العُمانية: نجح البرنامج الوطني للكشف المبكر عن اعتلال الشبكية لدى مرضى السكري باستخدام تقنيات الذّكاء الاصطناعي في معاينة أكثر من 10 آلاف مريض مستحق للفحص، ويعكس هذا النجاح سرعة وتيرة التنفيذ وأثر البرنامج في تعزيز الوقاية من مضاعفات اعتلال الشبكية وحماية مرضى السكري من خطر فقدان البصر.

وتمكّن البرنامج الوطني للكشف المبكر عن اعتلال الشبكية لدى مرضى السكري باستخدام تقنيات الذّكاء الاصطناعي، من توسيع نطاق خدماته ليشمل 25 موقعًا صحيًّا في مختلف محافظات سلطنة عُمان.

ويأتي هذا التوسع ضمن الجهود الوطنية الرامية إلى تحسين جودة خدمات طب العيون، وتوظيف التقنيات الحديثة والذّكاء الاصطناعي لدعم التشخيص المبكر وتسهيل وصول المرضى إلى خدمات الفحص والعلاج في الوقت المناسب.

وقال الدكتور ماجد بن سالم الشعيبي استشاري أمراض الشبكية والتهابات العين الداخلية بمستشفى النهضة، المدير التشغيلي للبرنامج الوطني للكشف المبكر عن اعتلال الشبكية لدى مرضى السكري باستخدام تقنيات الذّكاء الاصطناعي لوكالة الأنباء العُمانية: منذ بدء تنفيذ البرنامج على مستوى وطني، تمكّنا خلال أقل من ستة أشهر من فحص أكثر من عشرة آلاف مريض، حيث تم اكتشاف عدد من حالات اعتلال الشبكية في مراحل مبكرة قبل ظهور أعراض واضحة للمريض.

وأضاف أنّ البيانات الأولية تُشير إلى أنّ نسبة الحالات المكتشفة تتجاوز 30 بالمائة من مجموع الحالات التي خضعت للفحص، وهو ما لم يكن ممكنًا بالفاعلية نفسها قبل إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وبيّن أنّ اعتلال الشبكية السكري مرض صامت في مراحله الأولى، وعادة ما يكتشف بعد حدوث مضاعفات خطيرة إذ يسمح التشخيص المبكر بالتدخل العلاجي السريع، سواء بالمتابعة الدقيقة أو العلاج بالليزر أو الحقن داخل العين، مما يقلل بشكل كبير من احتمالية تطور المرض إلى المراحل المتقدمة التي قد تؤدي إلى فقدان البصر الدائم، كما أنّ هذا التدخل المبكر يتماشى مع التوصيات العالمية للحدّ من العمى الناتج عن مضاعفات السكري.

وحول آلية تحويل المرضى الذين يتم اكتشاف إصابتهم إلى مراكز العلاج المتخصّصة ذكر أنه تم ربط البرنامج إلكترونيًّا بنظام السجلات الصحية الوطنية (نظام الشفاء)، بحيث يتم تحويل المرضى الذين يُكتشف إصابتهم بالدرجات التي تحتاج للتقييم أو العلاج مباشرة إلى عيادات العيون المتخصصة في المستشفيات المرجعية إذ يتم تحديد الأولوية وفق شدة الحالة، لضمان وصول المرضى الأكثر احتياجًا للعلاج في أسرع وقت ممكن.

ولفت إلى أنّ البرنامج يستخدم أنظمة تحليل صور قاع العين بالذّكاء الاصطناعي المعتمدة عالميًّا، والقادرة على اكتشاف اعتلال الشبكية السكري بدرجاته المختلفة، فالتقنية تعمل وفق خوارزميات متقدمة تعتمد على التعلم العميق للتصنيف الآلي للصور، وتوفر النتيجة خلال ثوانٍ من التقاط الصورة.

