%60 من المسافرين في الإمارات يعتمدون على الذكاء الاصطناعي لتخطيط رحلاتهم السياحية
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
دبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةتُحدّث تكنولوجيا السفر تحولاً جذرياً في صناعة السفر عالمياً، إذ تُغير طريقة تخطيط المسافرين لرحلاتهم وحجزها وتجربتها، ووفقاً لتقرير حديث صادر عن «توريزم إيكونوميكس» بالنيابة عن سوق السفر العربي، فإن 60 % من المسافرين في دولة الإمارات يعتمدون على الذكاء الاصطناعي لتخطيط جميع رحلاتهم، مقارنةً بـ48 % من المسافرين في دول أخرى، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم مع تزايد دمج التكنولوجيا في عادات المستهلكين.
ووفقاً للتقرير، أصبح الذكاء الاصطناعي أداةً رئيسيةً للمسافرين الذين يخططون لرحلاتهم إلى الشرق الأوسط، اذ استخدم ما يقرب ستة من كل عشرة أشخاص الذكاء الاصطناعي لتخطيط رحلاتهم، حيث استخدمه 21% منهم قبل رحلتهم الأخيرة، ومع تزايد اعتماد الذكاء الاصطناعي، فإنه من المتوقع أن يلعب دوراً متزايداً في تقديم توصيات مُخصصة وتجارب حجز للمسافرين المُلِمّين بالتكنولوجيا، كما أكد التقرير أن شركات السفر تُسخّر الذكاء الاصطناعي لتحسين خدمة العملاء ودفع عجلة الاقتصاد نحو الأمام.
وتماشياً مع التحول الرقمي في قطاع السفر والسياحة، فقد وفّر معرض سوق السفر العربي 2025 منصة مثالية لنخبة من أبرز الخبراء في قطاعات التكنولوجيا والضيافة والفعاليات، لمناقشة الآثار المترتبة على التواصل البشري مع انتشار الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وقالت إيمي ريد، نائبة رئيس الابتكار في شركة سيبر للضيافة: «من المهم إدراك أن التواصل الإنساني هو جوهر الضيافة، لذا عندما نفكر في الابتكار في قطاع الضيافة، فإننا نسعى إلى إيجاد طرق تُعزز هذه اللحظات المهمة، بدلًا من استبدالها، حيث نريد توفير وقت الموظفين ليتمكنوا من التفاعل بشكل أكثر جدوى».
ومع توقعات بوصول قيمة قطاع الاجتماعات والفعاليات العالمي إلى 945 مليار دولار أميركي في عام 2025، وتجاوزه 2.3 تريليون دولار أميركي بحلول عام 2032، فإن الحاجة إلى أدوات ذكية وقابلة للتطوير لم تكن يوماً أكبر من أي وقت مضى، حيث يُعدّ التخصيص القائم على البيانات أمرًا بالغ الأهمية لتعزيز مشاركة الحضور وولائهم، حيث يُساعد الذكاء الاصطناعي على أتمتة عملية البحث عن المصادر، وترجمة المحتوى آنيًا، وتقديم تجارب فعاليات مُخصصة.
وقالت دانييل كورتيس، مديرة معرض سوق السفر العربي في الشرق الأوسط: «عندما يتعلق الأمر بابتكارات السفر والسياحة، فإن أكثر التقنيات فعالية هي تلك التي تُعزز التفاعلات البشرية، وتُحسّن الكفاءة، وتستجيب مباشرةً لاحتياجات العملاء، ولهذا يلتزم قطاع السفر والسياحة بالابتكار المسؤول من خلال وضع الإنسان في صميم كل حل تقني».
وتجسيداً للتقارب الشامل بين قطاع السفر والتكنولوجيا والابتكار، فقد شهد معرض تكنولوجيا السفر في سوق السفر العربي في دورته لعام 2025 حضوراً غير مسبوق، بزيادة تجاوزت 26% في عدد المنتجات المعروضة.
وسيواصل معرض سوق السفر العربي 2026، الذي يُقام في الفترة من 4 إلى 7 مايو، التركيز على الابتكار، بعرض أحدث التقنيات التي من شأنها رسم ملامح مستقبل السفر.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الرحلات السياحية الإمارات السفر حركة السفر سوق السفر العربي الذکاء الاصطناعی سوق السفر العربی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في تحليل الصور الطبية
برز الذكاء الاصطناعي، منذ ظهوره، كأداة فعّالة لتحليل الصور الطبية. وبفضل التطورات في مجال الحوسبة ومجموعات البيانات الطبية الضخمة التي يُمكن للذكاء الاصطناعي التعلّم منها، فقد أثبت جدواه في قراءة وتحليل الأنماط في صور الأشعة السينية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي المحوسب، مما يُمكّن الأطباء من اتخاذ قرارات أفضل وأسرع، لا سيما في علاج وتشخيص الأمراض الخطيرة كالسرطان. في بعض الحالات، تُقدّم أدوات الذكاء الاصطناعي هذه مزايا تفوق حتى نظيراتها البشرية.
يقول أونور أسان، الأستاذ المشارك في معهد ستيفنز للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، والذي يركز بحثه على التفاعل بين الإنسان والحاسوب في الرعاية الصحية "تستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعي معالجة آلاف الصور بسرعة وتقديم تنبؤات أسرع بكثير من المُراجعين البشريين. وعلى عكس البشر، لا يتعب الذكاء الاصطناعي ولا يفقد تركيزه بمرور الوقت".
