بحسب التقديرات، فإن الرسوم المقررة التي يبدأ سريانها الخميس المقبل، ستؤثر على نحو 60% من الصادرات السويسرية إلى الولايات المتحدة، ما يضيق هامش التحرك أمام برن التي تعتبر واشنطن أكبر سوق لصادراتها من الأدوية والساعات والآلات والشوكولاتة. اعلان

أعلنت الحكومة السويسرية، يوم الاثنين، أنها تستعد لتقديم "عرض أكثر جاذبية" في مفاوضاتها التجارية مع الولايات المتحدة، في محاولة لتفادي رسوم جمركية أميركية مرتفعة بنسبة 39% على وارداتها، والتي من شأنها أن تُلحق ضرراً بالغاً بالاقتصاد السويسري القائم على التصدير.

وفي بيان رسمي عقب اجتماع حكومي طارئ، أكد المجلس الفيدرالي – الهيئة التنفيذية للحكومة السويسرية – عزمه مواصلة المحادثات مع واشنطن، حتى بعد الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 7 أغسطس لدخول الرسوم الجديدة حيز التنفيذ.

وقالت الحكومة في البيان: "تدخل سويسرا هذه المرحلة الجديدة وهي مستعدة لتقديم عرض أكثر جاذبية، يأخذ في الاعتبار الهواجس الأميركية ويسعى إلى تخفيف الوضع الراهن بشأن الرسوم الجمركية".

ورغم تعهدها بمواصلة الحوار وتأمين معاملة تجارية منصفة مقارنة بمنافسيها الرئيسيين، لم تكشف الحكومة عن تفاصيل العرض المرتقب، وأكدت في الوقت نفسه أنها لا تدرس حالياً اتخاذ إجراءات مضادة.

Related محادثات تجارية مرتقبة بين واشنطن وبكين في سويسرا نهاية الأسبوعترامب يصعّد "الحرب التجارية" بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على الاتحاد الأوروبي والمكسيكترامب يعلن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات القادمة من الهند اعتبارًا من الأول من أغسطس ضربة غير متوقعة

وكانت سويسرا قد فوجئت، يوم الجمعة، بقرار الإدارة الأميركية فرض رسوم جمركية تُعد من بين الأعلى ضمن سياسة ترامب لإعادة هيكلة التجارة العالمية. وقد أثار القرار قلقاً واسعاً في الأوساط الاقتصادية، حيث حذرت منظمات صناعية من أن عشرات الآلاف من الوظائف مهددة بسبب الرسوم الجديدة.

وبحسب التقديرات، فإن الرسوم المقررة التي يبدأ سريانها الخميس المقبل، ستؤثر على نحو 60% من الصادرات السويسرية إلى الولايات المتحدة، ما يضيق هامش التحرك أمام برن التي تعتبر واشنطن أكبر سوق لصادراتها من الأدوية والساعات والآلات والشوكولاتة.

ورفضت الحكومة السويسرية التعليق على ما إذا كانت الرئيسة كارين كيلر-سوتر ستسافر إلى واشنطن لإجراء محادثات مباشرة، وهو مقترح تقدم به عدد من المسؤولين، من بينهم نيك هايك، الرئيس التنفيذي لشركة "سواتش" الرائدة في صناعة الساعات.

اتهامات أميركية بـ"علاقة تجارية أحادية"

وكان البيت الأبيض قد برر قراره بفرض الرسوم الجمركية، باتهام سويسرا بعدم تقديم "تنازلات مجدية" في ملف إزالة الحواجز التجارية، واصفاً العلاقات الحالية بين البلدين بأنها "أحادية الجانب".

في المقابل، عبّر مسؤولون واقتصاديون سويسريون عن دهشتهم من استهداف بلادهم بهذا الإجراء، رغم عمق العلاقات التجارية بين الجانبين.

وأشار البيان السويسري إلى أن حجم التبادل التجاري الثنائي تضاعف أربع مرات خلال العشرين عاماً الماضية، في حين تحتل سويسرا المرتبة السادسة ضمن قائمة أكبر المستثمرين الأجانب في الولايات المتحدة.

