في ظل التوترات الإقليمية والتحركات العسكرية، عاد إلى الواجهة مجددا الحديث عن المخطط الإسرائيلي للسيطرة الكاملة على قطاع غزة

وهذا المخطط لا يقتصر على العمل العسكري فحسب، بل يمتد إلى تصورات استراتيجية تشمل تهجير السكان وإعادة رسم خريطة المنطقة، بما يخدم أهداف الاحتلال الإسرائيلي.

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن تشهد الساحة الإقليمية والدولية خلال الأسبوعين القادمين حراكا دبلوماسيا مكثفا يرجح أن يفضي إلى تهدئة ملموسة في قطاع غزة، وتشير المعطيات إلى أن هناك جهودا متسارعة تقودها كل من مصر وقطر وتركيا، إلى جانب تنسيق متواصل مع الجانب الأمريكي.

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن كل تلك الجهود تهدف جميعها إلى بلورة مبادرة شاملة تضمن وقف إطلاق النار، وتمهد للتوصل إلى اتفاق متكامل بشأن صفقة تبادل المحتجزين.

وأشار فهمي: "ولا تقتصر التحركات المصرية على الجانب السياسي فحسب، بل تمتد أيضا إلى المجالات الميدانية والإنسانية، وتشمل هذه الجهود تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، والعمل على ضمان انسحاب القوات الإسرائيلية وفق خريطة انتشار جديدة تساهم في تهدئة التوترات وتهيئة الأجواء لاستئناف المسار التفاوضي بشكل فعال ومستدام".

وقد كشف اللواء الاحتياط في جيش الاحتلال، جيورا آيلاند، في نوفمبر 2008 عن خطة تفصيلية تنطلق من مبدأ "تبادل الأراضي"، تقضي بتهجير سكان قطاع غزة إلى مناطق في شمال سيناء المصرية، بزعم أن القطاع – بمساحته الحالية – لا يمكن أن يشكل جزءا من دولة فلسطينية قابلة للحياة.

وتقترح الخطة إضافة ما بين 400 إلى 600 كيلومتر مربع من الأراضي المصرية إلى قطاع غزة، تمتد على طول الساحل بعمق 20 كيلومترا وبطول 30 كيلومترا جنوبا، ما يتيح – وفق رؤية آيلاند – بناء مدينة جديدة تسع لمليون نسمة، مع إقامة ميناء بحري ومطار دولي.

وتستند هذه الخطة إلى رؤية استراتيجية تهدف إلى إعادة هندسة الواقع الديموغرافي والجغرافي في المنطقة، لصالح الاحتلال الإسرائيلي، من خلال ترتيبات إقليمية معقدة تشمل إسرائيل، والأردن، وفلسطين، ومصر.

ترامب يرفض الخطة 

في ضوء هذه المخططات، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن تراجعه عن دعم خطة إسرائيل لاحتلال قطاع غزة بالكامل، مؤكدا أن تنفيذ مثل هذا المخطط لن يكون في صالح إسرائيل، ولا في مصلحة الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس داخل القطاع.

وسبق، وقال ترامب، خلال تصريحات إعلامية أدلى بها، إنه لم يعد يؤيد مخطط تل أبيب لشن هجوم واسع وفرض سيطرة كاملة على غزة، محذرا من أن هذه الخطوة "لن تغير شيئا من الواقع القائم"، كما أنه لا يعتقد أن حماس ستفرج عن الرهائن بعد تنفيذ مثل هذا المخطط.

مصر والسعودية ترفضان خطة الاحتلال الإسرائيلي لغزة وتدعوان لوقف فوري لإطلاق النارمدير مكتب وزير الدفاع الاحتلال يمنع رئيس الأركان من دخولهمكالمة هاتفية مع نتنياهو 

وجاءت هذه التصريحات بعد مكالمة هاتفية أجراها ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأحد الماضي، وصفها ترامب بأنها كانت "جيدة جدا". 

وخلال المكالمة، ناقش نتنياهو مع ترامب خطة السيطرة على ما تبقى من معاقل حماس داخل غزة، في محاولة للإفراج عن الرهائن وتحقيق "انتصار حاسم" ضد الحركة.

