الجزيرة:
2025-10-16@07:07:35 GMT

هل تثق الجماهير بالعلماء ودورهم؟ دراسة جديدة تجيب

تاريخ النشر: 11th, August 2025 GMT

هل تثق الجماهير بالعلماء ودورهم؟ دراسة جديدة تجيب

رصدت دراسة حديثة  أجريت في 68 دولة من قبل مجموعة دولية من الباحثين أن معظم الناس يضعون ثقتهم في العلماء ويتفقون على أن العلماء يجب أن يكون لهم تأثير كبير على حياة المجتمع وصنع السياسات.

وأجرى الباحثون استطلاعا لآراء ما يقرب من 72 ألف مشارك يمثلون 68 دولة، وسألوا المشاركين عن مدى مشاركة العلماء في صنع السياسات، كما استفسروا منهم عن القضايا التي يرغبون أن يمنحها العلماء الأولوية، وما إذا كانوا يعتقدون أن العلماء قد عالجوا هذه القضايا  بالفعل.

ويُعتبر العلم أمرا بالغ الأهمية عند الحاجة لاتخاذ قرارات مبنية على أدلة، ويمكن أن تساعد ثقة الجمهور بالعلماء صانعي القرار على التصرف بناء على أفضل الأدلة المتاحة، وخاصة أثناء الأزمات.

يمكن أن تساعد ثقة الجمهور بالعلماء صانعي القرار على التصرف بناء على أفضل الأدلة المتاحة (شترستوك)ما فوائد الثقة العامة بالعلماء؟

وفي تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني يقول نيلز ميد الأستاذ المساعد في قسم أبحاث الاتصالات والإعلام بجامعة زيورخ في سويسرا وأحد الباحثين المشاركين في الدراسة، إن الثقة العامة بالعلماء مهمة لأسباب مختلفة؛ فكلما زادت ثقة الناس بالعلماء زاد احتمال اعتمادهم على نصائحهم وخبرتهم ومعرفتهم.

ويضيف "وهو أمر أساسي لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الموضوعات المتعلقة بالعلم، مثل التطعيم والتغذية والتمارين البدنية ومخاطر وفوائد التقنيات الجديدة وخيارات المستهلك المستدامة".

ويوضح ميد أن الثقة بالعلماء مهمة أيضا لصنع السياسات المبنية على الأدلة، ففقط إذا وثق السياسيون بالعلماء سوف يعتمدون على معرفتهم لاتخاذ قرارات بشأن كيفية التعامل مع التحديات الكبرى التي تتطلب خبرة علمية لحلها، مثل الأوبئة أو تغير المناخ.

ومن جانب آخر، فالثقة العامة العالية بالعلماء مفيدة للشرعية الديمقراطية الممنوحة للعلماء، ففي العديد من البلدان يتم تمويل العلم والبحث بأموال الضرائب العامة. وإن انخفاض الثقة العامة بالعلماء من شأنه أن ينزع الشرعية عن تمويل العلماء، لأن الديمقراطية توجب استخدام أموال الضرائب للأشياء التي يثق الجمهور في أنها تخدم أغراضا مفيدة.

في العديد من البلدان يتم تمويل العلم والبحث بأموال الضرائب العامة (غيتي)هل يعتقد الجمهور أن العلماء صادقون ومهتمون برفاهية الإنسان؟

ويضيف ميد أنه في جميع الدول الـ68 المشمولة في الدراسة يعتقد معظم الناس أن العلماء صادقون (57%)، بينما تعتقد أقلية فقط من الجمهور أن العلماء غير صادقين (11%)، بينما لم يحسم 31% أمرهم.

إعلان

كذلك يعتقد غالبية الجمهور في معظم الدول التي شملها البحث أن العلماء يهتمون برفاهية الناس (56%)، بينما لا يعتقد عكس ذلك سوى 15% فقط.

وفي مصر على سبيل المثال، كانت الثقة بالعلماء مرتفعة بشكل ملحوظ. علاوة على ذلك، يعتقد غالبية  الشعب المصري (79%) أن على العلماء التواصل مع عامة الناس بشأن العلوم.