كما لفت إلى أن سويسرا كانت قد ألغت، بشكل أحادي، جميع الرسوم الجمركية على السلع الصناعية اعتباراً من 1 يناير 2024، ما يتيح دخول أكثر من 99% من السلع الأميركية إلى السوق السويسرية دون رسوم.

العجز التجاري.. في قلب الأزمة

يحمّل ترامب النظام الحالي مسؤولية عجز تجاري يُقدّر بـ1.2 تريليون دولار.

ووفق بيانات رسمية، سجّلت سويسرا فائضاً تجارياً مع الولايات المتحدة بلغ 38.5 مليار فرنك سويسري (48 مليار دولار) خلال العام الماضي، ما جعلها تحت المجهر ضمن جهود ترامب للحد من العجز.

وقالت الرئيسة السويسرية كيلر-سوتر، في تصريح لوكالة "رويترز" يوم الجمعة: "الرئيس يركّز بشكل كبير على العجز التجاري، لأنه يعتبره خسارة اقتصادية للولايات المتحدة".

مقارنة مع الشركاء الآخرين

وأثار القرار الأميركي حفيظة سويسرا بسبب ما تعتبره "تمييزاً"، إذ تشير بيانات الحكومة إلى أن دولاً مثل الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية – وجميعها تمتلك فوائض تجارية أكبر مع واشنطن – نجحت في التفاوض على رسوم لا تتجاوز 15%.

وتشير الأرقام إلى أن فائض الاتحاد الأوروبي التجاري مع الولايات المتحدة يبلغ نحو 235 مليار دولار، مقابل 70 مليار دولار لليابان، و56 مليار دولار لكوريا الجنوبية.

خيارات مطروحة

وزير الاقتصاد السويسري غي بارميلان ألمح، في تصريحات نهاية الأسبوع، إلى أن الحكومة منفتحة على مراجعة عرضها، متحدثاً عن خيارات تشمل شراء الغاز الطبيعي الأميركي المسال، وزيادة الاستثمارات السويسرية داخل الولايات المتحدة.

لكن في المقابل، دعا بعض الساسة إلى رد فعل أقوى، من بينهم من اقترح إلغاء صفقة بقيمة 6 مليارات فرنك سويسري لشراء مقاتلات F-35A Lightning II من الولايات المتحدة.

الأثر الاقتصادي والمالي

بحسب الخبير الاقتصادي هانس غيرسباخ، من جامعة ETH في زيورخ، فإن فرض تعرفة بنسبة 39% قد يؤدي إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي لسويسرا بنسبة تتراوح بين 0.3% و0.6%. وإذا ما شملت الرسوم قطاع الأدوية، الذي لم تطله حالياً، فقد تتجاوز نسبة الانكماش 0.7%، في حين قد تؤدي الاضطرابات طويلة الأمد إلى تقليص الناتج المحلي بنسبة تفوق 1%.

من جانبها، توقعت شركة نومورا أن يدفع هذا التصعيد البنك الوطني السويسري إلى خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل في سبتمبر.

انعكاسات في الأسواق

في الأسواق المالية، تراجع مؤشر الأسهم السويسرية الرئيسي (.SSMI) بنسبة 0.4% يوم الاثنين، مخالفاً الاتجاه الإيجابي في أوروبا حيث ارتفع مؤشر STOXX 600 بنسبة 0.8%.

كما تراجعت أسهم شركات الساعات الفاخرة مثل ريشمونت وسواتش وسط تداولات متقلبة. فقد انخفض سهم ريشمونت بنسبة 1.5% بعد تراجع بلغ 3.5% خلال اليوم، بينما تراجع سهم سواتش بنسبة 1.8% بعد خسارة بلغت 5% في وقت سابق.

