أثارت خطة عسكرية محتملة يعمل عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن احتلال قطاع غزة تفاعلا ونقاشا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة بين المغردين الفلسطينيين، وسط مخاوف من تصعيد جديد ضمن حرب الإبادة المستمرة على القطاع.

وذكرت تقارير إسرائيلية أن خطة محتملة لاحتلال غزة يعمل عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- تواجه بمعارضة داخلية، وأكدت أن العلاقة بين القيادتين العسكرية والسياسية تشهد توترا كبيرا.

ولوحت حكومة نتنياهو بتنفيذ خطط عسكرية جديدة ضمن حرب الإبادة في قطاع غزة، قد تتضمن احتلال القطاع بأكمله أو احتلال مدينة غزة ومخيمات المنطقة الوسطى أو تطويقهما وتنفيذ عمليات في مناطق يُعتقد بوجود أسرى إسرائيليين فيها، وفقا لما أوردته عدة تقارير إسرائيلية.

وتباينت آراء المغردين حول الخطة، إذ رأى بعضهم أن الحديث عن "احتلال غزة" ليس سوى غطاء لسياسة أعمق تُنفذ بالفعل على الأرض، تستهدف استكمال تدمير القطاع، وتهجير سكانه، وتحقيق حلم استيطاني قديم يقوم على اعتبار غزة "أرضا بلا شعب".

وأشاروا إلى أن الخلافات داخل المؤسسة الحاكمة الإسرائيلية ما هي إلا جزء من صراع أكبر للسيطرة على مفاصل الدولة، وإطالة أمد الحرب لتنفيذ مشروع استعماري يعيد تشكيل غزة بالكامل سياسيا وديمغرافيا.

واعتبر آخرون أن ما يسهل تنفيذ هذه السياسات هو الصمت الدولي، أو ما وصفوه بـ"التواطؤ الصامت"، إذ لا يُمارس أي ضغط حقيقي على إسرائيل، ولا تُفرض عليها عقوبات لوقف جرائمها أو كبح مخططها التوسعي في غزة.

يديعوت أحرونوت عن مقربين من نتنياهو:
تم اتخاذ القرار، ونتجه نحو احتلال كامل لقطاع غزة والحسم مع حماس، مع تنفيذ عمليات في مناطق يُحتمل وجود الأسرى الإسرائيليين فيها. وإذا لم يُناسب ذلك رئيس الأركان – فليستقل.

——-

خطة جديدة… بعد ألف خطة سابقة

هل كانت إسرائيل لتنتظر عامين… pic.twitter.com/DKlBNTVeei

— Tamer | تامر (@tamerqdh) August 4, 2025

إعلان

وطرح مدونون تساؤلات حول جدية الخطة، مشيرين إلى أن إسرائيل لو كانت تنوي احتلال غزة لفعلت ذلك في بداية الحرب، حين كانت شرعيتها الدولية في ذروتها، وكان هناك تجنيد واسع لجنود الاحتياط وإجماع كبير من الجمهور الإسرائيلي.

في السياق ذاته، علق نشطاء على تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي قال: لا يمكنني قول شيء بشأن ذلك والأمر يعود لإسرائيل. معتبرين أن تصريح ترامب ليس مستغربا، بل يعيد التأكيد على حقيقة واضحة جدا، أن لا أحد في هذا العالم يستطيع الوقوف في وجه الاحتلال.

ترامب

لا يمكنني قول شيء بشأن احتلال غزة، فالأمر يعود لإسرائيل

تصريح ترامب ليس مستغربًا – بل يُعيد التأكيد على حقيقة واضحة جداً – أن لا أحد في هذا العالم المنافق يستطيع الوقوف في وجه الاحتلال، ولا حتى من يُوصف بأنه – رئيس أقوى دولة في العالم

قلناها سابقًا وسنقولها مجددًا… pic.twitter.com/pPJXQtOVRe

— الحـكـيم (@Hakeam_ps) August 5, 2025

وأضافوا أن نتنياهو لا يُقاد، بل يقود، ويستغل الدعم الأعمى من حلفائه، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، لتنفيذ مخططاته من دون رقيب أو مساءلة، حتى وإن كانت نتائجها إبادة جماعية.

