متابعات ـ تاق برس- أفاد المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة رمطان لعمامرة، إن السودان لا يستطيع تحمُّل يومٍ آخر من الحرب وعلى العالم أن يتحرّك الآن. وقال لم يعد مقبولًا أن نظل مكتوفي الأيدي بينما أرواح السودانيين تُزهق

 

ونوه إلى أن الأمر الأكثر إلحاحاً الآن في السودان هو الاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار، والانخراط في حوار حقيقي لمعالجة أسباب الصراع.

واضاف: “بعد سنوات من العمل على حلّ أزمات عالمية شديدة التعقيد، بات من الواضح بالنسبة لي أن الحوار أفضل من الحرب”.

 

وأعاد العمامرة، ماقاله رئيس الوزراء البريطاني السابق هارولد ماكميلان :” اليوم هنالك نافذة ضيقة – لكنها تنغلق بسرعة – للشروع في هذا الحوار”.

ونبه مبعوث غوتيريش أن موسم الأمطار يقترب، وقد تتراجع المعارك البرية على المدى المنظور. وأشار إلى أنه يقف بمعية الشركاء الدوليين الرئيسيين، على أهبة الاستعداد للعمل مع الأطراف المتنازعة على اتخاذ تدابير لخفض التوتر، تتيح وصول المساعدات، وحماية المحاصيل، والحفاظ على المنازل والمدارس والمستشفيات. هذه الخطوات يمكن أن تبني الثقة – والأهم من ذلك، أن تنقذ العديد من الأرواح.

 

وشدد العمامرة بأنه لا يزال هناك وقت لتغيير هذا المسار، وتابع :” لا تزال هناك فرصة أمام القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لإنقاذ السودان من الهاوية، إذا وُجد المزيج السديد من الإرادة السياسية، واستخدام الضغط وإسداء الدعم”.

 

 

وقال العمامرة :”ربما لم تطلعوا على ذلك في العناوين الإعلامية الرئيسية على قلتها، إلا أن السودان يشهد منذ وقت طويل أكبر أزمة إنسانية في العالم. أكثر من 30 مليون شخص بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية. وتزداد الأوضاع سوءًا مع تدهور الأمن الغذائي وارتفاع حاد في معدلات سوء التغذية. كما تساهم الاشتباكات المسلحة في استشراء الكوليرا والأمراض المعدية الأخرى”.

 

 

ولفت المبعوث الأممي، إلى أن العنف القائم على النوع الاجتماعي بلغ مستويات مقلقة، وتسبب النزاع بحرمان 17 مليون طفل من التعليم، مما ينذر بكارثة حقيقية تلمّ بجيل بأكمله.

ويهدد العنف والتشظي في السودان بالامتداد إلى ما وراء حدوده. فالمنطقة برمتها تتأرجح على حافة الهاوية، مع تزايد خطر الاشتباكات عبر الحدود، وتدهور الأمن على طول البحر الأحمر.

 

وقال العمامرة إن التدخلات الخارجية، تعمق بيئة خصبة لتجذر الجماعات المتطرفة.

وقال: إننا نشهد سباقاً محموماً نحو القاع، والقاع يواصل الانهيار تحت أقدامنا ومع ذلك، فإن السلام في السودان سيبقى حلماً بعيد المنال ما لم تتوحد جهود جميع الفاعلين الخارجيين.

 

ولفت إلى أنه و في كل عاصمة زرتها – من واشنطن إلى موسكو، ومن القاهرة إلى أبو ظبي – دعوت القادة إلى استخدام نفوذهم السياسي لضمان إيصال المساعدات الإنسانية، وأيضاً للدفع بعملية سياسية ذات مصداقية إلى الأمام نحو إنهاء هذه الحرب المدمرة.

 

وقال: “إن سودان السلام والازدهار يصب في مصلحة الجميع – من جيرانه في القرن الإفريقي، إلى دول البحر الأحمر، وحتى القوى العالمية البعيدة. وفي مثل هذه اللحظات، فإن وحدة وعزم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أمران أساسيان، فهما يمنحان فرصة حقيقية لتشكيل اصطفاف سياسي يمكنه جمع الأطراف المتحاربة وداعميها على طاولة المفاوضات وإنهاء الحرب”.

 

وحث العمامرة العالم أن يتحرّك الآن، وأن يمارس ضغطاً حقيقياً ومستمراً على القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، لا يمكن تجاهله. وفي هذا السياق، فإن الدور القيادي للولايات المتحدة في توحيد “الرباعية” – التي تضم مصر، والسعودية، والإمارات – هو دور حيوي ومحل ترحيب.

