دار الإفتاء: تبادل الحلوى في المولد النبوي سنة محمودة ومظهر من مظاهر المحبة
تاريخ النشر: 7th, August 2025 GMT
أكدت دار الإفتاء المصرية أن تبادل الحلوى بمناسبة المولد النبوي الشريف لا يُعد أمرًا ممنوعًا، بل هو من التصرفات المستحبة شرعًا، لما فيه من نشر المودة وتعميق روابط المحبة بين الناس، استنادًا لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "تهادوا تحابوا".
وأشارت الدار، من خلال صفحتها الرسمية على فيسبوك، إلى أن الشريعة لم تضع قيدًا زمنيًا يحظر أو يبيح هذا الفعل في وقت معين، بل العبرة بالمقصد، فإن اقترن إهداء الحلوى بمقاصد طيبة كإدخال السرور على الأهل وصلة الرحم، فإنه يكون حينها أكثر استحبابًا، ويُعد تعبيرًا عن الفرح بميلاد النبي الكريم، وهو ما يمنحه بعدًا روحيًا ومعنويًا عظيمًا.
وفي سياق متصل، شددت دار الإفتاء على أن إحياء ذكرى مولد سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من أعظم القربات إلى الله، لما فيه من دلالة على حب النبي وإجلاله، وهو أحد ركائز الإيمان. واستشهدت بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي قال: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين"، وهو ما رواه البخاري ومسلم.
كما نقلت عن الإمام ابن رجب أن محبة النبي جزء لا يتجزأ من الإيمان، وهي متلازمة لمحبة الله عز وجل، بل إن الله سبحانه وتعالى حذر من تقديم أي محبة دنيوية على محبته ومحبة رسوله، سواء كانت متعلقة بالأهل أو المال أو الوطن.
حكم الاحتفال بالمولد النبوي
من جانبه أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن إحياء ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو تعبير صادق عن توقير الجناب النبوي الشريف، ودليل عملي على محبته التي تمثل ركنًا أساسيًّا من أركان الإيمان.
وأوضح المركز أن الاحتفال بهذه المناسبة لا يقتصر على مجرد المظاهر، بل يشمل صورًا من الطاعات والقربات، مثل التجمع للذكر، والإنشاد في مدح النبي، وتوزيع الطعام، والصيام، والقيام، وكلها أعمال تعبر عن الامتنان والفرح بقدوم خاتم الأنبياء إلى الحياة، فميلاده كان بداية لحياة جديدة للبشرية.
وأشار إلى أن القرآن الكريم أشار إلى بركة أيام الميلاد، كما ورد في قوله تعالى عن يحيى عليه السلام: "وسلام عليه يوم وُلد"، وهو ما يدل على خصوصية هذه الأيام وما تحمله من نعم عظيمة، مؤكدًا أن ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم هو أصل كل نعمة نعيشها في الدنيا والآخرة.
كما بيّن المركز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه أشار إلى فضل يوم مولده، فعندما سُئل عن سبب صيامه ليوم الاثنين، أجاب: "ذاك يوم وُلدت فيه"، وهو ما يُعد إقرارًا صريحًا بمشروعية إحياء هذا اليوم بما يُظهر محبته.
ونقل الأزهر عن الإمام السخاوي أن المسلمين على مر العصور اعتادوا الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف، من خلال الولائم، والصدقات، وإظهار الفرح، وقراءة السيرة النبوية، لما في ذلك من خير عميم يعود على القلوب والمجتمعات.
وبناءً عليه، فإن مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي مشروعة، وتندرج ضمن وسائل التعبير عن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو حب مطلوب شرعًا، بل واجب إيماني.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء المولد النبوي حكم الاحتفال صلى الله علیه وسلم دار الإفتاء وهو ما
إقرأ أيضاً:
هل يجوز مشاهدة التلفزيون والاستماع للموسيقى؟.. أمين الإفتاء يحسم الجدل
أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤال تقول سائلته: "أنا الحمد لله بفضل ربنا بصلي كل الفروض والسنن والنوافل ومش بتأخر على أي فضل فرد بفضل ربنا عز وجل، هل في مانع لو مثلاً اتفرجت على التلفزيون؟ ولو في منظر مش لائق بقلب، ولو في موسيقى بوطيه، أوقفها على طول؟ ما حكم الشرع".
وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الاثنين، أن الحمد لله الذي حبب لعباده الطاعة، وأهمها المداومة على الصلاة، مشيرًا إلى أن الاستمرار على الفروض والسنن والنوافل أمر محمود جداً، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الأعمال بالنيات، وأن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل".
هل يجوز معيشة الزوجين مع بعضهما من أجل الأولاد؟.. أمين الإفتاء يجيب
حكم نسيان سجود السهو.. أمين الإفتاء: سُنة وليس فرضًا
أمين الإفتاء عن تارك صلاة السنن: فوّت على نفسك ثوابًا عظيمًا
هل يجوز إعادة تأجير شيء مستأجر للربح منه؟.. الإفتاء: يجوز بشرط واحد
هل يجوز تكرار السورة نفسها في أول ركعتين من الصلاة؟.. الإفتاء توضح
دار الإفتاء تحرم انتهاك الخصوصية وتؤكد: التجسس على الناس جريمة شرعية
أما بالنسبة لمشاهدة التلفزيون، أضاف أمين الإفتاء أن الأمر مرتبط بطبيعة البرامج المعروضة، فإذا كانت تحتوي على مشاهد أو مناظر غير لائقة، فيجب غض البصر والابتعاد عنها حفاظًا على القلب والنية الطيبة".
أما الموسيقى، أشار أمين الإفتاء إلى أنها في حقيقتها صوت، والفرق في الحكم يتعلق بمضمون هذا الصوت واستخدامه، فإذا كان الصوت حسنًا ويبعث على الطمأنينة والسعادة والحماس الطيب، فلا حرج في سماعه. أما إذا كان الصوت يثير الشهوات أو يسيء الأخلاق، فلا يجوز الاستماع إليه، وقد فرق الشرع بين الجد واللهو في استعمال الموسيقى؛ فالجد مثل استخدام الطبول في الحرب أو مدح النبي صلى الله عليه وسلم، لا مانع فيه، أما اللهو الذي يثير المحرمات أو ما لا يليق فلا يجوز.
وتابع أمين الإفتاء "ونجد أن النبي صلى الله عليه وسلم استحسن صوت أحد الصحابة فقال له: (لقد أوتيت مزمارًا من مزامير داود)، والقرآن الكريم يذكر أن بعض الأصوات قد تكون مرفوضة إذا كانت تلهي أو تضر، فيقول تعالى: «وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ»، فالصوت حسن أو قبيح حسب تأثيره واستخدامه".