لماذا اختار الأميركيون هيروشيما بالذات بعد قرار قصف اليابان؟
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
في السادس من أغسطس/آب 1945، ألقت الولايات المتحدة أول قنبلة ذرية على هيروشيما. لماذا اختيرت هذه المدينة؟ جمع هذا الاختيار المدروس بعناية بين اعتبارات إستراتيجية وعسكرية وسياسية، وهو ما يوضحه الكاتب فينسان جوبير في تقرير له بمجلة لونوفيل أوبسرفاتور الفرنسية.
ورغم الجدل الداخلي، كما يقول الكاتب، حيث أراد بعض العلماء والمسؤولين العسكريين عرضًا غير مميت أو إنذارًا مسبقًا، اتخذ البيت الأبيض القرار، إذ كان يرى أنه "لا بد من أن تكون الصدمة النفسية في أقصى درجاتها".
ولفت جوبير، في تقريره، إلى أن لعلماء الذين كانوا يعملون على الأسلحة النووية منذ البداية طرحوا فكرة عدم استخدامها على الإطلاق لتجنب العار العالمي.
وطالبوا سرا الرئيس الأميركي هاري ترومان بالتخلي عن فكرة ضرب اليابان، واقترحوا بدلا من ذلك تفجير القنبلة الأولى "في الصحراء أو على جزيرة مهجورة" أمام ممثلي الأمم المتحدة.
واقترح باحثون آخرون، مثل الفيزيائي روبرت أوبنهايمر نفسه، "تدويلًا" فوريًا لهذا السلاح، ومشاركة المعرفة مع الحلفاء، بما في ذلك فرنسا، التي كانت قد تحررت للتو.
ومن جانبه، اقترح وزير البحرية الأميركية رالف بارد إصدار "تحذير" واضح للغاية لليابان حتى تتمكن أميركا من الحفاظ على مكانتها "كدولة إنسانية عظيمة".
غير أن الكاتب أبرز أن مثل تلك الأفكار لم تجد آذانا مصغية لدى البيت الأبيض، لتدشن أميركا في فجر السادس من أغسطس/آب 1945 أول استخدام لهذه القنبلة، قائلا إن الجيش الأميركي ألقى قنبلة "ليتل بوي" النووية على هيروشيما.
ولفت إلى أن هذا الهجوم، الذي أودى بحياة أكثر من 100 ألف شخص، شكل بداية العصر النووي وكان السبب المباشر في نهاية الحرب العالمية الثانية.
لكن جوبير تساءل: لماذا هيروشيما؟ ولماذا لا تكون طوكيو أو كيوتو؟ ليجيب بأن الكشف التدريجي عن الأرشيفات الأميركية واليابانية سلط الضوء الآن على الأسباب الحقيقية لذلك القرار ذي العواقب التاريخية الكبيرة.
إعلانويضيف أنه قد اتضح الآن أن الأميركيين بدؤوا نقاش أهدافهم المستقبلية في اليابان منذ الخامس من مايو/أيار 1943، رغم أن مصنع تخصيب اليورانيوم الخاص بهم لم يكن قد بدأ العمل آنذاك، مما يعني أن واشنطن لم تكن تمتلك بعد المواد الانشطارية اللازمة لتصنيع جهاز ذري.
لماذا هيروشيما؟وحتى في ذلك الوقت المبكر، يقول الكاتب، يبدو أن الأميركيين وضعوا نصب أعينهم عدة أهداف في اليابان وبالذات: طوكيو، وجزر تروك، ونيغاتا، وكيوتو، لكن هذه الأخيرة، التي كانت أولوية في البداية نظرًا لقيمتها الرمزية، استُبعدت في النهاية بناءً على توصية وزير الحرب هنري ستيمسون، الحريص على الحفاظ على "جوهرة ثقافية".
واقترح أحد الضباط ضرب طوكيو لكن تم رفض فكرته، ليس لأسباب أخلاقية أو سياسية، وإنما لأن "القنبلة يجب أن تستخدم حيث يكون عمق المياه كافياً لمنع استعادتها في حالة عدم انفجارها".
