عبر سام ألتمان المدير التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" عن مخاوفه من تقنيات الذكاء الاصطناعي والسيناريوهات التي تخيفه من الذكاء الاصطناعي، وفق تقرير موقع "ديجيتال تريندز".

وجاء حديث ألتمان هذا أثناء فعالية نظمها مجلس الاحتياطي الفدرالي وشارك فيها سام ألتمان على مسرح الحدث، إذ وجه أحدهم سؤالا له حول الأشياء التي تبقيه ساهرا طوال الليل، وفق ما أشار التقرير.

واختصر ألتمان هذه السيناريوهات في 3 نقاط رئيسة هي التي تخيفه من عالم الذكاء الاصطناعي وتجعله يقلق من تطوره المتسارع وهي:

1- الأشرار يحصلون على الذكاء الاصطناعي الخارق أولا

ويشرح ألتمان وجة نظره حول هذه النقطة موضحا أنه يمكن وصول "الأشرار أو أعداء" الولايات المتحدة لتقنية الذكاء الاصطناعي الخارق واستخدامها في الهجوم على المنشآت الحيوية قبل أن نتمكن من صنع ذكاء اصطناعي خارق قادر على الدفاع عن نفسه.

ويضيف قائلا: "لذا يقول أحد أعداء الولايات المتحدة: سأستخدم الذكاء الفائق لتصميم سلاح بيولوجي لتعطيل شبكة الكهرباء في الولايات المتحدة، واختراق النظام المالي والاستيلاء على أموال الجميع". وفق ما جاء في تقرير الموقع.

وأكد ألتمان أن قدرات الذكاء الاصطناعي على تصميم الأسلحة البيولوجية ومهارات الأمن السيبراني الخاصة به تتزايد بشكل كبير، إذ يحذره فريقه باستمرار حول هذه النقاط.

سام ألتمان يخشى وقوع تقنيات الذكاء الاصطناعي الخارق في أيدي الأشرار أولا (غيتي) 2- فقدان التحكم في نماذج الذكاء الاصطناعي

وذكر ألتمان أن إحدى مخاوفه هي أن يبدأ الذكاء الاصطناعي بالتصرف من أجل الحفاظ على نفسه وأن يصبح له وعي خاص به يجعله يرفض الأوامر الموجهة له من المستخدمين، حسب ما جاء في التقرير.

كما عبر ألتمان عن مخاوفه من هذا الأمر خاصة مع تزايد قدرات الذكاء الاصطناعي وتحوله إلى نماذج خارقة وقادرة على المزيد من الأشياء.

وأضاف أنه يمتلك وحدة مخصصة في "أوبن إيه آي" لوضع قيود الأمان على الذكاء الاصطناعي حتى لا يصل الأمر إلى هذه المرحلة.

إعلان 3- سيطرة نماذج الذكاء الاصطناعي على العالم

ورغم كون هذا السيناريو مستقبلي ويبدو قادما من أفلام الخيال العلمي بشكل كبير، فإنه يثير قلق سام ألتمان، إذ عبر عن ذلك قائلا "تصبح نماذج الذكاء الاصطناعي متأصلة في المجتمع… لدرجة أننا لا نستطيع فهم ما يفعلونه، لكننا نعتمد عليهم نوعا ما. وحتى من دون ذرة من الحقد من أحد، قد ينحرف المجتمع في اتجاه غريب نوعا ما".

وأشار إلى أن المستقبل قد يشهد رئيسا أميركيا يترك إدارة البلاد لنماذج الذكاء الاصطناعي لأنها تطورت بشكل كبير يتفوق على مفهومنا.

واستنكر ألتمان أيضا آراء الخبراء الذين يدعون قدرتهم على توقع مستقبل الذكاء الاصطناعي والأثر الذي يملكه على مجتمعنا، وأضاف قائلا إن هذه التقنية متطورة ومختلفة للغاية بشكل يجعل توقعها أمرا صعبا للغاية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات نماذج الذکاء الاصطناعی سام ألتمان

إقرأ أيضاً:

البشر يتبنون لغة الذكاء الاصطناعي دون أن يشعروا

في ظاهرة تبدو كأنها خرجت من قصص الخيال العلمي، كشفت دراسة حديثة أن البشر بدؤوا بالفعل تبني أسلوب لغوي يشبه إلى حد كبير أسلوب الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل تشات جي بي تي.

هذا التحول الصامت، الذي رصده باحثون في معهد "ماكس بلانك لتنمية الإنسان" في برلين، لم يقتصر على المفردات فحسب، بل امتد إلى بنية الجمل والنبرة العامة للحديث، مما يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل اللغة والتنوع الثقافي في عصر هيمنة الآلة ومنطقها في التفكير.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"كل ما نريده هو السلام".. مجتمع مسالم وسط صراع أمهرة في إثيوبياlist 2 of 2سيرة أخرى لابن البيطار بين ضياع الأندلس وسقوط الخلافةend of list تسلل إلى حواراتنا اليومية

اعتمدت الدراسة، التي لم تنشر بعد في مجلة علمية وتتوفر حاليا كنسخة أولية على منصة (arXiv)، على تحليل دقيق لمجموعة ضخمة من البيانات اللغوية، شملت ما يقرب من 360 ألف مقطع فيديو من منصة يوتيوب الأكاديمية و771 ألف حلقة بودكاست. وقام الباحثون بمقارنة اللغة المستخدمة في الفترة التي سبقت إطلاق" تشات جي بي تي" في أواخر عام 2022 وما بعدها، وكانت النتائج لافتة.

