ليالٍ أدبية بالقليوبية.. من كواليس المسرح إلى رسايل لم تُرسل
تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT
ضمن برامج وزارة الثقافة لدعم الحراك الأدبي بالمحافظات، تنظم الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، عددا من حفلات التوقيع لمناقشة أعمال النشر الإقليمي، وذلك خلال الأسبوع الجاري، بفرع ثقافة القليوبية.
وتستضيف جمعية الشبان المسلمين بمدينة بنها، في السابعة من مساء الأربعاء المقبل، حفل توقيع ومناقشة كتاب "أوراق من تاريخ المسرح في القليوبية" للكاتب فؤاد مرسي، وذلك بمشاركة نخبة من الأدباء والنقاد، هم: الدكتور ياسر عبد الرحمن، الشاعر مجدي أبو الخير، والكاتب أحمد القصبي.
ويضم الكتاب مجموعة من الأبحاث والدراسات التي توثق لتاريخ المسرح في محافظة القليوبية، مركزا بشكل خاص على فرقة القليوبية المسرحية، وفرقة مسرح العمال بشبرا الخيمة.
كما يستعرض خلاله المؤلف مراحل التأسيس، وإعادة التشكيل والتطوير، مع تسليط الضوء على السير الذاتية لعدد من الرموز الذين أثروا في الحركة المسرحية، من بينهم: محمد بحيري، أيمن سالم، فهمي منصور، عبد الفتاح العدوي، محمد الشرنوبي شاهين، سلامة حسن، وفؤاد حجاج.
كما يشهد مركز شباب طوخ، في السابعة من مساء الجمعة 8 أغسطس، حفل توقيع ديوان "رسايل مبعتهاش" للشاعرة رضوى رضا، في أمسية تجمع بين الشعر والنقد.
ويضم الديوان سبع عشرة قصيدة، من أبرزها: "رسمت عيني الضيقة بالفحم"، "جناح ملايكة في دراعي بينبت"، "بدون كتالوج"، "مفتاح الحكاية"، "ضيف شرف في رواية بحرقها"، "شياط الروح"، "باجي لك أتونس"، و"على الناصية".
ويشارك في المناقشة الشاعران سليمان الزهيري، ومحمود الزهيري، والناقد محمد علي عزب.
تأتي الفعاليات ضمن أنشطة فرع ثقافة القليوبية، برئاسة الفنان ياسر فريد، التابع لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، في إطار أنشطة مكثفة ومتنوعة تقدمها هيئة قصور الثقافة خلال شهر أغسطس، لدعم المبدعين بالمحافظات وتعزيز التفاعل مع نتاجهم الأدبي والفني.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: برامج وزارة الثقافة الحراك الأدبي الهيئة العامة لقصور الثقافة أعمال النشر الإقليمي
إقرأ أيضاً:
الأماكن وتجلياتها في الإبداع الأدبي والفني
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةيشغل المكان أهمية بالغة في الإبداع الأدبي والفني، وحضوره الطبيعي أو الاجتماعي وتأثيراته الجمالية المتميزة، تتجلى بوضوح بارز أو بلمحات شفافة في عمل المبدع، سواء كان شعراً، رواية، أو تشكيلاً.
وفي هذا المجال، نتذكر روائع الشعر العربي، بدءاً من المعلقات والبكاء على الأطلال، مروراً بغنائيات الأندلس وشعراء العصر العباسي، كما لا ننسى بيكاسو والحرب الإسبانية في جدارية غرنيكا.
وتكشف الأعمال الأدبية والفنية عبر التاريخ عن التأثير الكبير للأماكن بكل ما تضمه مفردات، ومن بشر، وما ترمز إليه في ذاكرة المبدعين.
وفي هذا التحقيق، إضاءات حول هذه التأثيرات من وجهة نظر الأدباء والمثقفين.
بداية، يشير الشاعر والروائي محمد الحبسي إلى أن المكان ليس مجرد خلفية صامتة، تدور فيها أحداث العمل الإبداعي، بل هو كائن حيّ نابض بالحس والدلالة، يشكّل ذاكرة الكاتب ووجدانه. إنه إطار يعيد تشكيل العلاقات الإنسانية، ويكسب الشخصيات أبعادها النفسية والاجتماعية، مبيناً أن المكان يلون اللغة والصور والأسلوب، ويمنح النص حرارة الخصوصية أو برودة الغربة، فيكون أحياناً بطلاً خفياً لا يقل تأثيراً عن الأبطال البشر.
