الناشر الإلكتروني ليس دخيلاً على الإعلام… بل قنطرة ل”صاحبة الجلالة”
تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT
صراحة نيوز- بقلم: الناشر الإعلامي د. خلدون نصير
نشر الصحفي ماهر الشريدة أخيرا ما أسماه “توضيحًا قانونيًا” حول صفة “الناشر” في الوسط الإعلامي، وسط جدال حول حق ناشري المواقع الإلكترونية ومحرريها في تمثيل صناعة الإعلام وعضوية نقابة الصحفيين.
ادعاء الزميل الشريدة بحصر صفة “الناشر” بدور النشر يوحي بتضليلٍ مهني وقانوني.
إذ يتناسى الزميل أن الإعلام الرقمي امتدادٌ طبيعي للصحف الورقية، الصادرة عن شركات طباعة ونشر وتوزيع منذ عشرات السنين، بل أن ناشري هذه المواقع هم من حافظوا على جوهر الصحافة وأسسوا لاستدامتها، منذ إطلاق منصاتهم خلال العقدين الفائتين، مع تراجع الإقبال على الصحف وسط توقعات باضمحلالها.
وهكذا يحمل مقال الشريدة في طياته استخفافًا بدور المواقع الإلكترونية في المشهد الإعلامي الوطني، وتهجمًا مباشرًا على من أسسوا هذا القطاع وصنعوا له حضورًا وتأثيرًا يفوق بعض من يتشدقون بالصفة ويغيبون عن الميدان.
نقطتا نظام
أولا، من المؤسف أن يدعي الصحفي الشريدة “عدم وجود صفة ناشر” في الإعلام وكأن الواقع المهني والتشريعي توقف عند تعريف قانون المطبوعات الورقي فقط. فليُذكّر الزميل بأن نظام ترخيص وتسجيل وسائل الإعلام الإلكترونية الصادر عن هيئة الإعلام يعترف صراحة بوجود “ناشر إلكتروني”، بل ويُطالب بتقديم بياناته الرسمية عند الترخيص، ويمنح الموقع شخصًا مسؤولًا يُشار إليه بالناشر أو المدير المسؤول وفقًا لطبيعة الشركة. فأين الالتفاف على القانون الذي يتحدث عنه الكاتب؟ وعلى من يقرأ القانون أن يقرأه كاملًا لا أن يقتطع منه ما يخدم أهواءه؟
ثانيًا، حين يتحدث الصحفي الشريدة عن أن “من يؤسس موقعًا لا يُعد صحفيًا”، فهذا أمر لا خلاف عليه، لكن من قال إن الناشرين يقدّمون أنفسهم كصحفيين؟ إنهم أصحاب شركات إعلامية مرخصة، يُوظفون ويُعينون صحفيين، ويقودون منظومات عمل كاملة، وفّروا – حسب الإحصاءات الرسمية – أكثر من 450 فرصة عمل مباشرة بين محرر ومصور ومراسل، ناهيك عن المئات من فرص التدريب والتعاون. فهل المطلوب أن يُجرد هؤلاء من أي صفة، فقط لأنهم لم ينتظروا رخصة من نقابة شبه مغلقة ترفض ضم أكثر من نصف الجسم الإعلامي تحت مظلتها؟
ثالثًا، في الأردن 132 موقعًا إخباريًا مرخصاً، وكل منها يُلزم قانونيًا بتعيين رئيس تحرير من أعضاء نقابة الصحفيين الأردنيين. وهذا يعني أن هناك ما لا يقل عن 135 صحفيًا معتمدًا رسميًا يشغلون مواقع قيادية في هذه المنصات، ويشكّلون بذلك نسبة فاعلة ومؤثرة في بنية النقابة، لا يمكن تجاهلها أو التقليل من شأنها.
