عرض جديد لتفادي ضربة اقتصادية.. سويسرا تتحرك لاحتواء أزمة الرسوم الأميركية
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
بحسب التقديرات، فإن الرسوم المقررة التي يبدأ سريانها الخميس المقبل، ستؤثر على نحو 60% من الصادرات السويسرية إلى الولايات المتحدة، ما يضيق هامش التحرك أمام برن التي تعتبر واشنطن أكبر سوق لصادراتها من الأدوية والساعات والآلات والشوكولاتة. اعلان
أعلنت الحكومة السويسرية، يوم الاثنين، أنها تستعد لتقديم "عرض أكثر جاذبية" في مفاوضاتها التجارية مع الولايات المتحدة، في محاولة لتفادي رسوم جمركية أميركية مرتفعة بنسبة 39% على وارداتها، والتي من شأنها أن تُلحق ضرراً بالغاً بالاقتصاد السويسري القائم على التصدير.
وفي بيان رسمي عقب اجتماع حكومي طارئ، أكد المجلس الفيدرالي – الهيئة التنفيذية للحكومة السويسرية – عزمه مواصلة المحادثات مع واشنطن، حتى بعد الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 7 أغسطس لدخول الرسوم الجديدة حيز التنفيذ.
وقالت الحكومة في البيان: "تدخل سويسرا هذه المرحلة الجديدة وهي مستعدة لتقديم عرض أكثر جاذبية، يأخذ في الاعتبار الهواجس الأميركية ويسعى إلى تخفيف الوضع الراهن بشأن الرسوم الجمركية".
ورغم تعهدها بمواصلة الحوار وتأمين معاملة تجارية منصفة مقارنة بمنافسيها الرئيسيين، لم تكشف الحكومة عن تفاصيل العرض المرتقب، وأكدت في الوقت نفسه أنها لا تدرس حالياً اتخاذ إجراءات مضادة.
Related محادثات تجارية مرتقبة بين واشنطن وبكين في سويسرا نهاية الأسبوعترامب يصعّد "الحرب التجارية" بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على الاتحاد الأوروبي والمكسيكترامب يعلن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات القادمة من الهند اعتبارًا من الأول من أغسطس ضربة غير متوقعةوكانت سويسرا قد فوجئت، يوم الجمعة، بقرار الإدارة الأميركية فرض رسوم جمركية تُعد من بين الأعلى ضمن سياسة ترامب لإعادة هيكلة التجارة العالمية. وقد أثار القرار قلقاً واسعاً في الأوساط الاقتصادية، حيث حذرت منظمات صناعية من أن عشرات الآلاف من الوظائف مهددة بسبب الرسوم الجديدة.
وبحسب التقديرات، فإن الرسوم المقررة التي يبدأ سريانها الخميس المقبل، ستؤثر على نحو 60% من الصادرات السويسرية إلى الولايات المتحدة، ما يضيق هامش التحرك أمام برن التي تعتبر واشنطن أكبر سوق لصادراتها من الأدوية والساعات والآلات والشوكولاتة.
ورفضت الحكومة السويسرية التعليق على ما إذا كانت الرئيسة كارين كيلر-سوتر ستسافر إلى واشنطن لإجراء محادثات مباشرة، وهو مقترح تقدم به عدد من المسؤولين، من بينهم نيك هايك، الرئيس التنفيذي لشركة "سواتش" الرائدة في صناعة الساعات.
اتهامات أميركية بـ"علاقة تجارية أحادية"وكان البيت الأبيض قد برر قراره بفرض الرسوم الجمركية، باتهام سويسرا بعدم تقديم "تنازلات مجدية" في ملف إزالة الحواجز التجارية، واصفاً العلاقات الحالية بين البلدين بأنها "أحادية الجانب".
في المقابل، عبّر مسؤولون واقتصاديون سويسريون عن دهشتهم من استهداف بلادهم بهذا الإجراء، رغم عمق العلاقات التجارية بين الجانبين.
وأشار البيان السويسري إلى أن حجم التبادل التجاري الثنائي تضاعف أربع مرات خلال العشرين عاماً الماضية، في حين تحتل سويسرا المرتبة السادسة ضمن قائمة أكبر المستثمرين الأجانب في الولايات المتحدة.