لاحظ الفريق البحثي زيادة حادة في استخدام ما أطلقوا عليه "كلمات جي بي تي"، وهي مفردات يفضلها النموذج اللغوي، مثل "delve" (يتعمق)، "meticulous" (دقيق)، "realm" (عالم/مجال)، "boast" (يتباهى/يتميز)، و"comprehend" (يستوعب). هذه الكلمات، التي كانت نادرة نسبيا في الحوار اليومي العفوي، شهدت طفرة في الاستخدام. على سبيل المثال، ارتفع استخدام كلمة "delve" وحدها بنسبة 48% بعد ظهور تشات جي بي تي.

وللتأكد من هذه "البصمة اللغوية"، قام الباحثون باستخلاص المفردات التي يفضلها النموذج عبر جعله يعيد صياغة ملايين النصوص المتنوعة. ووجدوا أن استخدام هذه الكلمات في كلام البشر المنطوق ارتفع بنسبة قد تصل إلى أكثر من 50%، مما يؤكد أن التأثير لم يقتصر على النصوص المكتوبة، بل امتد إلى المحادثات اليومية.

 تغير في الأسلوب والنبرة

المفاجأة الكبرى في الدراسة لم تكن في المفردات فحسب، بل في النبرة الأسلوبية العامة. لاحظ الباحثون أن المتحدثين بدؤوا يتبنون أسلوبا أكثر رسمية وتنظيما، وجملا أطول، وتسلسلا منطقيا يشبه إلى حد كبير المخرجات المنظمة للذكاء الاصطناعي، بعيدا عن الانفعالات العفوية والخصوصية اللغوية. هذه الظاهرة تعني أننا نشهد مرحلة غير مسبوقة: البشر يقلدون الآلات بطريقة واضحة.

إعلان

يصف الباحثون ما يحدث بأنه "حلقة تغذية ثقافية مغلقة" (closed cultural feedback loop)؛ فاللغة التي نعلمها للآلة تتحول، بشكل غير واع، إلى اللغة التي نعيد نحن إنتاجها.

يقول ليفين برينكمان، أحد المشاركين في الدراسة: "من الطبيعي أن يقلد البشر بعضهم بعضا، لكننا الآن نقلد الآلات"، في مشهد يؤكد تحول الذكاء الاصطناعي إلى مرجعية ثقافية قادرة على التأثير في الواقع البشري.

تآكل التنوع اللغوي

رغم الطابع الطريف الذي قد تبدو عليه هذه الظاهرة، فإن الدراسة تحمل في طياتها تحذيرا جادا حول مستقبل التنوع الثقافي واللغوي. يلفت الباحثون الانتباه إلى أن اعتمادنا المفرط على أسلوب لغوي موحد، حتى لو بدا أنيقا ومنظما، قد يؤدي إلى تآكل الأصالة والتلقائية والخصوصية التي تميز التواصل الإنساني الحقيقي.

وفي هذا السياق، يحذر مور نعمان، الأستاذ في معهد "كورنيل تك"، من أن اللغة عندما تكتسب طابع الذكاء الاصطناعي قد تفقد الآخرين ثقتهم في تواصلنا، لأنهم قد يشعرون بأننا نسعى لتقليد الآلة أكثر من التعبير عن ذواتنا الحقيقية.

تشير الدراسة إلى أن ما بدأ كأداة للمساعدة في الكتابة والبحث قد تحول إلى ظاهرة ثقافية واجتماعية مرشحة للتوسع. فإذا كان الإنترنت قد أدخل على لغتنا اختصارات تقنية مثل "LOL"، فإن ما يحدث اليوم هو انعكاس مباشر لعلاقة أعمق وأكثر تعقيدا بين الإنسان والذكاء الاصطناعي.

وتؤكد هذه النتائج أن اللغة ليست مجرد كلمات، بل هي مرآة للسلطة الثقافية ومنبع للهوية. ومع تحول الذكاء الاصطناعي إلى جزء من هذه السلطة، فإن تبنينا لأسلوبه قد يعني أننا، وبشكل غير محسوس، نفقد جزءا من شخصيتنا وهويتنا اللغوية الفريدة في ساحة معركة هادئة تكتب فيها فصول جديدة من تاريخ التواصل البشري.

مقالات مشابهة

  • الجدل الاقتصادي في شأن الذكاء الاصطناعي 1/5
  • الذكاء الاصطناعي يفضّل الاستشهاد بالمحتوى الصحفي
  • يخطط ويكذب ويخفي أهدافه.. هل يقترب الذكاء الاصطناعي من وعي يشبه البشر؟
  • البشر يتبنون لغة الذكاء الاصطناعي دون أن يشعروا
  • محمد رياض: لو الذكاء الاصطناعي موجودًا لقدمنا شخصية عبد الوهاب بشكل مختلف
  • دراسة حديثة لـ«تريندز»: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل العلاقات الدولية بشكل عميق
  • أهم ما يميز أداة الذكاء الاصطناعي نوت بوك إل إم من غوغل
  • غوغل وأوبن إيه آي تدقان ناقوس الخطر.. نماذج الذكاء بدأت تخفي نواياها
  • ترامب: يجب عدم تقييد نماذج الذكاء الاصطناعي بقوانين حقوق النشر