جامعة الإسكندرية تنظّم مؤتمرها الدولي السنوي حول «إدارة المواهب لبناء كوادر المستقبل»
تاريخ النشر: 7th, August 2025 GMT
نظّم قسم الإدارة التربوية وسياسات التعليم بكلية التربية، جامعة الإسكندرية، المؤتمر العلمي الدولي الرابع بعنوان: "إدارة المواهب في المؤسسات التعليمية: استراتيجيات القيادة التربوية لبناء كوادر المستقبل"، وذلك تحت رعاية الدكتور عبد العزيز قنصوه، رئيس الجامعة، وبحضور قيادات أكاديمية وتربوية بارزة من مصر وعدد من الدول العربية.
وأقيمت فعاليات المؤتمر، اليوم الخميس، بمدرج (1) بالكلية، بحضور الدكتور حسن سعد عابدين، عميد الكلية، والدكتور محمد خميس حرب، رئيس قسم الإدارة التربوية ورئيس المؤتمر، والدكتور سالم عبد الرازق سليمان، وكيل الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة السيدة محمود إبراهيم، وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث.
كما شارك في الجلسات الافتتاحية عدد من الشخصيات العامة والتربوية، من بينهم الدكتور عربي أبو زيد، مدير مديرية التربية والتعليم بالإسكندرية، والدكتور إبراهيم الجمل، عضو بيت العائلة المصرية ورئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف بالإسكندرية، والدكتور شاكر محمد فتحي، رئيس الجمعية المصرية للتربية المقارنة والإدارة التعليمية، إلى جانب نخبة من الباحثين وأعضاء هيئة التدريس من داخل مصر وخارجها.
وفي كلمته الافتتاحية، رحّب الدكتور حسن سعد عابدين بالمشاركين، مؤكداً أن المؤتمر يُعد منصة علمية متميزة لتبادل الرؤى والخبرات حول تطوير استراتيجيات التعليم، ودعم الاستثمار في العقول الشابة، بما يتماشى مع توجهات الدولة نحو بناء مجتمع قائم على المعرفة والابتكار.
قال الدكتور عربي أبو زيد، إن إعداد قيادات تربوية واعية يُعد أولوية قصوى في ظل تسارع المتغيرات التكنولوجية والمعرفية، مؤكدًا أن القيادة الرشيدة تمثل حجر الزاوية في تطوير منظومة التعليم. وأضاف أن بناء كوادر قادرة على التفكير الإستراتيجي والتعامل مع معطيات العصر يُسهم بشكل مباشر في تعزيز قدرات المجتمع ومواكبة التحديات المستقبلية.
من جانبه، أعرب الدكتور محمد خميس حرب عن فخره باستمرار انعقاد المؤتمر الدولي للعام الرابع على التوالي، معتبرًا ذلك دليلاً على التزام قسم الإدارة التربوية بسياسات التعليم بتكريس الحوار العلمي البنّاء، وتطوير الممارسات التربوية بما يتماشى مع متطلبات الواقع التعليمي المتجدد و وجّه خالص الشكر والتقدير لكافة المشاركين والمنظمين على ما بذلوه من جهود أسهمت في إنجاح فعاليات المؤتمر.
وتضمّن المؤتمر سلسلة من الجلسات العلمية والنقاشية، عرض خلالها عدد من الباحثين والخبراء أوراقًا علمية ودراسات ميدانية تناولت قضايا محورية في مجال إدارة المواهب وتطوير القيادة التعليمية.
وفي ختام الفعاليات، صدرت توصيات المؤتمر التي ركزت على دعم السياسات التعليمية، وتعزيز ثقافة الابتكار داخل المؤسسات التربوية، فيما تم تكريم اللجنة المنظمة تقديراً لجهودها في إنجاح الحدث، مع التأكيد على أهمية العمل المشترك من أجل مستقبل تعليمي مشرق.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: جامعة الإسكندرية الإسكندرية كلية التربية بيت العائلة المصرية مديرية التربية والتعليم لجنة الفتوى
إقرأ أيضاً:
قيادة المستقبل في عصر الذكاء الاصطناعي
د. علي بن حمدان بن محمد البلوشي
تطوَّر مفهوم القيادة بشكل كبير خلال العقود الأخيرة، فلم يعد القائد هو ذلك الشخص الذي يعتمد فقط على الكاريزما أو السلطة الرسمية؛ بل أصبح الدور أكثر شمولًا وتعقيدًا.
القيادة الحديثة تقوم على مزيج من المهارات الإنسانية والتقنية، وعلى قدرة القائد على التأثير في الآخرين والإلهام واتخاذ القرارات ضمن بيئات سريعة التغيّر. وبعض القادة يولدون بسمات تساعدهم مثل الحزم أو الذكاء العاطفي، لكن النجاح الحقيقي يعتمد بشكل أساسي على مهارات مكتسبة عبر التجربة والتعلم المستمر؛ مثل القدرة على التواصل، التفكير الاستراتيجي، إدارة فرق متنوعة، فهم البيانات، والتعامل مع التقنية.
وفي عصر العولمة والذكاء الاصطناعي، يواجه القادة تحديات لم يشهدوها من قبل. أولى هذه التحديات هو تسارع التغيير التقني الذي يفرض على القائد مواكبة الابتكار دون فقدان البوصلة الإنسانية. إضافة إلى ذلك، فإن تنوع ثقافات ومهارات المرؤوسين يجعل إدارة التوقعات وبناء فرق متجانسة أكثر تعقيدًا. كما تُعد حماية البيانات والالتزام بالأخلاقيات الرقمية من أبرز التحديات، في وقت أصبحت فيه القرارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي جزءًا من العمليات اليومية. كذلك تواجه المؤسسات ضغوطًا عالمية تتعلق بالاستدامة والمسؤولية المجتمعية، ما يتطلب من القادة فهم البيئة الدولية واتخاذ قرارات مبنية على قيم واضحة.
ولمواجهة هذه التحديات، يحتاج القائد إلى مجموعة من الاستراتيجيات والأدوات. من أهمها تعزيز ثقافة الابتكار داخل الفريق وتشجيع التعلم المستمر، بما في ذلك تعلّم مهارات العمل جنبًا إلى جنب مع أنظمة الذكاء الاصطناعي. كما يجب على القائد بناء جسور للثقة عبر الشفافية في القرارات، والإفصاح عن كيفية استخدام البيانات والتقنيات. ويُعد الالتزام بالأخلاقيات- سواء في استخدام التكنولوجيا أو إدارة الأفراد- ركيزة أساسية للحفاظ على سمعة المؤسسة ومتانة بيئتها الداخلية. كما ينبغي استخدام أدوات التحليل الرقمي لأخذ قرارات دقيقة، دون إغفال البعد الإنساني في قيادة الأفراد وفهم دوافعهم الثقافية والاجتماعية.
وفي الختام.. فإن قادة المستقبل بحاجة إلى مزيج فريد من البُعد الإنساني والرؤية التقنية. عليهم أن يعزّزوا الثقة داخل منظوماتهم، ويجعلوا الأخلاق معيارًا أساسيًا في كل خطوة، وأن يبنوا ثقافة عمل تتقبّل التغيير وتحتفي بالابتكار. والمستقبل سيكافئ القادة القادرين على التوازن بين العقل والآلة، وبين التقنية والقيم، وبين الطموح والمسؤولية؛ فهؤلاء وحدهم سيقودون التغيير في عصر الذكاء الاصطناعي.
** مستشار اكاديمي