المحكمة المركزية الإسرائيلية تلزم نتنياهو» بحضور 3 جلسات أسبوعية.. «بن غفير» يدعو لهدم قبر عز الدين القسام!
تاريخ النشر: 12th, August 2025 GMT
ألزم قضاة المحكمة المركزية في إسرائيل، اليوم الثلاثاء، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالمثول أمام المحكمة لحضور ثلاث جلسات أسبوعية، وذلك في إطار تسريع سير المحاكمة التي تواجهه.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المحكمة قررت بدء عقد أربع جلسات استماع أسبوعياً من الاثنين إلى الأربعاء، ابتداءً من الثاني من نوفمبر المقبل، حيث سيشارك نتنياهو شخصياً في ثلاث منها، بينما سيدلي شخص آخر بشهادته في الجلسة الرابعة.
وجاء هذا القرار بعد تأجيلات متكررة وإلغاءات عدة للجلسات السابقة، حيث سعت المحكمة إلى تعجيل الإجراءات في القضية التي تستمر منذ أكثر من خمس سنوات، مع بدء المحاكمة فعلياً في مايو 2020.
وكان نتنياهو قد قدم شهادته في ثلاث ملفات تتعلق بتهم تلقي الرشوة، الغش، الخداع، وخيانة الأمانة، وقد انتقلت النيابة إلى مرحلة الاستجواب المضاد خلال الجلسات الأخيرة.
تجدر الإشارة إلى أن التحقيقات الجنائية بحق نتنياهو بدأت في ديسمبر 2016، وسط اتهامات بممارسة ضغوط غير قانونية وتحقيق مصالح شخصية، مما يضع رئيس الوزراء الإسرائيلي في مواجهة قانونية طويلة الأمد أثارت جدلاً واسعاً داخل إسرائيل وخارجها.
وفي ردود فعل متعلقة، انتقد زعيم المعارضة يائير لابيد، دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإلغاء محاكمة نتنياهو، مؤكداً على ضرورة عدم التدخل في النظام القضائي لدولة مستقلة.
بن غفير يدعو لهدم قبر عز الدين القسام ويصفه بـ”رمز الإرهاب” في جلسة خاصة بالكنيست
أفادت تقارير عبرية بأن جهازا الشرطة والشاباك الإسرائيليين يعقدان جلسة اليوم مع يتسحاق كرويزر، رئيس لجنة الداخلية في الكنيست، لمناقشة مقترح نقل قبر الشيخ عز الدين القسام من مقبرته التاريخية في قرية الشيخ قرب حيفا.
يتسحاق كرويزر، النائب المتطرف عن حزب “القوة اليهودية”، يرى في نقل قبر عز الدين القسام “ورقة تفاوض” لاستعادة الأسرى الإسرائيليين، أو لنقله إلى مقبرة مخصصة للمقاومين. وتأتي هذه الجلسة في إطار محاولات إسرائيلية متكررة تستهدف مقبرة “شهداء المقاومة”، التي تم تأسيسها في عهد الاحتلال البريطاني في القرن العشرين.
في ذات السياق، أكد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير في تصريح له خلال جلسة استماع بلجنة الداخلية بالكنيست، أنه أصدر أمرًا بهدم قبر عز الدين القسام، وأن الشرطة ستتولى تنفيذ الهدم وتأمينه، معتبراً أن “الإرهابيين لا يمكن أن يرتاحوا حتى في الموت”. وأشار إلى أن هدم القبر أصبح أكثر أهمية بعد أحداث 7 أكتوبر، وأن القانون يدعم هذا التوجه.
عز الدين القسام هو شخصية بارزة في التاريخ الإسلامي والفلسطيني، ولد عام 1883 في بلدة جبلة السورية. كان عالمًا مسلمًا وداعية ومجاهدًا قاد حركة مقاومة ضد الاحتلال الفرنسي والبريطاني في سوريا وفلسطين، وقتل عام 1935 في معركة مع القوات البريطانية قرب جنين. أثار موته اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، ويحمل الجناح العسكري لحركة حماس، كتائب الشهيد عز الدين القسام، اسمه تكريماً له.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أحداث غزة إسرائيل محاكمة نتنياهو نتنياهو وقف إطلاق النار غزة
إقرأ أيضاً:
ما وراء خطة نتنياهو بشأن احتلال غزة التي لا ترضي أحدًا؟
أكد تحليل لشبكة "سي إن إن " أنه بعد مرور ما يقارب العامين على اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة، صوّت المجلس الوزاري الأمني المصغر على خطة توسع عسكري جديدة تستهدف السيطرة على مدينة غزة.
وأضاف التحليل أن "المبادرة، التي جاءت بدفع مباشر من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تكشف على نحو واضح عن أبعاد سياسية داخلية أكثر مما تعكس استراتيجية عسكرية محكمة الإعداد".
