10 آلاف مريض مستفيد من برنامج فحص اعتلال الشبكية باستخدام الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 13th, August 2025 GMT
العُمانية: نجح البرنامج الوطني للكشف المبكر عن اعتلال الشبكية لدى مرضى السكري باستخدام تقنيات الذّكاء الاصطناعي في معاينة أكثر من 10 آلاف مريض مستحق للفحص، ويعكس هذا النجاح سرعة وتيرة التنفيذ وأثر البرنامج في تعزيز الوقاية من مضاعفات اعتلال الشبكية وحماية مرضى السكري من خطر فقدان البصر.
وتمكّن البرنامج الوطني للكشف المبكر عن اعتلال الشبكية لدى مرضى السكري باستخدام تقنيات الذّكاء الاصطناعي، من توسيع نطاق خدماته ليشمل 25 موقعًا صحيًّا في مختلف محافظات سلطنة عُمان.
ويأتي هذا التوسع ضمن الجهود الوطنية الرامية إلى تحسين جودة خدمات طب العيون، وتوظيف التقنيات الحديثة والذّكاء الاصطناعي لدعم التشخيص المبكر وتسهيل وصول المرضى إلى خدمات الفحص والعلاج في الوقت المناسب.
وقال الدكتور ماجد بن سالم الشعيبي استشاري أمراض الشبكية والتهابات العين الداخلية بمستشفى النهضة، المدير التشغيلي للبرنامج الوطني للكشف المبكر عن اعتلال الشبكية لدى مرضى السكري باستخدام تقنيات الذّكاء الاصطناعي لوكالة الأنباء العُمانية: منذ بدء تنفيذ البرنامج على مستوى وطني، تمكّنا خلال أقل من ستة أشهر من فحص أكثر من عشرة آلاف مريض، حيث تم اكتشاف عدد من حالات اعتلال الشبكية في مراحل مبكرة قبل ظهور أعراض واضحة للمريض.
وأضاف أنّ البيانات الأولية تُشير إلى أنّ نسبة الحالات المكتشفة تتجاوز 30 بالمائة من مجموع الحالات التي خضعت للفحص، وهو ما لم يكن ممكنًا بالفاعلية نفسها قبل إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وبيّن أنّ اعتلال الشبكية السكري مرض صامت في مراحله الأولى، وعادة ما يكتشف بعد حدوث مضاعفات خطيرة إذ يسمح التشخيص المبكر بالتدخل العلاجي السريع، سواء بالمتابعة الدقيقة أو العلاج بالليزر أو الحقن داخل العين، مما يقلل بشكل كبير من احتمالية تطور المرض إلى المراحل المتقدمة التي قد تؤدي إلى فقدان البصر الدائم، كما أنّ هذا التدخل المبكر يتماشى مع التوصيات العالمية للحدّ من العمى الناتج عن مضاعفات السكري.
وحول آلية تحويل المرضى الذين يتم اكتشاف إصابتهم إلى مراكز العلاج المتخصّصة ذكر أنه تم ربط البرنامج إلكترونيًّا بنظام السجلات الصحية الوطنية (نظام الشفاء)، بحيث يتم تحويل المرضى الذين يُكتشف إصابتهم بالدرجات التي تحتاج للتقييم أو العلاج مباشرة إلى عيادات العيون المتخصصة في المستشفيات المرجعية إذ يتم تحديد الأولوية وفق شدة الحالة، لضمان وصول المرضى الأكثر احتياجًا للعلاج في أسرع وقت ممكن.
ولفت إلى أنّ البرنامج يستخدم أنظمة تحليل صور قاع العين بالذّكاء الاصطناعي المعتمدة عالميًّا، والقادرة على اكتشاف اعتلال الشبكية السكري بدرجاته المختلفة، فالتقنية تعمل وفق خوارزميات متقدمة تعتمد على التعلم العميق للتصنيف الآلي للصور، وتوفر النتيجة خلال ثوانٍ من التقاط الصورة.
