في أسفاره الشهيرة يستوقف “ابن بطوطة” في حي ببغداد بكاء طفل ٍكسر للتو آنية فخاركان يحملها لجلب بعض حاجيات أسرته, راح يصرخ بجزع وانكسار خائفا ًمن عقوبة منتظرة, تجمع حوله المارة مهدئين من روعه، مشيرين عليه بالذهاب إلى صاحب وقف الأواني, وهو وقف جعله الخيرون, كما يروي ابن بطوطة" جبراً للقلوب, "لمعالجة حالات كهذه وتقف في الوقف على أبواب أكثر إدهاشا ً وقفيات منسية قريبة العهد, تؤرخ لأزمنة جميلة رخية سخية , وصل حد طيران روح الكفاية, صوب تحسس وتلمس أسراب الطير الجائعة في سماوات بعيدة.
يا حمام بي شكٌ ينقر القلب, أن وَقف الآباء توقف, كفت البلاد التي كانت تطعم حمائم مكة عن إطعام أبنائها الجائعين, أكل الفساد الحمام والأنام.التهم الحَب والخبء.لم نعد نوقف غير العُدم والبكاء, نحن اليوم واقفون على كل باب, نستعطي بمكة شح الرصيف, نرسل أكبادنا للسؤال.أتوقف هنا وقد قفزت على الوقف مشيرا إلى صور أخرى من وقفياتنا المؤججة بغناها النقمة على واقعنا الفقير, ثمة وقف للنفساء, وآخر لنقاهة المريض, وأبواب غيرها أحصاها أحد الباحثين من موظفي الوقف في بحث مثير للدهشة ومع حكم صالح اخذت اليمن في السقوط المريع وبدأ المواطن يسقط بوفرة من كشوف المواطنة إلى كشوف الصدقات يسقط في العدم واليتم والتوسل والعري ومازلنا نغص بحشرجات الخطاب الخيري الفقير الذي يعلو ويشتد مع تزايد الجمعيات الخيرية ,مؤشرا إلى ما وصل إليه فقر الحال والمقال.هذا الخطاب يحتاج إلى كثير من المراجعات بحيث يتحرر من كل ما يسقط كرامة الإنسان ويسيء إلى روحه, من كل ما يكرس ثقافة الشفقة, ويؤبد الفقر, من كل ما يفضي إلى شر أكثر من الخير, من كل مايعمر معدة الجائع ويدمر روحه, من كل ما يضع من قيمة الإنسان.
---
عن الشرق القطرية.
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: من کل ما
إقرأ أيضاً:
اجتماع في صنعاء لمناقشة آلية الحفاظ على أراضي وممتلكات الوقف بمديريات القطاع الشرقي
الثورة نت/..
ناقش اجتماع بمحافظة صنعاء اليوم، آلية تفعيل دور المجالس المحلية بالمديريات في الحفاظ على أراضي وممتلكات الأوقاف بمديريات القطاع الشرقي بالمحافظة.
واستعرض الاجتماع الذي ضم مديري مكتب هيئة الأوقاف بالمحافظة عبدالله عامر ومديريات جحانة صالح معيض وخولان رعد الجاملي والحصن هلال معيض والطيال خليل أبو علامة، الصعوبات التي تواجه سير العمل الوقفي وأبرزها عدم تعاون بعض الأُجُرَاءْ مع مسؤولي الأوقاف في المديرية.
وشدد المجتمعون، على ضرورة استكمال حصر أراضي الوقف وتفعيل آلية حمايتها من الاعتداءات، وإيقاف المعتدين وإحالتهم للجهات القضائية وفقًا لقانون الوقف الشرعي، مؤكدين أهمية إسقاط أراضي الوقف وتضليلها على مستوى كل مديرية، وحصر ما تم التصرف به منها ليسهل متابعة المستأجرين، وتحصيل مستحقات الوقف أولا بأول.
وتطرق الاجتماع إلى جوانب التنسيق بين مديري المديريات والجهات الأمنية والقضائية باعتبارها لجان إشرافية على أراضي وممتلكات الوقف على مستوى كل مديرية، لحصر أموال الوقف ومتابعة استحقاقاته المالية.
وأقر ترشيح متحصلين على مستوى كل عزلة وأمين صندوق على مستوى المديرية خلال مدة أقصاها أسبوع، ومواجهة احتياجات المساجد الموقوف لها من ماء وكهرباء ونظافة وإصلاح صوتيات وغير ذلك.
كما تم إقرار فتح نافذة لقواعد البيانات بالمديريات، وإشعار من تحت أيديهم أموال صالبة تابعة للوقف بإحيائها، مالم سيتم سحبها ونقلها إلى غيرهم لإحيائها.
حضر الاجتماع مديرو هيئة الأوقاف والأمن بالمديريات