الجزيرة:
2025-08-11@20:32:24 GMT

هل تثق الجماهير بالعلماء ودورهم؟ دراسة جديدة تجيب

تاريخ النشر: 11th, August 2025 GMT

هل تثق الجماهير بالعلماء ودورهم؟ دراسة جديدة تجيب

رصدت دراسة حديثة  أجريت في 68 دولة من قبل مجموعة دولية من الباحثين أن معظم الناس يضعون ثقتهم في العلماء ويتفقون على أن العلماء يجب أن يكون لهم تأثير كبير على حياة المجتمع وصنع السياسات.

وأجرى الباحثون استطلاعا لآراء ما يقرب من 72 ألف مشارك يمثلون 68 دولة، وسألوا المشاركين عن مدى مشاركة العلماء في صنع السياسات، كما استفسروا منهم عن القضايا التي يرغبون أن يمنحها العلماء الأولوية، وما إذا كانوا يعتقدون أن العلماء قد عالجوا هذه القضايا  بالفعل.

ويُعتبر العلم أمرا بالغ الأهمية عند الحاجة لاتخاذ قرارات مبنية على أدلة، ويمكن أن تساعد ثقة الجمهور بالعلماء صانعي القرار على التصرف بناء على أفضل الأدلة المتاحة، وخاصة أثناء الأزمات.

يمكن أن تساعد ثقة الجمهور بالعلماء صانعي القرار على التصرف بناء على أفضل الأدلة المتاحة (شترستوك)ما فوائد الثقة العامة بالعلماء؟

وفي تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني يقول نيلز ميد الأستاذ المساعد في قسم أبحاث الاتصالات والإعلام بجامعة زيورخ في سويسرا وأحد الباحثين المشاركين في الدراسة، إن الثقة العامة بالعلماء مهمة لأسباب مختلفة؛ فكلما زادت ثقة الناس بالعلماء زاد احتمال اعتمادهم على نصائحهم وخبرتهم ومعرفتهم.

ويضيف "وهو أمر أساسي لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الموضوعات المتعلقة بالعلم، مثل التطعيم والتغذية والتمارين البدنية ومخاطر وفوائد التقنيات الجديدة وخيارات المستهلك المستدامة".

ويوضح ميد أن الثقة بالعلماء مهمة أيضا لصنع السياسات المبنية على الأدلة، ففقط إذا وثق السياسيون بالعلماء سوف يعتمدون على معرفتهم لاتخاذ قرارات بشأن كيفية التعامل مع التحديات الكبرى التي تتطلب خبرة علمية لحلها، مثل الأوبئة أو تغير المناخ.

ومن جانب آخر، فالثقة العامة العالية بالعلماء مفيدة للشرعية الديمقراطية الممنوحة للعلماء، ففي العديد من البلدان يتم تمويل العلم والبحث بأموال الضرائب العامة. وإن انخفاض الثقة العامة بالعلماء من شأنه أن ينزع الشرعية عن تمويل العلماء، لأن الديمقراطية توجب استخدام أموال الضرائب للأشياء التي يثق الجمهور في أنها تخدم أغراضا مفيدة.

في العديد من البلدان يتم تمويل العلم والبحث بأموال الضرائب العامة (غيتي)هل يعتقد الجمهور أن العلماء صادقون ومهتمون برفاهية الإنسان؟

ويضيف ميد أنه في جميع الدول الـ68 المشمولة في الدراسة يعتقد معظم الناس أن العلماء صادقون (57%)، بينما تعتقد أقلية فقط من الجمهور أن العلماء غير صادقين (11%)، بينما لم يحسم 31% أمرهم.

إعلان

كذلك يعتقد غالبية الجمهور في معظم الدول التي شملها البحث أن العلماء يهتمون برفاهية الناس (56%)، بينما لا يعتقد عكس ذلك سوى 15% فقط.

وفي مصر على سبيل المثال، كانت الثقة بالعلماء مرتفعة بشكل ملحوظ. علاوة على ذلك، يعتقد غالبية  الشعب المصري (79%) أن على العلماء التواصل مع عامة الناس بشأن العلوم.