رابعًا، من غير المقبول الاستمرار في نهج “الوصاية المهنية” على الإعلام الإلكتروني، وقد أصبح اليوم المصدر الأول للأخبار في الأردن، والأكثر تأثيرًا وانتشارًا، وبشهادة الجمهور والمؤسسات الرسمية. بل إن بعض من ينتقدون الإعلام الإلكتروني لم يستطيعوا بناء صفحة فيسبوك عليها 500 متابع، بينما هذه المواقع – بمن فيها من “ناشرين” – صنعت منصات يقرأها مئات الآلاف يوميًا.
خامسًا، من يحمل صفة “ناشر” ويملك منصة إخبارية مرخصة من الدولة، ويدفع ضرائب، ويُعيل أسرًا ويستثمر في الإعلام، لا يحتاج شهادة أخلاق مهنية من أحد. ومن يريد حصر المهنة في كرت “باج” نقابة، فليعلم أن الكفاءة والممارسة والالتزام بما تنشره المواقع هو ما يحكمها، لا الصراخ في الزوايا المهملة للصحافة الورقية.
وفي الختام، من المؤسف أن يأتي هذا الهجوم من صحفي على زملاء له في المهنة، لا لأنهم ارتكبوا تجاوزات، بل لأنهم اختاروا طريق الاستقلالية والريادة في قطاع أصبح أكثر تأثيرًا من النشرات الرسمية.
كرامة الإعلام لا تُصان بإقصاء زملاء المهنة ولا بإقصاء المسميات، بل تُصان باحترام كل من يسهم في صناعة إعلام حر، مسؤول، ومنفتح. ولا ينكر ذلك إلا جاحد… أو خائف.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام
إقرأ أيضاً:
محافظ أسيوط ووزير الري يطلقان إشارة مرور المياه من قنطرة حجز الإبراهيمية
استقبل اللواء دكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، اليوم السبت، الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، في مستهل زيارته للمحافظة، التي استهدفت متابعة مستجدات العمل بمشروع مجموعة قناطر ديروط الجديدة، وقد بلغت نسبة التنفيذ نحو 87%.
ويعطي وزير الري خلال الزيارة إشارة البدء لإزالة السد المؤقت ومرور المياه بالمجري الدائم لترعة الابراهيمية من خلال بوابات قنطرة حجز الإبراهيمية ضمن إجراءات إنهاء مشروع "انشاء مجموعة قناطر ديروط الجديدة".
ورافق الوزير خلال الزيارة عدد من القيادات التنفيذية والهندسية، من بينهم خالد عبد الرؤوف السكرتير العام المساعد للمحافظة، والمهندس ياسر الشبراخيتي رئيس قطاع الخزانات والقناطر الكبرى، والمهندس حاتم عبد الصبور رئيس الإدارة المركزية للموارد المائية والري، والمهندس أبوالعيون فرحات مدير عام ري أسيوط ومصطفي علي رئيس مركز ومدينة ديروط، والمهندس محمود محمد مدير منطقة أسيوط بالهيئة، والمهندس عز الدين حلب المدير العام المهندس المقيم لمشروع قناطر ديروط الجديدة إلى جانب عدد من قيادات المشروع وممثلي الهيئة المنفذة.
إنشاء حدائق عامة على مساحة 3 أفدنةبدأت الزيارة بجولة ميدانية داخل مجمع ري ديروط، شملت عرضًا تقديميًا تفصيليًا حول مراحل تنفيذ المشروع وخطة العمل لاستكمال العناصر المتبقية، بالإضافة إلى استعراض رؤية وزارة الري لتطوير المنطقة المحيطة بالقناطر، بما يشمل إنشاء حدائق عامة على مساحة 3 أفدنة، مع الحفاظ على الطابع التاريخي والمعماري للموقع.
خدمة 1.6 مليون فدان من الأراضي الزراعية في خمس محافظاتوأكد المحافظ هشام أبو النصر - خلال الزيارة - أن مشروع قناطر ديروط الجديدة يمثل أحد أبرز المشروعات القومية لتطوير البنية التحتية لمنظومة الري، ويعكس التوجه الرئاسي نحو تحسين جودة الحياة في صعيد مصر.