وأشار إلى أنه تم تدريب الأنظمة على مئات الآلاف من الصور عالية الجودة من مصادر عالمية، وتم التحقق من جودة النظام في مناطق مختلفة من العالم، مع الأخذ بالاعتبار التنوع العرقي واحتمالية تأثيره على النتيجة، ثم تمت مراجعة ذلك من قبل مختصين، كما يتم إجراء مرحلة «التحقق المحلي» في مركز القراءة لدينا داخل سلطنة عُمان، الذي أُنشئ تزامنًا مع إطلاق البرنامج، للتأكد من توافق النتائج مع المعايير الإكلينيكية المحلية وضمان دقتها على المرضى.

ووضّح أنّ هناك توجهًا لتجميع صور وقاعدة بيانات محلية، مع الأخذ بعين الاعتبار الخصائص السكانية والوبائية المحلية ومراعاة الخصوصية، لتدريب الخوارزميات على أنماط الحالات الشائعة محليًّا حيث سيسهم هذا التطوير في تحسين دقة التشخيص وتقليل أخطاء التقدير، من خلال بناء برنامج ذكاء اصطناعي محلي.

وقال: إنه يتم العمل على التنسيق مع برامج الفحص الدوري لمرضى السكري بحيث يتم دمج فحص اعتلال الشبكية مع فحوصات أخرى مثل فحص القدم السكري، وفحوص الكلى، وفحص ضغط الدم، لتقديم رزمة خدمات متكاملة في زيارة واحدة، مما يسهل على المريض ويرفع نسب الالتزام، كما تتم دراسة إضافة الكشف المبكر عن النزول الأسود ضمن الحزمة نفسها.

وأكّد الدكتور ماجد بن سالم الشعيبي استشاري أمراض الشبكية والتهابات العين الداخلية على أهمية توعية مرضى السكري بأهمية الفحص المبكر لاعتلال الشبكية عبر الأطباء والممرضين في عيادات السكري، إضافة إلى رسائل التذكير الإلكترونية والاتصالات الهاتفية، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمواد التوعوية المطبوعة والمصورة لتوضيح مخاطر تأجيل الفحص وفوائد الكشف المبكر، مشيرًا إلى وجود حملات تثقيفية موازية في المجتمع لزيادة الإقبال على الفحص وتعزيز الوعي لدى المرضى وأسرهم، وتشجعهم على إجراء الفحص حتى قبل ظهور أي أعراض.

ويُسهم المشروع الوطني لفحص اعتلال شبكية العين لمرضى السكري باستخدام تقنيات الذّكاء الاصطناعي في تقليل خطر فقدان البصر وتقديم العلاج في الوقت المناسب، ويستهدف جميع الأفراد الذين شُخِصت إصابتهم بمرض السكري من النوع الأول والثاني.

وتُعدُّ سلطنة عُمان ثالث دولة على مستوى العالم تقوم بهذا المشروع مما يؤكّد مواكبتها للجوانب التقنية والرقمية لتبني أحدث التقنيات وتوظيف الذّكاء الاصطناعي لتعزيز وتحسين دقة التشخيص، وتوفير الوقت والتكلفة، في الكشف عن اعتلال شبكية العين لمرضى السكري.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: اعتلال الشبکیة عن اعتلال المبکر عن

إقرأ أيضاً:

توصية بتكثيف الدراسات المناخية في جازان مع تطبيق الذكاء الاصطناعي

أوصت ورشة العمل التي نظمها مركز التغير المناخي التابع للمركز الوطني للأرصاد، تحت عنوان "مناخ جازان بين الماضي والمستقبل"، بضرورة تكثيف الدراسات المناخية التطبيقية في منطقة جازان، وإعادة تصنيف مناخها وفق التغيرات المرصودة، إلى جانب توظيف التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والنماذج المناخية المتقدمة لدعم عمليات الرصد والتنبؤ المستقبلي وصياغة الخطط التنموية الملائمة.

