مئات الوفيات وآلاف الإصابات.. الكوليرا تجتاح السودان والصحة العالمية تحذّر!
تاريخ النشر: 10th, August 2025 GMT
تشهد ولايات إقليم دارفور غربي السودان أزمة صحية حادة، مع تفشي وباء الكوليرا بوتيرة متسارعة في مناطق النزوح، وخاصة في جبل مرة ومخيمات النازحين مثل طويلة ونيالا.
وأعلنت المنسقية العامة للنازحين في دارفور عن تسجيل 5,060 حالة إصابة مؤكدة بالوباء، إلى جانب 225 حالة وفاة حتى الآن، وسط توسع رقعة التفشي إلى مناطق جديدة، وفق تصريحات المتحدث باسم المنسقية آدم رجال.
وأكد رجال أن وتيرة انتشار الكوليرا غير مسبوقة، مع زيادة مقلقة في أعداد الإصابات اليومية، خاصة في مراكز النزوح ومخيمات النازحين.
وفي سياق متصل، أعلنت منظمة الصحة العالمية تسجيل نحو 100,000 حالة إصابة بالكوليرا في السودان منذ يوليو 2024، محذرة من تفاقم الأزمة بسبب استمرار الحرب الأهلية وانتشار سوء التغذية.
وأشار المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، إلى أن العنف المستمر تسبب في مجاعة ومعاناة واسعة في السودان، وأن جميع الولايات أبلغت عن تفشي الوباء.
وأوضح أدهانوم أن هناك حملات تطعيم جارية في عدة ولايات لمكافحة الكوليرا، لكنه نبه إلى أن الفيضانات الأخيرة قد تزيد من مخاطر تفاقم سوء التغذية وانتشار أمراض أخرى مثل الملاريا وحمى الضنك.
وذكر أن تقارير من مدينة الفاشر تفيد بأن السكان يلجؤون إلى أكل علف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة، مع معاناة ملايين السودانيين من الجوع، محذراً من أن نحو 770 ألف طفل دون الخامسة قد يعانون من سوء تغذية حاد هذا العام.
من جانبها، أكدت شبكة “أطباء السودان” تجاوز عدد الإصابات حاجز 6,000 حالة في دارفور، مع تسجيل 103 وفيات في منطقة طويلة شمال دارفور حتى مطلع أغسطس 2025.
واعتبرت الشبكة أن تفشي الوباء بهذه الكارثية يعكس الانهيار الممنهج للنظام الصحي في الإقليم، نتيجة حصار قوات الدعم السريع التي عطلت سلاسل الإمداد وتوقفت برامج الرعاية الأساسية، كما أدى الحصار إلى نقص الدواء وتشريد ونزوح مئات الأطباء والكوادر الطبية.
وحملت الشبكة قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن انتشار الكوليرا، مؤكدة حرمان المؤسسات الرسمية والمنظمات الإنسانية من التدخل العاجل لوقف تمدد الوباء، وطلبت من المجتمع الدولي والمنظمات الأممية والهيئات الحقوقية اتخاذ مواقف حازمة ضد قيادات الدعم السريع لضمان وصول المساعدات الطبية والإنسانية دون قيود وحماية المدنيين من سياسات التجويع والترويع.
وفي ولاية شمال كردفان، تواجه عشرات الآلاف من السودانيين أوضاعًا إنسانية صعبة، دفعتهم للنزوح إلى مدينة الأبيض، عاصمة الولاية، بسبب الحرب وانتشار الكوليرا.
وأكدت حكومة الولاية استقبال أعداد كبيرة من النازحين من مناطق شمال بارا والخوي وجنوب الأبيض، وسط تسجيل وفيات وإصابات متزايدة بمرض الكوليرا. وصرح مفوض العون الإنساني محمد إسماعيل أن أكثر من 600 أسرة، بما يقدر بنحو 30 ألف شخص، نزحوا من مناطق النزاع، مشيراً إلى أن القرى المستهدفة لا تشهد أنشطة عسكرية حاليًا، لكنه وصف حالة النزوح بأنها كبيرة، مع وصول سكان قرى مثل أم زين مشيًا على الأقدام أو على الدواب.