وأشار إلى أنه تم تدريب الأنظمة على مئات الآلاف من الصور عالية الجودة من مصادر عالمية، وتم التحقق من جودة النظام في مناطق مختلفة من العالم، مع الأخذ بالاعتبار التنوع العرقي واحتمالية تأثيره على النتيجة، ثم تمت مراجعة ذلك من قبل مختصين، كما يتم إجراء مرحلة «التحقق المحلي» في مركز القراءة لدينا داخل سلطنة عُمان، الذي أُنشئ تزامنًا مع إطلاق البرنامج، للتأكد من توافق النتائج مع المعايير الإكلينيكية المحلية وضمان دقتها على المرضى.
ووضّح أنّ هناك توجهًا لتجميع صور وقاعدة بيانات محلية، مع الأخذ بعين الاعتبار الخصائص السكانية والوبائية المحلية ومراعاة الخصوصية، لتدريب الخوارزميات على أنماط الحالات الشائعة محليًّا حيث سيسهم هذا التطوير في تحسين دقة التشخيص وتقليل أخطاء التقدير، من خلال بناء برنامج ذكاء اصطناعي محلي.
وقال: إنه يتم العمل على التنسيق مع برامج الفحص الدوري لمرضى السكري بحيث يتم دمج فحص اعتلال الشبكية مع فحوصات أخرى مثل فحص القدم السكري، وفحوص الكلى، وفحص ضغط الدم، لتقديم رزمة خدمات متكاملة في زيارة واحدة، مما يسهل على المريض ويرفع نسب الالتزام، كما تتم دراسة إضافة الكشف المبكر عن النزول الأسود ضمن الحزمة نفسها.
وأكّد الدكتور ماجد بن سالم الشعيبي استشاري أمراض الشبكية والتهابات العين الداخلية على أهمية توعية مرضى السكري بأهمية الفحص المبكر لاعتلال الشبكية عبر الأطباء والممرضين في عيادات السكري، إضافة إلى رسائل التذكير الإلكترونية والاتصالات الهاتفية، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمواد التوعوية المطبوعة والمصورة لتوضيح مخاطر تأجيل الفحص وفوائد الكشف المبكر، مشيرًا إلى وجود حملات تثقيفية موازية في المجتمع لزيادة الإقبال على الفحص وتعزيز الوعي لدى المرضى وأسرهم، وتشجعهم على إجراء الفحص حتى قبل ظهور أي أعراض.
ويُسهم المشروع الوطني لفحص اعتلال شبكية العين لمرضى السكري باستخدام تقنيات الذّكاء الاصطناعي في تقليل خطر فقدان البصر وتقديم العلاج في الوقت المناسب، ويستهدف جميع الأفراد الذين شُخِصت إصابتهم بمرض السكري من النوع الأول والثاني.
وتُعدُّ سلطنة عُمان ثالث دولة على مستوى العالم تقوم بهذا المشروع مما يؤكّد مواكبتها للجوانب التقنية والرقمية لتبني أحدث التقنيات وتوظيف الذّكاء الاصطناعي لتعزيز وتحسين دقة التشخيص، وتوفير الوقت والتكلفة، في الكشف عن اعتلال شبكية العين لمرضى السكري.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: اعتلال الشبکیة عن اعتلال المبکر عن
إقرأ أيضاً:
الأوقاف المغربية تكشف عن برنامج ضخم لتكوين 48 ألف إمام في 3 سنوات
أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية عن انطلاق برنامج تأهيلي واسع يهدف إلى تطوير الكفاءات العلمية والمعرفية للقيمين الدينيين عبر مخطط تكويني يمتد لثلاث سنوات (2024-2026)، يستفيد منه نحو 48 ألف إمام مساجد سنويًا، في خطوة تعكس اهتمام الوزارة بتعزيز التأهيل العلمي والروحي للمواطنين.
ويأتي هذا الإعلان في رد كتابي من وزير الأوقاف أحمد التوفيق على سؤال برلماني، حيث أوضح أن البرنامج يندرج ضمن خطة ميثاق العلماء التي يشرف عليها المجلس العلمي الأعلى، ويشمل تأهيلاً علميًا متينًا للأئمة، إضافة إلى دعم قدراتهم في مجالات التواصل والتدبير، والتكوين المتخصص في لغة الإشارة والتواصل الأسري، بالتنسيق مع وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة.
ويشارك في تأطير هذا البرنامج 1,447 مؤطراً، وبلغت نسبة حضور الأئمة في لقاءات عام 2025 حوالي 94.5% من المدعوين، ما يدل على نجاح المبادرة وتفاعل القيمين الدينيين معها.
