جاكي شان يتوج بـالفهد الفخري في لوكارنو ويؤكد: ما زلت قادرا على القتال
تاريخ النشر: 10th, August 2025 GMT
حظي الممثل والمخرج جاكي شان باستقبال حافل من جمهور مهرجان لوكارنو السينمائي في سويسرا، مساء السبت، خلال مشاركته في الدورة الثامنة والسبعين، حيث شهدت ساحة "البيازا غراندي" تكريمه بجائزة الفهد الذهبي الشرفي تقديرا لمسيرته الفنية.
وألقى جاكي شان التحية على الحضور باللغة الإيطالية، قبل أن يمازحهم عند تسلمه الجائزة قائلا إنها "ثقيلة جدا جدا".
وأعرب شان عن سعادته بالمشاركة في المهرجان وتشرفه بهذا التكريم، موجّها شكره لإدارة لوكارنو وجمهوره على منحه الجائزة، ومبديا امتنانه للمخرجين والممثلين الذين تعاون معهم طوال مسيرته. وأكد أن الفضل الأكبر يعود لجمهوره حول العالم، قائلا: "أنتم السبب في وقوفي هنا اليوم".
واختتم كلمته قبل التقاط الصور على المسرح بتمنياته بأن يسود العالم الحب والسلام، موجها للحضور عبارته الختامية: "أحبكم جميعا".
استُقبل جاكي شان، البالغ من العمر 71 عاما، بحفاوة لافتة، إذ احتشد المعجبون مرتدين قمصانا تحمل صورته ورافعين لافتات تعبّر عن محبتهم له. وقبل صعوده إلى المنصة، عرضت الشاشات لقطة له وهو يلتقط الصور من شرفة تطل على الساحة، فترددت الهتافات وتصاعد التصفيق. ومع بث مشاهد وصوله إلى السجادة الحمراء وهو يحمل دميتي باندا، ازدادت حماسة الجمهور، وارتفعت أصوات مجموعة من المعجبين وهم يهتفون باسمه.
ووصف المدير الفني للمهرجان، جيونا أ. نازارو، المشهد أثناء تسليمه الجائزة لشان على المسرح، مشيرا إلى أن ساحة العروض السينمائية المفتوحة تمتلئ كل ليلة خلال المهرجان، لكنه خلال 4 سنوات من مشاركته في هذا الحدث لم يشهد مشهدا مماثلا لما وقع في تلك الأمسية.
إعلانوبمناسبة تكريمه، يعرض المهرجان فيلمين من أبرز أعمال جاكي شان، هما "مشروع أ" (1983) و"قصة شرطة" (1985)، وكلاهما من إخراجه وبطولته.
وكان المهرجان قد أعلن قبل أشهر قليلة عن تكريم جاكي شان، وجاء في بيانه الرسمي وصفه بأنه نجم آسيوي بارز، ومخرج متمكن، وركيزة أساسية في صناعة السينما بهوليود. وأوضح البيان أن شان يحظى بشعبية واسعة بفضل أفلام الحركة التي نجحت في سد الفجوة بين الشرق والغرب، مضيفا أنه على مدار ما يقرب من 60 عاما ظل واحدا من أكثر الوجوه شهرة على مستوى العالم.
بدوره، قال المدير الفني للمهرجان جيونا أ. نازارو، إن جاكي شان، الذي جمع بين الإخراج والإنتاج والتمثيل وكتابة السيناريو وتصميم المشاهد القتالية والغناء والرياضة وأداء المشاهد الخطرة، يعد شخصية بارزة في السينما الآسيوية المعاصرة، وقد أسهمت بصمته في إعادة رسم ملامح هوليود.
وأوضح أن بدايته تعود إلى سنوات دراسته في أكاديمية الدراما الصينية تحت إشراف المعلم يو جيم-يوين، قبل أن يعمل في سن مبكرة كمؤد للمشاهد الخطرة في فيلم (لمسة زن A Touch of Zen)، ليستمر بعدها في تطوير سينما الفنون القتالية وتجاوز حدودها التقليدية.
وأضاف أن موهبته الكوميدية الفطرية مكنته من استلهام دروس باستر كيتون والسينما الصامتة وكأنها ملكه الخاص، ليصنع أعمالا أسرت الجماهير حول العالم. وختم بالقول "في السينما، هناك ما قبل جاكي شان وما بعده".
وبهذا التكريم، ينضم جاكي شان إلى قائمة من الأسماء البارزة التي احتفى بها مهرجان لوكارنو في دوراته السابقة عن مجمل مسيرتها الفنية، ومن بينهم المخرج الإيطالي فرانشيسكو روسي، والممثلة الإيطالية كلوديا كاردينالي، والمخرج الإسباني فيكتور إريثيه، والمخرج والممثل الإيطالي سيرجيو كاسيليتو، والمخرج كوستا غافراس، بينما كان نجم بوليود شاروخان آخر المكرمين في عام 2024.
ويأتي تكريم نجم هونغ كونغ الشهير، صاحب البصمة الفريدة في أفلام الكوميديا والحركة حول العالم، تقديرا لمسيرته التي انطلقت في ستينيات القرن الماضي وهو لا يزال طفلا، واستمرت في السبعينيات، قبل أن يتجه إلى أدوار البطولة المطلقة في الثمانينيات والتسعينيات، ليصبح حينها النجم الأعلى تحقيقا للإيرادات. ومن أبرز أفلامه "ساعة الذروة" (Rush Hour)، "قصة شرطي" (Police Story)، "ظهيرة شنغهاي" (Shanghai Noon) و"المملكة المحرمة" (The Forbidden Kingdom).
ويكرم المهرجان، الذي افتتح دورته الثامنة والسبعين في السادس من أغسطس/آب الجاري ويستمر حتى 16 من الشهر نفسه، أيضا الممثلة وكاتبة السيناريو والمنتجة البريطانية إيما تومسون، التي ستتسلّم جائزة نادي الفهد، إلى جانب منح الممثلة الإيرانية غولشيفته فراهاني جائزة التميز، وتكريم المخرج الأميركي ألكسندر باين
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات جاکی شان
إقرأ أيضاً:
الصواريخ الصامتة سلاح بعيد المدى غيّر موازين القتال الجوي
صواريخ "بي في آر" خلف مدى الرؤية، وتُعرف بـ "الصواريخ الصامتة"، هي صواريخ جو-جو بعيدة المدى. يتراوح مداها بين 200 و500 كيلومتر، وتُطلق من الطائرات المقاتلة لتدمير أهداف جوية من مسافات بعيدة وآمنة. بدأ تطويرها عقب الحرب العالمية الثانية (1939ـ1945) وأصبحت جزءا أساسيا من المعارك الجوية في العصر الحديث.
التطوير والتصنيعشهد العالم أثناء الحرب العالمية الثانية (1939ـ1945) معارك جوية ضارية، أسهمت في رسم ملامح مرحلة جديدة في التاريخ العسكري. ففي فترة الغزو النازي للاتحاد السوفياتي في يونيو/حزيران 1941 خسر الأخير أكثر من ألفي طائرة أثناء مواجهته السلاح الجوي الألماني "اللوفتفافه".
ومن ثم نشأ وتطور نمط المعارك الجوية التقليدي، والمبني على اشتباك طائرتين أو أكثر ضمن النطاق البصري المعروف باسم "دوغ فايت". إذ يناور الطيارون في حدة وسرعة في محاولة لإسقاط طائرات الخصم باستخدام المدافع الرشاشة أو الصواريخ قصيرة المدى.
ويسمى القتال في مثل هذه المواجهات في الأوساط العسكرية بـ"بي في آر"، والذي يدور على مسافة تتجاوز قدرة العين البشرية أو المنظار البصري على رؤية الطائرة المعادية، وتبعد عادة أكثر من 30 كيلومترا، مما يتعذر معه على قائديْ الطائرتين أن يريا بعضهما بعضا.
ويرجع مفهوم القتال خارج مدى الرؤية أيضا إلى أيام الحرب الباردة، لكنه تعرض إلى تشكيك كبير آنذاك بسبب التكلفة الباهظة لتقنيات القتال بعيد المدى.
سعت كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين ودول أوروبية أخرى إلى تطوير مستمر لصواريخ خارج مدى الرؤية، ومنها "بي في آر" و"ميتيور" و"آي إي إم 120 دي" الأميركية و"بي إل 15″.
صاروخ "بي إل 15 إي"صاروخ بعيد المدى صممته "أكاديمية الصواريخ الجوية الصينية" للاشتباك من مسافات طويلة مع أهداف جوية بعيدة المدى مثل المقاتلات وطائرات الإنذار المبكر والتحكم وطائرات التزود بالوقود جوا.
يبلغ مداه في نسخته المحلية نحو 300 كيلومتر، بينما يبلغ مدى النسخة المصدرة نحو 145 كيلومترا. ويتميز بجهاز البحث من نوع "مصفوفة المسح الإلكتروني النشط"، التي تحتوي على جهاز إرسال واستقبال خاص بها، فتستطيع رصد الخصم وإطلاق الصاروخ باتجاهه.
إعلانإضافة إلى محرك ثنائي يحتوي على جزأين من الوقود الصلب ويعمل على مرحلتين منفصلتين، يمكن إطلاقه من طائرات مثل "شنيانغ ـ جي 16".
وقد استخدمته باكستان في عملياتها العسكرية أثناء المواجهات الحدودية مع الهند في مايو/أيار 2025.
يُعرف أيضا بـ"آر 172″، صممه مكتب "نوفاتور لتصميم وتطوير الصواريخ" الروسي لاعتراض الأهداف الجوية من مقاتلات جو وطائرات الإنذار المبكر وطائرات التزود بالوقود.
يحتوي على محرك صاروخي مزدوج يعمل بالوقود الصلب وينطلق على مرحلتين، كما يمتلك توجيها راداريا نشطا في المرحلة النهائية من الاشتباك.
تصل سرعته القصوى إلى 400 كيلومتر، أي أكثر من 5 أضعاف سرعة الصوت، ويُطلق من طائرات مقاتلة مثل "ميغ ـ31" أو "سوخوي ـ سو 35".
صاروخ "آر 77"ويُعرف أيضا بـ"إيه إيه 12 إيه أدر"، وهو صاروخ جو-جو روسي متوسط المدى خلف مدى الرؤية، يستخدم رادارا نشطا للتوجيه الدقيق صوب الهدف الجوي.
يصل مداه إلى 100 كيلومتر، وتبلغ سرعته 4 ماخ، أي نحو 4.94 آلاف كيلومتر في الساعة.
ويتميز برأس حربية شديدة الانفجار يبلغ وزنها 25 كيلوغراما، ولديه محرك يعمل بالوقود الصلب بوزن 57 كيلوغراما، إلى جانب نظام توجيه راداري نشط. ويتمتع جهاز التحكم فيه بـ8 أو 9 بطاريات كيميائية.
ويمكن إطلاق الصاروخ من طائرات مثل "ميغ ـ29″ و"ميغ ـ30″ و"سوخوي ـ سو 30".
صاروخ جو-جو بعيد المدى طورته الشركة الأوروبية "أم بي دي آي" المتعددة الجنسيات في العقد الأول من القرن الـ21، واختير ليكون مشروعا مشتركا بين دول أوروبية عدة هي فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والسويد بقيادة المملكة المتحدة.
خضع الصاروخ إلى مراحل تطوير وتجريب في الفترة بين 2005 و2015، ودخل الخدمة عام 2016.
يستخدم الصاروخ محرك "رامجت" القادر على تغيير قوة الدفع أثناء الطيران، وتمنحه هذه الخاصية قدرة الحفاظ على السرعة والطاقة طوال الرحلة، مما يعزز كثيرا ما يُعرف بمنطقة "عدم الهروب "، وهي المسافة التي لا يستطيع الهدف المناورة بداخلها أو الهرب من الإصابة بالصاروخ.
تتجاوز سرعته 4 ماخ (أي نحو 4 أضعاف سرعة الصوت) ويقارب مداه الأقصى 200 كيلومتر، مع اختلاف هذه التقديرات بحسب السيناريوهات التشغيلية.
ويمتلك الصاروخ رادارا نشطا ووصلة بيانات ثنائية الاتجاه تسمح بتحديث المعلومات في منتصف الرحلة بهدف ضمان ضرب الأهداف بدقة. ويمكن إطلاقه من طائرات "يوروفايتر تايفون" أو من المقاتلة الفرنسية متعددة المهام "سوبر هورنت".
صاروخ "إيه آي إم 120 أمرام"صاروخ جو-جو أميركي متوسط إلى بعيد المدى طورته شركة "رايثيون" لأنظمة الدفاع في ولاية فيرجينيا. دخل الخدمة في أوائل تسعينيات القرن الـ20، وهو أحد أقدم الصواريخ في المنظومة الأميركية.
يستخدم نظام التوجيه الذاتي في المرحلة الأولى ثم نظاما راداريا باحثا في المرحلة النهائية، مما يجعله قادرا على تتبع الهدف وإصابته دون دعم من الطائرة.
كما يُمكنه إحداث تغييرات أثناء مرحلة طيرانه من الطائرة أو من منصات أخرى، ويصل مداه إلى 160 كيلومترا وتتجاوز سرعته 4 ماخ. ويُطلق من طائرات مقاتلة مثل "إف 15 إيغل" و"إف فايتينغ فالكون".
إعلانورغم كفاءته العالية فهو يوضع في مرتبة أقل من الصواريخ الصينية المناظرة مثل "بي إل 15″، ولذلك سعت الولايات المتحدة إلى تطوير طرازين من الصواريخ المحمولة جوا.
الطراز الأول يتبع سلاح الجو الأميركي ويُسمى "أيم ـ 260" والثاني للبحرية الأميركية وهو "إيه آي إم ـ 174″، والذي يمثل نسخة معدلة للإطلاق الجوي من صاروخ البحرية التقليدي "إس إم ـ 6".
وقد كشفت الولايات المتحدة عن النسخة الأولى من الصاروخ في مايو/أيار 2025، وكان ذلك في فعالية يوم الصداقة التي نُظمت في قاعدة مشاة البحرية بإيواكوني في اليابان.
آلية العملتعمل صواريخ "بي في آر" على الاشتباك مع الأهداف الجوية التي تتجاوز نطاق الرؤية البصرية للطيار، إذ ترصد الطائرة المعادية برادار الطائرة المُطلقة للصواريخ.
ويكون ذلك عبر بيانات تصدرها أنظمة الإنذار المبكر، وبعدها تحدد هدفها ثم تُطلق باتجاهه بسرعة تفوق سرعة الصوت باستخدام نظام توجيه أولي يعتمد على بيانات الطائرة، إما عبر التوجيه بالقصور الذاتي أو التوجيه بالرادار النشط.
وعند اقتراب الصاروخ من الهدف، يتحول التوجيه النهائي إلى استخدام راداره الداخلي في حال كان رادارا نشطا، ليتمكن من تتبع الهدف بدقة عالية حتى لحظة التفجير.
ينفجر الصاروخ إما من التصادم المباشر أو من تفجير شحنة شظايا قرب الهدف، مما يؤدي إلى تدميره أو تعطيله.
وتتميز هذه الصواريخ بقدرات عالية على مقاومة التشويش والمناورة، مما يصعب على الطائرات المعادية الإفلات منها، وهو ما يمنح الطائرات المزودة بها تفوقا إستراتيجيا في ساحة المعركة الجوية.
إدماج الذكاء الاصطناعييستخدم الذكاء الاصطناعي في الصواريخ "خلف مدى الرؤية" بهدف تعزيز أدائها ودقتها في بيئات القتال المتطورة وتحليل سلوك الأهداف الجوية والتنبؤ بمسارها، مما يمنحها قدرة أكبر على تتبع الهدف وتعديل مساره ذاتيا لتجاوز المناورات.
كما تُساعد تقنيات التعلم الآلي في التمييز بين الهدف الحقيقي والوسائل التضليلية، مثل الأجهزة الحرارية المضللة والتشويش الإلكتروني، مما يزيد من احتمال الإصابة المباشرة.
وفي بعض النماذج المتقدمة، أصبحت الصواريخ قادرة على اتخاذ قرارات تكتيكية في الجو وفي منتصف الرحلات، مثل اختيار هدف بديل أو تعديل المهمة استجابة للظروف المتغيرة.