ورغم تأكيد نتنياهو عزمه المضي قدما في هذه الخطة، فإن تصريحات ترامب تمثل تحولا واضحا في الموقف الأمريكي السابق، وتطرح تساؤلات حول مستقبل الدعم الدولي لإسرائيل في ظل تصاعد التحفظات الإقليمية والدولية، ومعارضة قادة عسكريين إسرائيليين يحذرون من خسائر فادحة قد تنجم عن أي تصعيد جديد في غزة.

جيش الاحتلال: تعزيز الجاهزية وتعبئة الاحتياط أولوية في المرحلة المقبلة12 شهيدا بنيران جيش الاحتلال في غزة منذ فجر اليوم طباعة شارك الاحتلال إسرائيل العدوان الإسرائيلي غزة قطاع غزة تهجير سكان غزة تهجير الفلسطينيين خطة الاحتلال

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاحتلال إسرائيل العدوان الإسرائيلي غزة قطاع غزة تهجير سكان غزة تهجير الفلسطينيين خطة الاحتلال قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

تحليل صور أقمار صناعية يكشف معلومات مغلوطة عن حشود إسرائيلية جديدة لعملية في غزة

أثار تقرير نشرته شبكة إن بي سي نيوز "NBC News" الأميركية، مدعوما بصور أقمار صناعية حديثة، موجة من التساؤلات والتشكيك على منصات التواصل، بعد أن زعم وجود استعدادات عسكرية إسرائيلية لشن عملية برية جديدة داخل قطاع غزة.

التقرير، الذي نشر في 8 أغسطس/آب الجاري، حظي بتداول واسع عالميا، ولاقى صدى ملحوظا على منصات التواصل الاجتماعي، في وقت كانت فيه وسائل إعلام عربية ودولية تتناقله على نطاق كبير، خاصة أنه تزامن مع تصريحات مسؤولين إسرائيليين عن عملية مرتقبة في القطاع.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل أدى ترامب رقصته الشهيرة بحضور الصحفيين في البيت الأبيض؟list 2 of 2شبان مسلمون يعتدون على فتيات هندوسيات بالهند.. ما الحقيقة؟end of list

وأوضحت الشبكة الأميركية أنها استندت في تحقيقها إلى صور أقمار صناعية تظهر ما قالت إنها حشود إسرائيلية في معبر كارني (Karni Crossing) (معبر المنطار) الواقع شرق مدينة غزة على خط التماس الفاصل بين القطاع وإسرائيل.

كما نقلت عن مسؤولين أميركيين اطلعوا على الصور قولهم إنها قد تكون مؤشرا على قرب تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق.

تقرير لشبكة إن بي سي نيوز الأميركية عن استعدادات الجيش الإسرائيلي لعملية عسكرية على مدينة غزة

لكن تحليلا أجراه فريق الجزيرة تحقق، بالاعتماد على مراجعة دقيقة لصور الأقمار الصناعية ومتابعة سير العمليات الميدانية، كشف أن هذه المعلومات مغلوطة، وأن الحشود التي ظهرت في الصور ليست جديدة، بل موجودة في الموقع ذاته منذ أوائل يوليو/تموز الماضي.

التسلسل الزمني للأحداث

في أول أبريل/نيسان الماضي، شرع الجيش الإسرائيلي في تنفيذ عملية عسكرية شرق مدينة غزة، بمشاركة وحدات قتالية وهندسية محدودة.

آنذاك، أصدر جيش الاحتلال أوامر إخلاء عاجلة للسكان في حي الشجاعية وأحياء الجديدة والتركمان، وحثهم على الانتقال إلى مراكز إيواء غربي المدينة.

#عاجل ‼️ انذار خطير وعاجل الى سكان قطاع غزة المتواجدين في منطقة الشجاعية وأحياء الجديدة، التركمان، توسعة نفوذ والزيتون الشرقي

⭕️جيش الدفاع بصدد العمل بقوة شديدة في مناطقكم لتدمير البنية التحتية الإرهابية.

⭕️من أجل سلامتكم عليكم اخلاء هذه المناطق فوراً والانتقال الى مراكز… pic.twitter.com/mIsd6v65Gf

— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) April 3, 2025

إعلان

وبعد مرور 3 أشهر، وتحديدا في مطلع يوليو/تموز الماضي، قرر الجيش الإسرائيلي توسيع نطاق العملية، ودفع مزيد من الوحدات القتالية إلى الميدان لتعزيز قواته على الأرض.

#عاجل ‼️تحذير خطير الى كل المتواجدين في منطقة مدينة غزة وجباليا وفي أحياء الزيتون الشرقي، البلدة القديمة، التركمان، اجديدة، التفاح، الدرج، الصبرة، جباليا البلد، جباليا النزله، معسكر جباليا، الروضة، النهضة، الزهور، النور، السلام وتل الزعتر
⭕️جيش الدفاع يعمل بقوة شديدة جداً في هذه… pic.twitter.com/xFEX5aUxK6

— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) June 30, 2025

تحليل صور الأقمار الصناعية

تُظهر صور أقمار صناعية ملتقطة في 5 يوليو/تموز 2025 استخدام معبر كارني (معبر المنطار) -الذي تسيطر عليه إسرائيل بالكامل- لأول مرة كموقع لتحشيد الآليات العسكرية ونصب خيام للقيادة والسيطرة.

ويكشف تحليل هذه الصور أن الكثافة المحدودة للآليات في الموقع تعود إلى تموضع جزء كبير من القوات داخل قطاع غزة نفسه.

كما توثق صور أخرى ملتقطة في 6 يوليو/تموز الماضي، لمنطقة شرق مدينة غزة، تمركز الحشود الإسرائيلية على 3 محاور هجومية رئيسية: شمالي القطاع، ووسطه، وجنوبه، في توزيع ميداني ينسجم مع تكتيك الضغط المتزامن على أكثر من جبهة.

خريطة توضيحية تظهر الحشود العسكرية شرق مدينة غزة وقلة كثافة الحشود في معبر كارني (بلانت)

 

وفي بداية أغسطس/آب الجاري، لاحظ فريق "الجزيرة تحقق" انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من المحورين الجنوبي والأوسط، مع بقاء الحشود في المحور الشمالي فقط، وفقا لما رصدته صور أقمار صناعية ملتقطة بتاريخ 3 أغسطس/آب 2025.

كما أظهرت صور الأقمار الملتقطة بتاريخ 8 أغسطس/آب الجاري لمعبر كارني أن القوات المنسحبة، عادت إلى نقطة التحشيد في المعبر، مما أدى إلى زيادة واضحة في عدد الآليات بالموقع.

خريطة توضيحية تظهر انسحاب القوات الإسرائيلية من محورين وزيادة كثافة الحشود في معبر كارني (بلانت)عودة قوات وإعادة تموضع

وخلص فريقنا إلى أن صور الأقمار التي استندت إليها شبكة "إن بي سي"، قبل أيام، لا تعكس استقدام قوات جديدة، بل عودة قوات كانت منتشرة داخل غزة منذ أوائل يوليو/تموز.

كما أن توصيف هذه الحشود على أنها "حشود جديدة" غير دقيق، بل إنها جزء من إعادة تموضع القوات القائمة بالفعل.

مقالات مشابهة

  • عضو المجلس الوطني الفلسطيني: شعبنا يعول على الجهود المصرية لوقف الحرب وإعمار غزة
  • ترامب يفاجئ إسرائيل بعدم تأييده احتلال غزة| وخبير يكشف المشهد
  • مصر والسعودية ترفضان خطة الاحتلال الإسرائيلي لغزة وتدعوان لوقف فوري لإطلاق النار
  • المرة الأولى.. مجلس الحكماء يتهم الاحتلال بارتكاب إبادة جماعية في غزة
  • الشيخ يطلع "ثوري فتح" على الجهود المبذولة لوقف حرب الإبادة في غزة
  • عشرات الشهداء يتقدمهم طاقم الجزيرة في التصعيد الإسرائيلي على غزة
  • مصر أكتوبر: البيان العربي الإسلامي المشترك رسالة قوية لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة
  • تحليل صور أقمار صناعية يكشف معلومات مغلوطة عن حشود إسرائيلية جديدة لعملية في غزة
  • الاحتلال يصعد ومصر تتحرك.. لا لتهجير الفلسطينيين| وخبير: الرؤية المصرية هدفها واضح