حزن ملكي.. الملك عبدالله الثاني يفقد أعز أصدقاءه
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
خيم الحزن على المحافظات الأردنية، بعد رحيل الفريق الركن المتقاعد العين "جمال الشوابكة"، أحد أعز أصدقاء العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والذي شارك بتشييع جثمانه اليوم الثلاثاء برفقة ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله.
وحضر تشييع الجثمان الأمير هاشم بن الحسين، والأمير غازي بن محمد، ورئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي، ورئيس الديوان الملكي يوسف حسن العيسوي، وعدد كبير من ضباط القوات المسلحة ومديري الأجهزة الأمنية وكبار المسؤولين ونواب وأعيان.
الراحل الشوابكة كان قد حضر جلسة مجلس الأعيان الأردني يوم أمس، إلا أنه شعر بالتعب حيث تم نقله إلى المستشفى وتوفي هناك.
الفريق الشوابكة كان حاضراً في مسيرة الملك عبدالله العسكرية، ولا يخلو لقاء يجمع العاهل الأردني مع المتقاعدين العسكريين من حضور الشوابكة، كما زاره في المنزل بمنطقة الخشافية أكثر من مرة، وفي مناسبات مهمة.
ونشر الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، عبر حسابه على انستغرام، كلمات مؤثرة بوفاة الفريق الركن المتقاعد العين جمال الشوابكة، وصوراً تجمعه مع الفقيد في مراحل مختلفة من عمره، وكتب ولي العهد: "عرفتك أميناً مخلصاً وصديقاً وفياً لسيدنا.. جمعتنا الكثير من الذكريات في صغري.. وتعلمت منك الكثير عن حب العسكرية والجيش.. رحمك الله جمال باشا.. إلى جنات الخلد ان شاء الله".
وولد الفريق الركن المتقاعد جمال سالم فلاح الشوابكة في 5 - 5 - 1951، في خشافية الشوابكة بالعاصمة الأردنية عمان، وكان الراحل يحمل ماجستير علاقات دولية – جامعة نيويورك 2006، بكالوريوس ادارة – جامعة مؤته 1988م، دبلوم علوم عسكرية- جامعة مؤتة 1972م.
وعمل الراحل مستشارا خاصا للأمير غازي بن محمد، ومستشارا عسكريا للأزمات في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، ورئيسا لمجلس ادارة CLS الأمريكية، ومستشارا عسكريا لرئيس الجمهورية اليمنية، ونائبا لرئيس هيئة الأركان المشتركة – القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، وقائدا للعمليات الخاصة المشتركة، وقائدا لوحدة الأمن والحماية الخاصة لحماية الطائرات والمطارات والسفارات الأردنية خارج المملكة، ورئيسا لأركان العمليات الخاصة، وقائدا للقوات الخاصة الملكية، وقائدا لمجموعة مكافحة الارهاب – القوات الخاصة الملكية، وعضوا لمجلس الاعيان الثامن والعشرون، وعضوا لمجلس الاعيان التاسع والعشرون.
الراحل الشوابكة وهو صديق مقرب من الملك عبدالله الثاني له ذكريات كثيرة خلال الخدمة العسكرية، وثقها في لقاءات عدة.
تعود علاقة الشوابكة بالملك عبدالله الثاني إلى مطلع ثمانينيات القرن الماضي، حينما كان الملك يأتي للتدريب في وحدة القوات الخاصة، وتجددت العلاقة حينما اصبح الملك عبدالله الثاني عقيدا في الجيش واصبح مساعدا لقائد القوات الخاصة.
وكان الشوابكة حينذاك عقيدا أيضا في ذات الوحدة، وتعززت العلاقة بعد ان تسلم الملك قيادة العمليات الخاصة، يقول إن الملك كان يحمل افكارا عظيمة لتطوير وحدة العمليات الخاصة.
وروى الشوابكة أنه بعد تسلم الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، وفي أحد الأيام أراد الملك عبدالله القفز بالمظلة، لكن الشوابكة اخفى مظلة الملك الخاصة في مكتبه في محاولة لمنعه، وكل محاولات البحث عنها باءت بالفشل، فاعتذر الشوابكة من الملك.
وقال له حينها: "المظلة مفقودة يا سيدي" وبالفعل تمكن من الحيلولة دون قفز الملك بالمظلة، معللا ذلك بالقول "لانه أصبح اليوم ملكا ولا يجوز تعريضه لاية اخطار".
الإعلام الأردني وثق زيارتين اثنتين للملك عبدالله الثاني إلى منزل العين الشوابكة في بلدة خشافية الشوابكة شرق العاصمة عمّان، الأولى كانت في منتصف شهر حزيران من العام 2021 التقى خلالها الملك عددا من المتقاعدين العسكريين.
أما الزيارة الثانية كانت بتاريخ 10-10-2022، وذلك لتقديم واجب العزاء بوفاة نجل الشوابكة ماهر والذي فارق الحياة أثر مرضٍ عضال.
وكان زاره ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني في منزله عام 2019.
المصدر: العربية
كلمات دلالية: الملك عبدالله الثاني جمال الشوابكة الأردن الملک عبدالله الثانی جمال الشوابکة ولی العهد
إقرأ أيضاً:
شاهد / القائد الشهيد الذي اخمد فتنة ديسمبر .. فيديو
تقرير||هاشم الأهنومي ..
شكل الشهيد حسن عبدالله الجرادي (أبو شهيد)، الذي وُلد أواخر ثمانينيات القرن الماضي في جمعة بني فاضل بمحافظة صعدة، رمزًا للصمود والقيادة العسكرية والتعبوية في مواجهة العدوان على اليمن، منذ صغره، حمل شعلة الثورة والوعي ، مستلهمًا دروس الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) في مران، ليبدأ مسيرة حياته بكل شجاعة وإخلاص، مؤمنًا بأن الجهاد أغلى من كل شيء.
