إبراهيم شعبان يكتب: جحيم احتلال غزة بالكامل يلوح في الأفق.. هذه أخطاره
تاريخ النشر: 10th, August 2025 GMT
يسوّق رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مجموعة من الأكاذيب الجديدة حول الوضع في غزة، زاعمًا أنهم لا يسعون إلى السيطرة عليه ككيان حاكم هناك، بل يريدون "تسليمها إلى قوات عربية" تضمن أمن إسرائيل، وتدير القطاع بشكل "صحيح"، وتوفر "حياة كريمة" لسكانه!
ما يقوله نتنياهو، لا يتعدى كونه طُعمًا يحاول تمريره إلى دول العالم، وحتى إلى الرأي العام الإسرائيلي، الذي يرفض فكرة احتلال غزة بالكامل، رغم أن الاحتلال يسيطر فعليًا حاليًا على نحو 75% من القطاع المحاصر.
وهى كذبة لا تنطلي على طفل، هل يُعقل أن نتنياهو سيُسلّم غزة بعد إحكام السيطرة عليها؟ ولمن؟ لقوات عربية؟! لم يُحدد من هي تلك القوات، ولا توجد أي مؤشرات فعلية أو اتفاقات معلنة بشأن هويتها أو عددها. أي جيوش عربية ستقبل التورط في القطاع لتحرسه "خدمةً" لإسرائيل وضمانًا لأمنها؟!
تصريحات نتنياهو، تبدو كذبة مكشوفة حقيرة، هدفها تمرير خطة الاحتلال الكامل لغزة، والتضحية بمن تبقى من الرهائن الإسرائيليين لدى حماس، واستمرار الحرب لأطول فترة ممكنة، لتأجيل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في 2026، وبقائه على رأس حكومة الاحتلال.
وعلى الرغم من التسليم الكامل بحق المقاومة الفلسطينية في التصدي للاحتلال وضربه وإيلامه، فإن الرد السياسي لحركة حماس حتى الآن يبدو مشجعًا لنتنياهو على مواصلة جرائمه. فالحركة، التي تؤكد تمسكها بالبقاء، لم تُظهر أي نية للخروج من المشهد. صحيح أنها أمّنت كوادرها داخل الأنفاق، لكنها فشلت تمامًا في تأمين حياة أكثر من 2 مليون فلسطيني، تُركوا فريسة للقتل والدمار والتجويع والانتقام الإسرائيلي بعد عملية 7 أكتوبر 2023.
ويبدو أن، قطاع غزة مقبل على جحيم أكبر، قد لا يتبقى منه شيء. كارثة الاحتلال الكامل ستكون وبالًا على الشعب الفلسطيني، كما ستكون وبالًا أيضًا على جنود الاحتلال، وهو ما حذر منه رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير بنفسه، ويرفض علنا حتى اللحظة فكرة الاحتلال الكامل للقطاع.
لكن الشعب الفلسطيني، وهو ما يهمّنا، سيدفع الثمن الأفدح، خصوصًا أن الاحتلال الكامل يبدو كمرحلة تمهيدية لما أعلنه نتنياهو صراحة: عن بدء عملية تهجير الفلسطينيين من القطاع خلال أسابيع، دون الإفصاح عن وجهتهم، أو الدول التي ستشارك في هذه الجريمة.
ويبقى الموقف المصري هو الأوضح والأقوى عربيًا. فمصر ترفض الإبادة، ومصر ترفض التهجير القسري للفلسطينيين، وترفض استمرار الحرب، وتواصل أداء دورها المحوري في جهود الوساطة. أما بقية الدول العربية، فقد اختفى بعضها من المشهد تمامًا، في حين البعض الآخر باع القضية.
جحيم غزة لا يعني أهلها فقط، بل هو قضية أمن قومي عربي يجري سحقه على يد الاحتلال، الذي ينفذ مشاريعه بلا رادع. كل ذلك يحدث دون أن تهتز جفون كثير من العواصم العربية، وكأن غزة تقع في كوكب آخر.
المطلوب اليوم.. ليس الدفاع عن أهالي غزة فقط، بل إفشال كل مشاريع الهيمنة الإسرائيلية – المدعومة بصمت وتواطؤ من إدارة ترامب – قبل أن نصل إلى لحظة الندم الجماعي، ونردد المقولة الشهيرة: "أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو غزة حياة كريمة نتنياهو الاحتلال الکامل
إقرأ أيضاً:
دول عربية وإسلامية ترفض احتلال إسرائيل لغزة
أدانت دول عربية وإسلامية، اليوم السبت، خطة إسرائيل إعادة احتلال قطاع غزة، واعتبرته تصعيدا خطيرا ومرفوضا وانتهاكا للقانون الدولي.
وأكدت اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن التطورات في غزة، في بيان مشترك، إدانتها الشديدة ورفضها القاطع إعلان إسرائيل نيتها فرض السيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة.
واعتبرت اللجنة أن هذا الإعلان يشكل تصعيدا خطيرا ومرفوضا، وانتهاكا للقانون الدولي، ومحاولة لتكريس الاحتلال غير الشرعي وفرض أمر واقع بالقوة يتنافى مع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وشدد البيان، على ضرورة الوقف الفوري والشامل للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووقف الانتهاكات المستمرة التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين والبنية التحتية في القطاع والضفة الغربية والقدس الشرقية.
وطالب البيان إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالسماح العاجل وغير المشروط بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بما يشمل الاحتياجات الكافية من الغذاء والدواء والوقود، وضمان حرية عمل وكالات الإغاثة والمنظمات الدولية الإنسانية وفقا للقانون الإنساني الدولي ومعايير العمل الإنساني الدولية المعمول بها.
خطة احتلال غزة
وأمس الجمعة، وافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على خطة لاحتلال مدينة غزة، ليصعّد بذلك العمليات العسكرية في القطاع الفلسطيني المدمر، وتهجير سكان مدينة غزة من الشمال إلى الجنوب.
وأثارت هذه الخطوة تجددا للانتقادات في الداخل والخارج، مع تزايد المخاوف بشأن الحرب المستمرة منذ قرابة عامين.
وتبدأ الخطة باحتلال مدينة غزة عبر تهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية، تليها المرحلة الثانية، وتشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع التي دُمرت أجزاء واسعة منها.
إعلانووفق معطيات الأمم المتحدة، فإن 87% من مساحة القطاع الفلسطيني المنكوب باتت بالفعل اليوم تحت الاحتلال الإسرائيلي أو تخضع لأوامر إخلاء، محذرة من أن أي توسع عسكري جديد ستكون له تداعيات كارثية.