أمير الظلام.. وفاة أوزي أوزبورن الأب الروحي لموسيقى الهيفي ميتال عن عمر ناهز 76 عاما
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
(CNN)-- توفي أوزي أوزبورن، نجم تلفزيون الواقع، وقائد فرقة "Black Sabbath"، عن عمر ناهز 76 عامًا، وأكدت عائلة أوزبورن الخبر في بيان لشبكة CNN ، الثلاثاء.
وجاء في البيان:"ببالغ الحزن والأسى، نعلن وفاة حبيبنا أوزي أوزبورن هذا الصباح. كان مع عائلته محاطًا بالحب. نطلب من الجميع احترام خصوصية عائلتنا في هذا الوقت".
ويأتي خبر رحيل أوزبورن بعد أسابيع قليلة من حفله مع فرقة "Black Sabbath"، في مسقط رأسه برمنغهام، إنجلترا، في وقت سابق من هذا الشهر، والتقى فيه بزملائه: عازف الباس جيزر بتلر، وعازف الطبول بيل وارد، وعازف الغيتار توني إيومي.
وكان الحفل بعنوان "العودة إلى البداية"، وأتى بعد مرورعقدين على آخر حفل أحيته الفرقة، ووصف بـ "الانحناءة الأخيرة" لأوزبورن، وفقًا للموقع الرسمي لفرقة "Black Sabbath".
واشتهر الراحل أوزبورن بتصرفاته الغريبة على المسرح، وقد حظي باحترام أوساط موسيقى الروك، بينما كان مكروهًا من قبل اليمين الديني، الذي اعتبره "عبدًا للشيطان".
بداياته
وُلد جون "أوزي" أوزبورن في 3 ديسمبر 1948 في مدينة برمنغهام بوسط إنجلترا،ترك المدرسة في سن الـ 15، وبعد سلسلة من الوظائف، منها عامل بناء ومسلخ; حاول السطو، وانتهت مسيرته المهنية آنذاك نهايةً مأساوية، حيث حُكم عليه بالسجن 6 أسابيع بعد أن رفض والده دفع غرامة، وفقًا لسيرة أوزبورن الذاتية الصادرة عام 2009 بعنوان "أنا أوزي".
وقال أوزبورن في مقابلات عديدة إن مصدر إلهامه الموسيقي كان فرقة "البيتلز"، وأرجع الفضل في كونه موسيقيًا إلى أغنية "She Loves You" الناجحة لفرقة "Fab Four’s" الصادرة عام 1963.
وفي عام 1967، شكّل بتلر، عازف الـ bass وكاتب الأغاني الرئيسي لفرقة "Black Sabbath"؛ فرقة - كانت تُعرف آنذاك باسم "Rare Breed" - وطلب من أوزبورن الانضمام إليها، إلى جانب عازف الغيتار أيومي وعازف الطبول وارد.
وبعد تغيير اسم الفرقة مرتين، استقرت الفرقة أخيرًا على اسم "Black Sabbath"، وأفادت مجلة "رولينغ ستون" أن أول ألبوم للفرقة، سُجّل في يومين فقط عام 1969.
"عراب الهيفي ميتال" و"أمير الظلام"
حققت موسيقى"Black Sabbath" شعبية واسعة على الفور، وحقق ألبوم الفرقة الثاني، "Paranoid" الصادر عام 1970، المركز الأول في قائمة الألبومات البريطانية، ولم تكرر الفرقة هذا الإنجاز حتى إصدار ألبومها "13" عام 2013.
ويُشار إلى أوزبورن غالبًا باسم "عراب الهيفي ميتال"، ولكنه فضّل لقبه الآخر، "أمير الظلام"، الذي استخدمه على حسابه على تويتر.
