 2015 استجابة لتوصيات أحد المؤتمرات، وتبنّى فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر فكرة إصدار مجلة للأطفال تحمل مضمونًا مستنيرًا من جوهر الأديان السماوية، بعيدًا عن الصور النمطية المرتبطة بالإصدارات الدينية، مؤكدة دعم الدولة للمشروع وتوجيه الرئيس بدعمه لتعزيز ثقافة الطفل.

وأضافت أن المجلة تُوزّع أيضا على أطفال المعاهد الأزهرية، مع اهتمام خاص بالأطفال في القرى والمحافظات الحدودية نظرًا لما يمتلكونه من وقت وظروف تساعد على القراءة، كما أشارت إلى إصدار محتوى خاص للأطفال دون الخامسة، يتضمن أنشطة لتنمية الذكاء والقدرات.

وشددت عباس على ضرورة ترسيخ علاقة الطفل بالقراءة الورقية منذ الصغر لتعزيز التركيز وتنمية حب المعرفة، مؤكدة أن المجلة تستقبل مشاركات الأطفال من قصص ورسومات وتعمل على نشرها، وتعاونت مع قناة "الناس" في إصدار برنامج يحمل اسم المجلة، يتيح للأطفال عرض مواهبهم من خلال تسجيلات فيديو وأعمال إبداعية.

وجدير بالذكر أن فعاليات الدورة العشرين لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولى للكتاب تتواصل خلال الفترة من 7 إلى 21 يوليو الجارى، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحادى الناشرين المصريين والعرب، في مقر المكتبة على كورنيش الإسكندرية وبالتوازى في القاهرة في "بيت السنارى" بحى السيدة زينب، و"قصر خديجة" بحلوان.

وتقدم 79 دار نشر مصرية وعربية أحدث إصداراتها بخصومات متميزة لرواد المعرض، وعلى هامش المعرض يتم تقديم 215 فعالية ثقافية، ما بين ندوات وأمسيات شعرية وورش متخصصة، بمشاركة قرابة 800 مفكر ومثقف وباحث ومتخصص في شتى مناحى الإبداع والعلوم الإنسانية والتطبيقية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: من فعاليات الوسائط الرقمية بالتعاون المعلومات المغلوطة معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب للأزهر الشريف معرض مكتبة الإسكندرية الشخصيات الكرتونية غير المتخصصين أهمية الحفاظ والمحافظات

إقرأ أيضاً:

صائد الدبابات محمد المصري.. بطولة خالدة تتجدد في معرض دمنهور للكتاب

تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، شهد معرض دمنهور الثامن للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب بمكتبة مصر العامة بدمنهور، ندوة مؤثرة بعنوان "صائد الدبابات محمد المصري"، شارك فيها اللواء رؤوف جنيدي، واللواء محمد الصول، والكاتبة هويدا عطا الله مؤلفة كتاب "المصري صائد الدبابات.. قصة بطل في حب الوطن"، وأدار اللقاء الكاتب عماد عامر.

تناولت الندوة سيرة أحد أبرز أبطال حرب أكتوبر المجيدة، البطل محمد إبراهيم عبد المنعم المصري، الذي لقب بـ"صائد الدبابات" لما حققه من بطولات نادرة على جبهة القتال، حيث كان يصيب دبابات العدو بدقة متناهية حتى قال عنه قائده الشهير: "مسطرة يا مصري"، في إشارة إلى انضباطه ودقته المذهلة في إصابة الهدف.

الكاتبة هويدا عطا الله، أوضحت أن كتابها يقدم سيرة إنسانية ووطنية متكاملة، توثق حياة البطل منذ بداياته وحتى معارك النصر، عبر شهادات أسرته وزملائه وقادته، إلى جانب تقارير صحفية عالمية تحدثت عن شجاعته النادرة.

وقالت إن هدفها من الكتاب هو أن يكون مرشدًا للأجيال القادمة ودليلًا على أن حب الوطن لا يُترجم إلا بالفعل والتضحية. وأضافت أن عملية جمع المادة كانت أشبه بالبحث في "سلة من الأحجار الكريمة"، مليئة بالتفاصيل الثمينة والذكريات المضيئة التي حصلت عليها من قربها الإنساني والعسكري من البطل، معتبرة تلك التجربة مغامرة حقيقية عاشتها بكل شغف وسعادة.

وفي كلمته، قال اللواء رؤوف جنيدي إن حرب أكتوبر كانت ملحمة بطولية جسدت أعظم صور التضحية والفداء، مؤكدًا أن وهج النصر لم يخفت رغم مرور السنين.

واستعاد جنيدي إحدى الذكريات التي تعكس معدن ذلك الجيل، فروى قصة حدثت أثناء دراسته بالكلية الحربية حين ساعدهم ضابط برتبة مقدم في موقف بسيط لكن يحمل دلالة عظيمة، إذ أعطى أحد الطلبة أجرة سفره بعد أن فقد ماله، وقال له جملة لا تُنسى: "ما تبصش في الأرض تاني".

وأضاف جنيدي: "هذا الجيل الذي حمل النبل والشموخ كان لا بد أن ينتصر. جيلٌ رفع رأسه وزرع فينا عزّة لا تخضع وشموخًا لا ينحني، وعزة نفس لا تركع إلا لله".

أما اللواء محمد الصول، فتحدث عن مقارنة بين إمكانيات مصر العسكرية عام 1973 والوضع الراهن عام 2025، مؤكدًا أن الجيش المصري اليوم بات من أقوى الجيوش في المنطقة، يملك من القدرات والتكنولوجيا والتدريب ما يجعله قادرًا على مواجهة أي تحديات. وأشار إلى أن الروح القتالية والإيمان العميق بالوطن هما السلاح الحقيقي الذي لا يمكن قياسه بالأرقام أو العتاد.

واختتم الصول حديثه مؤكدًا أن بطولات أكتوبر ستظل شاهدًا خالدًا على أن النصر يصنعه الإيمان، وأن أسماء مثل "محمد المصري" ستبقى منارات مضيئة في ذاكرة الوطن، تذكّر الأجيال بأن المجد لا يُمنح، بل يُنتزع بالتضحية والعرق والدم.

طباعة شارك الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة معرض دمنهور الثامن للكتاب الهيئة المصرية العامة للكتاب

مقالات مشابهة

  • "السائح الثقافي" يجوب فعاليات وأجنحة معرض الرياض الدولي للكتاب
  • «السديس»: معرض الرياض الدولي للكتاب تظاهرة علمية ثقافية فريدة
  • أبرزها ترجمة الثقافة العربية للغات العالمية.. مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تشارك في معرض الرياض 2025 للكتاب بأحدث إصداراتها
  • صائد الدبابات محمد المصري.. بطولة خالدة تتجدد في معرض دمنهور للكتاب
  • تنظيم متكامل وتجربة معرفية للزوار في معرض الرياض الدولي للكتاب
  • مناطق للقراءة في معرض الرياض الدولي للكتاب
  • الشاعرة افراح الصباح تدشن ديوانها التجديد “صندوق” في معرض الرياض الدولي للكتاب.. الخميس المقبل
  • معرض دمنهور للكتاب.. متخصصون: البحيرة تمتلك مستقبلًا واعدًا في الصناعة والتصنيع الزراعي
  • جاسم تحتفي بيوم المعلم
  • نفاد رواية “عالم يتنفس الموت” للدكتورة مارغو حداد والفنان منذر رياحنة من معرض عمّان الدولي وظهورها في معرض الرياض الدولي للكتاب