في المقابل، رأى بعض المدونين أن التغطية الإعلامية المكثفة للخلاف بين نتنياهو وزامير قد تكون جزءا من "مسرحية أمنية" هدفها تشتيت الانتباه عن عمليات مباغتة يخطط لها الاحتلال في أماكن أخرى.

مسرحية الخلاف والتلاسن بين زامير ونتنياهو

إغراق الإعلام بالتسريبات حول الخلافات بين نتنياهو و زامير يجب أن يثير لدينا الشكوك.

لماذا كثر هذا الحديث الآن ولماذا يتم تسريب ما يدور في اجتماع مصغر يناقش قضية حساسة تتعلق بغزة؟

من التجارب السابقة هذه عملية أمنية هدفها تشتيت…

— Fayed Abushammalah. فايد أبو شمالة (@fayedfa) August 5, 2025

وأشاروا إلى أن تسريب تفاصيل اجتماع مصغر يناقش قضية حساسة كغزة يثير الريبة، وقد يكون تمهيدا لهجمات نوعية تشمل اغتيال قادة فلسطينيين في الخارج، أو شخصيات من محور المقاومة، في سوريا ولبنان واليمن.

كما لفت آخرون إلى أن هذه التسريبات قد تُستخدم لتغطية على نية تنفيذ عمليات "مجنونة" في غزة أو الضفة الغربية، مشددين على ضرورة رفع درجة الحذر واليقظة.

وأكد مدونون أن التهديدات الإسرائيلية المتكررة بشأن نية احتلال غزة لم تعد مجرد رسائل إعلامية أو أوراق تفاوضية، بل أصبحت مؤشرات واضحة على عمق المأزق الإسرائيلي، وفشل جيشه في تحقيق أي من أهدافه العسكرية، رغم مرور 22 شهرا من الحرب، وما رافقها من دمار ومجازر واسعة.

وأشاروا إلى أن قيادة الاحتلال تحاول اليوم إعادة رسم مشهد الحرب من جديد، مدفوعة بخيبة أمل أجهزتها الأمنية والعسكرية، وقلقها من صلابة الجبهة الداخلية في غزة، وإرادة المقاومة التي ظلت صامدة رغم القصف والتجويع.

واختتم ناشطون تعليقاتهم بالتحذير من خطورة التهديدات الأخيرة، مؤكدين أن حكومة الاحتلال الحالية هي الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل، ولا تؤمن بالقانون الدولي، ولا تردعها حدود أخلاقية أو إنسانية، لافتين إلى أن قراراتها تُبنى على عقلية انتقامية وتوجهات فاشية، من شأنها جر المنطقة إلى مزيد من المجازر والمخاطر غير المحسوبة.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات احتلال غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

زامير يحذر نتنياهو من مصيدة استراتيجية تتمثل في احتلال قطاع غزة كاملا 

#سواليف

كشفت وسائل إعلام عبرية عن تصاعد #الخلافات داخل المؤسسة السياسية والعسكرية لدى #الاحتلال، بعد الاجتماع الأمني المصغَّر الذي عقده رئيس وزراء الاحتلال بنيامين #نتنياهو مساء الثلاثاء بمشاركة رئيس أركان #جيش_الاحتلال إيال #زامير ووزير جيش الاحتلال يسرائيل #كاتس، والذي استمر نحو ثلاث ساعات.

ووفقًا لما أوردته القناة 13 العبرية، اندلع سجال حاد بين #نتنياهو ورئيس الأركان خلال الاجتماع، إذ شدد زمير على رفضه لخيار اجتياح القطاع واعتبره “مصيدة استراتيجية وخطرًا داهمًا على حياة الأسرى”، فيما رد نتنياهو قائلًا: “أنا من يقرر”.

