في الوقت الذي يكافح فيه سكان قطاع غزة للبقاء على قيد الحياة وسط حصار خانق ومجاعة متفاقمة، يظهر تهديد صحي جديد ينذر بكارثة إنسانية أكثر تعقيدا، بعد تسجيل عشرات الإصابات بمرض عصبي نادر وخطير يعرف باسم "متلازمة غيلان باريه".

ويضرب المرض الجهاز العصبي ويؤدي إلى شلل مفاجئ، وقد تفاقمت حدته خلال الأسابيع الأخيرة، خاصة بين الأطفال، في ظل انهيار النظام الصحي، ونقص التغذية، وتلوث المياه، ما أثار موجة قلق واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وبحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، تم تسجيل 95 حالة إصابة بمتلازمة "غيلان باريه" خلال الفترة الأخيرة، من بينها 45 حالة لأطفال، في حين سجلت 3 وفيات خلال الأسبوع الأخير فقط، وهو ما يمثل قفزة خطيرة مقارنة بالمعدل الطبيعي الذي لا يتجاوز حالة واحدة سنويا في القطاع.

مدير الطب الوقائي بوزارة الصحة في غزة:
تسجيل 64 حالة إصابة بمتلازمة "غيلان باريه" و"الشلل الرخو الحاد" خلال الشهرين الماضيين، مقابل 4-5 حالات سنويًا قبل الحرب، ووفاة 3 منهم. الصحة تحذر من تفشي الإسهال الحاد واليرقان والحمى الشوكية، 80% من المصابين أطفال دون الخامسة.

— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) August 5, 2025

وقال المدير العام لوزارة الصحة الدكتور منير البرش، إن المرض يبدأ بفقدان القدرة على تحريك العضلات في الأطراف السفلية، ثم يمتد تدريجيا إلى باقي أجزاء الجسم، وقد يؤدي إلى صعوبة في التنفس وحتى الوفاة.

متلازمة غيلان باري، وهي من الأمراض النادرة، باتت تنتشر بشكل مقلق في قطاع غزة، خاصة بين الأطفال… هذه المتلازمة تبدأ بفقدان مفاجئ للقدرة على تحريك العضلات، تصيب الأطراف السفلية أولًا ثم تمتد إلى الأعلى وقد تؤدي إلى صعوبة في التنفس وحتى الوفاة… سجلنا 95 حالة إصابة بهذه المتلازمة… pic.twitter.com/hyAwylEnc0

— Dr.Muneer Alboursh د.منيرالبرش (@Dr_Muneer1) August 5, 2025

إعلان

وأضاف البرش عبر منصة "إكس" أن تفشي المرض بهذا الشكل يشير إلى انهيار كامل في المنظومة الصحية بفعل الحصار الإسرائيلي، ومنع دخول الأدوية والمغذيات، مشددا على أن المرض مرتبط ارتباطا مباشرا بتلوث المياه وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال.

في السياق ذاته، عبر مغردون عن خشيتهم من أن تتحول أجساد الأطفال إلى مجال خصب لانتشار المرض، في ظل بيئة توصف بأنها "سامة"، نتيجة التلوث الواسع في شبكات المياه، وانهيار خدمات الصرف الصحي، وتفشي سوء التغذية بين السكان.

⚠️⚠️⚠️⚠️⚠️⚠️
???? خطير..
????تحذير.
????يرجى قراءة كل شيء
⚠️⚠️⚠️⚠️⚠️⚠️

يشهد أطفال غزة الآن انتشارا متزايدا لمتلازمة غيلان باريه (GBS) بينهم، وهي متلازمة يهاجم فيها الجهاز المناعي للجسم الأعصاب، ويمكن أن تسبب ضعفا أو خدرا أو شللا.

95 طفلًا في غزة تم تسجيل اصابتهم بمتلازمة غيلان… https://t.co/VN1A1jRABd

— Leila Hatoum (@Leila1H) August 5, 2025

وأكد مغردون آخرون أن سوء التغذية، الذي أدى إلى ضعف مناعة بين السكان وخصوصا عند آلاف الأطفال، يجعل المرض أكثر فتكا، محذرين من أن استمرار هذا الواقع سيؤدي إلى كارثة صحية أشد فتكا من الجوع نفسه.

