معلومات مصرفية وسجلات طبية... دراسة تكشف كيف تتسلل متصفحات الذكاء الاصطناعي إلى بياناتك الشخصية
تاريخ النشر: 13th, August 2025 GMT
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من المملكة المتحدة وإيطاليا، أن المساعدين المدمجين في متصفحات الإنترنت والمدعومين بالذكاء الاصطناعي قادرون على جمع بيانات شخصية شديدة الحساسية، تشمل معلومات مصرفية، وسجلات أكاديمية، وبيانات صحية، بل وحتى أرقام الضمان الاجتماعي، من مواقع يفترض أن تكون خاصة. اعلان
وبحسب الدراسة، التي اختبرت 10 من أشهر هذه المساعدات، من بينها ChatGPT التابع لشركة OpenAI، وCopilot من مايكروسوفت، وامتداد Merlin AI لمتصفح غوغل كروم، فقد جرى التقييم في سياقات متعددة، شملت التسوق عبر الإنترنت واستخدام منصات خاصة مثل بوابات الصحة الجامعية.
أظهرت الاختبارات أن جميع المساعدات، باستثناء Perplexity AI، قامت بجمع بيانات المستخدمين واستخدامها إما لتوصيفهم أو لتخصيص الخدمات المقدمة لهم، وهو ما قد يشكل انتهاكاً لقوانين حماية الخصوصية.
وقالت آنا ماريا ماندالاري، الأستاذة المساعدة في كلية لندن الجامعية وكبيرة مؤلفي الدراسة، في بيان صحفي: "هذه المساعدات تمتلك وصولاً غير مسبوق إلى سلوك المستخدمين عبر الإنترنت، بما في ذلك مجالات يجب أن تبقى خاصة. ورغم أنها توفر الراحة، إلا أن نتائجنا تشير إلى أن ذلك غالباً ما يأتي على حساب خصوصية المستخدم، وأحياناً في انتهاك لتشريعات الخصوصية أو حتى لشروط خدمة الشركات نفسها".
تتبع شامل حتى في المواقع الخاصةخلال التجارب، قام الباحثون بمراقبة حركة البيانات بين هذه المتصفحات وخوادمها، فاكتشفوا أن بعض المساعدات – مثل Merlin وSider – لم تتوقف عن تسجيل النشاط حتى عند الدخول إلى مواقع خاصة.
وفي حالة Merlin، تم رصد نقل كامل لمحتوى الصفحات، بما في ذلك بيانات مصرفية، وسجلات أكاديمية وصحية، وحتى أرقام ضمان اجتماعي أدخلها المستخدمون في موقع ضريبي أمريكي. أما Sider وTinaMind، فقد أرسلا بيانات تعريفية مثل عنوان IP إلى خدمات مثل Google Analytics، ما أتاح إمكانية تتبع المستخدمين عبر المواقع واستهدافهم بالإعلانات.
كما أظهرت الدراسة أن متصفحات مثل Google وCopilot وMonica وSider، استخدمت ChatGPT لاستنتاج العمر والجنس والدخل والاهتمامات للمستخدمين، وتخصيص الردود بناءً على ذلك. وفي حالة Copilot، تم تخزين سجل الدردشة الكامل في خلفية المتصفح، واستمر الاحتفاظ به عبر جلسات التصفح.
وفي هذا السياق قالت ماندالاري إن النتائج تُظهر أنه "لا توجد طريقة لمعرفة ما يحدث لبيانات التصفح الخاصة بك بمجرد جمعها".
إشكالات قانونية محتملةورجّحت الدراسة أن هذه الممارسات تنتهك القوانين الأمريكية المتعلقة بالمعلومات الصحية، إضافة إلى اللائحة العامة لحماية البيانات الأوروبية (GDPR) التي تفرض قيوداً صارمة على جمع البيانات الشخصية واستخدامها.
سياسات الخصوصية تحت المجهربحسب سياسة الخصوصية في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة الخاصة بـ Merlin، تجمع الشركة بيانات تشمل الأسماء، ومعلومات الاتصال، وبيانات الحسابات، وسجل المعاملات، ومعلومات الدفع، إلى جانب البيانات التي يضعها المستخدم في الطلبات أو الاستبيانات، لاستخدامها في تخصيص التجربة وإرسال الإشعارات والدعم الفني، أو تلبية المتطلبات القانونية.
أما سياسة خصوصية Sider، فتنص على جمع البيانات ذاتها، مع إمكانية تحليلها لاكتساب رؤى حول سلوك المستخدم أو تطوير منتجات وخدمات جديدة، مؤكدة أنها لا تبيع البيانات، ولكنها تشاركها مع مزودين مثل غوغل وCloudflare ومايكروسوفت، المُلزمين – حسب الشركة – بحماية هذه المعلومات.