وكشفت قناة “كان” أن زمير احتج أمام نتنياهو قائلًا: “لماذا تهاجمونني وتسرّبون ضدي في منتصف #الحرب؟ ولماذا يكتب ابنك يائير ضدي؟”، ليرد نتنياهو: “لا تهدد بالاستقالة عبر الإعلام، وابني إنسان بالغ ومسؤول عن نفسه”.

مقالات ذات صلة صحيفة عبرية: إهانة في عرض البحر دفعت ترامب لوقف الهجوم على الحوثيين 2025/08/06

وأشارت القناة 12 العبرية إلى أن رئيس الأركان مصرّ على ضرورة عدم المضي نحو خطوة احتلال كامل قطاع غزة، وسيحاول إقناع وزراء الكابينيت بذلك خلال الاجتماع المقبل.

من جهتها، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن زمير قدّم خطتين: الأولى اجتياح شامل، والثانية “التطويق والضغط” التي يفضلها، محذرًا من أن الاجتياح سيؤدي إلى استنزاف قوات الاحتياط ويهدد حياة الأسرى.

لكن نتنياهو -وفق الصحيفة- أصر على أن “الطريقة الحالية لم تحقق النتائج” وأن الاجتياح الشامل “يزيد فرص استعادة الأسرى”، ومن المقرر أن تُطرح الخطة على الكابينيت الخميس للمصادقة عليها.

في السياق ذاته، حذّرت عائلات عدد من #الأسرى في #غزة من أن أي #عملية_عسكرية واسعة النطاق تعني “ #التضحية بأرواح #الأسرى”.

وقال يهودا كوهين ويائيل أدر، والدا الأسيرين نمرود كوهين وتمير أدر، في مقابلة مع الصحيفة، إن تصريحات مقربين من نتنياهو بشأن اجتياح غزة تمثل تهديدًا مباشرًا لحياة أبنائهم، مضيفين أن بعض أعضاء الكنيست أبلغوا العائلات بأنهم يفضلون بقاء نتنياهو في الحكم على إنقاذ الأسرى. ودعت يائيل أدر رئيس الأركان إلى الاستقالة إذا اعتبر أن الخطة ستعرّض الأسرى للخطر.

كما هاجم يائير لابيد، زعيم المعارضة، توجه الحكومة قائلًا: “الاتجاه الذي يسير نحوه الكابينيت سيؤدي إلى موت جميع الأسرى جوعًا وتحت الضربات الإسرائيلية والتعذيب، وسنتلقى كل صباح أخبارًا جديدة تحت عنوان “سُمح بالنشر”.

مقالات مشابهة

  • غولان يدعو لمظاهرات وشل الاقتصاد رفضا لاحتلال غزة وسياسات نتنياهو
  • هكذا وصف رئيس الأركان الإسرائيلي خطة نتنياهو لاحتلال غزة
  • زامير يحذر نتنياهو من مصيدة استراتيجية تتمثل في احتلال قطاع غزة كاملا 
  • ترامب يعلق على خطط نتنياهو لاحتلال قطاع غزة.. ويقر بأزمة الجوع
  • النرويج: سنضمن عدم استثمار الشركات الإسرائيلية التي تسهم في الاحتلال أو الحرب في غزة
  • خلافات إسرائيلية داخلية تعرقل خطة نتنياهو لاحتلال غزة بالكامل| تفاصيل
  • نتنياهو يعقد مشاورات أمنية بشأن غزة: زامير سيعرض 3 بدائل لاحتلال القطاع
  • احتلال غزة بالكامل.. خطة نتنياهو التصعيدية تثير خلافا في إسرائيل
  • يديعوت أحرنوت: ترامب منح نتنياهو الضوء الأخضر لاحتلال غزة