تل أبيب-رويترز 

خرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع تل أبيب  احتجاجا على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتصعيد حرب غزة المستمرة منذ قرابة عامين، مطالبين بإنهاء فوري للحملة وإطلاق سراح الرهائن.

كان مكتب رئيس الوزراء قد أعلن في اليوم السابق أن مجلس الوزراء الأمني، وهو مجموعة صغيرة من كبار الوزراء، قرر الاستيلاء على مدينة غزة، ليوسع بذلك نطاق العمليات العسكرية في المنطقة الفلسطينية المدمرة، على الرغم من المعارضة الشعبية الواسعة وتحذيرات الجيش من أن هذه الخطوة قد تعرض الرهائن للخطر.

وقالت ليشاي ميران لافي زوجة الرهينة عومري ميران خلال المظاهرة "هذا ليس مجرد قرار عسكري، بل قد يكون بمثابة حكم إعدام على أحبائنا"، مناشدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التدخل لإنهاء الحرب فورا.

تشير استطلاعات الرأي إلى أن الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين تؤيد إنهاء الحرب فورا لضمان إطلاق سراح الرهائن الخمسين المتبقين الذين يحتجزهم المسلحون في غزة. ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن نحو 20 رهينة ما زالوا على قيد الحياة.

وتواجه الحكومة الإسرائيلية انتقادات حادة في الداخل والخارج، منها انتقادات من بعض أقرب حلفائها الأوروبيين، بسبب إعلان الجيش نيته توسيع نطاق الحرب. ومن المتوقع أن يصدر مجلس الوزراء بكامل هيئته موافقته يوم الأحد.

كان إطلاق سراح معظم الرهائن حتى الآن قد تم نتيجة مفاوضات دبلوماسية. وانهارت محادثات وقف إطلاق النار، التي كان من الممكن أن تطلق سراح المزيد من الرهائن، في يوليو تموز.

وقال رامي دار وهو متقاعد يبلغ من العمر 69 عاما من ضاحية قريبة خارج تل أبيب عن الحكومة "إنهم متطرفون. يفعلون أشياء ضد مصالح البلاد"، مرددا دعوات لترامب لفرض صفقة بشأن الرهائن.

تشهد تل أبيب مظاهرات متكررة لحث الحكومة على التوصل إلى وقف لإطلاق النار واتفاق بشأن الرهائن مع حركة حماس، التي بدأت الحرب بعد هجومها في أكتوبر تشرين الأول 2023. ويقول المنظمون إن مظاهرة السبت استقطبت أكثر من 100 ألف متظاهر.

وقالت يانا البالغة من العمر 45 عاما والتي حضرت مع زوجها وطفليها "بصراحة، لست خبيرة، لكنني أشعر أنه بعد عامين من القتال لم يحرز أي نجاح... أتساءل إن كان رحيل المزيد من الأرواح من الجانبين، ليس فقط الإسرائيليين، بل أيضا سكان غزة، سيحدث فرقا".

قتل نحو 1200 شخص، معظمهم إسرائيليون، واقتيد 251 إلى غزة خلال هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023. ومنذ ذلك الحين، قتل أكثر من 400 جندي إسرائيلي في غزة.

ولوح المتظاهرون بالأعلام الإسرائيلية وحملوا لافتات تحمل صور رهائن. وحمل آخرون لافتات تعبر عن غضبهم من الحكومة أو تحث ترامب على اتخاذ إجراءات لمنع نتنياهو من المضي في خططه لتصعيد الحرب. ورفع عدد قليل من المتظاهرين صورا لأطفال غزة الذين قتلهم الجيش.

تقول وزارة الصحة في غزة إن الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من 61 ألف فلسطيني في الحرب، وقالت يوم السبت إن 39 فلسطينيا على الأقل قُتلوا في اليوم السابق.

ويضغط بعض حلفاء رئيس الوزراء من اليمين المتطرف في الائتلاف الحاكم من أجل السيطرة الكاملة على غزة. وحذر الجيش من أن هذا قد يعرض حياة الرهائن في غزة للخطر.

وأصدر الوزير اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش المؤيد لاستمرار الحرب بيانا يوم السبت انتقد فيه نتنياهو ودعا إلى ضم أجزاء كبيرة من غزة.

وقال نتنياهو لفوكس نيوز في مقابلة بثت يوم الخميس أن الجيش ينوي السيطرة على غزة بالكامل، لكن إسرائيل لا تريد الاحتفاظ بالقطاع.

وأفاد الإعلان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء في وقت مبكرة من صباح الجمعة بأن الجيش سيسيطر على مدينة غزة، لكنه لم يوضح صراحة ما إذا كانت القوات الإسرائيلية ستسيطر على القطاع بأكمله.

