اختار الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصميما لنظام الدفاع الصاروخي "القبة الذهبية" وعيّن قائدا للبرنامج الدفاعي الطموح الذي تبلغ تكلفته 175 مليار دولار.

وفيما يلي بعض التفاصيل الرئيسية بشأن المشروع:

كيف سيعمل؟

الهدف الكبير الجديد هو أن تستفيد القبة الذهبية من شبكة من مئات الأقمار الاصطناعية التي تدور حول العالم مزودة بأجهزة استشعار متطورة وصواريخ اعتراضية لإسقاط صواريخ العدو القادمة بعد انطلاقها من دول مثل الصين أو إيران أو كوريا الشمالية أو روسيا.

وفي أبريل، سألت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) المتعاقدين في مجال الدفاع عن كيفية تصميم وبناء شبكة لإسقاط الصواريخ الباليستية العابرة للقارات خلال "مرحلة التعزيز" بعد الإطلاق مباشرة، وهي مرحلة الصعود البطيء والمتوقع لصاروخ العدو عبر الغلاف الجوي للأرض. ولا تستهدف الدفاعات الحالية صواريخ العدو إلا في منتصف رحلاتها عبر الفضاء.

وتتمثل الفكرة والقدرة الجديدة في أنه بمجرد اكتشاف الصاروخ، ستسقطه القبة الذهبية إما قبل دخوله الفضاء بصاروخ اعتراضي أو بأشعة الليزر، وإما بعد فترة وجيزة في مسار سفره في الفضاء.

والفكرة الجديدة الأخرى في الخطة هي زيادة دفاعات إضافية على الأراضي الأميركية.

وكشف مخطط أولي للخطة التي قدمها البنتاجون لقطاع الدفاع في أغسطس وأوردتها رويترز لأول مرة أن النظام سيشمل 3 طبقات أخرى على الأرض بالإضافة إلى طبقة الاعتراض الفضائية.

وأظهر العرض التقديمي للبنتاغون أن نظام الدفاع الصاروخي الحالي، ويسمى نظام الدفاع الأرضي لمنتصف المسار، الذي يستخدم صواريخ اعتراضية أرضية متمركزة في ولايتي كاليفورنيا وألاسكا سيجري تعزيزه لإنشاء الطبقة الثانية.

ويتضمن التصميم الأولي الذي تم الكشف عنه في أغسطس طبقة ثالثة تتألف من 5 مواقع إطلاق أرضية تهدف إلى اعتراض الصواريخ القادمة وهي لا تزال في الفضاء، وستكون 3 من هذه المواقع الخمسة في البر الرئيسي للولايات المتحدة، في حين سيكون الموقعان المتبقيان في ولايتي هاواي وألاسكا.

أما طبقة الاعتراض الرابعة فستكون من أجل "الدفاع محدود النطاق"، وتهدف إلى حماية المراكز السكانية. ويتضمن التصميم رادارات جديدة، وقاذفة "شائعة" جديدة تماما ستطلق صواريخ اعتراضية من الطرازات الحالية والتي سيتم انتاجها في المستقبل، وقد تشمل نظام الدفاع الصاروخي الحالي (باتريوت).

وقال البنتاغون إن هذه الأنظمة ستعمل بشكل متناسق لدحر جميع أنواع التهديدات، مثل الأسلحة فرط الصوتية وصواريخ كروز.

وقال ترامب عند إصدار هذا الإعلان في مايو: "وعدت الشعب الأميركي بأنني سأبني درعا دفاعية صاروخية متطورة لحماية وطننا من تهديد الهجوم الصاروخي الأجنبي".

هل القبة الذهبية مثل القبة الحديدية الإسرائيلية؟

قال ترامب في إشارة إلى نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي: "ساعدنا إسرائيل في نظامهم وكان الأمر ناجحا جدا، والآن لدينا تكنولوجيا متقدمة جدا عن ذلك"، في إشارة إلى نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي "القبة الحديدية".

وبُني نظام القبة الحديدية لاعتراض أنواع الصواريخ التي تطلقها حركة حماس في قطاع غزة.

وطورت هذا النظام شركة رافائيل الإسرائيلية لأنظمة الدفاع المتقدمة بدعم من الولايات المتحدة، وبدأ تشغيله في 2011. وتطلق كل وحدة تجرها شاحنة صواريخ موجهة بالرادار لتفجير التهديدات قصيرة المدى مثل الصواريخ وقذائف المورتر والطائرات المسيرة في الجو.

ويحدد النظام ما إذا كان الصاروخ في طريقه لضرب منطقة مأهولة بالسكان، وإذا لم يكن كذلك يتم تجاهل الصاروخ والسماح له بالهبوط دون ضرر.