كما لفت إلى أن سويسرا كانت قد ألغت، بشكل أحادي، جميع الرسوم الجمركية على السلع الصناعية اعتباراً من 1 يناير 2024، ما يتيح دخول أكثر من 99% من السلع الأميركية إلى السوق السويسرية دون رسوم.
العجز التجاري.. في قلب الأزمةيحمّل ترامب النظام الحالي مسؤولية عجز تجاري يُقدّر بـ1.2 تريليون دولار.
ووفق بيانات رسمية، سجّلت سويسرا فائضاً تجارياً مع الولايات المتحدة بلغ 38.5 مليار فرنك سويسري (48 مليار دولار) خلال العام الماضي، ما جعلها تحت المجهر ضمن جهود ترامب للحد من العجز.
وقالت الرئيسة السويسرية كيلر-سوتر، في تصريح لوكالة "رويترز" يوم الجمعة: "الرئيس يركّز بشكل كبير على العجز التجاري، لأنه يعتبره خسارة اقتصادية للولايات المتحدة".
مقارنة مع الشركاء الآخرينوأثار القرار الأميركي حفيظة سويسرا بسبب ما تعتبره "تمييزاً"، إذ تشير بيانات الحكومة إلى أن دولاً مثل الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية – وجميعها تمتلك فوائض تجارية أكبر مع واشنطن – نجحت في التفاوض على رسوم لا تتجاوز 15%.
وتشير الأرقام إلى أن فائض الاتحاد الأوروبي التجاري مع الولايات المتحدة يبلغ نحو 235 مليار دولار، مقابل 70 مليار دولار لليابان، و56 مليار دولار لكوريا الجنوبية.
خيارات مطروحةوزير الاقتصاد السويسري غي بارميلان ألمح، في تصريحات نهاية الأسبوع، إلى أن الحكومة منفتحة على مراجعة عرضها، متحدثاً عن خيارات تشمل شراء الغاز الطبيعي الأميركي المسال، وزيادة الاستثمارات السويسرية داخل الولايات المتحدة.
لكن في المقابل، دعا بعض الساسة إلى رد فعل أقوى، من بينهم من اقترح إلغاء صفقة بقيمة 6 مليارات فرنك سويسري لشراء مقاتلات F-35A Lightning II من الولايات المتحدة.
الأثر الاقتصادي والماليبحسب الخبير الاقتصادي هانس غيرسباخ، من جامعة ETH في زيورخ، فإن فرض تعرفة بنسبة 39% قد يؤدي إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي لسويسرا بنسبة تتراوح بين 0.3% و0.6%. وإذا ما شملت الرسوم قطاع الأدوية، الذي لم تطله حالياً، فقد تتجاوز نسبة الانكماش 0.7%، في حين قد تؤدي الاضطرابات طويلة الأمد إلى تقليص الناتج المحلي بنسبة تفوق 1%.
من جانبها، توقعت شركة نومورا أن يدفع هذا التصعيد البنك الوطني السويسري إلى خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل في سبتمبر.
انعكاسات في الأسواقفي الأسواق المالية، تراجع مؤشر الأسهم السويسرية الرئيسي (.SSMI) بنسبة 0.4% يوم الاثنين، مخالفاً الاتجاه الإيجابي في أوروبا حيث ارتفع مؤشر STOXX 600 بنسبة 0.8%.
كما تراجعت أسهم شركات الساعات الفاخرة مثل ريشمونت وسواتش وسط تداولات متقلبة. فقد انخفض سهم ريشمونت بنسبة 1.5% بعد تراجع بلغ 3.5% خلال اليوم، بينما تراجع سهم سواتش بنسبة 1.8% بعد خسارة بلغت 5% في وقت سابق.