في المقابل، توضح OpenAI في سياسة الخصوصية الخاصة بـ ChatGPT أن بيانات المستخدمين في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة تُخزن على خوادم خارج المنطقة، لكنها تخضع – بحسب الشركة – لنفس معايير الحماية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل غزة إيران دونالد ترامب بنيامين نتنياهو قطاع غزة إسرائيل غزة إيران دونالد ترامب بنيامين نتنياهو قطاع غزة تشات جي بي تي خصوصية البيانات مايكروسوفت الاتحاد الأوروبي الذكاء الاصطناعي إسرائيل غزة إيران دونالد ترامب بنيامين نتنياهو قطاع غزة فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس سوريا الاتحاد الأوروبي فلاديمير بوتين
إقرأ أيضاً:
دراسة: 13% من وفيات القلب ناجمة عن مركبات بلاستيكية
يشكل البلاستيك خطرا كبيرا على زيادة معدلات الوفيات بأمراض القلب والأوعية الدموية حيث كشفت دراسة حديثة أن المواد الكيميائية الشائعة في البلاستيك ارتبطت بحدوث أكثر من 356 ألف حالة وفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية حول العالم خلال عام 2018.
وحسب الدراسة المنشورة في مجلة “إي بيوميديسين” (eBioMedicine،) قدر الباحثون في كلية غروسمان للطب بجامعة نيويورك أن عدد الوفيات الناجمة عن التعرض لمركبات لفثالات البلاستيكية بنحو 356 ألفا و238 حالة وفاة، وهو ما يمثل 13.4% من إجمالي وفيات القلب والأوعية الدموية بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و64 عاما.
وتشير الدراسة إلى أن مناطق الشرق الأوسط وجنوب آسيا وشرق آسيا والمحيط الهادي استأثرت بأكبر حصة من وفيات أمراض القلب والأوعية الدموية المنسوبة إلى الفثالات بنسبة 73.1%.
والفثالات هي أملاح وإسترات حمض الفثاليك. ولهذه المركبات تطبيق مهم، حيث إنها من الملدّنات، أي أنها المواد المضافة في صناعة اللدائن من أجل زيادة مرونتها وشفافيتها وفترة استخدامها.
وتوجد الفثالات في العديد من المنتجات الاستهلاكية مثل الشامبو والمنظفات السائلة وعبوات حفظ الأطعمة ولعب الأطفال، ومنتجات استهلاكية أخرى، ويمكن أن تدخل الجسم عبر تناول الأطعمة المعبأة، أو امتصاصها عبر الجلد من خلال استخدام المنتجات، أو استنشاقها على شكل غبار.
ورغم أن بعض الدراسات أظهرت علاقة بين الفثالات وأمراض القلب والأوعية الدموية، فإن الأدلة لا تزال غير كافية لتأكيد أن هذه المركبات تسبب مشكلات قلبية بشكل مباشر، وفقا للبروفيسور سونغ كيون بارك، أستاذ علم الأوبئة والعلوم البيئية في جامعة ميشيغان.
من جانبه، قال الدكتور مارك هوفمان طبيب القلب والمدير المشارك لمركز الصحة العالمية بكلية الطب في جامعة واشنطن بسانت لويس في تعقيبه على نتائج الدراسة: “هذه خطوة أولى في محاولة فهم حجم المشكلة”، مؤكدا “الحاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم العلاقة بين الفثالات وصحة القلب”.
القاتل الصامت
ويعد البلاستيك من أخطر أسباب التلوث، وهو يحاصر الإنسان ويهدد جميع أجهزة الجسم، حيث أثبتت الدراسات أن الفثالات تُحدث اضطرابات في الغدد الصماء، مما يعني أنها تتداخل مع الهرمونات البشرية، وقد تم ربطها أيضا بآثار سلبية على الصحة الإنجابية، ومشكلات الحمل والولادة.
وفي عام 2022، وجد باحثون في هولندا الميكروبلاستيك في دم الإنسان لأول مرة، كما اكتشفت الجزيئات المجهرية من البلاستيك في قلوب أشخاص خضعوا لجراحة القلب عام 2023، وعُثر على جزيئات البلاستيك في الأجهزة التناسلية للرجال.
وحسب دراسة نشرت في مجلة “طبيعة” (Nature) يمكن للبلاستيك النانوي اختراق الأغشية الخلوية والوصول إلى المخ الذي يحتوي على ما يصل إلى 30 ضعفا من المايكروبلاستيك أكثر من الكبد والكلى.
وتؤدي الجسيمات، التي قد تتراكم في الأنسجة الداخلية للمخ، إلى تأثيرات صحية طويلة الأمد، مثل التهابات أو اضطرابات هرمونية، وغيرها، ووجدت الدراسة أن تركيزات الميكروبلاستيك في الأشخاص الذين ماتوا بسبب الخرف كانت أعلى بنحو 6 أضعاف الموجودة في الأدمغة السليمة.
وبلغ الإنتاج العالمي من البلاستيك 413.8 مليون طن متري في عام 2023 نظرا للنمو المستمر في الطلب، ومنذ أن بدأت صناعة البلاستيك عام 1907، انتشر تدريجيا وأصبح من أخطر أسباب التلوث.
ووفق تقديرات منظمة “تحرروا من البلاستيك” (Break Free From Plastic) تتم إعادة تدوير 10% فقط من النفايات البلاستيكية. ويستهلك العالم نحو 5 آلاف مليار كيس بلاستيكي سنويا، وفق تقديرات موقع ستاتيستا.