خطة الحكومة اللبنانية لحصر السلاح تُشعل الانقسام.. انسحاب الوزراء الشيعة يفتح باب أزمة الميثاقية
تاريخ النشر: 7th, August 2025 GMT
انسحب الوزراء الشيعة من جلسة الحكومة اللبنانية التي عُقدت في قصر بعبدا، احتجاجًا على مناقشة خطة لحصر السلاح، في خطوة أعادت طرح مسألة "الميثاقية" إلى الواجهة، وأبرزت الانقسام الحاد داخل الحكومة حول ملف سلاح حزب الله. اعلان
عُقدت في قصر بعبدا، اليوم الخميس 7 آب/أغسطس، جلسة لمجلس الوزراء اللبناني برئاسة رئيس الجمهورية جوزاف عون، خُصصت لاستكمال النقاش في ورقة المبعوث الأميركي توماس بارّاك، في متابعة للجلسة التي عُقدت يوم الثلاثاء 5 آب/أغسطس.
وبعد نحو ساعتين من انطلاق الجلسة، انسحب الوزراء الشيعة منها، وهم: وزير الصحة ركان نصر الدين، وزير العمل محمد حيدر، وزيرة البيئة تمارا الزين، ووزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية فادي مكي. أما وزير المالية ياسين جابر، فغاب عن الجلسة بداعي السفر.
وكان حزب الله وحركة أمل قد أعلنا في وقت سابق أن جلسة اليوم تشكّل فرصة لتصحيح المسار، محذرين من أن تجاهل ذلك سيؤدي إلى إعادة سيناريو الانسحاب، وهو ما تحقق بالفعل مع خروج الوزراء الأربعة من الاجتماع.
وخلال الجلسة، عبّر وزير العمل محمد حيدر، المحسوب على حزب الله، عن رفضه مضمون الورقة الأميركية، قائلاً: "أنا ابن هذا الشعب، وأعرف معاناته. كيف لي أن أواجه أم شهيد، أو شابًا يعيش في ظل قلق وجودي دائم، وأقول له إن عليه التنازل عن الضمانة الوحيدة التي يشعر أنها تحميه؟"
وأضاف: "لا يمكننا الحديث عن سلاح المقاومة قبل انسحاب العدو، وعودة الأسرى، ووقف الاعتداءات، والشروع في إعادة الإعمار."
فقدان الميثاقيةيُعد انسحاب الوزراء الشيعة من الحكومة مسألة تتجاوز الطابع الإجرائي، إذ يؤدي ذلك إلى فقدان الجلسة "الميثاقية"، وهي قاعدة عرفية في السياسة اللبنانية تقوم على ضرورة مشاركة المكونات الطائفية الأساسية في السلطة التنفيذية، انسجامًا مع مبدأ الشراكة الوطنية المنبثق عن اتفاق الطائف.
ورغم أن الدستور اللبناني لا يفرض نصابًا طائفيًا على جلسات مجلس الوزراء، فإن انسحاب أي مكون رئيسي من الحكومة يُثير خلافًا سياسيًا حادًا حول شرعية انعقادها واستمرارها. وقد شهد لبنان سابقة بارزة في هذا السياق عام 2006، حين انسحب وزراء حزب الله وحركة أمل من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، ما دفع المعارضة حينها إلى وصف الحكومة بـ"غير الميثاقية"، وأدى إلى أزمة دستورية وسياسية استمرت أشهرًا طويلة، وأعادت طرح سؤال التوازنات الطائفية في العمل الحكومي.
Related عراقجي يُعلّق على قرار الحكومة اللبنانية بشأن السلاح: أُعيد تنظيم حزب الله ونحن ندعمه"اليوم قبل الغد".. الرئيس اللبناني يدعو حزب الله لتسليم سلاحه للجيش ويحذر من حروب الآخرين "العبثية"حزب الله يتهم الحكومة اللبنانية بارتكاب "خطيئة كبرى" بقرار تجريده من سلاحهوفي السياق ذاته، يُنذر انسحاب وزراء الطائفة الشيعية من جلسة اليوم بعودة التوتر السياسي وتعطيل عمل مجلس الوزراء، لا سيما في ظل استمرار الخلافات حول ملف سلاح حزب الله، والموقف من الورقة الأميركية المطروحة.
