صراحة نيوز- نظم منتدى الاستراتيجيات الأردني، بالتعاون مع غرفة صناعة الأردن، فعالية بعنوان “صناعاتنا في ضوء مؤشر التعقيد الاقتصادي والديناميكيات الجديدة للاقتصاد العالمي”، وذلك لمناقشة نتائج ورقة السياسات الأخيرة الصادرة عن المنتدى بعنوان “مؤشر التعقيد الاقتصادي: فرصة لتعظيم المحتوى التكنولوجي والمعرفي في القاعدة الإنتاجية للصادرات الأردنية”.

وهدفت الفعالية إلى تسليط الضوء على موقع الأردن على مؤشر التعقيد الاقتصادي، واستكشاف سبل تعزيز تنافسية الصادرات الوطنية في ظل التحولات الديناميكية التي يشهدها الاقتصاد العالمي. وذلك بمشاركة واسعة من قبل رؤساء وممثلي غرف الصناعة، والقطاع الخاص، وصناع القرار، وخبراء الاقتصاد.
من جانبها استعرضت المديرة التنفيذية لمنتدى الاستراتيجيات الأردني، نسرين بركات، أبرز نتائج وتوصيات الدراسة، حيث بيّنت أن الأردن جاء في المرتبة 45 عالميًا والثانية عربيًا على مؤشر التعقيد الاقتصادي بدرجة 0.44 نقطة، مع تسجيل تراجع ملحوظ خلال العقدين الماضيين. وأوضحت أن البيانات تظهر استمرار التركّز السلعي المرتفع للصادرات الأردنية، حيث تتركز 68% من الصادرات في ثماني مجموعات سلعية معظمها منخفضة التعقيد أو منتجات أولية، وأن نسبة الصادرات ذات التكنولوجيا العالية لم تتجاوز 1.7% من إجمالي الصادرات الصناعية، وهي نسبة متدنية مقارنة بالاقتصادات المتقدمة.
وأشارت بركات في هذا السياق إلى أن مؤشر التعقيد الاقتصادي يمثل أداة عملية لتحديد مكامن القوة والفرص في الاقتصاد الأردني، مؤكدة على ضرورة تبني استراتيجية صناعية موجهة نحو تنويع الإنتاج والصادرات، وتعزيز الاستثمار في القطاعات الواعدة ذات القيمة المضافة العالية، وتطوير المهارات الوطنية بما يتوافق مع متطلبات الصناعات الأكثر تعقيدًا، إلى جانب تحسين بيئة الأعمال وتسهيل إجراءات التصدير لفتح أسواق جديدة أمام المنتجات الأردنية.
من جانبه، أكد المهندس فتحي الجغبير رئيس غرفة صناعة الأردن أن تقدم تنوع الصناعة الوطنية خلال السنوات الأخيرة يعد مكسبًا استراتيجيًا يعزز مناعة الاقتصاد الأردني وقدرته على مواجهة الصدمات العالمية. وأوضح أن هذا التنوع لا يمثل فقط توسعًا في عدد المنتجات أو الأسواق، بل هو تحول نوعي نحو منتجات ذات قيمة مضافة أعلى وأكثر توافقًا مع المعايير العالمية، مما يضع الصناعة الأردنية في موقع أفضل على خريطة التجارة الدولية. وشدد على أن الحفاظ على هذا الزخم يتطلب استمرار دعم الابتكار، وتطوير المهارات، وخفض الكلف، وتحديث البنية التحتية الصناعية، لضمان تعزيز تنافسية الأردن على المدى الطويل.
وتناول المدير العام لغرفة صناعة الأردن، الدكتور حازم الرحاحلة، في حديثه أبرز الديناميكيات الجديدة التي يشهدها الاقتصاد العالمي، بما في ذلك تصاعد السياسات الحمائية، وتفكك منظومة التجارة التقليدية، وتنامي التكتلات الإقليمية، وصعود الاقتصاد الأخضر، والثورة الرقمية والصناعية الرابعة، موضحًا انعكاس هذه التحولات على المشهد الصناعي والتجاري العالمي.
وأشار الرحاحلة إلى أن القرارات الأمريكية الأخيرة بفرض رسوم جمركية جديدة على الصادرات من 69 دولة، والتي شملت منافسين رئيسيين للأردن مثل الهند وبنغلادش وفيتنام، تفتح أمام المملكة فرصًا لتعزيز تنافسيتها في السوق الأمريكي، خاصة في قطاعات المحيكات والحلي والمجوهرات، مستفيدة من اتفاقية التجارة الحرة التي تمنح الصادرات الأردنية إعفاءً جمركيًا كاملًا.
ولفت إلى مؤشرات إيجابية على صعيد تنويع القاعدة التصديرية الأردنية، حيث ارتفع عدد السلع التي تتجاوز صادراتها مليون دينار من 455 سلعة عام 2019 إلى 754 سلعة عام 2024، فيما ارتفع عدد الدول التي تستورد من الأردن بأكثر من مليون دينار من 72 دولة إلى 93 دولة خلال الفترة نفسها، وهو ما يعكس توسعًا سلعيًا وجغرافيًا ملحوظًا.
وأكد الرحاحلة أن استثمار هذه الفرص يتطلب استجابة تكاملية وسريعة تشمل تطوير الخدمات اللوجستية ورفع كفاءتها، وتحسين الربط مع الأسواق الكبرى، وتبسيط الإجراءات، ومواءمة المواصفات الوطنية مع المعايير الدولية، إضافة إلى الاستثمار في الابتكار والبحث والتطوير ورفع القيمة المضافة للمنتجات، بما يفتح آفاقًا جديدة أمام الصادرات الأردنية في الأسواق العالمية.
وقال رئيس مجلس إدارة شركة توليد الكهرباء المركزية، الدكتور مؤيد السمان والذي أدار الجلسة الحوارية، أن تعزيز التعقيد الاقتصادي في إطار رؤية التحديث الاقتصادي يتطلب مزيجاً مدروساً من السياسات الاقتصادية والقانونية التي تدعم الابتكار وتفتح آفاقاً جديدة أمام الاستثمار ضمن خطط تنفيذية واضحة وقابلة للتطوير، مع وجود حوافز حقيقية تحفّز القطاع الخاص وتدفع نحو تنويع الإنتاج المحلي وتطوير التقنيات. وأكد السمان في هذا السياق أن النجاح في هذا المسار لن يتحقق إلا من خلال تعاون وثيق بين جميع الجهات المعنية، ومراجعة دورية للبرامج التنفيذية لضمان فعاليتها واستجابتها للمتغيرات.
واختُتمت الفعالية بحوار مفتوح، جرى خلاله عرض ومناقشة الأفكار والمقترحات العملية الكفيلة بترجمة توصيات الدراسة إلى خطوات تنفيذية، مع التركيز على وضع خطط عمل مشتركة بين القطاعين العام والخاص، وتحديد القطاعات ذات الأولوية لتعزيز قدرتها التنافسية، وتوسيع وتنويع قاعدة الصادرات الوطنية نحو أسواق جديدة وواعدة. كما تم التأكيد على أهمية تطوير البنية التحتية الداعمة للصناعات، وتحسين الخدمات اللوجستية، ورفع معايير الجودة لتتوافق مع المتطلبات العالمية، بما يسهم في تعزيز اندماج الأردن في سلاسل القيمة العالمية وترسيخ موقعه كمركز إقليمي للتصنيع والتجارة.

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن مال وأعمال مال وأعمال مال وأعمال مال وأعمال مال وأعمال مال وأعمال مال وأعمال مال وأعمال مال وأعمال مال وأعمال صناعة الأردن

إقرأ أيضاً:

شيماء عليبة: الاقتصاد القوي هو خط الدفاع الأول لمصر ويعزز نفوذها الدولي

ناقشت الدكتورة شيماء عليبة، عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات المصرية، رسالة الماجستير الخاصة بها تحت عنوان: "أثر التكتلات الاقتصادية الدولية على النمو الاقتصادي العالمي وانعكاساته على الأمن القومي المصري"، وذلك في فعالية أكاديمية بارزة شهدت حضور نخبة من كبار القادة والخبراء والمتخصصين في الاقتصاد والأمن القومي.

تصادم مروع بين ميكروباص ونقل وإصابة 4 أشخاص على الطريق الزراعي رئيس الوزراء يتابع مشروع "مبنى 4" بمطار القاهرة الدولي

وتكوّنت لجنة المناقشة من: اللواء أ.ح د. محمد الدسوقي مساعد مدير الأكاديمية ورئيس اللجنة، واللواء أ.ح عصام النجار رئيس الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، والدكتورة سالي فريد أستاذة الاقتصاد ورئيس قسم الاقتصاد بكلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة.

وأشادت اللجنة بالمستوى العلمي المتميز للبحث، مؤكدة أنه يرتقي إلى مستوى الدكتوراه الأكاديمية، وأوصت بتحويل الرسالة إلى كتاب استراتيجي يمكن أن يستفيد منه صُنّاع القرار والباحثون في مجالات الأمن الاقتصادي والدبلوماسية الاقتصادية.

وقدمت الباحثة دراسة تحليلية متكاملة تناولت 22 تكتلًا اقتصاديًا دوليًا وإقليميًا، من أبرزها: البريكس، الاتحاد الأوروبي، الكوميسا، والشراكة الإقليمية الاقتصادية الشاملة (RCEP)، حيث ركزت على موقع مصر داخل هذه التكتلات ودور التعاون العربي–الأفريقي في تعزيز النفوذ الإقليمي للدولة المصرية.

وأكدت عليبة أن مصر أصبحت قوة فاعلة في المحافل الدولية بفضل عضويتها في عدد من الكيانات الكبرى مثل البريكس، الكوميسا، الاتحاد الإفريقي، فضلًا عن حضورها المتنامي في قمم G20 وG7.

وأوضحت أن المشروعات القومية العملاقة مثل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مشروع الضبعة النووي، ومبادرات الطاقة المتجددة، تمثل أدوات استراتيجية لترسيخ مكانة مصر كمركز عالمي للطاقة والصناعة والتجارة.

وقالت الباحثة إن قوة الدولة في العصر الحديث تُقاس بحجم اقتصادها وقدرتها على تحقيق الاكتفاء الذاتي، مشيرة إلى أن مصر نجحت خلال السنوات الأخيرة في توطين الصناعات الاستراتيجية وتعزيز قدراتها الدفاعية من خلال شراكات وتحالفات دولية مع القوى الكبرى.

وأضافت عليبة: "الاقتصاد هو خط الدفاع الأول لأي دولة، ولا تكتمل قوته إلا بوجود درع أمني وعسكري يحمي مكتسباته ويصون مقدراته الوطنية."خطة استراتيجية لتعظيم الاستفادة من التكتلات الدولية.

واختتمت الباحثة عرضها بطرح خطة استراتيجية شاملة لتعزيز استفادة مصر من التكتلات الاقتصادية الدولية، تضمنت: تعميق التعاون العربي الأفريقي، تفعيل الدبلوماسية الاقتصادية، توطين الصناعات التكنولوجية الحديثة،وتنويع مصادر التمويل والاستثمار.

 وأكدت لجنة المناقشة أن هذه الخطة تمثل خارطة طريق وطنية يمكن أن تسهم في تعزيز مكانة مصر الدولية ضمن النظام الاقتصادي العالمي المتعدد الأقطاب.

مقالات مشابهة

  • البنك الأردني الكويتي يرعى ملتقى التكامل الاقتصادي الوطني
  • البيئة والاتحاد الأوروبي يبحثان التعاون في الاقتصاد الدائري ومواجهة التلوث البلاستيكي
  • شيماء عليبة: الاقتصاد القوي هو خط الدفاع الأول لمصر ويعزز نفوذها الدولي
  • رجال أعمال إسكندرية وسفير السويد يبحثان تعزيز التعاون الاقتصادي
  • الصناعات المعدنية تحدد 6 عناصر استراتيجية لتنمية صناعة المسبوكات
  • فرنسا.. كيف تؤثر الاضطرابات السياسية على النمو الاقتصادي والاستثمار؟
  • شعبة الأدوات الكهربائية: الدولة بدأت تجني ثمار برنامج الإصلاح الاقتصادي
  • المهندس أحمد بدر يكشف لـ «حقائق وأسرار» ملامح خطة تطوير صناعة الغزل والنسيج في مصر
  • ملامح خطة تطوير صناعة الغزل والنسيج في مصر.. فيديو
  • “بازار نشمية”: منصة وطنية لتمكين المرأة الأردنية اقتصاديًا