شهدت كوارث مدمرة.. ما حلقة النار في المحيط الهادي؟
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
يعيش مئات الملايين من الناس على طول مسار ما يعرف بحلقة النار، في المدن الكبرى والمدن الجبلية المعزولة، مرتبطين بمصير جيولوجي مشترك تشكل بفعل القوى التكتونية التي تدور في أعماق الأرض تحت أقدامهم.
وتوصف "حلقة النار" في المحيط الهادي، بكونها سلسلة من المناطق النشطة زلزاليا وجيولوجيا، تُحيط بالمحيط الهادي، حيث تقع العديد من أكبر الزلازل والانفجارات البركانية وأمواج تسونامي في العالم.
تمتد هذه المنطقة على شكل حدوة حصان من نيوزيلندا مرورا بأجزاء من جنوب شرق آسيا، ثم اليابان، وألاسكا، وصولا إلى الساحل الغربي لأميركا الشمالية والجنوبية.
وعلى طول هذه الحلقة، حدثت بعض الكوارث الأكثر تدميرا في الذاكرة الحديثة وفي التاريخ البعيد، مثل كارثة زلزال فوكوشيما في اليابان عام 2011، والزلزال الكبير في تشيلي عام 1960 وزلزال المحيط الهندي الذي تبعه تسونامي عام 2004، وزلزال ألاسكا عام 1964.
ويتوقع العلماء أن تحدث العديد من الزلازل الكبيرة المستقبلية التي تستعد لها الحكومات والعلماء ومسؤولو الطوارئ على حد سواء في مسارها، على سان أندرياس في كاليفورنيا، وفي حوض نانكاي في اليابان، وعلى صدع كاسكاديا قبالة شمال غرب المحيط الهادي.
"حلقة النار" مفهوم عامي أقرب إلى البساطة لوصف حدود الصفائح المحيطة بحوض المحيط الهادي، وليس مصطلحا علميا. بدأ الأمر بملاحظة الجيولوجيين لكثرة البراكين على طول هذه الحلقة، ومن هنا جاء اسم النار.
ولم يتبلور فهمها إلا في العقود الأخيرة مع التطورات في نظريات الصفائح التكتونية التي تفسر سبب وقوع الكثير من النشاط الزلزالي العالمي على طول حافة المحيط الهادي. وتتكون الحلقة من حدود بين صفيحة المحيط الهادي، وهي أكبر الصفائح المكونة لقشرة الأرض، وصفائح أصغر مجاورة لها.
وصرح مايكل بلانبيد، عالم الجيوفيزياء، بأن معظم هذه الحدود تتكون من مناطق الاندساس، إذ تُجبر إحدى الصفيحتين على الانضغاط تحت الأخرى، وهذا يُسبب بعضا من أكبر الزلازل وأكثرها خطورة.
إعلانوأضاف بلانبيد وهو أيضا المنسق المساعد لبرنامج مخاطر الزلازل التابع لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن "المحيط الهادي فريد من نوعه لأنه محاط بالكامل بحدود نشطة للغاية".
وتمكّن شبكات الأجهزة الزلزالية شديدة الحساسية من توصيل المعلومات حول الزلازل والمخاطر التي تليها مثل التسونامي إلى جميع أنحاء العالم في غضون دقائق، إن لم يكن خلال ثوان، وهذا يحسن بشكل كبير قدرة العلماء على مراقبة ودراسة هذه المخاطر في الوقت الحقيقي تقريبا.
كما تتمثل المهمة الأبرز لتلك الشبكات في دراسة النشاط الزلزالي على طول حلقة النار في تحديد مدى قرب الزلزال التالي، وذلك لتحضير السكان بشكل أفضل وتوجيه القرارات الاحترازية المتعلقة بالكوارث والوقاية منها.
وحتى مع صعوبة التنبؤ بدقة بموعد ومكان وقوع الزلازل، فإن الوعي بالمخاطر المتزايدة على الدول الواقعة على طول حلقة النار يُتيح فرص التعاون لتبادل المعلومات والتقنيات والتعلم من كل نشاط زلزالي، كبيرا كان أم صغيرا، وفقا للباحثين.
وتقول آنا كايزر، عالمة الزلازل في معهد علوم الأرض بنيوزيلندا: "يربط هذا الأمر بين العديد من الأبحاث حول المحيط الهادي، ويطرح أيضا مشكلة مشتركة. من المهم جدا لنا كعلماء أن نتعاون ونتعلم من أجزاء أخرى من العالم، وخاصة حول المحيط الهادي".
ومن الاستعداد للكوارث التي ستقع على طول حلقة النار دراسة الكوارث السابقة، بما في ذلك الكوارث التي تعود إلى قرون مضت والموثّقة بدرجات متفاوتة.
ويشير العلماء إلى أن ما سيُحدّد مدى جسامة الزلزال المُقبل هو كمية الطاقة المُخزّنة على صدع منذ آخر انزلاق كبير، وهذا يُتيح إمكانية حدوث حركة أرضية واسعة النطاق.
ويقول أنتوني ريد، المؤرخ في جنوب شرق آسيا الذي بحث في سجلات موجات المد العاتية (تسونامي) السابقة في إندونيسيا بعد الزلزال والتسونامي المدمر الذي ضرب البلاد عام 2004: "إن هناك نمطا أو إيقاعا، فإذا عرفنا ما حدث في الماضي، فسوف نعرف المزيد عما قد يحدث في المستقبل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات المحیط الهادی حلقة النار على طول
إقرأ أيضاً:
فعالية ووقفة للهيئة النسائية في صنعاء بذكرى قدوم الإمام الهادي ونصرةً فلسطين
نظمّت الهيئة النسائية بمديرية الحصن، في محافظة صنعاء، ندوة ثقافية بذكرى قدوم الإمام الهادي يحيى بن الحسين عليه السلام إلى اليمن، ووقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني.
وأشادت فقرات الفعالية، بتميز شخصية الإمام الهادي عليه السلام بالعلم والجهاد وقيم العدل ومبادئ القيادة الفاعلة، التي أسس من خلالها دولة الحق والعدل.
واستعرضت، ما حققه الإمام الهادي عليه السلام في مواجهة الظلم وردع الظالمين والعمل بالحق ونشر العلم، حتى أصبح أنموذجًا يُقتدى به في نهضة الأمة من خلال مسار أعلام الهدى من آل بيت الرسول الأعظم محمد صلوات الله عليه وآله.
عقب الفعالية التي تخللها فقرات إنشادية، نظمت حرائر مديرية الحصن وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني ونصرة لأبناء غزة وتنديدًا بجرائم التجويع والقتل التي يمارسها العدو الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
وأعلنت المشاركات في الوقفة، تأييدهن لعمليات القوات المسلحة اليمنية المساندة لغزة، مؤكدات أن موقف الشعب اليمني في نصرة الشعب الفلسطيني تعبيرٌ عن مسار الحق والعدل والجهاد الذي أسسه الإمام الهادي عليه السلام وأمر به الدين الإسلامي الحيف.
واستنكرن جرائم العدوان الوحشية بحق أبناء غزة، واستغلال مراكز المساعدات الإنسانية مصائد لقتل المدنيين العزل أمام مرأى ومسمع العالم كله.