لماذا لا يثق الجمهور في بعض البلدان بالعلماء؟

ويقول ميد إن هناك عدة أسباب لعدم ثقة بعض الناس بالعلماء. على سبيل المثال، قد تضعف ثقة فئات من الجمهور بالعلماء، لاعتقادهم أن العلماء مثلا غير أكفاء ولا يؤدون عملهم على أكمل وجه، أو أنهم ليسوا خيرين ولا يتصرفون بما يخدم مصلحة الجمهور، أو يفتقدون النزاهة و يحاولون تزييف نتائج الدراسات، أو يعملون خلف الأبواب المغلقة في سرية لقلة انفتاحهم على آراء الآخرين.

وفي بعض الدول مثل ألمانيا وهولندا والبرازيل وإندونيسيا، نشر القادة الشعبويون فكرة انعدام الثقة بالعلماء بين مؤيديهم، إذ يزعمون أن المنطق السليم أكثر موثوقية من الدراسات العلمية.

في دول أخرى مثل الولايات المتحدة، تُعد الإخفاقات السابقة والسلوك غير الأخلاقي للعلماء (مثلا، دراسة توسكيجي للزهري سيئة السمعة) من أسباب عدم الثقة بالعلماء. ومن أسباب ضعف الثقة بالعلماء اعتقاد الناس بأن العلماء يتدخلون كثيرا في السياسة؛ ففي مصر على سبيل المثال، تُظهر دراستنا أن شريحة كبيرة من الجمهور (40%) لا تؤيد دعوة العلماء إلى سياسات معينة.

وفى تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني يقول د جون بيسلى الأستاذ في قسم العلاقات العامة في جامعة ولاية ميشيغان والمشارك في الدراسة إن ثقة الجماهير بالعلماء مفيدة لأنها تمكّنهم من الاستفادة من نصائح قيّمة أو استخدام أدوات مفيدة. وإن عدم الثقة بالخبراء الحقيقيين قد يحرم الناس من الوصول إلى رؤى قيّمة تُحسّن حياتهم.

التعرض لقصص سلبية عن العلماء من وسائل الإعلام الإخبارية أو الترفيهية قد يكون السبب (شترستوك)

وبشكل عام، تشير البيانات إلى أن معظم الناس يعتبرون العلماء مهتمين بقضاياهم وصادقين ومنفتحين، ولكنْ أيضا هناك مجال لتحسين هذه الثقة. وغالبا ما تكون مقاييس الثقة بالعلماء أعلى عند التركيز على معتقداتهم المبنية على الخبرة.

في كل بلد قد نجد أناس لا يثقون بالعلماء. يختلف كل شخص عن الآخر في عدم الثقة، ولكن هذا يعني عموما أن شيئا ما في حياتهم قد دفعهم إلى الاعتقاد بأن العلماء يفتقرون إلى الخبرة والنزاهة والاهتمام بالآخرين والانفتاح.

قد تكون التجارب السلبية هي السبب، ولكن أيضا قد يكون السبب التعرض لقصص سلبية عن العلماء من وسائل الإعلام الإخبارية أو الترفيهية، وكذلك من أفراد المجتمع. وقد تزيد متابعة بعض الأشخاص لوسائل الإعلام من احتمالية تعرضهم لهذا النوع من المحتوى السلبي.

وفي تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني يقول عالم النفس البروفيسور ميخال بارزوخوفسكي من جامعة سوبس في بولندا والمشارك أيضا في الدراسة إن العلم هو أفضل وسيلة مبنية على الأدلة يمكن أن تستخدمها البشرية. فعندما لا نعرف شيئا عن المستقبل، تُعد منهجية العلم السبيل الأكثر فعالية وعقلانية وحيادية للمضي قدما. ومن أجل إدارة الأزمات العالمية كالأوبئة أو تغير المناخ علينا كبشر أن نستمع إلى ما يقوله العلم عنها.

إعلان

ويضيف "يُنظر إلى العلماء على أنهم يتمتعون بنزاهة عالية ونوايا حسنة، وتظهِر نتائج دراستنا هذا التصور العالمي".

ويوضح "حددت دراستنا عدة عوامل تنبئ بانخفاض الثقة بالعلماء، بما في ذلك التوجه السياسي المحافظ، وتفضيل التسلسل الهرمي الاجتماعي، والإيمان بنظريات المؤامرة. إضافة إلى ذلك غالبا ما يلاحظ الناس أن العلماء لا يبدون اهتماما بآراء الآخرين، حيث يعتقد 42% فقط أن العلماء منفتحون على آراء الآخرين".