ويأتي هذا التفشي الكارثي في ظل استمرار الحرب الأهلية التي اندلعت في 15 أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، والتي أثرت بشكل كبير على الخدمات الصحية والأوضاع المعيشية للسودانيين، مع تفاقم أزمة النزوح داخلياً وخارجياً.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: اصابة بالكوليرا الكوليرا الكوليرا السودان مرض الكوليرا وباء الكوليرا الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
أمنستي ورايتس ووتش: إدانة الجنائية الدولية لـكوشيب جرس إنذار لمرتكبي انتهاكات السودان
قالت منظمتا العفو الدولية (أمنستي) وهيومن رايتس ووتش إن إدانة المحكمة الجنائية الدولية زعيم مليشيا الجنجويد السابق علي محمد علي عبد الرحمن، المعروف بـ"علي كوشيب"، نقطة تحول في مسار العدالة الدولية.
وأشارتا -في بيانين منفصلين- إلى أن الإدانة رسالة تحذير واضحة للمتورطين في الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين بالسودان، خاصة مع استمرار النزاع الدامي في البلاد.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الإفراج عن ناشط تونسي محكوم بالإعدام بسبب تدوينات تنتقد الرئيسlist 2 of 2إسواتيني تستقبل مرحّلين جددا من الولايات المتحدةend of listودانت المحكمة الجنائية الدولية، في حكم تاريخي صدر أمس الاثنين كوشيب بـ27 تهمة تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتُكبت خلال الهجمات "الوحشية" على قرى في غرب دارفور بين عامي 2003 و2004 شملت القتل والاغتصاب والتهجير القسري والاضطهاد العرقي.
ويُعد هذا الحكم الأول من نوعه في قضايا السودان منذ إحالة ملف دارفور إلى المحكمة الدولية عام 2005.
وقالت منظمة العفو الدولية إن "هذا الحكم الذي طال انتظاره يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة لضحايا الجرائم في دارفور ويجب أن يكون جرس إنذار لمن يواصلون ارتكاب انتهاكات في ظل الصراع المستمر بالسودان".
وطالبت المنظمة مجلس الأمن الدولي بتوسيع ولاية المحكمة الجنائية الدولية لتشمل جميع أنحاء السودان، وليس دارفور وحدها، حتى يتسنى مساءلة كل من تورط هناك في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
من جهتها، شددت هيومن رايتس ووتش على أن الحكم يوفر للمجتمعات المحلية التي أرهبتها مليشيا الجنجويد أول فرصة لرؤية العدالة تتحقق. وأكدت أن النزاع الحالي في السودان يخلق أجيالا جديدة من الضحايا ويزيد معاناة من تعرضوا للانتهاكات في الماضي.
ودعت المنظمة إلى دعم جهود المحكمة الجنائية الدولية وتعزيز المسارات القضائية الوطنية والدولية لملاحقة الجناة، بما في ذلك توسيع ولاية المحكمة ونقل القضايا إلى محاكم دولية بموجب مبدأ الولاية القضائية العالمية.
إعلانورغم إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق مسؤولين كبار، منهم الرئيس السوداني السابق عمر البشير، ووزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين، ووزير الدولة أحمد هارون، فإن هؤلاء لا يزالون بعيدين عن يد العدالة.
وطالبت هيومن رايتس ووتش السلطات السودانية بتسليم المطلوبين فورا، بينما شددت العفو الدولية على ضرورة دعم الدول الأعضاء لجهود المحكمة وعدم الرضوخ للضغوط الدولية أو العقوبات المفروضة عليها.
يأتي هذا الحكم وسط تصاعد النزاع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، والذي تسبب في سقوط آلاف الضحايا ونزوح أكثر من 10 ملايين شخص، بحسب الأمم المتحدة، وسط انتهاكات واسعة في مناطق مختلفة من البلاد.
وشددت المنظمتان أن إدانة كوشيب تذكير بأهمية العدالة الدولية، وأنه لا مفر من المحاسبة مهما طال الزمن. ودعتا المجتمع الدولي والدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية لإبداء الدعم الكامل للمحكمة، وتكثيف التعاون وتوفير التمويل وضمان توقيف الجناة، حتى لا يُضطر ضحايا السودان إلى انتظار عقود أخرى من أجل الإنصاف.