غزة- مدلين خلة - صفا "نحن لا نبحث عن الجديد، فقط نريد ما يسترنا".. بهذه الكلمات تصف الخمسينية ليندا معروف حال أبنائها في ظل شح الملابس والأحذية، وانعدام القدرة الشرائية على اقتناء المتوفر منها، بسبب ارتفاع ثمنها.  لم يكن أمام معروف حلٌ سوى ترقيع الثياب البالية وخياطة الأحذية المهترئة يدويًا، في محاولة منها لستر أبنائها واستخدام القطعة منها لوقت أطول من المعتاد على أمل انتهاء الأزمة في وقتٍ قريب.

معاناة لا تتوقف تقول معروف لوكالة "صفا": "لا يوجد أمامي حلول سوى إعادة خياطة الممزق من ثياب أبنائي القديمة عدة مرات، نحن نتطلع إلى تغطية الجسد لا إلى المظهر العام". وتضيف "في الوقت الذي اهترئّت فيه ثياب ابني الصغير قررتُ التوجه إلى السوق لشراء غيارين له، إلا أنني صُعقت بالثمن الباهظ لزي الرياضة، البالغ ثمنه 45 شيقلًا، بعدما كان يُباع سابقًا بـ5 شواقل فقط". وتتابع "واصلتُ بحثي كي أحظى ببائع لم تُغيره الحرب، لكن دون جدوى، فالأسعار فلكية، ولا نستطيع اقتناء الملابس الجديدة لأطفالنا، لذلك قررتُ العودة أدراجي وترقيع ما لديه من ثياب". و"لا يختلف سوق الأحذية عن الملابس، فالباعة هنا يتحججون بغلاء التنسيق وتكدس بضاعتهم على المعابر وعدم السماح بدخولها، الأمر الذي يجعلهم يرفعون ثمن ما لديهم من بضاعة لتقليل خسائرهم".  وتشير معروف إلى أنها اعتمدت على الخياطة اليدوية، لإصلاح المهترء والممزق من ملابس وأحذية أبنائها. وتساءلت "ما هو الذنب الذي ارتكبه الصغار حتى تتحول حياتهم إلى جهنم؟، ألا يجدوا ما يستر أجسادهم ويقيهم حرارة شهر آب؟". ولم تعد المعاناة في قطاع غزة تقتصر على الجوع والقصف والقتل اليومي، بل تعدى ذلك ثانويات الحياة، وأدق تفاصيلها من انعدام الملبس والسير بأقدام حافية تحت لهيب الصيف، لينتهي الحال بهم يعانون من ضربة شمس وارتفاع في الحرارة دون دواء يُخفف حدة ألمهم. لا مكان لرفاهية الاختيار في غزة، لأن الحصول على حذاء بدون نعلٍ أصبح أمنية يحلم بها أهالي غزة الذي يقاسون الوجع والألم تحت وطأة حرب إسرائيلية مدمرة طالت كل مناحي الحياة. ومنذ حرب الإبادة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتشديد الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، يمنع جيش الاحتلال إدخال معظم السلع والبضائع لغزة، بما فيها الملابس الجاهزة والأحذية، ما فاقم معاناة المواطنين. أسعار مضاعفة المواطنة شيماء الهسي تقول لوكالة "صفا": "اضطررتُ إلى التوجه لمحل (البالة)، بيع الملابس المستخدمة، على أمل أن تكون الأسعار مناسبة وأشتري بعض الملابس لشقيقاتي، لكتي تفاجأتُ بارتفاع ثمن القطع أضعاف مضاعفة". وتضيف "حاولت تفصيل ملابس من أقمشة حصلت عليها من مركز إيواء، لكن دون جدوى، لأن الثياب ممزقة، وغير صالحة، والأقمشة لا تكفي، حتى الإبر والخيط ارتفع ثمنها". وتضطر الهسي إلى ارتداء ما كانت ترتديه منذ العام 2023، قائلة: "كل شيء تغيّر إلا ثيابنا، ومع الحرب، ونقص الماء، باتت الملابس متسخة طوال الوقت، فلا كهرباء لنغسل، ولا مياه كافية لتنظيفها". وتردف "في مخيم الإيواء نُغطي أقدامنا ببعض قطع القماش أو البطانيات الممزقة، والتي تم خياطتها على شكل حذاء أو جوارب سميكة تقي حرارة الرمال، أما حين نضطر للخروج فهناك حذاء وحيد مهترئ ومشقوق، لكنه ما زال يصلح للمشي". وعمّد حيش الاحتلال خلال حربه المتواصلة، إلى تدمير معظم المصانع والمنشآت الاقتصادية والتجارية في القطاع، ما أدى إلى توقف تام في خطوط الإنتاج المحلية، والتي كانت تُغطي جزءًا من احتياجات السكان. 