قرار حكومي يثير تصعيدًا سياسيًاتأتي هذه التطورات بعد جلسة استثنائية عقدها مجلس الوزراء اللبناني يوم الثلاثاء 5 آب/أغسطس في قصر بعبدا، خُصصت لمناقشة خارطة طريق لنزع سلاح حزب الله، في ظل تصاعد الضغوط الأميركية ومخاوف من تصعيد إسرائيلي محتمل.
وفي ختام الجلسة، أعلن وزير الإعلام بول مرقص أن الحكومة قررت تحديد مهلة تمتد حتى نهاية العام الجاري لتوحيد السلاح بيد الدولة اللبنانية، على أن يقدّم الجيش خطة تنفيذية لتحقيق ذلك قبل نهاية الشهر الحالي. وأوضح أن النقاش حول بند "حصر السلاح" لم يُحسم بعد، وسيُستكمل في الجلسة المقبلة.
وقد أثار هذا القرار اعتراض حزب الله وحركة أمل، حيث انسحب وزراؤهما من الجلسة احتجاجًا. وفي بيان شديد اللهجة، وصف حزب الله القرار بأنه "خطيئة كبرى" و"تنفيذ حرفي لإملاءات المبعوث الأميركي توماس بارّاك"، معتبرًا أنه يُحقق لإسرائيل ما عجزت عن تحقيقه عسكريًا، ويُجرّد لبنان من عناصر قوته في مواجهة العدوان.
وشدّد الحزب على أن القرار يشكل مخالفة صريحة للبيان الوزاري الذي التزمت به الحكومة، وكذلك لتوجهات رئيس الجمهورية بشأن مناقشة استراتيجية وطنية دفاعية، واصفًا ما جرى بأنه "إسقاط لمقومات السيادة" و"استسلام مرفوض"، معلنًا في ختام بيانه: "سنتعامل مع هذا القرار كأنه غير موجود"، مع التأكيد في الوقت نفسه على الانفتاح على الحوار ورفض مناقشة مستقبل السلاح "تحت وقع العدوان".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب فلاديمير بوتين غزة روسيا إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب فلاديمير بوتين غزة روسيا إسرائيل جنوب لبنان لبنان إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب فلاديمير بوتين غزة روسيا قطاع غزة دراسة فرنسا بنيامين نتنياهو اليهودية تيك توك الحکومة اللبنانیة حزب الله
إقرأ أيضاً:
الحكومة اللبنانية تقر حصر السلاح.. كيف سيرد حزب الله؟
أعلن وزير الإعلام اللبناني، موافقة مجلس الوزراء اللبناني في جلسته التي عقدها الخميس، على "أهداف الورقة الأميركية" التي تقدم بها المبعوث الأميركي توم براك بشأن "حصر السلاح بيد الدولة".
اقرأ ايضاًوأضاف الوزير اللبناني أن "مجلس الوزراء وافق على ضمان حصر السلاح بيد الدولة.. ونشر الجيش اللبناني في المناطق الحدودية". وتابع: "نحن بانتظار خطة الجيش التنفيذية بشأن حصر السلاح"، مضيفاً: "لم نناقش الجداول الزمنية لتطبيق بنود الورقة الأميركية".
بدورها، أفدت قناة العربية/ الحدث، بأن وزراء "حزب الله" وحليفته "حركة أمل" من اجتماع الحكومة اليوم.
ودعت كتلة حزب الله البرلمانية إثر اجتماع الخميس، الحكومة إلى "تصحيح ما أوقعت نفسها ولبنان فيه من الانزلاق إلى تلبية الطلبات الأميركيّة" التي تصبح في صالح إسرائيل، بحسب بيان صادر عنها.
وعقد مجلس الوزراء اللبناني، الخميس، جلسة خصصها لمناقشة بند حصر السلاح بيد الدولة لاستكمال البحث في نزع سلاح حزب الله، على وقع ضغوط أميركية تتعرض لها السلطات، في خطوة لقيت رفضاً مطلقاً من الحزب.
وشددت كتلة حزب الله البرلمانية على أن "أي قرار سيصدر عن الحكومة لنزع أو سحب السلاح لن نعترف به"، مضيفةً: "وزراؤنا لن يصوتوا على أي قرار لسحب السلاح".
ويطالب حزب الله، بأن تنسحب إسرائيل من خمسة مرتفعات في جنوب لبنان أبقت قواتها فيها بعد سريان وقف إطلاق النار، وأن توقف ضرباتها، من بين شروط أخرى، قبل نقاش مصير سلاحه داخلياً ضمن استراتيجية دفاعية.
المصدر: وكالات
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن