دراسة: نسب رصاص خطيرة في كحل يباع بالأسواق الليبية وتحذيرات من تكحيل المواليد
تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT
دراسة ليبية: نسب خطيرة من الرصاص في الكحل المتداول وتحذيرات من تكحيل المواليد
ليبيا – كشفت ورقة بحثية جديدة صادرة عن فريق علمي مشترك من جامعة سبها والمركز الليبي المتقدم للتحاليل الكيميائية، عن وجود نسب مرتفعة وخطرة من المعادن الثقيلة في مستحضرات الكحل المتداولة في الأسواق الليبية، خاصة الأنواع التقليدية.
نتائج صادمة: تجاوز الرصاص 10,000 ميكروغرام/غرام
الدراسة التي حملت عنوان: “تقدير مستويات المعادن الثقيلة (الرصاص، الكادميوم، والزنك) في عينات الكحل الخام والتجاري والتقليدي المباعة في ليبيا”، شملت تحليل 27 عينة مختلفة من منتجات تجميل العيون، بما فيها أقلام الكحل، مستحضرات التاتو، والكحل التقليدي، وأظهرت أن بعض العينات تحتوي على نسب رصاص تتجاوز 10,000 ميكروغرام/غرام، وهي كميات تفوق الحد المسموح به دوليًا بمراحل.
منتجات غير خاضعة للرقابة واستيراد من دول ذات معايير ضعيفة
وأوضح أبوبكر الشريف، أحد المشاركين في إعداد الدراسة، في تصريح لوكالة الأنباء الليبية “وال”، أن هذا البحث جاء في إطار مشروع تخرج لطالبات من جامعة سبها، وركّز على تحليل مخاطر المعادن الثقيلة في مستحضرات التجميل، مشيرًا إلى أن بعض المنتجات المستخدمة محليًا غير خاضعة للرقابة وتُستورد من دول ذات رقابة ضعيفة مثل بعض المنتجات الصينية.
تحذير خاص من تكحيل المواليد واستخدام الكحل على سرة الطفل
ونبّه الشريف إلى أن خطورة الرصاص تكمن في تأثيره التراكمي والمباشر على الجسم، وخاصة لدى الأطفال، محذرًا من ممارسات تقليدية شائعة مثل تكحيل المواليد أو وضع الكحل على سرة الطفل، لما تمثله من خطر صحي كبير بسبب سهولة امتصاص الرصاص في أجسام الرضّع.
دعوات لتشديد الرقابة وتوعية المجتمع
أوصت الورقة البحثية بضرورة تشديد الرقابة على مستحضرات التجميل المستوردة، خصوصًا المنتجات غير المعروفة المصدر أو غير الحاصلة على شهادات جودة، إلى جانب توعية المجتمع بمخاطر الكحل التقليدي، والتقليل من استخدامه اليومي، مع الحرص على شراء المنتجات من مصادر موثوقة.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
"رماد الطناجر".. وسيلة "رغد" لتجسيد مآسي غزة تحت وطأة الإبادة
غزة - خاص صفا "فكرة الرسم بشحبار الطناجر بدأت أول مرة خلال نزوحنا إلى المواصي قبل سنة ونصف، لم أكن وقتها أملك أي من أدوات الرسم شيئًا، حتى قلم الرصاص، فكان لا بد من إيجاد بديل يفي بالغرض فكان الفحم". بهذه الكلمات تُلخص النازحة رغد بلال شيخ العيد تطويعها لما هو متاح في سبيل التعبير عن معاناة أهالي قطاع غزة تحت وطأة حرب الإبادة، بما تملكه من مهاراة الفن والرسم. على ناصية خيمة نزوحها غربي مدينة خان يونس حيث لا حياة هنا سوى أيدٍ نحيلة أذابها الجوع، تحاول بقدر استطاعتها توصيف الحال الذي وصلت إليه غزة بعد ما يقارب العامين من الزمان. لم تكن لوحات رغد خطوط عابرة، بل كانت تجسيد لما تعيشه وباقي الغزيين، في ظل أزمات متفاقمة تنهش أجسادهم دون نهاية قريبة تلوح بالأفق. واقع مؤلم رغد التي هجرتها آلة الحرب الإسرائيلية من مدينة رفح، عكفت بكل طاقتها على تجسيد واقع غزة في لوحاتها التي كانت تنبض بالألم، كي تُحاكي وجعها ووجع من حولها، بلغةٍ بصرية ترى فيها كل ما لا يُقال. تقول شيخ العيد لوكالة "صفا": "كان الفحم البديل الذي سيعطي نتيجة أقرب ما تكون لقلم الرصاص، فبدأت أستخدم آثار احتراق أواني الطهي، وحوّلتها إلى لوحاتٍ تحاكي واقع الحياة بعد الحرب". وتضيف "أخذتُ أبحث في البيئة المحيطة حولي عما يمكن أن يقوم مقام الألوان والفرشاة، ليساعدني في خلق صورة تُحاكي الواقع كما هو، فكان الفحم وبقايا احتراق أواني الطهي الوسيلة التي يمكن أن تعبر عنه مثل الألوان والفرشاة". لم تكن لوحات رغد تقليدية عابرة، بل هي شهادة حية على مآسي قطاع غزة ترى في إحداها وجوه أطفال ينتظرون طعامًا على أبواب التكيات، وفي ثانية مشهد من مجزرة دوّار الكويتي، وفي ثالثة، طفلٌ استشهد جوعًا شمال القطاع، توثّق بالفحم حياة عجزت الكاميرا عن التقاطها. حلم لا يتوقف تتابع "أغلب أعمالي تتحدث عن وجع الأمهات، وعيون الأطفال، وركام البيوت، وأجساد الجرحى، أحاول بلوحة واحدة إيصال كل ذلك، بصمتٍ يختصر الكلام". وتردف "كنت أدرس أنظمة معلومات حاسوبية، لكن في سنتي الأخيرة تعطل اللابتوب الخاص بي، بسبب النزوح المتكرر، فاضطررت لتغيير التخصص، واليوم أبدأ من جديد بدراسة اللغة الإنجليزية وآدابها". وتكمل حديثها "أرسم من الرماد، لأن هذا ما تبقى لي، أرسم لأنني لا أملك إلا هذا الشكل من الحياة". حياة النزوح والتشرد والنجاة بقطعة خبز في ظل خرب ضروس تعيشها رغد، إلا أنها تحتفظ بحلمها وتسعى لتحقيقه. تقول رغد: "أحلم بإقامة معرض فني خاص، تُعرض فيه لوحاتي التي رسمتها بشحبار الطناجر، لتكون شاهدًا على زمن عشنا فيه بلا أدوات، لكننا لم نتوقف عن الحلم".