صرح أوزبورن لشبكة CNN في مقابلة عام 2013: "لم أتمكن أبدًا من ربط نفسي بكلمة "هيفي ميتال" - فهي لا تحمل أي دلالات موسيقية.. فالسبعينيات كانت نوعًا ما مثل موسيقى البلوز، وكانت الثمانينيات عبارة عن شعر ملون، وملابس متعددة الألوان، وكانت التسعينيات نوعًا ما من موسيقى الغرونغ".
وطُرد أوزبورن من"Black Sabbath" عام 1979، بسبب مشاكله مع الكحول والمخدرات، بعد أن أصدرت الفرقة 8 ألبومات بالشراكة معه، لكنه واصل مسيرته الفردية الناجحة، حيث أصدر 11 ألبومًا آخر قبل أن يعود إلى الفرقة عام 1997.
وكانت مشاكل أوزبورن مع الكحول والمخدرات سبب طلاقه أيضًا من زوجته الأولى، ثيلما مايفير.
وكذلك بدت علاقته بوالد زوجته ومدير أعماله السابق، دون أردن، إشكالية أيضًا، فقد أدار أعمال بعضٍ من أشهر الفنانين في الستينيات والسبعينيات، بما في ذلك جيري لي لويس وليتل ريتشارد.
وكان أوزبورن يعرف ابنة أردن، شارون، منذ مراهقتها، وبدأت علاقتهما عام 1979، عندما كانت في الثامنة والعشرين من عمرها، مما أثار استياء أردن.
وعندما قررا الزواج عام 1982، أهدى أردن ابنته شارون عقد زوجها الجديد كهدية زفاف، لكن الابنة قامت لاحقًا بسحب زوجها من شركة تسجيلات والدها، والتوقيع مع شركة "CBS" الأمريكية الأكبر بكثير.
ما دفع أردن لرفع دعوى قضائية وفاز في النهاية بتسوية بقيمة مليون دولار، وفقًا لصحيفة ديلي تلغراف، وقاطعت شارون -التي أصبحت فيما بعد مديرة أعمال أوزي- والدها قرابة الـ 20 عامًا.
وفي تلك الفترة؛ تواصلت نوبات أوزبورن المرعبة بسبب تعاطي الكحول والمخدرات، وقال في الفيلم الوثائقي "بارك الله في أوزي أوزبورن" الصادر عام 2011: "بالنظر إلى الماضي، كان ينبغي أن أموت ألف مرة، لكنني لم أفعل".
كما أدت المخدرات والكحول إلى العنف المنزلي والإساءة، وفي مقابلة مع شبكة CNN في العام ذاته، تحدثت شارون أوزبورن عن نوبات غضب زوجها العنيفة، قائلة: "كان الأمر مخيفًا للغاية. أنتِ في منزل، لا جيران على جانبيه، والأطفال نائمون، وتعلمين أنكِ وحدكِ، ماذا تفعلين بحق الجحيم؟".
وكغيرها من العائلات "المفككة"، حظيت عائلة أوزبورن، بشعبية واسعة، وفاز برنامجهم الواقعي "The Osbournes" بجائزة "إيمي برايم تايم" عام 2002.
وأصبح البرنامج وسيلةً لأفراد عائلته لتعزيز شعبيتهم وشهرتهم، حيث انتقلت زوجته شارون إلى العمل الإعلامي التلفزيوني، لا سيما في البرامج الحوارية، بينما استمتعت ابنته كيلي بمسيرتها الموسيقية قبل أن تصبح شخصية تلفزيونية بارزة.
ومن بين الجوائز الأخرى التي مُنحت لأوزبورن جوائز غرامي عديدة، واحدة منها عام 1993 عن أغنيته المنفردة "I Don’t Want To Change The World". واثنتين أخريين عام 2023، حيث فاز بجائزة "أفضل ألبوم روك" و"أفضل أداء"، كما نال أعلى تكريم موسيقي عدة مرات كجزء من فرقة"Black Sabbath".