للأهمية القصوى،

هناك مرض خطير جدا جدا معروف بمتلازمة "غيلان باريه" بدأ بالتفشي في قطاع غزة، وهو مرض يصيب الأطفال والرضّع على وجه الخصوص،

وحسب الأطباء، فإن هذا المرض يهاجم المناعة وقد يصيب الطفل بشلل في العضلات التنفسية، وشلل رباعي قد يؤدي للوفاة بعد أسابيع معدودة، إن لم يتلقَّ…

— Ali Abo Rezeg (@ARezeg) August 4, 2025

وكتب أحد النشطاء: "لا نعلم أي ناقوس خطر يمكن دقه أولا.. هل هو الجوع، أم القصف، أم المرض، أم المياه الملوثة، أم القتل بالمساعدات؟".

كما تناقل مواطنون شهادات توثق لحظات إصابة ذويهم، أبرزها قصة الطفل أمير ضهير، الذي كتب أحد جيرانه: "أمير لم يكن يعاني من شيء. فجأة أصيب بشلل كامل، وبعد أسبوع توفي".

بسبب إغلاق المعابر وتعـنت الإحتلال في إجلاء الأطفال للعلاج خارج قطاع غـزة، وفاة الطفل أمير ضهير ( ٦ أعوام ) متأثرًا بمرض نادر يدعى ( GBS ) أصيب به قبل شهر في خيام النزوح.#مركز_البسمة_الشبابي#كاريزما24 #فلسطين #تاسي pic.twitter.com/7xXREKCDZG

— مركز البسمة الشبابي (@AlbasmaPS) August 4, 2025

وفي شهادة أخرى، كتبت إحدى الناشطات: "ابن أختي عمره 9 سنوات، مصاب بـ GBS. فجأة فقد الحركة تماما، وأصيب بشلل في الأطراف. لا يوجد له علاج في غزة سوى العلاج الطبيعي، ولا يتوافر أي دواء فعال".

وشكا العديد من المواطنين من غياب العلاج المناسب في مستشفيات القطاع، وسط تحذيرات من أن "إذا لم يتم إدخال الدواء، خصوصا للأطفال، فإن غزة قد تواجه موتا جماعيا بسبب هذا المرض".

ودعا مغردون وناشطون المؤسسات الصحية الدولية إلى التحرك العاجل، وتوفير العلاج للمصابين، لا سيما الأطفال، محذرين من كارثة صحية جديدة تلوح في الأفق إذا استمر الإهمال وغياب الدعم في ظل صمت دولي مخزٍ.

من جهة أخرى، حمل مدونون الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية تفشي الأمراض، من خلال سياسات ممنهجة لتدمير البنية التحتية، بما في ذلك شبكات المياه والصرف الصحي، ما خلق بيئة خصبة لتفشي الأوبئة، وساهم في تدهور الأمن الصحي والمعيشي. ورأى آخرون أن هذه السياسات تهدف إلى إفراغ القطاع من سكانه، ليس فقط بالقصف والتجويع، بل أيضا بخلق بيئة قاتلة تنشر الأمراض وتجعل الحياة مستحيلة.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات غیلان باریه قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

صحة غزة: علاج غيلان باريه غير متوفر ونحذر من موت بالجملة

قال المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة الدكتور منير البرش إن المياه الملوثة هي المسبب الأساسي لمرض متلازمة "غيلان باريه"، مؤكدا أن علاج هذا المرض غير متوفر بالقطاع.

وأوضح البرش -في حديثه للجزيرة- أن هذا المرض الفيروسي يبدأ بفقدان مفاجئ للقدرة على تحريك العضلات، مبينا أنه يبدأ بالساقين ثم يتصاعد نحو الأعلى ويصيب الأطفال بشكل خاص.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جميعهم مجوعون.. قصص مؤلمة ترويها طبيبة أطفال متطوعةlist 2 of 2المرصد يتابع معاناة صحفيي غزة من حرب تجويع القطاعend of list

وبلغة الأرقام، هناك 95 شخصا من بينهم 45 طفلا أصيبوا بـ"غيلان باريه" في قطاع غزة، حيث يُعاني المصابون به من اختفاء ردود الفعل العصبية وصعوبة في التنفس، وصولا إلى مرحلة الخطر وإمكانية فقدان المريض حياته.