لماذا لا يثق الجمهور في بعض البلدان بالعلماء؟

ويقول ميد إن هناك عدة أسباب لعدم ثقة بعض الناس بالعلماء. على سبيل المثال، قد تضعف ثقة فئات من الجمهور بالعلماء، لاعتقادهم أن العلماء مثلا غير أكفاء ولا يؤدون عملهم على أكمل وجه، أو أنهم ليسوا خيرين ولا يتصرفون بما يخدم مصلحة الجمهور، أو يفتقدون النزاهة و يحاولون تزييف نتائج الدراسات، أو يعملون خلف الأبواب المغلقة في سرية لقلة انفتاحهم على آراء الآخرين.

وفي بعض الدول مثل ألمانيا وهولندا والبرازيل وإندونيسيا، نشر القادة الشعبويون فكرة انعدام الثقة بالعلماء بين مؤيديهم، إذ يزعمون أن المنطق السليم أكثر موثوقية من الدراسات العلمية.

في دول أخرى مثل الولايات المتحدة، تُعد الإخفاقات السابقة والسلوك غير الأخلاقي للعلماء (مثلا، دراسة توسكيجي للزهري سيئة السمعة) من أسباب عدم الثقة بالعلماء. ومن أسباب ضعف الثقة بالعلماء اعتقاد الناس بأن العلماء يتدخلون كثيرا في السياسة؛ ففي مصر على سبيل المثال، تُظهر دراستنا أن شريحة كبيرة من الجمهور (40%) لا تؤيد دعوة العلماء إلى سياسات معينة.

وفى تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني يقول د جون بيسلى الأستاذ في قسم العلاقات العامة في جامعة ولاية ميشيغان والمشارك في الدراسة إن ثقة الجماهير بالعلماء مفيدة لأنها تمكّنهم من الاستفادة من نصائح قيّمة أو استخدام أدوات مفيدة. وإن عدم الثقة بالخبراء الحقيقيين قد يحرم الناس من الوصول إلى رؤى قيّمة تُحسّن حياتهم.

التعرض لقصص سلبية عن العلماء من وسائل الإعلام الإخبارية أو الترفيهية قد يكون السبب (شترستوك)

وبشكل عام، تشير البيانات إلى أن معظم الناس يعتبرون العلماء مهتمين بقضاياهم وصادقين ومنفتحين، ولكنْ أيضا هناك مجال لتحسين هذه الثقة. وغالبا ما تكون مقاييس الثقة بالعلماء أعلى عند التركيز على معتقداتهم المبنية على الخبرة.

في كل بلد قد نجد أناس لا يثقون بالعلماء. يختلف كل شخص عن الآخر في عدم الثقة، ولكن هذا يعني عموما أن شيئا ما في حياتهم قد دفعهم إلى الاعتقاد بأن العلماء يفتقرون إلى الخبرة والنزاهة والاهتمام بالآخرين والانفتاح.

قد تكون التجارب السلبية هي السبب، ولكن أيضا قد يكون السبب التعرض لقصص سلبية عن العلماء من وسائل الإعلام الإخبارية أو الترفيهية، وكذلك من أفراد المجتمع. وقد تزيد متابعة بعض الأشخاص لوسائل الإعلام من احتمالية تعرضهم لهذا النوع من المحتوى السلبي.

وفي تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني يقول عالم النفس البروفيسور ميخال بارزوخوفسكي من جامعة سوبس في بولندا والمشارك أيضا في الدراسة إن العلم هو أفضل وسيلة مبنية على الأدلة يمكن أن تستخدمها البشرية. فعندما لا نعرف شيئا عن المستقبل، تُعد منهجية العلم السبيل الأكثر فعالية وعقلانية وحيادية للمضي قدما. ومن أجل إدارة الأزمات العالمية كالأوبئة أو تغير المناخ علينا كبشر أن نستمع إلى ما يقوله العلم عنها.

إعلان

ويضيف "يُنظر إلى العلماء على أنهم يتمتعون بنزاهة عالية ونوايا حسنة، وتظهِر نتائج دراستنا هذا التصور العالمي".

ويوضح "حددت دراستنا عدة عوامل تنبئ بانخفاض الثقة بالعلماء، بما في ذلك التوجه السياسي المحافظ، وتفضيل التسلسل الهرمي الاجتماعي، والإيمان بنظريات المؤامرة. إضافة إلى ذلك غالبا ما يلاحظ الناس أن العلماء لا يبدون اهتماما بآراء الآخرين، حيث يعتقد 42% فقط أن العلماء منفتحون على آراء الآخرين".

الدول ذات الثقة العليا

ووفقا للدراسة فإن معظم الدراسات السابقة كانت مقتصرة على الشمال العالمي، وعادة الولايات المتحدة الأميركية أو أوروبا. إلا أن هذه الدراسة استطلعت آراء 71 ألفا و922 شخصا في 68 دولة في جميع القارات المأهولة بالسكان، حيث غطى الاستطلاع 31% من دول العالم، والتي تشكل معا 79% من سكان العالم. وتم جمع البيانات بين نوفمبر/تشرين الثاني 2022 وأغسطس/آب 2023.

وكان عدد المشاركين من كل دولة يتراوح بين 500 وألف شخص، وقسمت الدراسة مستويات الثقة بالعلماء علي مقياس من 1 إلى 5.

وسُجل أعلى مستوى ثقة بالعلوم في مصر (4.30)، تلتها الهند (4.26). وشملت المراكز الخمسة الأولى أيضا نيجيريا (3.98)، وكينيا (3.95)، وأستراليا (3.91).

ثم جاءت في المراكز العشرة الأولى أيضا بنغلاديش، وإسبانيا، وتركيا، ونيوزيلندا، والأرجنتين. وجاءت بولندا في النصف الثاني من القائمة بنتيجة مرتفعة نسبيا بلغت 3.51. أما أدنى المراكز فكانت من نصيب إثيوبيا (3.23)، وروسيا (3.23)، وبوليفيا (3.22)، وكازاخستان (3.13)، وألبانيا في المركز الأخير بنتيجة 3.05.

وكانت مستويات الثقة أعلى لدى فئات معينة مثل النساء، وكبار السن، والأشخاص الأكثر تعليما. ويعتقد غالبية المشاركين في الاستطلاع أن على العلماء التركيز على أبحاث الصحة العامة والطاقة. بينما يرى غالبية المشاركين أن أبحاث تطوير التقنيات الدفاعية والعسكرية هي الأقل تفضيلا بالنسبة لهم.

ووفقا للدراسة يمكن للثقة بالعلم أن تدعم صانعي القرار في عملهم، لا سيما خلال الأزمات العالمية مثل جائحة كورونا (كوفيد-19) أو تغير المناخ.

حيث تعاملت المجتمعات التي تتمتع بثقة عامة عالية بالعلم والعلماء مع جائحة كوفيد-19 بفعالية أكبر، إذ كان المواطنون في هذه الدول أكثر امتثالا للتدخلات غير الدوائية لمكافحة كوفيد-19، وكانت ثقتهم باللقاحات أعلى. كما تشير الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يتمتعون بثقة عالية بالعلماء أكثر ميلا للمشاركة في العمل بشأن تغير المناخ.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات الثقة العامة تغیر المناخ أن العلماء فی الدراسة العلماء من

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف عن نموذج لإنتاج الميثانول الصديق للبيئة

توصلت دراسة أعدّتها طالبة الماجستير ملاك الريامية بالتعاون مع فريق بحثي من قسم هندسة النفط والكيمياء بكلية الهندسة في جامعة السلطان قابوس، إلى نتائج علمية رائدة في تطوير عمليات إنتاج الميثانول (CH₃OH) بطرق مستدامة وصديقة للبيئة، تسهم في تقليل الانبعاثات وتحسين كفاءة التشغيل في المصانع الكيميائية.

وبيّنت الدراسة أن الميثانول يُعد مادة كيميائية أساسية تدخل في وقود السيارات وتصنيع البلاستيك وصناعة الأدوية، إذ يُعتبر أحد الأعمدة الحيوية للصناعات العالمية التي يتجاوز الطلب عليها 70 مليون طن سنويًا، مع توقعات بزيادة مستمرة في السنوات القادمة، مما يجعل إنتاجه المستدام ضرورة بيئية واقتصادية.

وأوضحت الدراسة أن الطرق التقليدية لإنتاج الميثانول تستهلك طاقة عالية وتطلق كميات كبيرة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مما يفرض الحاجة إلى تطوير تقنيات أكثر كفاءة وأقل ضررًا بالبيئة. ومن هذا المنطلق، عمل الفريق البحثي على ابتكار نموذج متكامل لتحسين عملية الإنتاج باستخدام نهج التحسين المتعدد الأهداف الذي يجمع بين خفض التكاليف وزيادة الإنتاج وتقليل التلوث في آنٍ واحد.

وتركّز الدراسة على أربعة أهداف رئيسية هي: تحسين إنتاج الميثانول، وتقليل استهلاك الطاقة، وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وزيادة الربحية. ولتحقيق هذه الأهداف، استخدم الفريق البحثي خوارزميات حاسوبية متقدمة، أبرزها خوارزمية الفرز الجيني غير المسيطر عليه، بهدف الوصول إلى أفضل التوازنات الممكنة للتحكم في المتغيرات التشغيلية داخل المصنع.

وأظهرت النتائج الأولية أن النموذج البحثي نجح في تحقيق انخفاض في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة قاربت 66٪، ما أسهم في تقليص البصمة الكربونية للمصنع بأكثر من الثلثين، إلى جانب زيادة معدل إنتاج الميثانول بنسبة تفوق 10٪، وخفض استهلاك الطاقة بنسبة تجاوزت 57٪ مقارنة بالطرق التقليدية.

وأكدت الدراسة أن هذه الأرقام تعكس تحولًا نوعيًا في كفاءة الأداء الصناعي وصداقة البيئة في الوقت نفسه، مشيرة إلى أن نتائج البحث تمثل نقلة متقدمة في مسار الصناعات الكيميائية المستدامة، وتفتح آفاقًا جديدة أمام تطبيق الذكاء الصناعي والخوارزميات التحسينية في القطاع الصناعي العُماني.

وخلصت إلى أن هذه التجربة تمثل نموذجًا وطنيًا متميزًا في توظيف البحث العلمي لخدمة الاقتصاد القائم على المعرفة، وتعزيز توجه سلطنة عُمان نحو الطاقة النظيفة والاستدامة البيئية من خلال جهود علمية رائدة تقودها الكفاءات العُمانية الشابة.

مقالات مشابهة

  • اختراق طبي.. دمج دواءين شائعين قد يعالج أمراض الكبد الدهنية غير الكحولية
  • دراسة صادمة … الاعتداء الجنسي يُحدث خللاً عصبياً عميقاً في دماغ النساء
  • أحمد صبحي: الثقة والغدر جوهر الدراما في مسلسل أزمة ثقة
  • تغير المناخ وبصمته الخفية على ظاهرة الهجرة في العالم
  • باسم يوسف بعد انقلاب الجمهور عليه: "أنا مش باسم بتاع 2011 ومستمتع إني اتغيرت"
  • العلماء يفقدون الثقة بالذكاء الاصطناعي رغم تزايد استخدامه
  • تحولات صحية عالمية.. دراسة تؤكد ارتفاع معدلات الوفاة بين الشباب
  • هل يؤثر السهر على الجهاز العصبي والمناعة؟.. دراسة تجيب
  • شيماء سيف تفاجئ جمهورها بالنقاب
  • دراسة تكشف عن نموذج لإنتاج الميثانول الصديق للبيئة