وتحدث ضباط آخرون عن يوكوهاما لكن تم العدول عن ذلك بعدما تبين أن تلك المدينة كانت تتمتع "بأفضل حماية مضادة للطائرات" في اليابان، كما تم النظر في قصف قصر الإمبراطور في طوكيو نظرا لـ"قيمته الرمزية العالية"، ولكن تم رفض ذلك بسبب "قلة أهميته الإستراتيجية"، حسب تقدير أولئك الضباط.
وفي النهاية اختيرت هيروشيما، وهي مدينة متوسطة الحجم غير أنها مركز عسكري وصناعي مهم، فهي حسب تقييم الأميركيين: "مستودع عسكري كبير" و"ميناء صناعي، حجمه كبير لدرجة أنه قد يُدمر جزءًا كبيرًا من المدينة، لا سيما وأن التلال المجاورة له قد تُحدث تأثير تركيز، مما يزيد بشكل كبير من الضرر الناجم عن الانفجار".
وبعد هيروشيما، اكتشف الأميركيون أن القادة اليابانيين لا يزالون مترددين في الاستسلام وأنهم كانوا مستعدين لمواصلة الحرب، عندها أمر ترومان بإلقاء القنبلة الثانية هذه المرة على ناغازاكي وذلك بعد 3 أيام من قنبلة هيروشيما.
وكانت هناك خطة لاستخدام قنبلة ثالثة لضرب طوكيو لولا أن اليابان استسلمت أخيرا بعد 6 أيام، أي في 15 أغسطس/آب 1945 ليمثل ذلك نهاية للحرب العالمية الثانية.
لماذا اليابان؟وعلى عكس ألمانيا، التي لم تُستهدف قط بالأسلحة الذرية، صُنفت اليابان كعدوٍّ يجب ضربه. وبالنسبة لترومان ومستشاريه، كانت القنبلة ستمنع غزوًا بريًا قاتلًا (كان مخططًا له في نوفمبر/تشرين الثاني 1945) وستجبر اليابان على الاستسلام السريع. كان الضغط الإستراتيجي شديدًا، إذ كان الاتحاد السوفياتي يبرز كمنافس مستقبلي في المنطقة، وأرادت واشنطن تحديد مراكز نفوذها.
وعلاوة على ذلك، "اختير اليابانيون" كأهداف، كما تشير المذكرة السرية للغاية، على وجه التحديد لأنهم إذا ما استعادوا الجهاز، فإنهم سيكونون "أقل قدرة من الألمان على استخلاص المعرفة المفيدة منه"، وفقا لما نقله الكاتب.
منذ ذلك الحين، احتدم الجدل: هل كان هذا القصف ضروريا؟ يبدو أن المعلومات التي كان الأميركيون يحصلون عليها بالتجسس على الاجتماعات الإمبراطورية كشفت لهم أن اليابان لم تكن مستعدة للاستسلام، رغم ضخامة الخسائر، وهكذا، كانت القنبلة الذرية ستُعجّل بنهاية الصراع، حسب الرأي الأميركي.
إعلانولكن بأي ثمن؟ هذا هو السؤال الذي لا يزال يُطرح، بعد 80 عاما، في ذكرى هيروشيما.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات
إقرأ أيضاً:
الكاتب والمخرج السينمائي محمد عبد العزيز يوقع رواية الجمال العظيم بدمشق
دمشق-سانا
احتضن مقهى الروضة بدمشق مساء اليوم حفل توقيع رواية (الجمال العظيم)، للكاتب والمخرج السينمائي محمد عبد العزيز، والذي يضيء فيها على بيئة الشمال السوري المغيّبة وغناها.
الرواية تُعدُ منعطفاً مختلفاً عن المسيرة الفنية التي قدمها المخرج في حياته الحافلة بأعمال مميزة في السينما والدراما، كما كان نشر كتاب نصوص أدبية، صدر عام 2005 عن بيت الشعر السوري في بيروت.
