نظّمت مكتبة الإسكندرية، اليوم السبت، ندوة لمناقشة كتاب "قياس الرأي العام.. بصيرة المجتمعات" للدكتور ماجد عثمان، وزير الاتصالات الأسبق ومدير المركز المصري لبحوث الرأي العام (بصيرة).

 وذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب للدورة العشرين من معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب.

وشارك في الندوة الدكتور ماجد عثمان، مؤلف الكتاب ومدير مركز "بصيرة"، والدكتورة حنان جرجس، نائب الرئيس التنفيذي للمركز، وأدار النقاش الدكتور سعيد المصري، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة.

وقال سعيد المصري إن قياس الرأي العام يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمناخ الديمقراطي، مؤكدًا أن الشعوب التي تولي اهتمامًا لقياس الرأي العام هي شعوب تسير في طريق الديمقراطية.

وأشاد المصري  بأسلوب مؤلف كتاب قياس الرأي العام، موضحًا أن الأسلوب يتميز بالوضوح والإيجاز واللغة المباشرة، كما أن الكتاب موجه لجميع فئات المجتمع دون استثناء.

وأضاف: أن الكتاب ينحاز إلى العلم، ويحمل رسالة توعوية بأهمية الرأي العام في دعم مسارات التحول الديمقراطي.

ومن جانبه، قال الدكتور ماجد عثمان: إن الكتاب يتناول المنهجيات الإحصائية المرتبطة بقياس الرأي العام،  بأسلوب مبسط يبتعد قدر الإمكان عن الإحصائيات المعقد، بهدف إتاحته لشريحة أوسع من القراء.

وأوضح عثمان أن الرأي العام يُعبّر عن الاتجاهات ووجهات النظر التي يُبديها الجمهور تجاه القضايا العامة، مشيرًا إلى أن الانتخابات الأمريكية كانت السبب الرئيسي في نشأة قياس الرأي العام، حيث ظهرت أولى الاستطلاعات عام 1936، ثم تطورت بشكل كبير في الستينيات.

وأضاف أن الاهتمام بقياس الرأي امتد إلى أوروبا في عام 1945، حيث حققت مؤسسة "جالوب" سبقًا مهمًا بتوقعها فوز حزب العمال في انتخابات المملكة المتحدة عام 1945، وهو ما أكد دقة هذا العلم وفاعليته في قراءة المزاج العام.

وأكد عثمان أن من أبرز أهداف قياس الرأي العام وهى استكشاف اتجاهات التصويت في الانتخابات، ودعم متخذي القرار بالمعلومات، والتخطيط ومتابعة وتقييم السياسات، وقياس مدى تقبّل المجتمع للتغيرات، وتعزيز الوعي الجماهيري.

وقال إن مجالات تطبيق هذا القياس متعددة، منها استطلاعات ما قبل التصويت، وقياس الرضا عن الرؤساء، وقياس الرضا عن الحكومات، وبالإضافة إلى تقييم رضا المواطنين عن الخدمات، والرضا عن الملفات المختلفة، والتعامل مع الأزمات السياسية، والتعرف على المشكلات الداخلية، والتعرف على القيم السائدة في المجتمعات ورصد تطويرها، ومتابعة تنفيذ الاستراتيجية المختلفة، وقياس آثر التدخلات، وقياس رضا العاملين وتقييم الضرر في الأزمات.

وردًا على سؤال حول ما إذا كان قياس الرأي العام يمكن أن يُستخدم للتنبؤ بالأحداث، أوضح الدكتور ماجد عثمان أن الاستطلاعات يمكن أن تُستخدم في التنبؤ، ولكن بشروط محددة ودقة منهجية عالية، ومؤكدًا أن الاستخدام الأمثل لقياس الرأي العام يكمن في تفسير الفروق والاختلافات بين الفئات المختلفة داخل المجتمع، وفهم اتجاهاتها وسلوكياتها بشكل أكثر عمقًا.

وبدورها، تحدثت الدكتورة حنان جرجس عن أساليب قياس الرأي العام، مشيرة إلى أنها تشمل المقابلات الشخصية، واستخدام الحاسوب، والاستمارات الورقية، والأجهزة الإلكترونية.

وأضافت: أن أبرز مميزات استطلاعات الرأي تكمن في التفاعل المباشر بين الباحث والمستجيب، مما يخلق حالة من الألفة تُسهم في الحصول على إجابات دقيقة، بينما تتمثل أبرز التحديات في ارتفاع التكلفة، وطول مدة التنفيذ، وصعوبة الوصول إلى المناطق النائية.

وأشارت: إلى أن نشر نتائج قياس الرأي العام يُعد من أبرز المراحل في عملية الاستطلاع، لما له من دور محوري في توصيل المعلومات إلى الجمهور وصنّاع القرار.

وشددت  جرجس على ضرورة مراعاة عدة اعتبارات في أساليب النشر، من بينها إعداد تقرير تفصيلي بنتائج الاستطلاع، وتقديم تقارير مخصصة لمتخذي القرار، وإصدار بيانات صحفية مبسطة، وإعداد تقرير موجّه للرأي العام، واستخدام الإنفوجراف والوسائط البصرية لتبسيط المعلومات وتعزيز وصولها.

كما تحدثت جرجس عن الاعتبارات القانونية المرتبطة بقياس الرأي العام، مؤكدة على أهمية ضمان خصوصية المستجيبين، والالتزام بـمعايير الإفصاح، إلى جانب الحرص في التعامل مع استطلاعات ما بعد التصويت، لما تتطلبه من دقة عالية والتزام بالقوانين والمعايير المهنية.