وعلى صعيد العملات، سجّل الفرنك السويسري أسوأ أداء بين العملات الرئيسية أمام الدولار، حيث ارتفع الأخير بنسبة 0.4% إلى 0.8073 فرنكاً، مقترباً من أعلى مستوى له خلال شهر.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب غزة إسرائيل روسيا المساعدات الإنسانية ـ إغاثة بنيامين نتنياهو دونالد ترامب غزة إسرائيل روسيا المساعدات الإنسانية ـ إغاثة بنيامين نتنياهو صادرات سويسرا الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب الرسوم الجمركية دونالد ترامب غزة إسرائيل روسيا المساعدات الإنسانية ـ إغاثة بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مجاعة قطاع غزة حركة حماس إيران أزمة إنسانية

إقرأ أيضاً:

"واشنطن بوست": رصاص الجيش والنهب يُضاعفان أزمة التجويع بغزة

غزة - ترجمة صفا

رصدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ما قالت إنها مشاهد فوضوية تجسد حالة اليأس داخل قطاع غزة المحاصر جراء استمرار الجيش الإسرائيلي استهداف المجوعين في أماكن توزيع المساعدات.

وجاء في تقرير مطول للصحيفة اليوم الأحد أن تلك المشاهد يعززها أيضًا الفوضى والنهب للشاحنات التي يسمح جيش الاحتلال بدخولها إلى القطاع.

وقالت إنه وحتى مع ادعاء "إسرائيل" - تحت ضغط دولي متزايد- أمس السبت عن تخفيف القيود على دخول الغذاء إلى غزة؛ فإن النهب وإطلاق النار والعراقيل البيروقراطية ما زالت تعرقل إيصال المساعدات بشكل شبه يومي.

وعلى الرغم من وعود "إسرائيل" بإنشاء ممرات آمنة هذا الأسبوع، يقول مسؤولو الأمم المتحدة إن الواقع الميداني لم يتغير.

ووفقًا لمسؤولين إغاثيين، فإن النتيجة هي أن الأوضاع بالنسبة لأهالي غزة ما زالت كارثية، مع وصول جزء ضئيل فقط من المساعدات إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها، بينما الإصابات والوفيات في ازدياد.

ونقلت الصحيفة عن منظمة اللاجئين الدولية – وهي أكبر هيئة دولية مختصة بأزمات الجوع هذا الأسبوع قولها إن "أسوأ سيناريو للمجاعة يحدث حاليًا" في غزة. وبحسب مسؤولين في وزارة الصحة في المدينة، استشهد ما لا يقل عن 154 شخصًا بسبب سوء التغذية منذ بداية العدوان، الغالبية العظمى منهم في يوليو.

وقال رئيس المنظمة جيريمي كونيانديك، ومسؤول سابق أشرف على جهود إنسانية في إدارتي بايدن وأوباما: "سيكون هناك فترة من هذه المشاهد الخاصة باقتحام قوافل المساعدات حتى يتدفق مستوى كافٍ ومتسق من المساعدات".

وأضاف: "هذا نتيجة حتمية ولا مفر منها لمستوى الحرمان الذي فرضته الحكومة الإسرائيلية على غزة من خلال الحصار هذا الربيع".

يوم الجمعة، زار السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هوكابي والمبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف غزة لتقييم الوضع.

وبحسب الصحيفة، فإن 100 مليون وجبة قُدمت للمجوعين في غزة حتى الآن تعادل أقل من وجبة واحدة يوميًا لكل شخص هناك، كما أن العديد من المنتجات تحتاج إلى الطهي، وبالتالي تتطلب وقودًا ومياه، وهما غير متوفرين بسهولة.

مسؤول عسكري إسرائيلي سابق على دراية بالعمليات في غزة أقرّ بوجود "انهيار تام للنظام" سببه استمرار الحملة العسكرية. وقال إن العصابات تنهب بشكل واسع، والمدنيون العاديون يعتقدون أن كل شاحنة مساعدات يواجهونها قد تكون الأخيرة.

