الابتكار.. أساس الاستدامة في القطاع السياحي
تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT
تعد سلطنة عمان ـ بمقوماتها الطبيعية والتاريخية والثقافية ـ واحدة من أكثر الوجهات السياحية جاذبية وثراء وتنوعا، وتعول على القطاع السياحي في تنشيط الاقتصاد وتحقيق التنوع في مصادر الدخل، لما يتيحه من فرص واسعة للاستثمار وتوفير الوظائف وتعزيز العوائد غير النفطية.
ومع التحولات الكبرى التي تشهدها صناعة السياحة على المستوى العالمي، تأتي أهمية الارتقاء بهذا القطاع من أنماطه التقليدية ليواكب التطورات، وجعله مساهما حقيقيا في رفد الاقتصاد الوطني واستقطاب رؤوس الأموال وتنمية المجتمعات المحلية، وهو هدف يمكن تحقيقه مع تنامي مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي، حيث وصلت عام 2024 إلى 2.
وتتبنى سلطنة عمان نهجا يضمن الاستدامة في القطاع يستند إلى التوازن بين الحفاظ على الطابع البيئي والتراثي وفتح آفاق جديدة للابتكار والاستثمار، وهو ما مهّد الطريق أمام جيل جديد من المشروعات والأفكار التسويقية المبتكرة لتعزيز جاذبية القطاع السياحي.
ولعل أبرز النماذج على هذا التوجّه ما تشهده محافظة ظفار من تطور نوعي في موسمها السياحي، حيث يجري بناء منظومة سياحية مستدامة تستثمر مفردات المناخ والبيئة والتاريخ والثقافة، بما يسمح باستيعاب الأعداد المتزايدة من السياح الذي يفدون سنويا للاستمتاع بالطبيعة الساحرة والطقس المعتدل.
ولا شك أن موسم الخريف يمكن أن يشكّل نقطة انطلاق حقيقية نحو نموذج سياحي متكامل وله خصوصيته وجاذبيته في المنطقة، إذا ما تعزز بالتخطيط المدروس والشراكات الفعالة وتشجيع المشروعات المحلية على التوسع والنمو.
واللافت في السنوات الأخيرة هو ظهور خدمات وبرامج ومشروعات مبتكرة أضفت طابعا جديدا على تجربة السائح.
ففي وادي دربات، على سبيل المثال، هناك أنشطة يقودها شباب عمانيون استطاعوا تحويل الطبيعة إلى أكواخ للإقامة ومنصات للأنشطة الرياضية والمغامرات الترفيهية الآمنة، وهذه المبادرات تعبّر عن روح تسعى إلى الخروج عن إطار السياحة النمطية، واستثمار الأفكار الابتكارية في مشروعات جديدة قابلة للاستدامة والنمو، وبهذا المعنى، يصبح الابتكار عاملا أساسيا في صناعة سياحية عصرية، ترتقي بمحافظة ظفار كوجهة جاذبة تقدم محتوى يستجيب لتطلعات الزائر.
ورغم التحسن المستمر في البنية الأساسية للسياحة في محافظة ظفار، يبقى العنصر الإبداعي هو المفتاح لإحداث القفزة النوعية المرجوة، والشباب العماني، بخبراته ومهاراته الرقمية، لا شك أنه قادر على ابتكار خدمات ومبادرات تلبي تطلعلت مختلف الشرائح من السياح، كما يمكن لموسم خريف ظفار أن يتحوّل إلى منصة سنوية لإطلاق مفاهيم جديدة في السياحة العصرية، وأن يشكّل نموذجا يُحتذى لباقي المحافظات، فالسياحة المستدامة ترتكز على إشراك المجتمع المحلي، وخلق قيمة مضافة، وذلك يتطلب رؤية مرنة تنظر إلى الابتكار كأساس للنمو وتوليد الفرص.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: القطاع السیاحی
إقرأ أيضاً:
“أونروا”: موجات نزوح جديدة في غزة بسبب تغييرات “الخط الأصفر”
الثورة نت /..
قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” ان التغييرات في ما يُعرف بـ”الخط الأصفر” سببت في موجات نزوح جديدة داخل قطاع غزة، وسط تدهور متواصل في الوضع الإنساني.
وقالت الوكالة في تدوينة على منصة “اكس” ، اليوم الاربعاء ، ان “الأونروا” تواصل توسيع خدماتها في أجزاء من القطاع، مشيرةً إلى أنّ أكثر من 62 ألف طالب عادوا للتعلّم الوجاهي، فيما تُقدّم طواقمها نحو 2,600 استشارة طبية يوميًا عبر خمسة مرافق صحية في مدينة غزة وشمال القطاع.
وفي القدس الشرقية، أفادت الأونروا بأنّ سلطات العدو الإسرائيلية اقتحمت بالقوة أحد مقارها، وصادرت ممتلكات، ورفعت العلم “الإسرائيلي” بدلًا من علم الأمم المتحدة.