إطلاق مشروع تجريبي لاستخدام أعمدة مصنوعة من البوليمر بخطوط توزيع الكهرباء
تاريخ النشر: 13th, August 2025 GMT
الرياض
بإشراف من وزارة الطاقة، وفي إطار الجهود المستمرة لتعزيز استخدام المواد المبتكرة والمستدامة في القطاع، أعلن برنامج استدامة الطلب على البترول والشركة السعودية للكهرباء، عن إطلاق مشروع تجريبي مشترك يهدف إلى استخدام الأعمدة المصنوعة من البوليمر المدعّم بالألياف الزجاجية (GFRP Poles) في خطوط توزيع الكهرباء ذات الجهد المنخفض.
ويأتي هذا المشروع ضمن جهود منظومة الطاقة لتبني حلول مبتكرة ترفع كفاءة المشاريع من النواحي البيئية، والاقتصادية، والتقنية، بما يحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030، حيث تسهم هذه الأعمدة في المحافظة على البيئة بنسبة أعلى مقارنة بالمواد التقليدية، مما يجعلها جزءًا من الحلول المستدامة لمستقبل البنية التحتية، خاصة في ظل تصنيعها باستخدام مواد محلية، التي تعزز توطين مكونات قطاع الطاقة التي يقودها برنامج “نوطن” الذي أطلقته وزارة الطاقة.
وتمثّل هذه المبادرة نموذجًا للتعاون بين مختلف الجهات لتطوير حلول مبتكرة محلية الصنع تسهم في تحقيق الاستدامة وتعزيز الاقتصاد الوطني، وتعكس رؤية المملكة لتحقيق الاستفادة المثلى من مواردها الطبيعية، وقيادة التحول العالمي نحو استخدام المواد البوليمرية المستدامة مما يرسخ مكانتها في طليعة الدول الساعية نحو بناء مستقبل مستدام ومزدهر.
ويعكس المشروع الجهود المشتركة بين قطاع شؤون الكهرباء ووكالة التوطين والمحتوى المحلي وإدارة المخاطر في وزارة الطاقة، وبرنامج استدامة الطلب على البترول، والشركة السعودية للكهرباء، كونه خطوة نوعية لاستخدام الأعمدة المصنوعة من البوليمر المدعّم بالألياف الزجاجية، ضمن جهود المملكة لتصبح مركزًا عالميًا للصناعات البوليمرية المتقدمة.
ويبرز المشروع منهجية برنامج استدامة الطلب على البترول القائمة على تعزيز استخدام المواد البوليمرية بديلًا مبتكرًا ومستدامًا للمواد التقليدية في مختلف القطاعات، لتحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية من خلال شراكات إستراتيجية مع الجهات ذات العلاقة، ويؤكد التزام الشركة السعودية للكهرباء بتبني التقنيات الحديثة ذات الجدوى الاقتصادية التي تحقق كفاءة الأداء والاستدامة، والسعي نحو تعزيز الابتكار الصناعي، وتقليل الأثر البيئي، وزيادة الاعتماد على الموارد المحلية.
وبدأ المشروع التجريبي من خلال إقامة ورشة عمل متخصصة جمعت خبراء من مختلف المجالات لمناقشة الإمكانيات والتحديات، وتحديد فرص استخدام المواد البوليمرية، واختيرت أعمدة توزيع الكهرباء المصنوعة من البوليمر المدعّم بالألياف الزجاجية ضمن الفرص المستهدفة، نظرًا لكونها تمثل نقلة نوعية في تصميم البنية التحتية الكهربائية، لما تتمتع به من خصائص مبتكرة تضيف قيمة بيئية واقتصادية، وقدرة فائقة على مقاومة التآكل وتحمل الظروف البيئية القاسية، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لمناخ المملكة.
ولضمان توافق الأعمدة الجديدة مع معايير الأداء المطلوبة لدى الشركة السعودية للكهرباء، خضعت تصاميم الأعمدة البوليمرية للتقييم من قبل الخبراء المختصين، والتعاون مع عدة مصنعين، حيث قُيمت قدرات هذه المصانع الإنتاجية من خلال زيارات ميدانية واختبارات مكثفة، وتم إجراء تجربة ميدانية تضمنت تركيب 35 عمودًا في خمس مناطق مختلفة داخل المملكة، مع مراقبة الأداء في ظروف تشغيل مختلفة.