وقال مسؤولو الأمم المتحدة إن بعض النهب يتم على أيدي عصابات مسلحة، لكن الغالبية العظمى ممن يحملون الطعام من الشاحنات هم مدنيون جائعون يحاولون إطعام أسرهم.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي السابق: "من دون وقف إطلاق النار، الناس تحت ضغط نفسي شديد يفكرون بعبارة: "قد ينتهي هذا قريبًا، وهذه فرصتي الوحيدة للحصول على ما أستطيع لعائلتي".

ورغم أن دولاً عربية وأجنبية أخرى بدأت بإسقاط مساعدات جوًا يوم السبت، إلا أن هذه المهام الجوية لا توفر كميات تغير الوضع الإنساني بشكل ملموس، بحسب المسؤولين.

كما أن مراكز توزيع الغذاء في جنوب غزة شابتها الفوضى وإطلاق النار، حيث قُتل أكثر من ألف شخص من طالبي المساعدات، بينهم برصاص إسرائيلي، منذ بدء العمليات في مايو، وفق وزارة الصحة في غزة.

وتقول الأمم المتحدة إن أحد المشاكل في إيصال المساعدات هو رفض السلطات الإسرائيلية منحها الإذن باستخدام طرق أقل ازدحامًا؛ إذ أصدرت "إسرائيل" أوامر نزوح لنحو 80% من أراضي غزة واعتبرتها مناطق عسكرية مغلقة. ونتيجة لذلك، لا تستطيع القوافل الأممية الدخول إلا عبر مسارين — شمالي وجنوبي — يمران بمناطق مزدحمة.

ورغم أن السلطات الإسرائيلية وافقت منذ السبت على مزيد من الشاحنات، فإن القوافل غالبًا لا يُسمح لها بالتحرك إلا في وقت متأخر، بعد تجمع الحشود، مما يزيد احتمالات النهب.

وتقول "واشنطن بوست": لعدة أشهر، ضغطت الأمم المتحدة وشركاؤها الإنسانيون على السلطات الإسرائيلية لفتح مزيد من المعابر الحدودية. ومع تفاقم الأزمة، قدمت "إسرائيل" وعودًا خطية للأمم المتحدة بأنه بحلول نهاية يونيو سيتم فتح مزيد من المعابر، ودخول 100 شاحنة على الأقل يوميًا، وعدم وجود قوات إسرائيلية على طول طرق القوافل أو في المستودعات. لكن شيئًا من ذلك لم يتحقق مطلقًا.

ونقلت الصحيفة عن فق بلال أبو مغيصيب (35 عامًا)، الذي يعمل في شركة شاحنات وأمن عائلية أن السير على الطرق المعروفة شديد الخطورة، ما يجبرهم على القيادة بسرعة عالية وسط طرق مكتظة مليئة بالحفر وأحيانًا، يدهس السائقون أشخاصًا وهم يحاولون اجتياز حشود من الناهبين الذين يرمون الحجارة أو يطلقون النار.

مقالات مشابهة

  • المفوضية الأوروبية: لم يتم إلغاء الرسوم الجمركية الانتقامية المفروضة على الولايات المتحدة
  • جنوب أفريقيا تبحث عن أسواق بديلة لمواجهة الرسوم الأميركية
  • مجلة أمريكية: الرسوم الجمركية ارتدت على الولايات المتحدة
  • الاتحاد الأوروبي يعلّق تدابيره ضد الرسوم الجمركية الأميركية
  • الكرملين ينفي وجود توتر نووي مع الولايات المتحدة.. ردود الفعل عاطفية
  • فاينانشال تايمز: سويسرا تبحث عمن تلقي عليه اللوم في فشل محادثات التجارة مع الولايات المتحدة
  • "واشنطن بوست": رصاص الجيش والنهب يُضاعفان أزمة التجويع بغزة
  • بورش تتلقى ضربة بقيمة 462 مليون دولار.. والعواقب وخيمة
  • وداعًا للشوكولاتة والجبن وساعات الرولكس الفاخرة.. البضائع السويسرية خارج متناول الأمريكيين