2.5 مليار طلب يوميا وتسريبات عن النموذج الخامس.. هل يهدد شات جي بي تي عرش غوغل؟
تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT
أعلنت شركة "أوبن إيه آي" أن نموذج "شات جي بي تي" يستقبل يوميا أكثر من 2.5 مليار أمر، وذلك وفق تقرير نشره موقع "ذا فيرج" (The Verge) التقني.
ورغم أن الشركة لم تعلن مباشرة عن معدل الاستهلاك هذا، إذ ظهرت في البداية ضمن تقرير نشرته وكالة "أكسيوس" عن مصادر مجهولة، ولاحقا أكد روب فريدلاندر المتحدث الرسمي باسم "أوبن إيه آي" هذه البيانات لموقع "ذا فيرج".
وتضمن تقرير "أكسيوس" مجموعة من البيانات المهمة حول استخدام النموذج بشكل مكثف، إذ أظهرت البيانات وجود 330 مليون طلب يوميا من المستخدمين بالولايات المتحدة، وهذا يعني أن غالبية مستخدمي النموذج من خارجها.
فضلا عن ذلك، أكد التقرير أن النسخة المجانية من "شات جي بي تي" هي الأكثر استخداما بين منتجات الشركة المختلفة، إذ أشار التقرير إلى امتلاكها أكثر من 500 مليون مستخدم نشط أسبوعيا بدلا من 300 مليون مستخدم نشط في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ويشير تقرير "ذا فيرج" إلى أن هذه الأرقام تعكس نموا واضحا في معدل استخدام نموذج "شات جي بي تي" سواء كان في معدل الطلبات اليومي أو حتى معدل المستخدمين النشط أسبوعيا، فضلا عن وصول معدل الطلبات الموجهة للنموذج إلى 912.5 مليار طلب سنويا.
ورغم أن هذا المعدل يظل أقل من عمليات البحث التي تتم عبر محرك "غوغل" والتي تصل إلى 5 تريليونات عملية بحث سنويا، فإنها تعكس نمو "شات جي بي تي" بشكل كبير وتحوله إلى منافس شرس أمام "غوغل" كما وضح التقرير.
وتأتي هذه الإحصائيات على خلفية ظهور عدة شائعات حول "جي بي تي 5" (GPT-5) الذي يعد الجيل الجديد من نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بالشركة وتعتمد عليه الشركة لتشغيل منتجاتها، وذلك وفق تقرير موقع "تيك رادار" (TechRadar) التقني.
وجاءت الشائعات حول النموذج الجديد من عدة مصادر، أولها كان المهندس والخبير التقني تيبوربلاهو عبر حسابه في منصة "إكس"، إذ وضع مستندا يعمل عليه ويشير بشكل مباشر إلى النسخة الأولية من "جي بي تي 5".
gpt-5-reasoning-alpha-2025-07-13
h/t @swishfever pic.twitter.com/Hq5csd0iC6
— Tibor Blaho (@btibor91) July 19, 2025
إعلانثم كشف شيكون تشانغ الباحث في "أوبن إيه آي" عن وجود النموذج وقرب طرحه في مناقشة نشرت في منصة "إكس" أيضا، وذلك إلى جانب اكتشاف باحثين مستقلين لوجود النموذج في حافظة الاختبار الداخلية الخاصة بشركة "أوبن إيه آي"، وذلك وفق تقرير "تيك رادار".
Just launched ChatGPT Agent (sorry GPT-5 waiters, it is coming!), the most capable AI agent model to date! It has been such an honor to be part of a crazy sprint to get this amazing model trained and shipped together with an absolutely gem team (@isafulf , @caseychu9 ,…
— Xikun Zhang 张熙堃 (@xikun_zhang_) July 17, 2025
وفي الوقت الحالي لا توجد أي معلومات أو تفاصيل عن النموذج الجديد وقدراته، ولكن من المتوقع توسع "أوبن إيه آي" في مزايا التفكير المنطقي والذاكرة، وذلك وفق تقرير الموقع، كما لم يشر التقرير إلى موعد طرح النموذج لأنه ما يزال مجهولا.
ويذكر التقرير أن "أوبن إيه آي" طرحت "جي بي تي 4″ عام 2023 و"جي بي تي 4.5" في العام الماضي، لذا فإن الجيل الخامس من النموذج منتظر بشدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات شات جی بی تی أوبن إیه آی
إقرأ أيضاً:
ما قصة تماثيل عين غزال الأردنية التي احتفل بها غوغل؟
احتفى محرّك البحث العالمي "غوغل" بتماثيل "عين غزال" الأردنية، مسلطًا الضوء على واحدة من أقدم الشواهد الفنية في تاريخ البشرية.
هذا الاحتفاء أعاد هذه التماثيل إلى الواجهة، حيث تعتبر تماثيل عين غزال، نافذة على بدايات التفكير الرمزي والديني لدى الإنسان في العصر الحجري الحديث.
تماثيل عين غزال تعد شاهدة على مجتمع استقر قبل نحو تسعة آلاف عام على أطراف عمّان الحالية، وترك خلفه إرثًا فنيًا وروحيًا ما زال يثير أسئلة العلماء والمؤرخين حتى اليوم.
موقع عين غزال
يقع موقع عين غزال الأثري في الجزء الشرقي من العاصمة الأردنية عمّان، قرب مجرى سيل الزرقاء، في منطقة كانت تُعدّ من أكبر المستوطنات البشرية في العصر الحجري الحديث قبل الفخاري.