مشاكل صحية
في أوائل عام 2019، اضطر أوزبورن إلى إلغاء سلسلة من الحفلات الموسيقية إثر إصابته بنوبة التهاب رئوي، وهبوط شديد في منزله بلوس أنجلوس.
لكن مشاكله الصحية لم تتوقف عند هذا الحد. ففي السنوات التالية، خضع مغني الروك لعدة عمليات جراحية، قال إن إحداها فشلت وأدت إلى إصابته بالشلل تقريبًا، وكشف عن إصابته بمرض باركنسون في يناير 2020.
ومع ذلك، قدم أوزبورن عروضًا متقطعة خلال تلك الفترة، بما في ذلك في حفل ختام دورة ألعاب "الكومنولث" 2022 في برمنغهام.
وفي مقابلة مع مجلة "رولينغ ستون" عام 2023، قال أوزبورن إنه "سيموت سعيدًا" إذا تمكن من تقديم عرض آخر للتعبير عن امتنانه لجمهوره من على المسرح.
وقال حينها: "إذا لم أستطع مواصلة تقديم العروض بانتظام، فكل ما أريده هو أن أكون بصحة جيدة لأقدم عرضًا واحدًا أستطيع فيه قول:(مرحبًا يا رفاق، شكرًا جزيلاً على حياتي) هذا ما أسعى إليه، وإذا فارقت الحياة في النهاية، فسأموت سعيدًا".
وفي وقت سابق من ذلك العام، أعلن مغني أغنية "Crazy Train" انتهاء مسيرته الفنية، قائلًا إنه لم يعد "قادرًا جسديًا على ذلك" بعد معاناته من عدة انتكاسات صحية. وفي ذلك الصيف، انسحب من الظهور بمهرجان موسيقي كان من المقرر إقامته في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال لمجلة "رولينغ" ستون آنذاك: "أتعامل مع الأمر يومًا بيوم، وإذا استطعت الغناء مرة أخرى، فسأفعل.. لكن الأمر كان أشبه بوداع أفضل علاقة في حياتي. في بداية مرضي، عندما توقفت عن الجولات، كنت غاضبًا جدًا من نفسي ومن الأطباء ومن العالم. لكن مع مرور الوقت، قلت لنفسي: حسنًا، ربما عليّ تقبّل هذه الحقيقة".
ولدى أوزبورن 6 أولاد؛ 3 أنجبهم من زوجته شارون، وهم: جاك، كيلي وأيمي، والآخرين من زواجه الأول.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: إنجلترا جوائز غرامي المملكة المتحدة إنجلترا مشاهير موسيقى أوزی أوزبورن
إقرأ أيضاً:
جدل بالمنصات الجزائرية بعد حفل هيفي ميتال قرب مقام الشهيد
أثار حفل موسيقي أقيم ضمن فعاليات المهرجان الدولي للشريط المرسوم في الجزائر العاصمة جدلا واسعا بمنصات التواصل الاجتماعي، بعد عزف موسيقى "هيفي ميتال" الصاخبة بالقرب من مقام الشهيد الذي يعد رمزا لتخليد ذكرى شهداء الاستقلال.
وأقيم المهرجان الدولي للشريط المرسوم "فيبدا" في نسخته الـ17 قبل نحو أسبوعين بساحة رياض الفتح في الجزائر العاصمة، برعاية وزارة الثقافة والفنون، وحملت هذه النسخة اسم "طبعة الأطفال" احتفاء بالرسوم المتحركة والشخصيات المصورة وتكريم مبدعيها.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4غزة والجزائر والكاريبي.. فرانز فانون ينبعث سينمائيا في مئويته رغم التغييب الفرنسيlist 2 of 4لأسباب تتعلق بالاحتشام.. قواعد جديدة في الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائيlist 3 of 4كندا تحظر دخول فرقة "نيكاب" لدعمها فلسطين.. والفرقة تلجأ للقضاءlist 4 of 4ميديا بارت: جولة مغن مؤيد لحرب إبادة غزة تثير جدلا في أوروباend of listوفي ختام المهرجان السنوي، نظم القائمون عليه حفلا موسيقيا عزفت فيه موسيقى الروك المعروفة بـ"هيفي ميتال" ذات الإيقاعات الصاخبة، حيث تفاعل الحضور مع الموسيقى من خلال الرقص والحركات التي تتميز بها هذه النوعية من الأغاني.
وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن هذا الحفل أثار موجة واسعة من الجدل بين الجزائريين، حيث اعتبره البعض فعلا مسيئا للرمز الوطني ومخالفا لقيم المجتمع، في حين رأى آخرون أنه مجرد تعبير فني ضمن فعاليات ثقافية معتمدة رسميا.
ولم يقتصر الأمر على الجدل في المنصات الرقمية، بل تطور إلى تحرك برلماني، حيث وجه النائب البرلماني عن حركة مجتمع السلم بلخير زكرياء عريضة رسمية إلى الوزير الأول ضد ما وصفه بحفلة لشباب متأثرين بفكر عبدة الشيطان.
وقال النائب في عريضته إن ما تم تداوله من صور ومشاهد يمس بحرمة مقام الشهيد وبالقيم الدينية والوطنية للمجتمع الجزائري، داعيا الحكومة إلى فتح تحقيق عاجل لمعرفة ظروف الترخيص لهذه الحفلة واتخاذ إجراءات صارمة لمنع تكرار مثل هذه التجاوزات.
آراء متباينةورصد برنامج شبكات (2025/10/12) جانبا من تعليقات الجزائريين على الحفلة والصور والمشاهد التي تابعوها عبر منصات التواصل الاجتماعي من هذا الحفل الموسيقي.
من تلك التفاعلات ما كتبه جفيل:
الأخطر من ذلك هو تغييب العقيدة وطمس المعالم مقابل تقليد أعمى لا يمت لهويتنا بصلة، فهل تم فعلا الترخيص لهذا الأمر؟ ومن يقف وراءه؟
في المقابل، رأى تفال أن الأمر يتعلق بحرية التعبير الفني، وكتب:
لا يمكنك أن تطالب بالحرية وأنت تقصي الآخر، فجوهر الحرية هو القبول بالاختلاف، فالأولاد الذين يحبون الكوسبلاي لا يرتكبون خطأ، إنهم فقط يعبرون عن فنهم بطريقتهم الخاصة.
وغرد طارق مؤيدا موقف النائب البرلماني قائلا:
يجب الضرب بيد من حديد ومحاسبة المسؤولين والمشاركين، لعدم تكرار مثل هذه العادات المشينة والدخيلة على مجتمعنا الأصيل".
بينما دعا رضوان إلى التعقل في التعامل مع الموضوع، مشيرا إلى أن:
الفعل يحتاج الكثير من التمهل والتعقل، هذا الفضاء يسمى بالفضاء العمومي وعندي عليه ملاحظات ولكن المكابح ضرورية.
وتعود بدايات موسيقى "هيفي ميتال" إلى الستينيات حينما أرادت فرق موسيقى الروك أن تعزف موسيقى أكثر صخبا وبإيقاع أسرع وأقوى، ثم تطورت في السبعينيات حتى تحولت إلى ثقافة كاملة تميز جمهورها بأزياء معينة وشعر طويل وتفاعل جسدي خاص مع إيقاعات الأغنيات.
إعلانومنذ نشأته، واجه هذا النوع من الموسيقى رفضا اجتماعيا في بداياته بالغرب، خصوصا من جماعات دينية مسيحية رأت في طقوس هذه الأغاني إساءة للكنيسة وتهديدا للقيم الاجتماعية، قبل أن يتطور ليصبح جزءا من المشهد الثقافي الموسيقي العالمي.
مصرع شاب صعقا بالكهرباء فى حوش عيسى بالبحيرة