دراسة: الاحتباس الحراري العالمي فاقم فيضانات بباكستان
تاريخ النشر: 10th, August 2025 GMT
أظهرت دراسة جديدة أن الأمطار الغزيرة التي أدت لفيضانات في باكستان خلال الأسابيع الأخيرة، وأسفرت عن مقتل مئات الأشخاص، تفاقمت حدتها بسبب تغير المناخ في العالم بفعل الأنشطة البشرية وزيادة انبعاثات غازات الدفيئة التي لا تصدر باكستان سوى 1% منها.
وكشفت الدراسة التي أجراها مجموعة من العلماء الذين يدرسون دور الاحتباس الحراري في الطقس المتطرف، أن هطول الأمطار من 24 يونيو/حزيران إلى 23 يوليو/تموز كان أثقل بنسبة 10% إلى 15% بسبب تغير المناخ، وهذا أدى إلى انهيار العديد من المباني في المناطق الحضرية والريفية في باكستان.
وأعلنت الحكومة الباكستانية عن مقتل 300 شخص على الأقل وتضرر 1600 منزل بسبب الفيضانات والأمطار الغزيرة وعوامل تطرف الطقس منذ 26 يونيو/حزيران الماضي.
وأفادت الدراسة أن غالبية سكان المناطق الحضرية الباكستانية، الذين يشهدون نموا سكانيا سريعا، يعيشون في منازل مؤقتة، غالبا في مناطق معرضة للفيضانات. وكان انهيار المنازل السبب الرئيسي لـ300 حالة وفاة.
وقال عالم المناخ جاكوب شتاينر، المقيم في العاصمة الباكستانية إسلام آباد إن ارتفاع درجات الحرارة وهطول الأمطار الغزيرة الناجمة عن الاحتباس الحراري العالمي أديا إلى تسريع وتيرة الأحداث الجوية المتطرفة الأخيرة بشكل أسرع مما توقعه خبراء المناخ.
من جهته، قال شتاينر، عالم الجيولوجيا في جامعة غراتس في النمسا، والذي يدرس موارد المياه والمخاطر المرتبطة بها في المناطق الجبلية: "لقد حدث العديد من الأحداث التي توقعنا حدوثها في عام 2050؛ في عام 2025، إذ كانت درجات الحرارة هذا الصيف، مرة أخرى، أعلى بكثير من المتوسط".
وأدت الأمطار الموسمية الغزيرة إلى سلسلة من الكوارث التي ضربت جنوب آسيا بشكل عام، وخاصة جبال الهيمالايا، التي تمتد عبر 5 دول، في الأشهر والأسابيع القليلة الماضية.
إعلانوأدى ذوبان البحيرات الجليدية إلى فيضانات جرفت جسرا رئيسيا يربط نيبال والصين، بالإضافة إلى العديد من سدود الطاقة الكهرومائية في يوليو/تموز. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، ضربت فيضانات وانهيارات أرضية قرية في شمال الهند، وهذا أسفر عن مقتل 4 أشخاص على الأقل وفقدان المئات.
قال مؤلفو الدراسة إن معدل هطول الأمطار الذي تم تحليله في باكستان يُظهر أن تغير المناخ يزيد من خطورة الفيضانات، إذ وجدت الدراسة أن ارتفاع درجة حرارة الجو يحمل رطوبةً أكبر، وهذا قد يزيد من كثافة الأمطار.
وأكدت مريم زكريا، الباحثة في مركز السياسة البيئية في إمبريال كوليدج لندن والمؤلفة الرئيسية للدراسة أن كل عُشر درجة من الاحترار ستؤدي إلى هطول أمطار موسمية أكثر غزارة، وهذا يشير وفقها إلى أن التحول السريع من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة يعد أمرا ملحا للغاية.
ورغم أن باكستان مسؤولة عن أقل من 1% من غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، إلا أن الأبحاث تُظهر أنها تتكبد أضرارا جسيمة جراء الظروف الجوية المتطرفة.
فقد شهدت البلاد موسم الرياح الموسمية الأكثر تدميرا في عام 2022، إذ تسببت الفيضانات في مقتل أكثر من 1700 شخص وتسببت في أضرار تُقدر بنحو 40 مليار دولار.
ووفقا للأمم المتحدة، فإنّ الصناديق العالمية المُخصّصة لمعالجة الخسائر والأضرار الناجمة عن تغيّر المناخ، أو الصناديق المُخصّصة للتكيّف معه، أقلّ بكثير من المبالغ اللازمة لمساعدة دول مثل باكستان على التكيّف مع آثار المناخ.
وتُحذّر الأمم المتحدة من أنّ صندوق الخسائر والأضرار التابع لها لا يغطّي سوى جزءٍ ضئيلٍ من المبلغ اللازم لمعالجة الأضرار الاقتصادية السنوية الناجمة عن تغيّر المناخ والطقس المتطرف.
كما تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن البلدان المتقدمة مثل الولايات المتحدة والدول الأوروبية، المسؤولة عن الجزء الأكبر من الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة الكوكب في الغلاف الجوي تاريخيا، تقدم أقل كثيرا مما هو مطلوب لتمويل التكيف مع التغير المناخي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات تغي ر المناخ الاحتباس الحراری تغیر المناخ
إقرأ أيضاً:
المسند: اليابس والماء بينهما تبادل حراري يخفّف من حدة المناخ
الرياض
أكد أستاذ المناخ بجامعة القصيم سابقا، عبدالله المسند، فائدة وجود الماء على كوكب الأرض.
وقال المسند :” إن الأرض لو كانت كلها يابسة، بلا بحار ولا محيطات، كحال القمر أو المريخ، لأصبح نهارها لاهباً لا يُطاق ولياليها قارسة لا تُحتمل لكن حكمة الله سبحانه اقتضت أن يوزّع اليابس والماء على وجه الأرض بتوازن دقيق، فلكلٍّ منهما خصائص فيزيائية مختلفة، جعلت بينهما تبادلاً حرارياً يخفّف من حدة المناخ، ويظهر أثره في ما يُعرف بـ نسيم البر والبحر، حيث تهب الرياح من البحر إلى البر نهاراً، ومن البر إلى البحر ليلاً”.
وأكد أن هذا النمط يتكرر يومياً وفصلياً، ليكون أحد أسرار الاعتدال المناخي على كوكب الأرض.