وتشير الدراسات الأثرية إلى أن الموقع كان مأهولًا بشكل متواصل تقريبًا بين عامي 7200 و5000 قبل الميلاد، أي في مرحلة مفصلية من تاريخ البشرية شهدت الانتقال من الصيد وجمع الثمار إلى الزراعة والاستقرار.
ما يميّز عين غزال عن غيره من المواقع المماثلة في المنطقة، هو ضخامته نسبيًا؛ إذ قُدّر عدد سكانه في ذروة ازدهاره بالآلاف، وهو رقم كبير جدًا بمقاييس تلك الفترة. هذا الاستقرار السكاني الكثيف أتاح نشوء أنماط اجتماعية ودينية معقدة، انعكست لاحقًا في طقوس الدفن والعمارة والفنون، وعلى رأسها تماثيل الجص الشهيرة.
اكتشاف تماثيل عين غزال عام 1983
بدأت قصة الاكتشاف في عام 1983، عندما كانت أعمال توسعة عمرانية تجري في المنطقة. وخلال حفريات إنقاذية، عثر فريق من علماء الآثار على مجموعة غير متوقعة من التماثيل المدفونة بعناية تحت أرضية أحد المباني السكنية القديمة. لاحقًا، كشفت حملات تنقيب إضافية عن مجموعتين رئيسيتين من التماثيل، يعود تاريخ دفنهما إلى نحو 6500 قبل الميلاد.
شكّل هذا الاكتشاف صدمة علمية حقيقية، إذ لم يكن معروفًا آنذاك وجود تماثيل بشرية كاملة الحجم تقريبًا تعود إلى هذا الزمن السحيق. ومنذ ذلك الحين، أصبح اسم «تماثيل عين غزال» حاضرًا في أبرز المراجع الأكاديمية، وغالبًا ما يُشار إليها بوصفها من أقدم التماثيل البشرية في العالم.
تماثيل من الجص
صُنعت تماثيل عين غزال من مادة الجص (الجبس الجيري)، وهي مادة كانت تُحضّر عبر حرق الحجر الجيري ثم خلطه بالماء لتكوين عجينة قابلة للتشكيل. وقد بُنيت التماثيل حول هيكل داخلي من القصب أو الأغصان، ثم جرى تغليفها بطبقات من الجص المصقول بعناية.
تتراوح أطوال التماثيل بين نصف متر ومتر تقريبًا، وبعضها تماثيل كاملة، فيما صُنعت أخرى على شكل أنصاف تماثيل (بوست). اللافت للنظر هو التركيز الشديد على ملامح الوجه، ولا سيما العيون الكبيرة المصنوعة غالبًا من القار أو الصدف، والتي تمنح التماثيل نظرة حادة ومقلقة، كأنها تحدّق في المشاهد عبر آلاف السنين.
ملامح بلا أفواه
من أكثر ما يثير الجدل العلمي حول تماثيل عين غزال، هو غياب الفم في معظمها، مقابل إبراز واضح للعيون والرؤوس. هذا الاختيار الفني المتكرر دفع الباحثين إلى طرح تفسيرات متعددة، من بينها أن التماثيل لم تكن تمثّل أفرادًا بعينهم، بل كائنات رمزية أو أسلافًا مقدسين، أو ربما آلهة مرتبطة بالخصوبة والحياة والموت.
كما يرى بعض العلماء أن غياب الفم قد يرمز إلى الصمت الطقسي، أو إلى عالم روحي لا يحتاج إلى الكلام، فيما تبقى العيون وسيلة الاتصال بين العالم المرئي والعالم غير المرئي.
لماذا دُفنت تحت الأرض؟
لم تُترك التماثيل معروضة أو مهجورة، بل دُفنت بعناية فائقة داخل حفر خاصة تحت أرضيات المنازل، وهو ما يفتح بابًا واسعًا للتأويل. فالبعض يرى أن الدفن كان جزءًا من طقس ديني دوري، حيث تُصنع التماثيل وتُستخدم في شعائر معينة ثم تُوارى الأرض بعد انتهاء دورها الرمزي.
ويذهب رأي آخر إلى أن هذه التماثيل كانت مرتبطة بطقوس حماية المنزل أو الجماعة، وأن دفنها تحت الأرضية يهدف إلى ضمان البركة أو الحماية الروحية لسكان المكان.
وعُثر في موقع عين غزال على ما يقارب 32 تمثالًا وتمثالًا نصفيًا، وهو عدد كبير قياسًا بالفترة الزمنية التي تعود إليها.
أين توجد تماثيل عين غزال اليوم؟
تتوزع تماثيل عين غزال اليوم بين عدد من المتاحف العالمية، أبرزها متحف الأردن في عمّان، الذي يضم مجموعة مهمة تُعدّ من أثمن معروضاته الدائمة.
كما توجد تماثيل أخرى في متاحف عالمية مثل المتحف البريطاني في لندن، ومتحف اللوفر في باريس، ضمن سياق التعاون العلمي الذي رافق عمليات التنقيب والدراسة.
ويُنظر إلى عرض هذه التماثيل في متحف الأردن على وجه الخصوص بوصفه استعادة رمزية للإرث الحضاري المحلي، وربطًا بين سكان عمّان المعاصرين وأحد أقدم فصول تاريخ مدينتهم.