الدول ذات الثقة العليا

ووفقا للدراسة فإن معظم الدراسات السابقة كانت مقتصرة على الشمال العالمي، وعادة الولايات المتحدة الأميركية أو أوروبا. إلا أن هذه الدراسة استطلعت آراء 71 ألفا و922 شخصا في 68 دولة في جميع القارات المأهولة بالسكان، حيث غطى الاستطلاع 31% من دول العالم، والتي تشكل معا 79% من سكان العالم. وتم جمع البيانات بين نوفمبر/تشرين الثاني 2022 وأغسطس/آب 2023.

وكان عدد المشاركين من كل دولة يتراوح بين 500 وألف شخص، وقسمت الدراسة مستويات الثقة بالعلماء علي مقياس من 1 إلى 5.

وسُجل أعلى مستوى ثقة بالعلوم في مصر (4.30)، تلتها الهند (4.26). وشملت المراكز الخمسة الأولى أيضا نيجيريا (3.98)، وكينيا (3.95)، وأستراليا (3.91).

ثم جاءت في المراكز العشرة الأولى أيضا بنغلاديش، وإسبانيا، وتركيا، ونيوزيلندا، والأرجنتين. وجاءت بولندا في النصف الثاني من القائمة بنتيجة مرتفعة نسبيا بلغت 3.51. أما أدنى المراكز فكانت من نصيب إثيوبيا (3.23)، وروسيا (3.23)، وبوليفيا (3.22)، وكازاخستان (3.13)، وألبانيا في المركز الأخير بنتيجة 3.05.

وكانت مستويات الثقة أعلى لدى فئات معينة مثل النساء، وكبار السن، والأشخاص الأكثر تعليما. ويعتقد غالبية المشاركين في الاستطلاع أن على العلماء التركيز على أبحاث الصحة العامة والطاقة. بينما يرى غالبية المشاركين أن أبحاث تطوير التقنيات الدفاعية والعسكرية هي الأقل تفضيلا بالنسبة لهم.

ووفقا للدراسة يمكن للثقة بالعلم أن تدعم صانعي القرار في عملهم، لا سيما خلال الأزمات العالمية مثل جائحة كورونا (كوفيد-19) أو تغير المناخ.

حيث تعاملت المجتمعات التي تتمتع بثقة عامة عالية بالعلم والعلماء مع جائحة كوفيد-19 بفعالية أكبر، إذ كان المواطنون في هذه الدول أكثر امتثالا للتدخلات غير الدوائية لمكافحة كوفيد-19، وكانت ثقتهم باللقاحات أعلى. كما تشير الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يتمتعون بثقة عالية بالعلماء أكثر ميلا للمشاركة في العمل بشأن تغير المناخ.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات الثقة العامة تغیر المناخ أن العلماء فی الدراسة العلماء من

إقرأ أيضاً:

السكري والتمثيل الغذائي.. دراسة تحذر من خطورة مشروبات الصودا دايت

كشفت دراسة أسترالية حديثة وموسعة عن نتائج مثيرة للقلق تتعلق بتأثير المشروبات المحلاة صناعيًا، مثل مشروبات الدايت، على الصحة العامة، وتأثيرها على الإصابة بمرض السكري وذلك وفقًا لما تم نشره في موقع (تايمز أوف انديا).

جوجل تضيف ميزة جديدة إلى Gemini .. تعرف عليهاالزمالك بدون راحة .. وهذا قراره مع شيكو بانزانتائج مفاجئة في الدراسة الأسترالية 

أجريت الدراسة على يد فريق بحثي من جامعة موناش، وجامعة RMIT، ومجلس السرطان في فيكتوريا، ونُشرت في مجلة "داء السكري والتمثيل الغذائي"، وتتبع الباحثون عادات الأكل ونمط استهلاك المشروبات لدى 36,608 شخصًا على مدى يقارب 14 عامًا، حيث راقبوا بدقة تأثير تناول المشروبات المحلاة بالسكر وتلك المحلاة صناعيًا على الصحة.

خطر الإصابة بمرض السكري

حسب موقع تايمز اوف انديا فان أبرز ما خلصت إليه الدراسة هو أن تناول عبوة واحدة فقط يوميًا من هذه المشروبات قد يرفع خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة تصل إلى 38%، وهو رقم يفوق حتى الخطر المرتبط بالمشروبات الغازية التقليدية المُحلاة بالسكر، والذي يبلغ 23%. 