وقال إنه "رغم التحذيرات الشديدة من القيادة العسكرية الإسرائيلية والمخاوف المعلنة من تفاقم الأزمة الإنسانية وتعريض حياة نحو خمسين رهينة إسرائيلياً ما زالوا في غزة للخطر، أصر نتنياهو على المضي بالخطة قدماً. يأتي هذا التوجه في وقت يشهد فيه الدعم الدولي لإسرائيل تراجعاً ملحوظاً، إلى جانب انخفاض التأييد الشعبي الداخلي لاستمرار الحرب"، على حد وصفه.
ونقل عن مراقبين قولهم إن "لهذه الخطوة فائدة خفية لنتنياهو، إذ تمنحه مساحة زمنية إضافية لتعزيز فرص بقائه السياسي، خاصة مع اعتماده على دعم شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف، وهو ما يعني عملياً إطالة أمد الحرب. فقد لعب وزراء مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش دوراً أساسياً في تعطيل أي تقدم بمفاوضات وقف إطلاق النار، مهددين بإسقاط الحكومة إذا توقفت العمليات العسكرية".
ومع ذلك، لم تصل خطة نتنياهو للسيطرة على مدينة غزة إلى مستوى طموحات شركائه، إذ يطالب بن غفير وسموتريتش باحتلال كامل للقطاع كخطوة أولى لإعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية فيه، وصولاً إلى ضمه نهائياً. حتى أن الخطة لم تواكب ما روج له نتنياهو نفسه قبل الاجتماع، حيث صرح في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" بأن إسرائيل تعتزم السيطرة على كامل قطاع غزة، ما أعطى انطباعاً بحسمه قرار الاحتلال الكامل.
وأوضح التقرير أن "نتنياهو تبنى نهجاً تدريجياً، يبدأ بمدينة غزة فقط، متجنباً السيطرة على مخيمات أخرى قريبة يُعتقد أن بعض الرهائن الإسرائيليين محتجزون فيها. وحدد موعداً فضفاضاً لبدء العملية بعد شهرين، تاركاً الباب مفتوحاً أمام جهود دبلوماسية محتملة لإحياء صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وربما إلغاء العملية".
وذكر أن "هذا الموقف أثار غضب شركائه اليمينيين الذين اعتبروا الخطة غير كافية. وقال مصدر مقرب من سموتريت:ش إن الاقتراح الذي قاده نتنياهو ووافق عليه مجلس الوزراء يبدو جيداً على الورق، لكنه في الواقع مجرد تكرار لما جرى من قبل، قرار بلا معنى، ولا أخلاقي، ولا يخدم المشروع الصهيوني".
وقال إن "التحفظات لم تأتِ من الجناح السياسي فقط، بل من المؤسسة العسكرية أيضاً. ففي اجتماع ماراثوني استمر عشر ساعات، عرض رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، معارضة الجيش الحاسمة لإعادة احتلال غزة، محذراً من أن أي عملية جديدة ستعرض حياة الرهائن والجنود للخطر، وستحوّل غزة إلى "فخ" يفاقم استنزاف الجيش المنهك بفعل القتال المستمر، كما سيزيد من عمق المأساة الإنسانية للفلسطينيين".
وبيّن أن "هذه المخاوف العسكرية تتسق مع توجهات الرأي العام، إذ تظهر استطلاعات متكررة أن غالبية الإسرائيليين تؤيد إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار يعيد الرهائن وينهي الحرب. لكن قرارات نتنياهو تبدو منفصلة عن توصيات الجيش وإرادة الجمهور، بل مدفوعة، وفق محللين ومعارضين سياسيين، باعتبارات البقاء السياسي الضيقة".
وأضاف "دولياً، تضع خطة السيطرة على غزة إسرائيل في عزلة متزايدة. فحتى مع الدعم الواسع الذي حصلت عليه من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال الحرب، فإن تفاقم أزمة الجوع والمجاعة في القطاع أضعف شرعية العمليات الإسرائيلية. وقد كانت التداعيات سريعة، إذ أعلنت ألمانيا، الحليف الاستراتيجي الأهم بعد الولايات المتحدة، تعليق بعض صادراتها العسكرية إلى إسرائيل، فاتحة الباب أمام دول أوروبية أخرى لخفض مستوى العلاقات".
وأشار إلى أنه "في نهاية المطاف، يمضي نتنياهو بخطة لا تحظى برضا أحد: لا شركاء إسرائيل الدوليون، ولا قيادتها العسكرية، ولا الجمهور الذي يطالب بإنهاء الحرب، ولا حتى حلفاؤه المتشددون الذين يرون أنها غير كافية".
وأوضح أن "الجمهور الوحيد الذي تخدمه هذه الخطة – كما يصفه منتقدوه – هو نتنياهو نفسه، إذ تمنحه مزيداً من الوقت لتجنب الخيار الحاسم بين وقف إطلاق نار قد ينقذ الرهائن، أو تصعيد عسكري واسع يُرضي ائتلافه. وبذلك، فإن الخطوة تمثل أكثر من مجرد مناورة عسكرية؛ إنها استمرار لأسلوب نتنياهو الكلاسيكي في إطالة أمد الحرب، على حساب سكان غزة والرهائن الإسرائيليين، من أجل هدف واحد: بقاؤه السياسي".