كما أعلنت الوزارة عن فتح باب التسجيل للفوج الثاني والعشرين بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدات لعام 2026، والذي يضم 150 إماماً و100 مرشدة، مع شروط قبول محددة تشمل حصول المترشحين على الإجازة أو ما يعادلها، وعدم تجاوز سنهم 45 سنة، بالإضافة إلى حفظ القرآن كاملاً للأئمة وسور محددة للمرشدات.
مدة الدراسة في المعهد تبلغ 12 شهراً يحصل خلالها الطلبة على منحة شهرية قدرها 2000 درهم، ويتوقع تعيين الخريجين بعقود عمل في المساجد بأجور تعادل أجر متصرف من الدرجة الثالثة. وحددت الوزارة يوم الجمعة 29 أغسطس 2025 كآخر أجل لإيداع ملفات الترشيح عبر البريد الإلكتروني.
يُعد برنامج تكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات الذي تشرف عليه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، أحد الركائز الأساسية للإصلاح الديني في المملكة. يهدف هذا البرنامج إلى تأهيل القيمين الدينيين بالمعرفة الشرعية والتواصلية، بما يتماشى مع ثوابت المملكة في مجال التدين المعتدل.
الأسباب الدافعة لإطلاق البرنامج
ـ مواكبة التحولات المجتمعية: في ظل التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية، أصبح من الضروري تأهيل الأئمة والمرشدين لمواكبة هذه التحولات، خاصة في مجالات التواصل الرقمي والتفاعل مع قضايا الأسرة والمجتمع.
ـ تعزيز الوسطية والاعتدال: تقول السلطات المغربية إنها تسعى إلى تعزيز قيم الإسلام المعتدل، والابتعاد عن مظاهر الغلو والتطرف، من خلال تكوين أئمة ومرشدين قادرين على نشر هذه القيم بين المواطنين.
ـ تلبية الطلبات الدولية: استجابة لطلبات من دول إفريقية وأوروبية، تم إنشاء معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، لتأهيل الأئمة والمرشدين من هذه الدول وفق النموذج الديني المغربي.
الأهداف الرئيسية للبرنامج
ـ تكوين علمي متين: تزويد الأئمة والمرشدين بالمعرفة الشرعية والفقهية، مع التركيز على المذهب المالكي الذي يمثل مرجعية المملكة.
ـ تعزيز مهارات التواصل: تدريب الأئمة والمرشدين على مهارات التواصل الفعّال، بما في ذلك لغة الإشارة والتواصل الأسري، لتلبية احتياجات مختلف فئات المجتمع.
ـ مواكبة التحولات الرقمية: تأهيل الأئمة والمرشدين لاستخدام وسائل التواصل الحديثة، مثل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، للتفاعل مع الشباب والمجتمع الرقمي.
ـ توسيع دائرة التأثير: من خلال استقبال طلبة من دول مختلفة، يسعى البرنامج إلى نشر القيم الدينية المعتدلة على مستوى دولي، وتعزيز مكانة المغرب كمرجعية دينية.
مخرجات البرنامج
ـ عدد المستفيدين: يستفيد سنويًا من البرنامج حوالي 48,000 إمام ومرشد، يتم تأطيرهم من قبل 1,447 مؤطرًا.
ـ مدة التكوين: تتراوح مدة التكوين بين 12 شهرًا و3 سنوات، حسب البرنامج الدراسي والمستوى المطلوب.
ـ الدعم المالي: يحصل الطلبة خلال فترة التكوين على منحة شهرية قدرها 2,000 درهم، مع توفير الإيواء والإطعام.
ـ التعيين بعد التخرج: يتم تعيين الخريجين بعقود عمل في المساجد، بأجور تعادل أجر متصرف من الدرجة الثالثة.
ويقول القائمون على برنامج تكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات بأنه خطوة استراتيجية نحو تعزيز القيم الدينية المعتدلة في المجتمع المغربي، ومواكبة التحولات الحديثة في مجال التواصل والتكنولوجيا. وأنه من خلال هذا البرنامج، تسعى المملكة إلى تأهيل جيل جديد من القيمين الدينيين القادرين على مواجهة التحديات المعاصرة، والحفاظ على الهوية الدينية الوطنية.