داء السكري: أزمة عالمية متفاقمة

يعاني أكثر من 500 مليون شخص حول العالم من داء السكري من النوع الثاني، من بينهم 1.3 مليون أسترالي، وفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية، وترتبط الغالبية العظمى من هذه الحالات بأنماط غذائية غير صحية وقلة النشاط البدني، وغالبًا ما تُسوّق المشروبات الغازية الخالية من السكر كخيار صحي للأشخاص الراغبين في التحكم بمستوى السكر في الدم أو تقليل الوزن، إلا أن الدراسة الأسترالية الحديثة تُشكك في مدى أمان هذه البدائل.

المحليات الصناعية ليست بديلاً آمنًا

يُروج للمشروبات الغازية الخالية من السكر بوصفها خيارًا صحيًا للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بداء السكري، غير أن الدراسة الأخيرة تشير إلى أن هذه المشروبات قد تحمل مخاطر خفية، فقد أوضح البروفيسور باربورا دي كورتن، قائد فريق البحث، أن "المُحليات الصناعية تُوصى بها غالبًا كبديل صحي، لكن نتائج دراستنا تُبيّن أنها قد تُسبب اضطرابات في أيض الجلوكوز وتؤثر على توازن بكتيريا الأمعاء"، وهو ما يُعدّ عاملًا رئيسيًا في زيادة خطر الإصابة بالسكري.

تأثيرات مباشرة على التمثيل الغذائي

تشير الدراسة إلى أن خطر المشروبات السكرية التقليدية يرتبط غالبًا بزيادة الوزن والسمنة، بينما الخطر الناتج عن المشروبات المحلاة صناعيًا ظل قائمًا حتى بعد ضبط مؤشر كتلة الجسم، مما يدل على أن هناك تأثيرًا أيضيًا مباشرًا لهذه المحليات، بغض النظر عن كمية السعرات الحرارية المستهلكة أو الوزن.

كيف تُؤثر المحليات الصناعية على الجسم؟

رغم أن هذه المحليات لا تحتوي على سعرات حرارية تُذكر، فإنها قد تُحدث تغييرات في توازن الميكروبات المعوية، وتُسبب اختلالًا في أيض الجلوكوز، وتُسهم في تطور مقاومة الأنسولين. وتُعد هذه العوامل من أهم المؤشرات الحيوية في تطور مرض السكري من النوع الثاني، ويشير الباحثون إلى الحاجة لمزيد من الدراسات للكشف عن الآليات البيولوجية الدقيقة، لكنهم في الوقت نفسه يُحذرون من تجاهل النتائج الحالية، التي تكفي لتغيير التوجهات الصحية لدى الأفراد والمؤسسات.

تداعيات على سياسات الصحة العامة

من المتوقع أن يكون لهذه الدراسة أثر عميق على الحملات التوعوية ورسائل الصحة العامة، خاصة تلك التي تروج للمشروبات المحلاة صناعيًا كبدائل صحية، ويوضح البروفيسور دي كورتن أن "دراستنا تُظهر أن الخيارات المُحلاة صناعيًا ليست آمنة كما يُروج لها، بل قد تكون محملة بمخاطر صحية جسيمة".

ويُشدد الباحثون على ضرورة الاعتدال في استهلاك المشروبات غير المغذية، سواء كانت تحتوي على السكر أو مُحليات صناعية، لأنها قد تُؤدي إلى آثار سلبية على المدى الطويل، خاصة فيما يتعلق بمرض السكري.

طباعة شارك السكري التمثيل الغذائي مشروبات الدايت مشروبات الصودا الدايت المشروبات المحلاة صناعيًا داء السكري مشروبات الصودا دايت

مقالات مشابهة

  • دراسة تكشف عن خطأ غير متوقع يمنع إنقاص الوزن
  • دراسة تحذر من بكتيريا قاتلة في الأسماك بليبيا وتحدد أعراضها
  • دراسة ليبية تحذّر: بكتيريا قاتلة في المأكولات البحرية تهدد صحة المستهلكين
  • دراسة: مسكن الآلام “البريغابالين” قد يؤدي إلى الإصابة بفشل القلب
  • أعيدوا الحياة إلى النشرة المحلية!
  • السكري والتمثيل الغذائي.. دراسة تحذر من خطورة مشروبات الصودا دايت
  • دراسة: استخدام الشاشات المفرط يهدد صحة القلب لدى الأطفال والمراهقين
  • دراسة بريطانية تكشف السبب الجيني لمتلازمة التعب المزمن
  • دراسة جديدة لـ«تريندز»: الذكاء الاصطناعي يعيد هيكلة سوق العمل الحر