ردًا على سؤال حول إمكانية الاعتماد على السوشيال ميديا في استطلاعات قياس الرأي العام، أجابت أنه من الصعب الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي في قياس الرأي العام، مشيرة إلى أنها تُعد أداة تكميلية يمكن الاستفادة منها بجانب الأساليب العلمية والمنهجية المعتمدة، لكنها لا تُغني عنها ولا تُعبر بالضرورة عن آراء جميع فئات المجتمع.

ويُذكر أن معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب يُقام بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحاد الناشرين المصريين والعرب، في مقر المكتبة على كورنيش الإسكندرية، بالتوازي مع فعاليات في كل من "بيت السناري" بالسيدة زينب، و"قصر خديجة" بحلوان.

ويشهد المعرض مشاركة 79 دار نشر مصرية وعربية، تقدم أحدث إصداراتها بخصومات مميزة لزوار المعرض، إلى جانب تنظيم أكثر من 215 فعالية ثقافية، تشمل ندوات، وأمسيات شعرية، وورش عمل، بمشاركة قرابة 800 مفكر ومثقف وباحث من مختلف التخصصات.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الاسكندرية معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب معرض مكتبة الإسكندرية مواقع التواصل الاجتماع

إقرأ أيضاً:

حوارات الثقافة والصحافة..ندوة بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب

نظمت مكتبة الإسكندرية ندوة بعنوان "حوارات الثقافة والصحافة" ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في نسخته العشرين.

وشارك في الندوة الكاتبة الصحفية زينب عبد الرزاق وأدارت اللقاء الكاتبة الصحفية أمل الجيار.

وفي بداية اللقاء أوضحت أمل الجيار أن كتاب حوارات الثقافة والصحافة للكاتبة زينب عبد الرزاق يضم مجموعة حوارات لشخصيات ثقافية وسياسية أحدثت تأثيرا في المجتمع المصري من بينهم الأديب العالمي نجيب محفوظ والدكتور أحمد زويل والمفكر المصري حامد ناصر أبو زيد.

وقالت إن الكتاب يجمع ٢٢ شخصية من خلفيات مهنية مختلفة، لافتة إلى أن وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني قال في مقدمة الكتاب إن الكتاب يمثل البنية التحتية للدولة المصرية في زمن كانت فيه الصحافة جادة والإبداع الثقافي متميز.

من جانبها، قالت أمل عبد الرزاق إن حرصت خلال حواراتها الصحفية أن تبرز الجانب الآخر للشخصيات العامة والتي لم تكن معروفة لدى الجمهور.

وأوضحت أن كتاب حوارات الثقافة والصحافة يأتي بعد عام من نشر كتاب بعنوان مسارات متقاطعة والذي تضمن شهادات معمقة لعدد كبير من الشخصيات السياسية في مصر والتي شاركت في أحداث كبرى في تاريخ مصر مثل الكاتب الصحفي مصطفى أمين والكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل بالإضافة إلى اللواء حسين الشافعي واللواء أمين هويدي.

وتطرقت عبد الرزاق إلى الحديث عن حوارها مع المفكر نصر حامد أبو زيد قائلة إن الحوار يعد من أصعب الحوارات الصحفية التي أجرتها في مسيرتها المهنية.

وأضافت "سافرت إلى هولندا لإجراء الحوار مع الدكتور نصر حامد أبو زيد وكان رافضاً لإجراء الحوار وكان يشعر بغضب شديد جراء الحملة التي كانت تشن ضده".

وأشارت إلى أنها واجهت صعوبات في نشر الحوار أيضا بعد عودتها لمصر لأن القضية كانت شائكة وحساسة.

جدير بالذكر أن فعاليات الدورة العشرين لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولى للكتاب تتواصل خلال الفترة من 7 إلى 21 يوليو الجارى، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحادى الناشرين المصريين والعرب، في مقر المكتبة على كورنيش الإسكندرية وبالتوازى في القاهرة في "بيت السنارى" بحى السيدة زينب، و"قصر خديجة" بحلوان.

 وتقدم 79 دار نشر مصرية وعربية أحدث إصداراتها بخصومات متميزة لرواد المعرض، وعلى هامش المعرض يتم تقديم 215 فعالية ثقافية، ما بين ندوات وأمسيات شعرية وورش متخصصة، بمشاركة قرابة 800 مفكر ومثقف وباحث ومتخصص في شتى مناحى الإبداع والعلوم الإنسانية والتطبيقية.

طباعة شارك الإسكندرية ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ندوة حوارات الصحافة والثقافة أمل الجيار زينب عبدالرزاق

مقالات مشابهة

  • حوارات الثقافة والصحافة" في لقاء على هامش معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
  • ورشة "فوكاليز" للتدريب الصوتي والإلقاء في مكتبة الإسكندرية ضمن فعاليات معرض الكتاب 2025
  • رواد مجلات الأطفال يناقشون مستقبل النشر الورقي والرقمي في معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
  • الأزهر يطلق مبادرة «عيون أطفالنا مستقبلنا» في معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب
  • حوارات الثقافة والصحافة..ندوة بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
  • الأزهر يطلق مبادرة «عيون أطفالنا مستقبلنا» في معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب
  • «أمسية شعرية عامية» على هامش معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
  • الأزهر يواجه التطرف بـ10 إصدارات في معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب
  • قنصلية دولة فلسطين في معرض الكتاب الدولي بمكتبة الإسكندرية