وقال تال وهو مدرس في المدارس الثانوية يبلغ من العمر 55 عاما لرويترز خلال المسيرة في تل أبيب إن توسيع نطاق الحرب "أمر فظيع"، محذرا من أنه سيؤدي إلى مقتل جنود ورهائن، وشدد على أن الحرب يجب أن تنتهي بانسحاب الجيش.

وأضاف "ليس لدينا ما نفعله هناك. إنها ليست من اختصاصنا".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: رئیس الوزراء تل أبیب فی غزة

إقرأ أيضاً:

عضو بالحزب الجمهوري الأمريكي: ترامب لايثق في نوايا حماس لإطلاق سراح الرهائن

قالت إيرينا تسوكرمان، عضو الحزب الجمهوري الأمريكي، إن قطاع غزة «محتل فعليًا بنسبة 75%»، مشيرة إلى أن ما يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فعله حاليًا هو اتخاذ إجراءات تمكّنه من بسط السيطرة على كامل القطاع، ومنع حركة «حماس» من إعادة التمركز أو النشاط.

كاف يعلن تصنيف أندية إفريقيا 2025| الأهلي في الصدارة.. وبيراميدز يتفوق على الزمالكمانشستر يونايتد يفتتح مشروعا خاصا بالفريق الأول بتكلفة ضخمة

وأضافت، خلال مداخلة مع الإعلامي خالد عاشور، على قناة «القاهرة الإخبارية»، ردًّا على سؤال حول ما إذا كان إعلان نتنياهو خطته بهذا الشكل، وموافقة الكابينت عليها، يمثل ضوءًا أخضر أمريكيًا لإعادة احتلال غزة: «الولايات المتحدة قدّمت دعمًا كبيرًا لإضعاف حماس وتفكيك بنيتها العسكرية، وكان موقفها ثابتًا في هذا الصراع خلال الفترة الماضية».

وأوضحت تسوكرمان أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبّر مؤخرًا عن عدم ثقته في نوايا حماس لإطلاق سراح الرهائن، وعن رفضه لأي عمليات قد تؤدي إلى إحلال سلام دائم ومستقر، الأمر الذي يفتح أمام إسرائيل خيارات إضافية، مؤكدة أن الهدف المعلن لنتنياهو ليس ضم غزة، وإنما تنفيذ احتلال مؤقت يهدف بالأساس إلى إطلاق سراح الرهائن وتحرير القطاع من سيطرة حماس، ومنع تكرار هجمات مشابهة لتلك التي وقعت في السابع من أكتوبر.

وأشارت إلى أن الإشكالية الكبرى لا تكمن في الخطة العسكرية بحد ذاتها، بل في غياب رؤية واضحة لمرحلة «اليوم التالي» بعد الحرب، أو لكيفية إدارة قطاع غزة عقب تفكيك حماس أو غيرها من الجماعات المسلحة، مضيفةً: «إسرائيل لا تستطيع تحمّل احتلال طويل الأمد، كما لم نر مؤشرات على حشد قوات أو أسلحة إضافية تدل على نية البقاء لفترة ممتدة، ولا توجد أدلة على تخصيص موارد كبيرة لحملة طويلة».

وتابعت تسوكرمان أن الخطة العسكرية تحقق – من وجهة نظر نتنياهو – الأهداف الإسرائيلية المرحلية، حتى في ظل غياب خطة سياسية متكاملة، مشددة على أن حماس تُعد تنظيمًا عسكريًا مدعومًا وله بنية تحتية قوية، ما يفسر حدة الصراع الحالي.

واختتمت بالقول إن ترامب يرى أنه إذا تم تحرير غزة من سيطرة حماس، يمكن تعزيز إدارة القطاع وحوكمته بشكل فعّال، بما يتيح إعادة إعمار غزة بصورة ملائمة، إلا أن الموقف الأمريكي ما زال غير واضح تمامًا بشأن الأهداف النهائية في القطاع، رغم محاولات دعم قوى عربية للاضطلاع بدور في هذا الملف.

طباعة شارك غزة قطاع غزة الإحتلال

مقالات مشابهة

  • عشرات الآلاف يتظاهرون في تل أبيب ضد خطة نتنياهو بشأن غزة
  • ما وراء خطة نتنياهو بشأن احتلال غزة التي لا ترضي أحدًا؟
  • عشرات آلاف المتظاهرين يغلقون شوارع بتل أبيب رفضا لقرارات نتنياهو
  • طنجة.. آلاف المغاربة يتظاهرون رفضا للتجويع الإسرائيلي بغزة
  • عضو بالحزب الجمهوري الأمريكي: ترامب لايثق في نوايا حماس لإطلاق سراح الرهائن
  • معركة القرار في تل أبيب.. زامير يتحدى نتنياهو ويرفض الاحتلال الكامل لـ غزة
  • أولمرت: استمرار حرب غزة لا يخدم سوى نتنياهو
  • استعراض إسرائيلي لثلاث خيارات سيئة لمستقبل الحرب في غزة
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين يبحرون إلى قبالة غزة للمطالبة بالإفراج عنهم