قادة عسكريون وأمنيون سابقون بإسرائيل: حرب غزة عبثية وتكبدنا الخسائر
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
رغم تمسك حكومة الاحتلال الإسرائيلي بخيار اجتياح قطاع غزة وتوسيع العملية العسكرية فيها، تتصاعد الأصوات التحذيرية من داخل المنظومة الأمنية والعسكرية السابقة في إسرائيل، مشيرة إلى أن الحرب فقدت مشروعيتها، وباتت عبئا سياسيا وأمنيا واقتصاديا يهدد استقرار الدولة.
وحذّر عدد من كبار القادة العسكريين والأمنيين السابقين في إسرائيل من استمرار الحرب، واصفين إياها بـ"العبثية" ومؤكدين أن الدولة العبرية تدفع ثمنا فادحا على مختلف المستويات من دون تحقيق أي إنجاز يُذكر.
وضمت قائمة المنتقدين رؤساء سابقين لأجهزة الأمن والاستخبارات، من بينهم رؤساء سابقون للموساد والشاباك و"أمان" والشرطة، إضافة إلى قادة أركان سابقين مثل موشيه يعالون ودان حالوتس وداني ياتوم وعامي أيالون وعاموس مالكا وأوري ساغي.
وضمت القائمة كذلك رئيس الشاباك الأسبق نداف أرغمان، وقائد الشرطة الأسبق شلومو أهرونيشكي، وآخرين ممن شكلوا في السابق نواة صناعة القرار الأمني والعسكري في إسرائيل.
وأكد هؤلاء القادة، في تصريحات مشتركة نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية، أن الحرب التي تجاوزت عامها الأول فشلت في تحقيق أهدافها، بل ألحقت أضرارا إستراتيجية بإسرائيل، وقالوا "نحن على أعتاب هزيمة. هذه الحرب لم تعد مبررة، بل قادت الدولة إلى فقدان أمنها وهويتها".
وشددوا على أن الإنجازات التي حققتها إسرائيل في بداية الحرب "دُفنت" لاحقا بفعل غياب الأهداف السياسية الواضحة، مشيرين إلى أن الجبهة الداخلية تتكبد خسائر مستمرة، بينما أصبح الجيش يعمل داخل بيئة معقدة تشبه حروب العصابات التي لم ينجح أي جيش في العالم في حسمها.
نختبئ خلف أكاذيبوقال أحدهم: "ما يراه العالم هو صنيعة أيدينا.. نحن نختبئ خلف أكاذيب اخترعناها، ومع الأسف فإن الرأي العام الدولي أدرك منذ زمن أن هذه ليست الصورة الحقيقية"، مضيفا أن مواصلة القتال لم تعد تُفضي إلى نصر، بل تعمّق الأزمة وتشوّه صورة إسرائيل على الساحة الدولية.
إعلانوفي السياق نفسه، اعتبر القائد السابق للفيلق الجنوبي والكليات العسكرية يتسحاق بريك أن الجيش أخفق في تنفيذ وعود رئيس أركانه لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والتي تعهد فيها بـ"هزيمة حماس، وتحرير الأسرى، واحتلال غزة، بل وإقامة نظام حكم جديد فيها".
وقال بريك إن عدد القتلى الإسرائيليين منذ إطلاق هذه الوعود تجاوز 60 جنديا، إلى جانب أعداد كبيرة من الجرحى، مؤكدا أن إسرائيل لم تنجح في تحقيق أي من أهدافها، بل خسرت تعاطف العالم، تماما كما كان قد حذر قبل شهور.
ولم يخفِ بريك غضبه مما وصفه بـ"التمسك الأعمى بالوهم"، مهاجما بشدة رئيس الحكومة نتنياهو ووزراءه المتطرفين، وقال: "بن غفير وسموتريتش يريدان بناء مستوطنات في غزة، ونتنياهو يريد فقط البقاء في الحكم بأي ثمن، حتى لو كان ذلك على حساب المصلحة القومية لإسرائيل".