مع ذلك، ينظر العديد من الأطباء إلى الذكاء الاصطناعي بشيء من عدم الثقة، ويرجع ذلك في الغالب إلى عدم معرفتهم بكيفية وصوله إلى قراراته، وهي مشكلة تُعرف باسم "مشكلة الصندوق الأسود".
يقول أسان "عندما لا يعرف الأطباء كيف تُولّد أنظمة الذكاء الاصطناعي تنبؤاتها، تقلّ ثقتهم بها. لذا، أردنا معرفة ما إذا كان تقديم شروحات إضافية يُفيد الأطباء، وكيف تؤثر درجات التفسير المختلفة للذكاء الاصطناعي على دقة التشخيص، وكذلك على الثقة في النظام".
بالتعاون مع طالبة الدكتوراه أوليا رضائيان والأستاذ المساعد ألب أرسلان إمراه بايراك في جامعة ليهاي في ولاية بنسيلفانيا الأميركية، أجرى أسان دراسة شملت 28 طبيبًا متخصصًا في الأورام والأشعة، استخدموا الذكاء الاصطناعي لتحليل صور سرطان الثدي. كما زُوّد الأطباء بمستويات مختلفة من الشروح لتقييمات أداة الذكاء الاصطناعي. في النهاية، أجاب المشاركون على سلسلة من الأسئلة المصممة لقياس ثقتهم في التقييم الذي يُولّده الذكاء الاصطناعي ومدى صعوبة المهمة.
وجد الفريق أن الذكاء الاصطناعي حسّن دقة التشخيص لدى الأطباء مقارنةً بالمجموعة الضابطة، ولكن كانت هناك بعض الملاحظات المهمة.
اقرأ أيضا... مؤسسات تستخدم الذكاء الاصطناعي لأعمال معقدة ومتعددة الخطوات
كشفت الدراسة أن تقديم شروحات أكثر تفصيلًا لا يُؤدي بالضرورة إلى زيادة الثقة.
أخبار ذات صلةيقول أسان "وجدنا أن زيادة التفسير لا تعني بالضرورة زيادة الثقة". ذلك لأن وضع تفسيرات إضافية أو أكثر تعقيدًا يتطلب من الأطباء معالجة معلومات إضافية، مما يستنزف وقتهم وتركيزهم بعيدًا عن تحليل الصور. وعندما تكون التفسيرات أكثر تفصيلًا، يستغرق الأطباء وقتًا أطول لاتخاذ القرارات، مما يقلل من أدائهم العام.
يوضح أسان "معالجة المزيد من المعلومات تزيد من العبء المعرفي على الأطباء، وتزيد أيضًا من احتمال ارتكابهم للأخطاء، وربما إلحاق الضرر بالمريض. لا نريد زيادة العبء المعرفي على المستخدمين بإضافة المزيد من المهام".
كما وجدت أبحاث أسان أنه في بعض الحالات، يثق الأطباء بالذكاء الاصطناعي ثقةً مفرطة، مما قد يؤدي إلى إغفال معلومات حيوية في الصور، وبالتالي إلحاق الضرر بالمريض.
ويضيف أسان "إذا لم يُصمم نظام الذكاء الاصطناعي جيدًا، وارتكب بعض الأخطاء بينما يثق به المستخدمون ثقةً كبيرة، فقد يطور بعض الأطباء ثقةً عمياء، معتقدين أن كل ما يقترحه الذكاء الاصطناعي صحيح، ولا يدققون في النتائج بما فيه الكفاية".
قدّم الفريق نتائجه في دراستين حديثتين: الأولى بعنوان "تأثير تفسيرات الذكاء الاصطناعي على ثقة الأطباء ودقة التشخيص في سرطان الثدي"، والثانية بعنوان "قابلية التفسير وثقة الذكاء الاصطناعي في أنظمة دعم القرار السريري: تأثيراتها على الثقة والأداء التشخيصي والعبء المعرفي في رعاية سرطان الثدي".
يعتقد أسان أن الذكاء الاصطناعي سيظل مساعدًا قيّمًا للأطباء في تفسير الصور الطبية، ولكن يجب تصميم هذه الأنظمة بعناية.
ويقول "تشير نتائجنا إلى ضرورة توخي المصممين الحذر عند دمج التفسيرات في أنظمة الذكاء الاصطناعي"، حتى لا يصبح استخدامها معقدا. ويضيف أن التدريب المناسب سيكون ضروريًا للمستخدمين، إذ ستظل الرقابة البشرية لازمة.
وأكد "ينبغي أن يتلقى الأطباء، الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي، تدريبًا يركز على تفسير مخرجات الذكاء الاصطناعي وليس مجرد الوثوق بها".
ويشير أسان إلى أنه في نهاية المطاف، يجب تحقيق توازن جيد بين سهولة استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي وفائدتها.
ويؤكد الباحث "يُشير البحث إلى وجود معيارين أساسيين لاستخدام أي شكل من أشكال التكنولوجيا، وهما: الفائدة المتوقعة وسهولة الاستخدام المتوقعة. فإذا اعتقد الأطباء أن هذه الأداة مفيدة في أداء عملهم، وسهلة الاستخدام، فسوف يستخدمونها".
مصطفى أوفى (أبوظبي)