ووُصفت القبة الحديدية في البداية بأنها توفر تغطية لحماية مساحة بحجم مدينة ضد صواريخ يتراوح مداها بين 4 كيلومترات و70 كيلومترا، لكن الخبراء يقولون إنه تم توسيع نطاقها منذ ذلك الحين.

إلى أي حد تشبه مبادرة حرب النجوم للرئيس الأسبق رونالد ريغان؟

قال ترامب في مايو: "سنكمل حقا المهمة التي بدأها الرئيس ريغان قبل 40 عاما، وسننهي إلى الأبد تهديد الصواريخ للوطن الأميركي".

وليست فكرة ربط قاذفات الصواريخ، أو أشعة الليزر، بالأقمار الاصطناعية ليتسنى لها إسقاط صواريخ العدو الباليستية العابرة للقارات بجديدة، فقد كانت جزءا من مبادرة حرب النجوم المبتكرة خلال رئاسة رونالد ريغان، لكنها تمثل قفزة تكنولوجية ضخمة ومكلفة عن القدرات الحالية.

وتم الإعلان عن "مبادرة الدفاع الاستراتيجي" من ريغان، كما كان يطلق عليها، في 1983 بوصفها أبحاثا رائدة في نظام دفاع وطني قد يجعل الأسلحة النووية بلا قيمة.

وكان جوهر برنامج مبادرة الدفاع الاستراتيجي عبارة عن خطة لتطوير برنامج دفاع صاروخي فضائي قد يحمي الولايات المتحدة من هجوم نووي واسع النطاق.

وتضمن الاقتراح طبقات عديدة من التكنولوجيا التي من شأنها تمكين الولايات المتحدة من تحديد عدد كبير من الصواريخ الباليستية القادمة وتدميرها تلقائيا عند إطلاقها أو في أثناء تحليقها أو عند اقترابها من أهدافها.

ولم تكلل مبادرة الدفاع الاستراتيجي بالنجاح لأنها كانت مكلفة للغاية، وطموحا أكثر مما يلزم من منظور تكنولوجي في ذلك الحين، ولا يمكن اختبارها بسهولة، وبدا أنها تنتهك معاهدة قائمة لمكافحة الصواريخ الباليستية.

من سيبني القبة الذهبية؟

برزت شركة سبيس إكس، المملوكة لحليف ترامب السابق إيلون ماسك، بصواريخها وأقمارها الاصطناعية، إلى جانب شركة البرمجيات بالانتير وشركة أندوريل لصناعة الطائرات المسيرة، في صدارة المرشحين لبناء المكونات الرئيسية للنظام.

لكن ربما تعثرت هذه الجهود عندما تجاهلت إدارة ترامب مفهوم القبة الذهبية كخدمة مدفوعة الأجر لا تملكها الحكومة، ومن المتوقع أن تأتي العديد من الأنظمة الأولية من خطوط إنتاج قائمة.

وذكر الحاضرون في المؤتمر الصحفي الذي عُقد في البيت الأبيض مع ترامب بالاسم شركات إل3 هاريس تكنولوجيز ولوكهيد مارتن وآر.تي.إكس كورب كمقاولين محتملين للمشروع الضخم.

واستثمرت إل3 هاريس مبلغ 150 مليون دولار في بناء منشأتها الجديدة في فورت واين بولاية إنديانا، حيث تُصنّع أقمار استشعار فضائية لتتبع الصواريخ فرط الصوتية والباليستية، وهي جزء من جهود البنتاغون لاكتشاف وتتبع الأسلحة فائقة السرعة بشكل أفضل باستخدام أجهزة استشعار توضع في الفضاء، ويمكن تعديلها بما يسمح بدمجها في القبة الذهبية.

لكن تمويل مشروع "القبة الذهبية" لا يزال غير مؤكد. واقترح مشرعون جمهوريون استثمارا أوليا بقيمة 25 مليار دولار ضمن حزمة دفاعية أوسع نطاقا بقيمة 150 مليار دولار، إلا أن هذا التمويل مرتبط بمشروع قانون مثير للجدل يحتاج إلى إجراءات خاصة ويواجه عقبات كبيرة في الكونغرس.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات القبة الذهبية الأقمار الاصطناعية الصين كوريا الشمالية روسيا البنتاغون الصواريخ الباليستية القبة الذهبية ترامب أميركا الولايات المتحدة أمن الولايات المتحدة القبة الذهبية الأقمار الاصطناعية الصين كوريا الشمالية روسيا البنتاغون الصواريخ الباليستية أخبار أميركا نظام الدفاع الصاروخی القبة الحدیدیة القبة الذهبیة

إقرأ أيضاً:

لوكاشينكو: مفاوضات واشنطن وكييف حول صواريخ "توماهوك" بعيدة المدى لن تفضي إلى اتفاق

أعرب الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، اليوم الأحد، عن اعتقاده بأن المفاوضات بين واشنطن، وكييف، لتسليم أوكرانيا صواريخ "توماهوك" بعيدة المدى لن تفضي إلى اتفاق، مشيرا إلى أن تلويح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإمداد كييف بالأسلحة قابل للتراجع عنه.