التطورات المناخية في المملكة

وعُقدت الورشة أمس الخميس، في مقر وزارة البيئة والمياه والزراعة بالرياض، بمشاركة عدد من المختصين والجهات ذات العلاقة، حيث ناقش المشاركون التطورات المناخية التي شهدتها المنطقة خلال العقود الماضية، والإسقاطات المستقبلية وأثرها في البيئة والقطاعات التنموية، إضافة إلى التحديات والفرص المتاحة لتعزيز الاستدامة البيئية والتنموية في جازان.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } توصية بتكثيف الدراسات المناخية في جازان مع تطبيق الذكاء الاصطناعي - اليوم

أخبار متعلقة بالسجل التجاري أو شهادة «سابر».. «المحتوى المحلي» تحدد 8 مسارات لإثبات المنشأاستراتيجية وطنية لدمج الصحة النفسية في خطط مواجهة الأزماتخدمات نوعية متكاملة لذوي الإعاقة وكبار السن في المسجد النبوي

وأكد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد والمشرف العام على المراكز الإقليمية الدكتور أيمن بن سالم غلام، أن المملكة تشهد تغيرات مناخية متسارعة تستدعي تعزيز الجاهزية الوطنية من خلال الرصد والتحليل العلمي ووضع إستراتيجيات دقيقة للتكيف مع هذه المتغيرات، مشيرًا إلى أن منطقة جازان تُعد من المناطق ذات الأهمية التنموية الكبرى، ما يجعل دراسة مناخها وتحولاته ركيزةً أساسية لدعم استدامة التنمية وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

تعزيز الأبحاث المتخصصة في جازان

من جهته أوضح المدير التنفيذي لمركز التغير المناخي الدكتور مازن بن إبراهيم عسيري، أن الورشة تأتي ضمن جهود المركز في دراسة التحولات المناخية التي تشهدها مناطق المملكة، لافتًا إلى أن جازان تُعد من أكثر المناطق تأثرًا بالتغير المناخي، الأمر الذي يستدعي تعزيز الأبحاث المتخصصة حول تأثيراته على الموارد المائية والقطاعات الاقتصادية، وتوسيع نطاق الدراسات التطبيقية في هذا المجال.
وأشار إلى أهمية استخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي والنماذج المناخية المتقدمة في تحليل البيانات ودعم متخذي القرار بالتوصيات العلمية الدقيقة التي تسهم في صياغة حلول مستدامة للتكيف مع التغيرات المناخية المتوقعة.

واختتمت الورشة أعمالها بالتأكيد على استمرار التعاون بين الجهات البحثية والتنموية في تنفيذ الدراسات المناخية الشاملة على منطقة جازان، وتعزيز بناء القدرات الوطنية في مجالات الرصد والتحليل المناخي، في إطار جهود المركز الوطني للأرصاد لتطوير المنظومة البحثية المناخية الوطنية، ودعم الخطط التنموية والبيئية وفق أسس علمية دقيقة تسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يحاول إقناع المستخدمين بمواصلة المحادثة
  • كيف يمكن أن تتفوق الصين في سباق الذكاء الاصطناعي؟
  • إطلاق أول ماجستير مهني في الذكاء الاصطناعي بالرعاية الصحية في جامعة الجلالة
  • وادي السيليكون يخشى انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي سرّع تفشّيها.. كيف تميّز بين الحقائق والمعلومات المضللة؟
  • خبراء صحة: الذكاء الاصطناعي يخلق شعورا بالتشويس النفسي
  • وزير الري: نستخدم الذكاء الاصطناعي في إدارة الموارد المائية
  • جوجل تعيد ابتكار البحث بالصور عبر الذكاء الاصطناعي
  • هل اقتربنا من سيناريوهات انفجار الذكاء الاصطناعي؟
  • توصية بتكثيف الدراسات المناخية في جازان مع تطبيق الذكاء الاصطناعي