بحيرة خفية تحت جليد غرينلاند تفجر سطحه وتدهش العلماء
تاريخ النشر: 12th, August 2025 GMT
في مشهد لم يسبق تسجيله من قبل في جزيرة غرينلاند، تسبب انهيار مفاجئ في انكشاف بحيرة مخفية تحت الجليد في فيضان هائل شق طريقه صعودا عبر طبقات الجليد، محدثا دمارا واسع النطاق على السطح العلوي للكتلة الجليدية.
هذا الحدث الاستثنائي، الذي كشفت تفاصيله دراسة جديدة نشرت يوم 30 يوليو/تموز في مجلة "نيتشر جيوساينس"، يلقي الضوء على المخاطر الكبيرة الكامنة في المياه الذائبة المخزنة تحت الجليد، ويكشف عن آلية جديدة وغير متوقعة قد تؤثر على مستقبل الكتلة الجليدية الأكبر في نصف الكرة الشمالي.
استخدم المؤلفون بيانات أقمار اصطناعية متقدمة ونماذج عددية للكشف عن فيضان حدث في صيف عام 2014 بمنطقة نائية شمالي غرينلاند، حيث ركزت الدراسة على بحيرة خفية كانت أسفل طبقة الجليد تعرف باسم "بحيرة تحت جليدية" لم يكشف عن وجودها من قبل.
خلال فترة قصيرة لم تتجاوز 10 أيام، تدفقت 90 مليون متر مكعب من المياه من تلك البحيرة، مما أدى إلى تشكل حفرة ضخمة بعمق 85 مترا ومساحة تقارب كيلومترين مربعين على سطح الجليد. تعادل هذه الكمية من المياه تقريبا تدفق مياه شلالات نياغرا خلال 9 ساعات من ذروتها الموسمية.
لكن الأكثر إثارة للدهشة، كما تؤكد المؤلفة الرئيسية للدراسة "جاد بولينغ" وهي باحثة دكتوراه في الجغرافيا الطبيعية في جامعة لانكستر البريطانية، هو ما حدث في نقطة أبعد من موقع الفيضان، إذ تعرضت مساحة تقارب 385 ألف متر مربع من الجليد غير المتصدع سابقا لتشقق واسع، وظهرت كتل جليدية مقلوبة يصل ارتفاعها إلى 25 مترا، إلى جانب سطح جليدي بدا كأن مياها عاتية قد كشطته حديثا.
وتقول "بولينغ" في تصريحات للجزيرة نت: "عندما رأينا البيانات لأول مرة، ظننا أن هناك خللا، إذ لم نتوقع أبدا رؤية هذا الحجم من التغيير على السطح الجليدي. ولكن بعد التحقق والتحليل، تأكدنا أننا أمام آثار فيضان ضخم صعد من أعماق الجليد".
إعلانوتضيف الباحثة أن وجود بحيرات تحت الجليد في غرينلاند هو اكتشاف حديث نسبيا، ومن ثم، تكشف هذه الدراسة عن مدى الجهل الذي ما زلنا نعيشه تجاه كيفية تطورها وتأثيرها على النظام الجليدي المحيط بها.
واحدة من أبرز المفاجآت في الدراسة هي إثبات أن المياه تحت الجليدية يمكنها، في بعض الحالات القصوى، أن تشق طريقها من القاع إلى السطح، عكس ما كانت تذهب إليه الفرضيات السابقة التي اعتبرت أن المياه تسير في الاتجاه المعاكس، من السطح إلى قاعدة الجليد ومنها إلى المحيط.
حدث ذلك بسبب التراكم السريع والضخم للماء (أكثر من 90 مليون متر مكعب خلال 10 أيام) خلق ضغطًا هائلًا كسر الجليد من الأسفل واندفع إلى الأعلى، وهذا ليس السلوك الطبيعي للماء تحت الجليد أو داخل الجبال الثلجية، بل كان استثناء نادر وظرفًا قويًا جدًا دفَع الماء للأعلى بشكل مفاجئ.
بالإضافة إلى ذلك، كانت النماذج الرقمية تتوقع أن المنطقة التي وقع فيها الانفجار كانت مجمدة بالكامل عند القاع، مما يستبعد احتمال تدفق المياه، إلا أن ما حدث يكشف عن احتمال أن الضغط الهائل للمياه في قاع البحيرة تسبب في تشقق الجليد وخلق ممر عمودي اندفعت من خلاله المياه للأعلى.
تشير الباحثة إلى أن النماذج المناخية المستخدمة حاليا لتوقع مستقبل الغطاء الجليدي في غرينلاند لا تأخذ في الحسبان مثل هذه السيناريوهات. لذلك، يثير هذا الحدث تساؤلات ملحة حول مدى دقة هذه النماذج، خصوصا في ظل تسارع ظاهرة الاحتباس الحراري وزيادة معدلات الذوبان السطحي.