البيئة في هذه الرواية لم تُرسم ملامحها أدبياً بهذا الشكل العذب من قبل، وتُعتبر رواية مشهديات وليست سيرة ذاتية خالصة، بعيني طفلٍ صغير يرى ما لا يراه الآخرون، ويرصد حركة الكائنات والجمال والحب، وبنفس الوقت تنبعث القوة من قبر الأب وسط تتالي مشاهد الحياة، التي يجسدها الطفل برسوماته ويقظة إدراكه وحسه العالي لما يدور حوله.
وفي تصريح لمراسلة سانا، قال عبد العزيز: إن اختياري لبيئة الشمال يعود لكونها بيئة بكر غنية بالحضارات المتعاقبة عليها وبالمكونات السورية المتنوعة والشاملة، منوهاً بأن التوجه نحوها هو ثروة لكل قارئ عربي وسوري، لتعريف القارئ الأجنبي على هذه المنطقة.
وباستثناء تجربة خليل صويلح وسليم بركات فلا يوجد (وفقاً للمخرج عبد العزيز) الكثير من الأدب السوري حول هذه البيئة السورية، وبالتالي كان من المهم تقديمها إلى المشهد الثقافي السوري سواءً كان بالشعر أو بالرواية أو بالقصة أو بالدراما.
ولفت عبد العزيز، إلى أن رواية (الجمال العظيم) هي من أوائل الروايات الصادرة حالياً في سوريا الجديدة في بداية العام، مايشكل شكلاً جديداً للرواية السورية وسط آمال كبيرة، بأن يكون هامش الحرية مستقبلاً أكثر اتساعاً مما كان سابقاً.
من جانبه، أشار مدير المؤسسة العامة للسينما الفنان جهاد عبدو في تصريح مماثل، إلى أن قراءة الرواية تفيض بالمتعة، وهي تفصح عن هواجسنا ودواخلنا وأحلامنا ومخاوفنا، لافتاً إلى وجود مشروع تعاون مشترك مستقبلي بين مؤسسة السينما والمخرج عبد العزيز.
يُشار إلى أن الرواية صادرة عن دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع.
الكاتب والمخرج السينمائي محمد عبد العزيز مقهى الروضة 2025-08-04malekسابق “كل عار وأنتم بخير” عرض مسرحي للأخوين ملص على خشبة مسرح المركز الثقافي العربي باللاذقية انظر ايضاً مقهى الروضة.. متحف يختزن ذكريات الأدباء والمفكرين السوريين-فيديودمشق-سانا وسط المباني والمتاجر الحديثة وبعيدا عن الأماكن الأثرية وعلى مساحة تقارب 800 متر مربع …
آخر الأخبار 2025-08-04رصد القمر وإحياء التراث الفلكي من أمام الجامع الأموي بدمشق 2025-08-04كيف ننظر إلى الفن الإسلامي… محاضرة في المكتبة الوطنية بدمشق 2025-08-04الإدارة المحلية تستقبل الموظفين المفصولين بسبب الثورة بدءاً من 10 آب 2025-08-04النقل السورية تبحث مع السفارة الألمانية التعاون في مجالات النقل الذكي والمستدام 2025-08-04حملة “شفاء 2” تنطلق في حلب… أطباء سوريون مغتربون يجرون عمليات جراحية نوعية 2025-08-04وزيرا الطاقة والمالية يبحثان تعديل تعرفة الكهرباء في سوريا 2025-08-0421 أيلول القادم بدء العام الدراسي الجديد بجميع المدارس في سوريا 2025-08-04الصحة السورية تبحث مع مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع تعزيز التعاون 2025-08-04مترو دمشق على خط التنفيذ… مباحثات سورية إماراتية لإحياء المشروع الإستراتيجي 2025-08-04استئناف حركة دخول المواطنين إلى السويداء وخروجهم منها عبر بصرى الشام-فيديو
صور من سورية منوعات واتساب يطلق ميزة تحديثات الحالة للمجموعات 2025-08-04 روبوت يلتحق ببرنامج دراسات عليا في الصين 2025-08-04
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |