تراجع أسعار النفط يضعف التوقعات.. والأسواق تترقب إشارات السياسة النقدية
تاريخ النشر: 13th, August 2025 GMT
"وكالات": تراجعت أسعار النفط في الأسواق العالمية وسط توقعات متزايدة بارتفاع المعروض مقابل الطلب خلال الفترة المتبقية من العام، ما ألقى بظلاله على معنويات المستثمرين وأثار موجة من الحذر في الأسواق المالية. وازدادت حالة الترقب قبيل القمة المرتقبة بين الولايات المتحدة وروسيا، التي قد تحمل دلالات مهمة بشأن مستقبل العقوبات وتوازنات سوق الطاقة.
في المقابل، أبدت مؤشرات الأسهم العالمية تفاعلا متفاوتا مع هذه المتغيرات؛ حيث دعمت بيانات التضخم الأمريكية الإيجابية التوقعات بخفض أسعار الفائدة، ما ساعد في دفع المؤشرات إلى مستويات قياسية جديدة، خصوصا في الأسواق الأمريكية واليابانية. وبين تقلبات أسعار الخام وتغير نبرة البنوك المركزية، تواصل الأسواق العالمية التحرك في مسار دقيق تحكمه معطيات الاقتصاد والسياسة معًا.
ضغوط جديدة على سوق النفط
وبلغ سعر نفط عُمان الرسمي اليوم تسليم شهر أكتوبر القادم 67 دولارًا أمريكيًّا و36 سنتًا. وشهد سعر نفط عُمان اليوم انخفاضًا بلغ دولارًا أمريكيًّا و10 سنتات مقارنة بسعر يوم الثلاثاء والبالغ 68 دولارًا أمريكيًّا و46 سنتًا.
تجدر الإشارة إلى أنَّ المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر أغسطس الجاري بلغ 69 دولارًا أمريكيًّا و37 سنتًا للبرميل، مرتفعًا 5 دولارات أمريكية و75 سنتًا مقارنةً بسعر تسليم شهر يوليو الماضي.
على الصعيد العالمي انخفضت أسعار النفط اليوم بعد أن توقعت وكالة الطاقة الدولية أن يتجاوز المعروض الطلب خلال العام الجاري، فيما يترقب المستثمرون اجتماعا مقررا يوم الجمعة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 45 سنتا، أو 0.7 بالمائة، إلى 65.67 دولار للبرميل، في حين نزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 53 سنتا، أو 0.8 بالمائة، إلى 62.64 دولار. وسجل كلا الخامين انخفاضا عند التسوية الثلاثاء.
ومن المقرر أن يلتقي ترامب وبوتين في ألاسكا يوم الجمعة لبحث سبل وقف الحرب الروسية الأوكرانية التي هزت أسواق النفط منذ فبراير 2022.
وذكر تاماس فارجا المحلل لدى بي.في.إم أويل في مذكرة "انخفضت أسعار النفط بناء على توقعات بأن قمة الجمعة لن تسفر عن فرض عقوبات إضافية على روسيا، مما يضمن استمرار تدفق نفط البلاد بشكل رئيسي إلى الجنوب والشرق".
ورفعت وكالة الطاقة الدولية اليوم توقعاتها لنمو المعروض النفطي خلال العام الجاري في أعقاب قرار أوبك بلس، لكنها خفضت توقعاتها للطلب بسبب ضعفه في الاقتصادات الرئيسة. ويترقب المستثمرون أيضا مزيدا من المؤشرات بعد أن أظهر تقرير ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي.
وذكرت مصادر بالسوق نقلا عن أرقام معهد البترول الأمريكي الثلاثاء أن مخزونات النفط الخام بالولايات المتحدة، أكبر مستهلك للخام في العالم، ارتفعت بمقدار 1.52 مليون برميل الأسبوع الماضي. وهبطت مخزونات البنزين بينما ارتفعت مخزونات نواتج التقطير بشكل طفيف.
وتوقعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقرير الثلاثاء ألا يصل متوسط أسعار خام برنت إلى 60 دولارا للبرميل في الربع الرابع، ليكون أول ربع يشهد فيه متوسط الأسعار هذا المستوى المنخفض منذ عام 2020، مشيرة إلى أن النمو في المعروض العالمي من النفط سيتجاوز النمو في الطلب على المنتجات البترولية.
تقلبات النفط تحرك الأسهم
على صعيد الأسواق العالمية ارتفعت الأسهم الأوروبية اليوم وقادت أسهم قطاعي التكنولوجيا والدفاع المكاسب، فيما ظل الارتياح سائدا في العالم بعد أن عززت بيانات التضخم في الولايات المتحدة توقعات خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة. وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.4 بالمائة، فيما صعد المؤشر داكس الألماني 0.6 بالمائة بعد انخفاضه في الجلسة السابقة.
وصعدت الأسهم العالمية وأغلقت بورصة وول ستريت عند مستويات قياسية مرتفعة، ويتوقع المتعاملون فرصة 94 بالمائة لخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي سعر الفائدة في سبتمبر، وفقا لأداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي.إم.إي.
وارتفع سهم شركة توي 1.7 بالمائة بعد أن أعلنت أكبر شركة سياحية في أوروبا عن نتائج أفضل من المتوقع بفضل السفر الصيفي. وأعلنت إي.أون عن تحقيق أرباح أساسية أكبر في النصف الأول من العام وأبقت على توقعاتها للعام بأكمله مع دعوة الشركة، وهي أكبر مشغل لشبكات الطاقة في أوروبا، لألمانيا بأن ترفع العوائد على استثمارات الشبكة في المستقبل. وارتفعت أسهمها بشكل طفيف.
وانخفض سهم فيستاس 1.8 بالمائة بعد أن أعلنت شركة صناعة توربينات الرياح عن ارتفاع أقل من المتوقع في الأرباح التشغيلية للربع الثاني ولكنها أبقت على توقعاتها للسنة المالية دون تغيير.
على صعيد متصل تجاوز المؤشر الياباني اليوم مستوى 43 ألف نقطة للمرة الأولى، في حين قفز المؤشر توبكس الأوسع نطاقا أيضا لأعلى مستوى على الإطلاق، عقب مكاسب في وول ستريت خلال الليل ليواصلا موجة صعود للجلسة السادسة على التوالي. وارتفع الياباني بما يصل إلى 1.7 بالمائة ليلامس مستوى لم يبلغه من قبل عند 43451.46 قبل أن ينهي اليوم عند مستوى قياسي بلغ 43274.67. وبذلك رفع مكاسبه إلى 7.4 بالمائة منذ الرابع من أغسطس. وكان يوم الاثنين من هذا الأسبوع عطلة وطنية في اليابان. وتقدم المؤشر توبكس بما يصل إلى 1.2 بالمائة ليبلغ مستوى قياسيا عند 3103.31 نقطة، قبل أن ينهي الجلسة عند 3091.91 نقطة محققا مكاسب للجلسة السادسة على التوالي أيضا.
وأغلق المؤشران ستاندرد اند بورز 500 وناسداك الثلاثاء عند مستويات قياسية مرتفعة إذ عززت بيانات التضخم لشهر يوليو التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية الشهر المقبل.
وقالت ماكي ساوادا محللة الأسهم في شركة نومورا للأوراق المالية "هناك شعور بالارتياح يسود الأسواق" بعد بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة مما دفع الأسهم اليابانية "إلى الارتفاع". وأضافت أنه في الوقت نفسه، "هناك دلائل على أن المؤشر الياباني في حالة زخم مفرط بعد ارتفاعه الحاد للغاية، ولن يكون الانخفاض الحاد في أي وقت مفاجئا".
ومن بين الأسهم المتداولة على المؤشر الياباني البالغ عددها 225، ارتفع 151 سهما مقابل تراجع 74.
وقفز سهم شركة رينيساس للإلكترونيات المصنعة للرقائق سبعة بالمائة تقريبا، وارتفع سهم أدفانتست لصناعة معدات اختبار الرقائق 5.4 بالمائة، وزاد سهم مجموعة سوني 3.5 بالمائة. واستمر موسم الأرباح القوي في تعزيز الارتفاعات الكبيرة لبعض الأسهم، إذ قفز سهم شركة يوكوهاما للإطارات 8.3 بالمائة ليكون أكبر الرابحين على المؤشر الياباني. وكسب سهم أسيكس للملابس الرياضية 18 بالمائة تقريبا بعد نتائج مالية إيجابية للشركة ليكون أفضل أسهم توبكس أداء.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
أسعار النفط تلامس أعلى مستوياتها في أسبوعين
سجلت أسعار النفط، ارتفاعًا اليوم الإثنين ليصل لأعلى مستوياتها في أسبوعين، مع ترقب المستثمرين خفض أسعار الفائدة الأميركية هذا الأسبوع، ما يُتوقع أن يعزز النمو الاقتصادي ويزيد الطلب على الطاقة، وسط متابعة المخاطر الجيوسياسية التي قد تؤثر على إمدادات النفط من روسيا وفنزويلا.
توجو: انطلاق المؤتمر الإفريقي التاسع لمناقشة مكانة إفريقيا في العالم النفط يسجل مكاسب أسبوعية مع ترقب خفض الفائدة أسعار النفط ترتفع وسط مخاوف تعثر محادثات روسيا وأوكرانيا
بحلول الساعة 00:08 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 4 سنتات بنسبة 0.06% لتصل إلى 63.79 دولارًا للبرميل، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي ارتفاعًا بمقدار 7 سنتات أو 0.12% ليصل إلى 60.15 دولارًا للبرميل. وجاء هذا الارتفاع بعد أن أغلق كلا العقدين يوم الجمعة عند أعلى مستوياتهما منذ 18 نوفمبر.
ووفق بيانات مجموعة بورصات لندن، تتوقع السوق الآن بنسبة 84% خفض الفائدة الأميركية بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المرتقب يومي الثلاثاء والأربعاء، في ظل توقع أن يكون أحد أكثر الاجتماعات جدلاً منذ سنوات، مع تركيز المستثمرين على اتجاه السياسة النقدية والعوامل الداخلية المؤثرة.
على صعيد آخر، لا تزال المحادثات حول السلام في أوكرانيا في أوروبا بطيئة، بسبب الخلافات على الضمانات الأمنية لكييف ووضع الأراضي المحتلة من قبل روسيا، حيث أشار محللو بنك إيه.إن.زد إلى أن نتائج المفاوضات قد تؤثر بشكل كبير على سوق النفط، وقد يؤدي أي تقدم أو انتكاس فيها إلى تغييرات في الإمدادات تتجاوز مليوني برميل يوميًا.
في الوقت نفسه، تجري مجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي محادثات تهدف إلى استبدال سقف أسعار النفط الروسي بحظر كامل على الخدمات البحرية، وهو ما قد يحد من إمدادات ثاني أكبر منتج عالمي. كما كثفت الولايات المتحدة ضغوطها على فنزويلا، بما في ذلك توجيه ضربات ضد قوارب تهريب المخدرات وتهديدات محتملة للتدخل العسكري لإزاحة حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.
من جهة أخرى، شهدت شركات التكرير الصينية المستقلة زيادة مشترياتها من النفط الإيراني الخاضع للعقوبات، باستخدام حصص الاستيراد الأخيرة والصهاريج البرية للتخزين، ما ساعد في تخفيف فائض المعروض في السوق.