ولفت إلى أن القناطر تعد من أقدم المنشآت المائية في البلاد، وتخدم أكثر من 1.6 مليون فدان من الأراضي الزراعية في خمس محافظات هي: أسيوط، المنيا، بني سويف، الفيوم، والجيزة.
تعزيز كفاءة توزيع المياهوأشار المحافظ إلى أن المشروع يمثل نقلة نوعية في إدارة الموارد المائية من خلال الاعتماد على أنظمة تحكم ذكية، وغرف تشغيل ومراقبة حديثة، ما يسهم في تعزيز كفاءة توزيع المياه، وضمان دقة وسرعة الاستجابة التشغيلية.
كما تتضمن الأعمال تنفيذ كوبري علوي جديد لتحسين الحركة المرورية في المنطقة، ضمن خطة أشمل لتحقيق التنمية المستدامة.
تعظيم الاستفادة من الموارد المائيةمن جانبه، أوضح الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، أن قناطر ديروط الجديدة تأتي ضمن خطة الوزارة لتحديث منشآت الري، بما يتماشى مع جهود الدولة في تعظيم الاستفادة من الموارد المائية.
وأشار إلى أن المشروع يُنفذ بالتعاون مع الجانب الياباني، وباستخدام أحدث المواصفات العالمية في مجالات التصميم والتشغيل، مما يجعله نموذجًا رائدًا للشراكات الدولية في قطاع المياه.
تدريب المهندسين والفنيين علي أنظمة تشغيل القناطر الجديدةوأكد وزير الري على أهمية تدريب المهندسين والفنيين علي أنظمة تشغيل القناطر الجديدة للحفاظ عليها مثلما تم الحفاظ على قناطر ديروط القديمة بحالة جيدة علي مدي ١٥٠ عاما.
كما وجه بالحفاظ علي الطابع الأثري للقناطر القديمة كجزء من تاريخ مدرسة الري المصرية.
وشملت جولة الوزير و المحافظ أيضًا تفقد قنطرة بحر يوسف الجديدة، التي تم الانتهاء من تنفيذها وبدأ تشغيلها التجريبي، لخدمة حوالي 850 ألف فدان من الأراضي الزراعية.
كما تفقدا قناطر حجز الإبراهيمية التي أوشكت على الانتهاء، تمهيدًا لتشغيلها خلال الربع الأخير من العام الجاري، حيث شهدا اختبارات البوابات (Wet Test)، إيذانًا بتحويل المياه إلى المسار الدائم وإزالة السد المؤقت.
كما زارا مبنى التشغيل والتحكم، الذي يضم غرفة المراقبة التليمترية لإدارة المياه بمصر الوسطى، وغرفة تشغيل مجموعة القناطر، بالإضافة إلى غرفة مراقبة بالكاميرات لتأمين وحماية المنشآت الحيوية.
واختتمت الجولة بإعطاء إشارة البدء لفتح بوابات قناطر حجز الإبراهيمية وإمرار المياه من بوابات القنطرة، في حضور عدد من المهندسين والفنيين كخطوة أولى يعقبها إزالة السد المؤقت وتحويل المياه للمرور بالمجري الدائم لترعة الإبراهيمية، التي تخدم زمام ٥٧٦ ألف فدان في محافظات المنيا وبنى سويف والفيوم والجيزة خلف قنطرة حجز الإبراهيمية.
وفي ختام الزيارة، أكد محافظ أسيوط على أهمية استثمار هذا المشروع ليس فقط في تطوير البنية التحتية للري، بل في إحياء المنطقة كوجهة تراثية وسياحية، عبر تحويل موقع القناطر إلى مساحة حضارية متميزة تعكس الإرث الهندسي المصري، وتسهم في تعزيز مكانة المحافظة ضمن خريطة التنمية الشاملة في صعيد مصر.