وعلى صعيد العملات، سجّل الفرنك السويسري أسوأ أداء بين العملات الرئيسية أمام الدولار، حيث ارتفع الأخير بنسبة 0.4% إلى 0.8073 فرنكاً، مقترباً من أعلى مستوى له خلال شهر.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: غزة دونالد ترامب إسرائيل روسيا قطاع غزة مجاعة غزة دونالد ترامب إسرائيل روسيا قطاع غزة مجاعة صادرات سويسرا الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب الرسوم الجمركية غزة دونالد ترامب إسرائيل روسيا قطاع غزة مجاعة المساعدات الإنسانية ـ إغاثة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس ضحايا إيران حروب
إقرأ أيضاً:
تيم كوك: آبل تنزف مليار دولار بسبب الرسوم الجمركية في 3 أشهر
توقع الرئيس التنفيذي لشركة آبل، تيم كوك، أن تصل تكلفة الرسوم الجمركية المفروضة على الشركة إلى نحو 1.1 مليار دولار خلال الفترة الممتدة من يوليو إلى سبتمبر من العام الجاري، أي بزيادة ملحوظة عن الربع السابق، وذلك خلال مكالمة إعلان الأرباح مع المستثمرين يوم الخميس.
ورغم هذه التقديرات المرتفعة، أوضح كوك أن التكاليف الفعلية قد تكون أقل مما هو متوقع، تماما كما حدث في الربع السابق، حيث تكبدت الشركة حوالي 800 مليون دولار فقط، رغم توقعات سابقة بأن تصل إلى 900 مليون دولار.
أشار كوك إلى أن معظم الرسوم المفروضة على منتجات آبل جاءت بموجب قانون الصلاحيات الاقتصادية الطارئة الدولية IEEPA، خصوصا بعد الاتفاق التجاري الأخير بين الولايات المتحدة والصين، والذي فرض رسوما بنسبة 30% على الواردات الصينية.
وتم في الاتفاق تقليص الرسوم المتبادلة من 125% إلى 10%، مع إضافة رسوم بنسبة 20% تتعلق بملف الفنتانيل، ويستمر هذا الاتفاق التجاري حتى 12 أغسطس.
تأثير محدود على الطلب
رغم المخاوف من أن الرسوم الجمركية قد تؤثر سلبا على الطلب، قلل كوك من هذا التأثير، مؤكدا أن المستهلكين دفعهم بشكل أساسي قوة المنتج نفسه وليس فقط الرغبة في الشراء المبكر قبل رفع الأسعار.
وقال: “إذا نظرنا إلى عائلة iPhone 16، فقد نمت بنسبة مزدوجة مقارنة بعائلة iPhone 15 في نفس الفترة من العام الماضي، وسجلنا رقما قياسيا في التحديثات… وهذا يعود مباشرة إلى قوة المنتج”.
أداء قوي في المبيعات
شهدت مبيعات آيفون نموا بنسبة 13% على أساس سنوي، محققة إيرادات بلغت 44.5 مليار دولار، أي ما يقارب نصف إيرادات الشركة الإجمالية خلال الربع، والتي وصلت إلى 94 مليار دولار.
ورغم النجاحات في المبيعات، فإن الرسوم لا تزال تؤثر على الشركة، وقد تستمر في ذلك، حتى مع سعي آبل لإعادة توزيع سلسلة التوريد في دول برسوم أقل.
يذكر أن معظم أجهزة آبل تصنع في الصين والهند وفيتنام، حيث تنتج نحو نصف أجهزة آيفون المباعة في السوق الأمريكية في الهند، بينما يتم تصنيع أجهزة Mac وiPad وساعات Apple Watch المخصصة للولايات المتحدة في فيتنام، التي تفرض رسوما جمركية بنسبة 20%، مقارنة بـ 25% على الهند.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد عبر عن رفضه لتحول آبل نحو التصنيع خارج الولايات المتحدة، مهددا بفرض رسوم بنسبة 25% على منتجات آبل إذا لم تنقل إنتاج آيفون إلى داخل البلاد.
وفي ختام المكالمة، جدد كوك تأكيده على التزام آبل بالاستثمار في السوق الأمريكية، مشيرا إلى أن الشركة خصصت 500 مليار دولار للاستثمار في الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع المقبلة، تتضمن مشاريع لبناء رقائق ومعالجات متطورة في مختلف أنحاء البلاد.