 

وقال لوكاشينكو، في مقابلة وفقا لما أوردته وكالة "سبوتنيك" الروسية، إننا بحاجة إلى التهدئة في هذا الصدد، ودونالد ترامب، لديه تكتيك محدد للتعامل مع القضايا الأكثر إلحاحًا أولًا، وفي بعض الحالات يتخذ نهجًا أكثر عدوانية، ثم يتبع تكتيكًا يتمثل في التراخي قليلًا والتراجع؛ لذلك، لا ينبغي أن نتعامل مع هذا الأمر بجدية شديدة كما لو أنه سيحدث غدًا".

 

ولفت إلى أن مشكلة حل الوضع في أوكرانيا، تقع إلى حد كبير على عاتق فلاديمير زيلينسكي، داعيا الرئيس الأوكراني، للتفاوض بشكل عاجل لإيجاد حل سلمي للأزمة الأوكرانية، معلنا أن "الدول السلافية وحدها هي القادرة على إسعاد أوكرانيا".

 

وأعرب الرئيس البيلاروسي، عن رأيه بأن الوضع في منطقة الصراع الأوكراني، قد يؤدي إلى زوال أوكرانيا كدولة، مضيفا أن بعض جيرانها الغربيين مستعدون بالفعل لانتزاع جزء منها.

الكرملين: مستعدون للتسوية في أوكرانيا.. وكييف والأوروبيون يرفضون الجلوس إلى طاولة المفاوضات 

أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكو، أن بلاده ما تزال مستعدة للتسوية السلمية في أوكرانيا، كما يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الدعوة إلى ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات.

وقال بيسكوف، في إفادة صحفية نقلتها وكالة الأنباء الروسية (سبوتنيك)، اليوم، الأحد، إن "الأوربيين وكييف يظهرون رفضا تاما للجلوس إلى طاولة المفاوضات".

وحول التصريحات الصادرة، في الولايات المتحدة، بشأن صواريخ "توماهوك"، قال بيكسوف، إن "هناك بالفعل الكثير من التصريحات، ولا بد من التحقق منها جميعًا، ونحن نرصدها بعناية".

وأضاف إن مسألة تزويد كييف بصواريخ "توماهوك"، تثير قلقا بالغا لدى موسكو، موضحا أن هذه الصواريخ سلاح خطير، لكنها لا يمكن أن تغيّر الوضع على الجبهة.

وكان ترامب، قد صرح الاثنين الماضي بأنه اتخذ قرارًا، بشأن بيع صواريخ "توماهوك" لدول حلف الناتو لتزويد أوكرانيا بها، مشيرًا إلى رغبته في الاطلاع على الخطط الأوكرانية، لاستخدام هذه الصواريخ قبل الموافقة النهائية، فيما حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن تزويد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك" سيشكل مرحلة تصعيد جديدة تمامًا ونوعية في النزاع.

وفي سياق متصل، أفادت وزارة الدفاع الروسية، بأن وحدات طاقم المدفعية التابعة لمجموعة قوات "الغرب" دمرت منطقة محصنة تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية في مقاطعة خاركوف.

 

مقالات مشابهة

  • ترامب يهدد بوتين بإرسال صواريخ توماهوك لأوكرانيا
  • ترامب: صواريخ توماهوك رسالتي إلى بوتين لإنهاء حرب أوكرانيا
  • ترامب:  إذا لم يتم إنهاء الحرب الروسية سأرسل صواريخ توماهوك إلى أوكرانيا
  • لوكاشينكو: مفاوضات واشنطن وكييف حول صواريخ "توماهوك" بعيدة المدى لن تفضي إلى اتفاق
  • لوكاشينكو: مفاوضات واشنطن وكييف حول صواريخ توماهوك بعيدة المدى لن تفضي إلى اتفاق
  • مكالمة هاتفية بين ترامب وزيلينسكي.. صواريخ «توماهوك» على أعتاب أوكرانيا!
  • وزير الدفاع يشهد تخرج دفعات جديدة من الكليات العسكرية
  • ترامب يختار القاهرة وجهة أولى لجولته في الشرق الأوسط عقب اتفاق الهدنة: دلالات سياسية هامة للزيارة
  • ترامب يؤكد زيارته لمصر والاحتلال.. ويكشف: دول غنية ستمول إعادة إعمار غزة
  • فودر راجمة صواريخ فرنسية تنافس هيمارس الأميركية