وفي وقت سابق اليوم الاثنين، أعلنت وزارة الصحة في القطاع تسجيل 3 وفيات بمتلازمة "غيلان باريه" نتيجة التهابات غير نمطية وتفاقم سوء التغذية الحاد في القطاع.

وحذرت الوزارة -في بيان- من انتشار واسع للمرض بسبب تدهور الوضع الصحي وعدم توفر العلاجات اللازمة داخل القطاع.

وأكد البرش أن الوزارة حذرت منذ فترة من انتشار الأمراض، كما أبلغت منظمة الصحة العالمية منذ ظهور "غيلان باريه" بين سكان غزة، متحدثا عن موت بالجملة لجميع الفئات إما بالقصف المباشر أو القتل في مراكز المساعدات وغيرها.

واستعرض المسؤول الصحي الأوضاع الكارثية في القطاع، مشيرا إلى أن سكان غزة يحشرون في 18% فقط من إجمالي مساحة القطاع، مما يعني أن كل 40 ألف شخص يعيشون في كيلومتر مربع واحد، وهو ما يسرع انتشار الأمراض والأوبئة.

وكشف أن الأمراض تنهش الأطفال في ظل "موت بالجملة"، وأبرز في الوقت ذاته استشهاد أكثر من 18 ألف طفل منذ بداية الحرب.

ولفت المسؤول الصحي إلى انتشار الأمراض المعدية وأمراض الجهاز التنفسي، إلى جانب تسجيل 1116 حالة إصابة بالحمى الشوكية خلال عام 2025.

وقد يزداد الوضع كارثية -حسب البرش- إذا استمرت الحرب الحالية وبقي سوء التغذية، وكذلك إمعان الاحتلال في عدم إدخال الحليب بكل أنواعه للأطفال، مؤكدا أن أول من يتأثر بسوء التغذية والأمراض هم الفئات الهشة وتحديدا الأطفال وذوي الأمراض المزمنة.

إعلان

ووفق المسؤول الصحي، فإن مواصلة منع دخول الاحتياجات تعني أن القطاع على أعتاب المرحلة الخامسة من المجاعة، وهي الإعلان الكامل لتفشي الجوع، وموت مجموعات من الناس، خاصة الفئات الهشة والأطفال.

وأكد البرش أن هؤلاء أول من يتأثر بسوء التغذية، ومن ثم تنتقل إلى فئات البالغين، الذين باتوا الآن في حالة هزال وضعف شديدين، محذرا من مصير قاتم لهم "إن لم يُدخل الاحتلال المساعدات والمواد الغذائية الخاصة".

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الاثنين، تسجيل 5 حالات وفاة جديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية في القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي لضحايا الجوع إلى 180 حالة، بينهم 93 طفلا.

مقالات مشابهة

  • "غيلان باريه".. مرض نادر يُهدد حياة أطفال غزة
  • صحة غزة: علاج غيلان باريه غير متوفر ونحذر من موت بالجملة
  • تسببت بوفيات في غزة... ماذا نعرف عن متلازمة "غيلان باريه"؟
  • غزة تُواجه خطرًا صحيًا جديدًا: ثلاث وفيات بمتلازمة غيلان باريه وتحذيرات من انتشار الشلل بين الأطفال
  • الصحة تحذر: تسجيل ثلاث حالات وفاة بمتلازمة “غيلان باريه” في قطاع غزة
  • وفاة 3 فلسطينيين بمتلازمة غيلان باريه.. وصحة غزة تحذر من كارثة
  • وفاة أشخاص في غزة بعد إصابتهم بمتلازمة "غيلان باريه"
  • 3 وفيات بمتلازمة غيلان باريه في غزة والصحة تحذر من تفش وبائي
  • الصحة: تسجيل 3 وفيات بمتلازمة "غيلان باريه" بغزة