ويتأمل الأديب الحبسي في أعماله الإبداعية، فيرى أن المكان يتجلى بحضوره المزدوج: الطبيعة بكل فتنتها وجموحها، والمجتمع بما فيه من أصوات وهمسات وصراعات، موضحاً بقوله: «أستلهم الصحراء بفضائها الحرّ، والبحر بامتداده اللامتناهي، والمدينة بضجيجها وحكايات ناسها. البيئة الطبيعية تمنح نصوصي حالة تأملية وأفقاً رمزياً، بينما المحيط الاجتماعي يضفي عليها نبض الحياة وتفاصيل البشر».
خلفية شعورية
من جانبه، يقول د. بسّام سعيد دحي، الباحث في علوم البيئة: «المكان، بالنسبة لي، ليس مجرد إطار خارجي نعيش فيه أو نمر به، بل هو عنصر حي يتسلل إلى العمل الإبداعي ويمنحه روحه».
ويتابع د. دحي مبيناً أنه في أعماله الإبداعية، يظهر المكان من خلال عناصره الطبيعية: الأشجار، البحر، الشمس، ويظهر أيضاً من خلال محيطه الاجتماعي والعمراني. ويعتقد د. دحي أن الكاتب لا يكتب عن المكان بوصفه ديكوراً، بل بوصفه تجربة.
كائن حي
ترى الروائية فاطمة المزروعي أن المكان يعد أحد المرتكزات الأساسية في العمل الإبداعي، سواء في الأدب أو الفن أو أي شكل من أشكال التعبير الإنساني. فالمكان ليس مجرد خلفية جامدة للأحداث، بل كائن حي يتنفس داخل النص، ويتحول أحياناً إلى شخصية رئيسية تحاور الأبطال وتؤثر في مصائرهم، مبينة أنه الحاضن للزمن، وللتجربة، وللمشاعر المتراكمة التي تترسب في ذاكرة المبدع، وتخرج إلى القارئ أو المتلقي محملة بكل تلك الإشارات المكانية الغنية.
وتضيف: «بالنسبة لي، يتجلى المكان في أعمالي بوصفه ذاكرة نابضة، لا تغيب ملامحه حتى في أكثر اللحظات تجريداً».
وهي ترى أن البيئة الإماراتية تتسلّل إلى نصوصها بأشكال متعددة: رائحة البحر في أبوظبي القديمة، نداء المؤذن بين بيوت الطين، نساء النخيل في صمت الواحات، أو حتى ضوء النيون الذي يغمر المدينة في صخب ليلي.
وتوضح المزروعي أنها في أعمالها الروائية والمقالية والمسرحية، تحرص على أن يكون للمكان حضور فاعل، فهي لا تكتفي بوصفه، بل تجعله جزءاً من الحالة الشعورية للشخصيات.
بصمة داخلية
بدورها، تقول الروائية مريم الغفلي: «المكان يلعب دوراً هاماً في العمل الإبداعي، حيث يمكن أن يكون مصدراً للإلهام والإبداع. البيئة المحيطة بالكاتب تؤثر على المبدع وأفكاره، وهي شيء ملهم لأي كاتب. المكان يوفر الهدوء والراحة، وهذا يزيد الإبداع. كلما كان المكان هادئاً وتتوافر فيه وسائل الراحة والهدوء والأمان، وذا إطلالة على الطبيعة من صحراء أو بحر أو غيره، فهو يخفف من الضغوط، ويعطي الحرية التي يحتاج إليها المبدع كي يبدع. كل مكان يعيش فيه الكاتب أو يقضي فيه فترة من حياته يترك بصمة داخلية في ذاكرته وحنين يعيده للذكريات وللمكان بمناظره وروائحه وأحاسيسه».
وتضيف: «بالنسبة لي، رواية من دون مكان وبيئة محيطة هي رواية بلا روح. الرواية التي يتجلى بها المكان بتفاصيله وبيئته من وصف للشجر والكائنات من طيور وحمام وحيوانات، سماء وبحر وصحراء، ومجتمع وبيوت وطعام ورائحة، هي رواية مفعمة بالحياة» لافتة إلى أن معظم رواياتها كان المكان والبيئة المحيطة جزءاً لا يتجزأ من العمل، مثل «طوي بخيتة» و«نداء الأماكن» و«غافة العذبة». وذلك أن كل أعمالها تتغنى بالمكان وساكنيه وعاداته وتقاليده وتاريخه.