بعد الفجر ودون إفطار..شيخ الأزهر يستذكر تجربته مع حفظ القرآن في الكُتَّاب
تاريخ النشر: 9th, August 2025 GMT
استقبل فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، اليوم السبت بمشيخة الأزهر، مجموعة من الطلاب الوافدين الدارسين بمدرسة (الإمام الطيب لحفظ القرآن الكريم وتجويده)، بحضور الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر، وعددٍ من أعضاء هيئة التدريس بالمدرسة.
ورحب شيخ الأزهر بأبنائه الطلاب، معربًا عن سعادته باستقبال حفظة كتاب الله، مؤكدًا حرص الأزهر الشريف على تعليم القرآن الكريم ونشر علومه، وإتاحة فرصة الدراسة الحرة لحفظ القرآن الكريم والتفقه في علومه وضبط التلاوة للطلاب الوافدين، ومساعدتهم في تعلم النطق الصحيح لآيات كتاب الله، وتعليم التجويد وأحكام التلاوة، بجانب نشر المنهج الأزهري الوسطي المعتدل.
وأثناء تبادل الحديث مع الطلاب، استذكر شيخ الأزهر تجربته مع أبناء جيله في حفظ القرآن الكريم في "كُتَّاب القرية"، قائلا: كنا نذهب يوميًّا من بعد صلاة الفجر إلى الكُتاب لنحفظ ونراجع الأجزاء الحديثة علينا في المصحف الشريف، وذلك دون أن نتناول وجبة الإفطار، حيث كان من المتعارف وقتها أنه إذا تناول الطالب الطعام كان سينتابه الخمول والكسل عن الحفظ"، متابعًا فضيلته: "كان المحفظ يسمى بـ"الخطيب"، حيث كان يمارس الخطابة بجانب تحفيظ القرآن، وكان يتمتع بمهارات خاصة في تقويم وتصحيح قراءة أكثر من طالب في آن واحد، وكان يجلس على "حصير من ليف"، بينما كنا نجلس على التراب ومعنا ألواح من حديد وأقلام من البوص، وكان هناك مظاهر خاصة لا تنسى لتكريم المتميزين في الحفظ ومن رزقوا ختم كتاب الله بأن يحملوهم ويطوفون بهم في شوارع القرية تعريفا بهم وتشجيعا لهم، وكانت لي ذكريات كثيرة مازلت أسترجعها حتى الآن".
وحرص شيخ الأزهر للاستماع إلى تلاوات عدد من الطلاب لآيات من القرآن الكريم، التي تلاها الطالب صفي الله تيمور، من دولة أفغانستان، والطالب ثاني الأول، من دولة نيجيريا، والطالبة مريم محمد حسين، من دولة تشاد، حيث أثنى فضيلته على أصواتهم الحسنة وتمكنهم من القراءة الصحيحة بأحكام التجويد وحفظهم للمتون، موجهًا بحسن رعاية طلاب المدرسة، وتذليل كافة العقبات أمامهم، ومتابعة كافة أمورهم؛ لضمان تفرغهم لتحصيل العلوم والالتزام بالمنهج الأزهر الوسطي، وتدريبهم حتى يكونوا دعاة قادرين على تفنيد الأفكار المغلوطة، وحتى يكونوا خير سفراء للأزهر في بلادهم.
من جانبهم، أعرب طلاب مدرسة (الإمام الطيب لحفظ القرآن الكريم وتجويده)، عن بالغ سعادتهم بلقاء فضيلة الإمام الأكبر، وحرص فضيلته على توفير العناية والرعاية الخاصة بهم، مؤكِّدين على أن هذا اللقاء يعد دافعًا كبيرًا لهم لمواصلة دراستهم بتفوق، مشيرين إلى أن كلمات الإمام الأكبر ونصائحه الأبوية ستظل نبراسًا يضيء لهم طريقهم. كما أعربوا عن امتنانهم وشكرهم العميق للأزهر الشريف، على ما يقدمه من دعم متواصل للطلاب الوافدين من مختلف دول العالم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مدرسة الإمام الطيب حفظ القرآن الكريم شيخ الأزهر القرآن الکریم الإمام الطیب شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
تحت رعاية خادم الحرمين.. انطلاق فعاليات مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم
البلاد (الرياض) تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- تنطلق يوم السبت 15 صفر 1447هـ الموافق 9 أغسطس 2025م، فعاليات مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره في دورتها الخامسة والأربعين، التي تنظمها وتشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وذلك في رحاب المسجد الحرام بمكة المكرمة، بمشاركة متسابقين من 128 دولة حول العالم، وهو العدد الأكبر من الدول المشاركة منذ تأسيس المسابقة عام 1399هـ؛ في تأكيدٍ على مكانتها الدولية وريادتها العالمية في ميدان المسابقات القرآنية.
ورفع معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، أسمى آيات الشكر والعرفان، لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- على الرعاية الكريمة والدعم المتواصل لكتاب الله وأهله، مؤكدًا أن هذه الرعاية المباركة تجسّد ما قامت عليه المملكة منذ تأسيسها من عناية بالقرآن الكريم وخدمته على المستوى العالمي.
وقال معاليه: “تتشرف الوزارة بتنظيم هذه المسابقة العريقة التي تُعدّ من أبرز المسابقات القرآنية الدولية، وتحظى بمكانة رفيعة، تُبرز ريادة المملكة في رعاية القرآن الكريم، وتجمع سنويًا نخبة من حفظة كتاب الله من مختلف دول العالم في أطهر بقاع الأرض، في صورة مشرفة تعكس رسالة المملكة في خدمة الإسلام ونشر قيم الوسطية والاعتدال”.
وأضاف: “باتت مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية منارة قرآنية عالمية ومحفلًا دوليًا مرموقًا يحتفي بأهل القرآن، ويعكس الدور الريادي للمملكة في توحيد الجهود لخدمة كتاب الله، وترسيخ منهج الوسطية، ومجابهة الانحرافات الفكرية”.
وسأل المولى تعالى أن يحفظ الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، وأن يوفقهما لما فيه عز الإسلام ونفع المسلمين، وأن يُجزيهما خير الجزاء على ما يقدمانه من دعم كريم ومواقف مشرّفة في خدمة القرآن الكريم وأهله في أنحاء العالم.
وتُعدّ المسابقة من أعرق المسابقات القرآنية الدولية، وتمثل امتدادًا لجهود المملكة الرائدة في دعم البرامج القرآنية، وتعزيز حضورها العالمي في خدمة كتاب الله، وترسيخ رسالتها الحضارية المبنية على نشر الخير والاعتدال.