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: غزة نقص الملابس حرب الإبادة

إقرأ أيضاً:

معرض مجاني لتوزيع الملابس الجديدة في 7 قرى بكفر الشيخ

نظمت جمعية الأورمان تحت رعاية مديرية التضامن الاجتماعي بكفر الشيخ، بقيادة السيد مسلم، معرضًا جديدًا لتوزيع الملابس الجديدة مجانًا على 500 أسرة ضمن الأسر الأولى بالرعاية والأيتام وغير القادرين بقرى الرغامة ومعزوز والمثلث والرصيف وقرية 73 وقرية 74 وقرية الحاج علي بمركز الرياض بمحافظة كفر الشيخ.

جاء ذلك تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية وحرصًا على النهوض بالأسر الأولى بالرعاية والأكثر استحقاقًا وتقديم كافة أوجه الدعم والرعاية المناسبة لرفع المعاناة عن كاهلهم، وليحيوا حياة كريمة.

وأكد اللواء ممدوح شعبان، مدير عام جمعية الأورمان، أن الهدف من تنظيم معارض الملابس الجديدة على الأيتام وغير القادرين هو تخفيف العبء عن أسرهم، ولإدخال روح البهجة عليهم، مشددًا على ضرورة التأكد من حالة الأشخاص الذين استفادوا من المعرض، وذلك حتى يصل الدعم إلى مستحقيه بشكل سليم، دون مجاملة لأحد، والتأكد من سلامة المعلومات للمتقدمين للحصول على المساعدة.

وأشار إلى أن تنظيم معارض الملابس الجديدة على الأيتام وغير القادرين جاء استكمالًا لما قدمته الجمعية ومنذ انطلاق عملها الخيري قبل أكثر من 25 عامًا وتضع الطفل اليتيم على رأس أولويات عملها الخيري في جميع أنشطتها التي امتدت لنواحي وأنشطة خيرية متعددة وأثمرت بشكل كبير في مجال تحسين معيشة عدد كبير من الأسر الأولى بالرعاية والأكثر احتياجًا في محافظة كفر الشيخ، مشيرا إلى أن الجمعية تقدم خدماتها لأكثر من مليون طفل يتيم على مستوى الجمهورية.

وأضاف أن الجمعية بمحافظة كفر الشيخ نفذت عددًا كبيرًا من المشروعات الخيرية ومنها بجانب تنمية القرى الفقيرة تسليم مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر للسيدات الأرامل غير القادرات والأسر غير القادرة، كذلك مساعدة شرائح غير القادرين بالمحافظة من مرضى القلب والعيون لإجراء الجراحات المطلوبة وصرف الدواء اللازم بعد توقيع الكشف لدى أفضل المؤسسات الطبية في المحافظة وفي القاهرة، كذلك توزيع المساعدات الموسمية على شرائح غير القادرين في المحافظة من شنطة رمضان وبطاطين الشتاء ولحوم الأضاحي.

طباعة شارك كفر الشيخ أخبار كفر الشيخ قرى معرض ملابس

مقالات مشابهة

  • معرض مجاني لتوزيع الملابس الجديدة في 7 قرى بكفر الشيخ
  • إسرائيل تجري محادثات مع جنوب السودان لتهجير الغزيين إليه
  • الخطوط الكويتية ترفع شكوى ضد عميل انتقد أسعارها .. فيديو
  • معاناة الطلاب الغزيين في الحصول على شهادات بدل فاقد خلال الحرب
  • رواتب تحت المجهر: استقطاعات مالية غير منصفة تثقل كاهل الموظفين والمتقاعدين
  • هل يأثم الإنسان عند قراءته للقرآن حال لبسه حذاء علق به نجاسة.. الإفتاء توضح
  • ملابس الحماية من الأشعة فوق البنفسجية.. من يحتاج إليها؟
  • متى تحتاجين لارتداء ملابس الحماية من الأشعة فوق البنفسجية؟
  • حين يتحول الأثاث إلى وقود.. حكايات الغزيين بين نار الحصار ولهيب الجوع