أما رئيس شعبة التخطيط السابق في الجيش نمرود شيفر، فعبّر عن قلقه من الخطاب المتطرف السائد في الحكومة، قائلا: "هناك وزراء يتحدثون بوضوح عن ضرورة التجويع والتدمير والتهجير.. في غزة هناك مجاعة، وربما مجاعة حادة، والمسؤول عن ذلك هي إسرائيل بصفتها صاحبة السيادة الفعلية على الأرض".
ومن جانبه، رأى محلل الشؤون السياسية في قناة "12" أمنون أبراموفيتش أن الحرب فقدت مشروعيتها منذ زمن، وقال إن "المخطوفين ليسوا أولوية للحكومة، ولو لم تتحول الحرب إلى أداة سياسية، لكان الواقع مختلفا تماما".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات
إقرأ أيضاً:
لوقف حرب غزة.. مسؤولون إسرائيليون سابقون يطلبون مساعدة ترامب
دعا 550 من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين وبينهم رؤساء سابقون لأجهزة الاستخبارات، الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أجل وضع حد للحرب في قطاع غزة.
وجاء في رسالة مفتوحة لحركة "قادة من أجل أمن إسرائيل" وزعت على الإعلام الإثنين: "رأيُنا المهني أن حماس لم تعد تطرح تهديدا استراتيجيا لإسرائيل" مع دعوة ترامب إلى "توجيه" قرارات الحكومة والمطالبة بـ"وقف الحرب في غزة".
وقال الرئيس السابق لجهاز الأمن العام (الشاباك) عامي أيالون وهو أحد الموقعين على الرسالة: "في البداية كانت هذه الحرب حربا عادلة، دفاعية، لكن عندما حققنا جميع الأهداف العسكرية، لم تعد هذه الحرب عادلة ... إنها تودي بإسرائيل إلى فقدان أمنها وهويتها".
واندلعت الحرب بعد هجوم مباغت شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، وأسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لحصيلة مستندة إلى أرقام رسمية.
وردّت إسرائيل بحرب مدمّرة وعمليات عسكرية لا تزال متواصلة في قطاع غزة، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 60839 فلسطينيا معظمهم من المدنيين، وفق أرقام وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس.
وتواجه إسرائيل في الأسابيع الأخيرة ضغوطا دولية متزايدة للموافقة على وقف لإطلاق النار يقضي بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة وتسهيل توزيع المساعدات الإنسانية من قبل المنظمات الإغاثية وعلى رأسها تلك التابعة للأمم المتحدة.
لكن بعض الأطراف داخل إسرائيل، بمن فيهم وزراء في حكومة نتنياهو الائتلافية، يطالبون بمواصلة العملية العسكرية بل وإعادة احتلال أجزاء من غزة أو حتى كلها.
ومن بين موقعي الرسالة ثلاثة رؤساء سابقين لجهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) وهم تمير باردو، إفرايم هاليفي، وداني ياتوم.
وإلى جانب أيالون، وقع على الرسالة أربعة رؤساء سابقين لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، وهم نداف أرغمان، يورام كوهين، يعقوب بيري، وكارمي غيلون، بالإضافة إلى وزيري الدفاع السابقين إيهود باراك وموشيه (بوغي) يعالون، ورئيس هيئة الأركان السابق دان حالوتس.
وجاء في الرسالة أيضا: "لقد حقق الجيش الإسرائيلي منذ فترة طويلة الهدفين اللذين يمكن تحقيقهما بالقوة: تفكيك التشكيلات العسكرية لحماس وإنهاء حكمها. أما الهدف الثالث، والأهم، فلا يمكن تحقيقه إلا من خلال صفقة: إعادة جميع الرهائن إلى الوطن ... أما ملاحقة كبار قادة حماس المتبقين، فيمكن تنفيذها لاحقا".
وقالت الرسالة إن ترامب يتمتع بمصداقية لدى غالبية الإسرائيليين، ويمكنه الضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب واستعادة الرهائن.
ويرى الموقعون أن وقف إطلاق النار سيفتح الباب أمام ترامب لتشكيل تحالف إقليمي يدعم سلطة فلسطينية مُصلحة لتتولى إدارة قطاع غزة بدلا من حكم حماس.