ومع انتهاء مرحلة تركيب الأعمدة وإطلاق المشروع التجريبي، سيُجرى تقييم شامل لأداء الأعمدة الجديدة باستخدام البيانات الميدانية لضمان تحقيق المعايير المطلوبة، ووضع خطة للتوسع في استخدام هذه التقنية على نطاق أوسع في المملكة مستقبلًا.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: أعمدة البوليمر مشروع تجريبي السعودیة للکهرباء استخدام المواد من البولیمر
إقرأ أيضاً:
رئيس سلطة الطاقة الفلسطينية لـ«الاتحاد»: منظومة الكهرباء في غزة تشهد انهياراً غير مسبوق
أحمد عاطف (رام الله)
أخبار ذات صلةقال المهندس أيمن إسماعيل، رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية الفلسطينية، إن قطاع الكهرباء في غزة يمر بمرحلة انهيار هي الأسوأ، بعدما تسببت الحرب الإسرائيلية في شلل شبه كامل للبنية التحتية، إذ إن الدمار طال الشبكات والمنشآت الحيوية على نطاق واسع، مما جعل الوصول إلى الكهرباء شبه مستحيل في معظم المناطق.
وأضاف إسماعيل، في تصريح لـ«الاتحاد» أن الأضرار شملت محطات التوليد ومشاريع الطاقة الشمسية وشبكات التوزيع الممتدة في مختلف محافظات غزة، مؤكداً أن هذه المنظومة التي كانت تعتمد عليها المستشفيات والمدارس والمرافق الحيوية لم تعد قادرة على العمل بشكل طبيعي.
وأوضح أن تعطل الكهرباء أدى إلى توقف محطات تحلية وضخ المياه ومعالجة الصرف الصحي، مما تسبب في تفاقم الظروف الإنسانية وتفشي الأمراض، في ظل ضعف قدرة المستشفيات على تشغيل أجهزتها الطبية. ونوه إسماعيل بأن المباني والمستودعات والمركبات التابعة لسلطة الطاقة وشركة توزيع الكهرباء تعرضت لدمار واسع، مشيراً إلى أن الخسائر المباشرة تجاوزت 700 مليون دولار، في حين تحتاج عملية إعادة الإعمار إلى نحو 1.5 مليار دولار، وذلك لإعادة شبكة الكهرباء إلى الحد الأدنى من قدرتها التشغيلية.
وذكر المسؤول الفلسطيني أن التحديات في الضفة الغربية لا تقل وطأة وإن كانت مختلفة بطبيعتها، إذ يعتمد الفلسطينيون على الطاقة المستوردة بنسبة كبيرة، بينما لم تتجاوز مساهمة الطاقة المتجددة 6 % من الاحتياجات، موضحاً أن القيود المفروضة على التوسع في مناطق (ج) تعوق تنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية والرياح، مما يحد من قدرة الفلسطينيين على تعزيز الإنتاج المحلي وتحقيق أمنهم الطاقي.
ولفت إسماعيل إلى أن الحكومة الفلسطينية أنهت مؤخراً سلسلة من التسويات المالية مع شركات التوزيع الكبرى في الضفة، وهذه الخطوات ترافقت مع إعادة هيكلة الشركات لضمان التزامها بدفع الفواتير، منوهاً بأن الحكومة تبذل كل الجهود التي تتضمن دفع فاتورة الكهرباء عن المخيمات بالكامل وتقديم دعم مالي لتفادي أي انهيار يهدد غزة والضفة.
وشدد على أن إعادة بناء قطاع الطاقة يمثل أولوية وطنية، وتعمل سلطة الطاقة وفق رؤية شاملة تركز على إعادة تأهيل الشبكات المتضررة في غزة وتطوير مشاريع الطاقة المتجددة لرفع الاعتماد على الإنتاج المحلي وتقليل الضغط على الشبكات التقليدية، موضحاً أن الجهود الجارية تشمل أيضاً تعزيز مصادر الطاقة المستدامة في المرافق الحيوية لضمان استمرارية الخدمة وتقليل الانقطاع.
وكشف رئيس سلطة الطاقة الفلسطينية عن أن العمل جارٍ على تنفيذ مجموعة من المشاريع الاستراتيجية في محافظة الخليل ومناطق أخرى بالضفة، وتشمل توسعة محطات التحويل وتطوير خطوط الضغط المتوسط وتركيب عدادات ذكية، إلى جانب إنشاء محطات خفض جديدة.