◀️شاهد| كيف أخمد الشهيد أبو شهيد الجرادي فتنة ديسمبر 2017؟
مشاهد من الفيلم الوثائقي
جندي الله
للشهيد العميد/ حسن عبدالله الجرادي (أبو شهيد) pic.twitter.com/shFTMapLgf
منذ نعومة أظافره، أظهر الجرادي تعلقًا بالعلم والمعرفة، لكنه وجّه حماسه لمواجهة الظلم والعدوان، فُصل من المدرسة بعد انطلاقه في التعبير عن وعيه الجهادي والصرخة، لينتقل إلى صنعاء ويواصل نشاطه من الجامع الكبير، حيث تفتحت عيناه على مجريات الثورة وتعلم استراتيجيات المقاومة والوعي الجماهيري، خلال تلك الفترة، تعرض للسجن بسبب نشاطه من قبل السلطة الظالمة آنذاك، لكنه واصل طريقه، وازداد إصرارًا على خدمة القضية والمشروع القرآني، مشاركًا في أعمال المدد وحماية مناطق صعدة، بما في ذلك مران وجرف سلمان، حيث خاض 80 يومًا من المعارك الشرسة، رغم صغر سنه.
الحرب الرابعة.. خطوات بطولية في جمعة بني فاضلفي الحرب الرابعة، كُلف أبو شهيد بالعودة إلى منطقته جمعة بني فاضل، فشق طريقه سيرًا على الأقدام لمسافة تزيد على 200 كم، متسلحًا بالعزيمة والإصرار، ومعه عشرات الأفراد، ليتمكن بسرية تامة من تنفيذ خطة تقطيع أوصال القوات المعادية المنتشرة في المنطقة وإجبارها على الانسحاب، ما جعل منه المسؤول العام عن حماية المنطقة.. قصفت السلطة الظالمة منزله بشكل مباشر، واستشهد 8 من أفراد أسرته، لكنه لم يثنه ذلك عن الاستمرار في مسيرته الجهادية، مؤكدًا أن الدفاع عن الحق أغلى من كل شيء، ليصبح نموذجًا حيًا للشجاعة والتضحية والإخلاص.
دور التعبئة والتوجيه الثقافيكُلف أبو شهيد لاحقًا بالإشراف على محافظة تعز، حيث قاد فريقًا ثقافيًا لتعزيز الوعي الوطني والتعريف بمشروع المسيرة القرآنية، من خلال الحوار والمحاضرات والتحشيد الجماهيري، أسس حركة شباب العز، وسافر بين المديريات لتعزيز روح الصمود، مسهمًا في خلق بيئة وطنية جاهزة لثورة 21 سبتمبر.
قيادة المعارك الكبرى.. الساحل الغربيمع بداية العدوان على اليمن في 26 مارس 2015، واجه أبو شهيد تحديات كبيرة في تفكيك مواقع المرتزقة في مختلف الجبهات، وبرز كقائد يمتلك خبرة عالية في إدارة المعارك، خاصة في جبل صبر واقتحام اللواء 35، أصيب بجروح بليغة في جبهة الجحملية، لكنها لم توقفه عن مواصلة العمل العسكري، حيث نُقل إلى جبهة البيضاء لمتابعة مهام التحشيد حتى نهاية 2017.
إخماد فتنة ديسمبر.. حنكة القائدفي 2 ديسمبر 2017، واجه أبو شهيد أخطر التحديات حين حاول العدو اللعب بأوراقه في صنعاء، بفطنته وحكمته، تمكن من إخماد فتنة ديسمبر خلال ثلاثة أيام فقط، محققًا نجاحًا كبيرًا في حماية المدنيين واستقرار العاصمة، ومثبتًا مكانته كقائد استراتيجي.
بناء القوات الخاصة.. تجهيز النخبةبعد استشهاد قائد القوات الخاصة، تولى أبو شهيد مسؤولية إعادة بناء هذه القوات، فركز على تدريب المجاهدين عسكريًا وأخلاقيًا وقيميًا، ليصبحوا قوة نوعية في مواجهة العدوان، وفي مايو 2018، خلال معركة الساحل الغربي، حوّل القوات الخاصة إلى جحيم للأعداء، مؤكّدًا أن الإرادة اليمنية لا تُقهر أمام أي عدوان.
البطولات الأخيرة واستشهاد القائدأصيب أبو شهيد بحمى شديدة لكنه أصر على التوجه إلى جبهة التحيتا، حيث حاصرته قطعان المرتزقة وأسر، ولم يعرف العدو أن أسيرهم هو قائد القوات الخاصة، قبل أن ينفذوا إعدامه بوحشية، فاقدين أحد أهم القادة الذين شكلوا رمزًا للشجاعة والتضحية والوطنية.
أبو شهيد.. صمود وإلهام للأجيالشكل أبو شهيد الجرادي نموذجًا متكاملًا للقائد والمقاتل، الذي لم يعرف الخوف ولم يرضخ للتهديدات، جمع بين التخطيط العسكري والوعي والتحشيد، قدّم حياته وأفراد أسرته فداءً في سبيل الله، وأثبت أن الصمود والإرادة اليمنية قادرة على مواجهة العدو وأدواته.
رحيله لم يُنهِ إرثه، بل ترك رسالة خالدة لكل اليمنيين: الدفاع عن الأرض والوطن أسمى من كل اعتبار، وأن التضحيات الكبيرة هي الطريق نحو الحرية والسيادة، سيبقى مثالًا حيًا للصمود والتضحية، ملهمًا للأجيال في حماية وطنهم ووحدته.