"ما وجدناه في هذه الدراسة فاجأنا من نواحٍ عدة. لقد تعلمنا أشياء جديدة وغير متوقعة عن كيفية استجابة الكتل الجليدية للفيضانات الناتجة عن ذوبان السطح. وهذا يسلط الضوء على ضرورة فهم النظام الهيدرولوجي المخفي بشكل أفضل، الآن وفي المستقبل" تقول بولينج.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات تحت الجلید
إقرأ أيضاً:
مليون يرقة جمبري جديدة في بحيرة قارون.. خطة لإنعاش الثروة السمكية
شهدت محافظة الفيوم، أمس، إستكمال خطة إطلاق زريعة الجمبري إلى مياه البحيرة، بإجمالي مليون وحدة، والتى تمثل الدفعة الثانية من المشروع المستهدف لضخ 5 ملايين يرقة على مراحل زمنية محددة، في إطار جهود الدولة لإعادة تأهيل بحيرة قارون ورفع إنتاجيتها السمكية، وبتوجيهات اللواء أ.ح الحسين فرحات "المدير التنفيذي لجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية".
وقال المدير التنفيذي لجهاز تنمية البحيرات، إنه تجري عمليات الإنزال وفق خطة علمية دقيقة تراعي أعلى معايير الجودة، بدءًا من فحص الزريعة والتأكد من حيويتها، مرورًا بعملية الأقلمة، وصولًا إلى نقلها وإطلاقها في بيئة البحيرة، بما يضمن تكيفها وزيادة معدلات نموها الطبيعي.
وأضاف «فرحات»، إن محافظة الفيوم تنفذ خطة طموحة لإعادة التوازن البيئي لبحيرة قارون عبر إطلاق أول دفعة من يرقات الجمبري، وعددها مليون وحدة، ضمن خطة مدروسة تقضي بإجمالي ٥ ملايين وحدة تُطرح على دفعات لاحقة ، مشيرا إلي أنه في نهاية أغسطس ٢٠٢٥، تنفيذ الدفعات الثالثة والرابعة، مما رفع إجمالي الزريعة إلى 6 ملايين وحدة خلال أسبوع واحد .
وأوضح مدير جهاز تنمية البحيرات إنه تم تنفيذ العملية تحت إشراف فريق علمي متخصص وبحضور ممثلي الجهات المعنية ضمن مسعى لاستعادة الحياة المائية في البحيرة وتعزيز الثروة السمكية ، مشيرا إلي إنه في أغسطس ٢٠٢٥، تم إطلاق مليون وحدة زريعة جمبري لأول مرة منذ عام ٢٠١٨، بعد تحسن ملحوظ في جودة مياه البحيرة ودرسه فريق علمي من مختلف الجهات المعنية .
وتخضع عمليات إنزال الزريعة لمعايير دقيقة من حيث جودة المياه ومقاومة الطفيليات، ضمن خطة علمية وبالتعاون بين أجهزة حماية البحيرات والمحافظة والمعهد القومي لعلوم البحار .
واشار «فرحات»، الي أن تنمية البحيرات المصرية تمثل أولوية استراتيجية في عمل الجهاز، مشددًا على أن بحيرة قارون تحظى بإهتمام خاص نظرًا لأهميتها الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدًا استمرار العمل على مكافحة الصيد الجائر وتكثيف الرقابة الميدانية، مع الإلتزام بالمعايير العلمية التي تضمن إستدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
وأشار مدير جهاز تنمية البحيرات إلي مواصلة الجهاز، بالتعاون مع الجهات المعنية، تنفيذ خطة التنمية المستدامة للبحيرات المصرية، بما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي ودعم الإقتصاد الوطني، مع الإلتزام بحماية البيئة المائية ومكافحة كافة أشكال الصيد الجائر.
شهدت فعاليات الإنزال عدد من القيادات والمسؤولين، من بينهم المهندس مصطفى سيد سعيد مدير عام منطقة وادي النيل الفيوم"، الدكتورة مروة أحمد محمد "رئيس وحدة متابعة تنفيذ المشروعات بديوان عام المحافظة"، الدكتور حسام شعبان "رئيس فرع جهاز شؤون البيئة بالفيوم"، المهندسة كريمة مراد "مدير المفرخات والزريعة بالمنطقة"، الدكتور أحمد حافظ "مدير إدارة المزارع بالمنطقة"، المهندس محمد خلف "مسؤول المفرخات والزريعة"، وعادل الصايم "رئيس الجمعية التعاونية لصائدي الأسماك ببحيرة قارون"، والأمين ميلاد إبراهيم "شرطة البيئة والمسطحات".
وأكد المهندس مصطفى سيد سعيد مدير منطقة وادي النيل بالفيوم، أن هذه المرحلة تأتي استكمالًا للدفعة الأولى التي ضمت مليون يرقة، مشيرًا إلى أن المشروع يهدف إلى إعادة التوازن البيئي للبحيرة ودعم استدامة المخزون السمكي، بما ينعكس إيجابًا على الصيادين والاقتصاد المحلي.