 

واضاف :”أن مهمتي تنطوي أساساً على ضمان أن تكون الجهود الدولية منسّقة وفعّالة، بعد أن كانت مشتتة في العامين الماضيين. وقد رأيت بأم عيني الأثر العميق الذي حققته سنوات التعاون المشترك بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة على حياة ملايين السودانيين. يجب أن نُعيد إحياء هذه الروح من التعاون والتنسيق، حتى نتمكن معًا من صنع فارق إيجابي. لكن هذا التقدم يجب أن يتحقق بسرعة”.

 

ودعا العمامرة المجتمع الدولي أن يتّحد ويقف خلف هذه الجهود للإسراع في تحقيق السلام في السودان. وقال: لم يعد مقبولًا أن نظل مكتوفي الأيدي بينما تُزهق أرواح السودانيين.

الأمم المتحدةرمطان لعمامرةرمطان لعمامرة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة

المصدر: تاق برس

كلمات دلالية: الأمم المتحدة رمطان لعمامرة فی السودان إلى أن

إقرأ أيضاً:

محللون: الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة قد يتواصل لأسابيع

واشنطن"أ.ف.ب": يحذّر محللون من أن المواقف المتصلّبة التي أدت إلى الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة تجعل التوصل إلى تسوية أمرا بعيد المنال وتهدد بتحويل الخلاف بين الديموقراطيين والجمهوريين إلى أزمة طويلة الأمد.

ومع دخول الشلل في الوكالات الفدرالية أسبوعه الثاني، أفاد عدد من الخبراء الاستراتيجيين الذين ما زالوا يتذكرون خلافات سابقة، وكالة فرانس برس بأن أحدث خلاف بين الرئيس دونالد ترامب وخصومه الديموقراطيين سيطول.

وقال أندرو كونيستشوسكي، الناطق السابق باسم السناتور تشاك شومر، وهو الزعيم الديموقراطي الذي يعد في صلب الخلاف، "يمكن لهذا الإغلاق أن يتواصل لأسابيع وليس لأيام فقط".

وأضاف بأن "الطرفين متشبثين حاليا بمواقفهما والحديث عن تسوية محدود للغاية".

ومن بين أبرز أسباب الإغلاق مطالبة الديموقراطيين بتمديد حزم الدعم للرعاية الصحية التي تنقضي مهلتها قريبا، ما يعني زيادة كبيرة في التكاليف بالنسبة لملايين الأمريكيين من أصحاب الدخل المنخفض.

وحمّل ترامب الأحد الأقلية الديموقراطية في الكونجرس مسؤولية عرقلة قراره بشأن التمويل الذي يتطلب تمريره عددا من أصواتهم.

وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض "إنهم يتسببون بالأمر. نحن على استعداد للعودة"، في تصريحات تشي بأنه متصالح مع فكرة تواصل الإغلاق.

كما أفاد ترامب الصحافيين امس بأن إدارته بدأت بالفعل إقالة الموظفين الفدراليين، وليس تسريحهم مؤقتا فقط، محمّلا خصومه مسؤولية "التسبب بخسارة الكثير من الوظائف".

وفي مارس، عندما واجهت الحكومة خطر الإغلاق آخر مرة، بادر الديموقراطيون للتراجع عن موقفهم وصوتوا لصالح قرار مدته ستة أشهر يتجنّب الشلل الفدرالي رغم المخاوف السياسية.

لكن شومر، رئيس كتلة الديموقراطيين في مجلس الشيوخ، واجه انتقادات شديدة من قاعدة الحزب، وسيتردد في الخضوع هذه المرة لمطالب الجمهوريين خصوصا وأنه يواجه تحديات كبيرة من اليسار.

ويعتمد الجمهوريون في مجلس الشيوخ حاليا على إمكانية تراجع معارضيهم الديموقراطيين ويصرّون مرارا على التصويت.

وقال المسؤول الرفيع السابق في كاليفورنيا جيف لي الذي تفاوض مع إدارة ترامب الأولى "يمكنني رؤية اتفاق مؤقت من الحزبين بحلول أواخر أكتوبر".

وأضاف أن إطالة أمد الإغلاق لأكثر من شهرين "سيوقف عمليات الحكومة بشكل جدي ومن شأنه أن يؤثر على اعتبارات الأمن القومي والوطني ويؤدي بالتالي إلى تحميل الحزبين المسؤولية".

وأفاد محللون بأنه من شأن أي تحوّل في الاستراتيجية أن يعتمد على ملاحظة أي الطرفين تغيّر الرأي العام ليصبح ضدّهما.

وتباينت استطلاعات الرأي حتى الآن، رغم أن الانتقادات تطال الجمهوريين أكثر من الديمقراطيين بشكل عام.

وشهدت الحكومة أطول فترة إغلاق في تاريخها في ولاية ترامب الأولى بين العامين 2018 و2019 عندما توقفت الوكالات الفدرالية عن العمل لمدة خمسة أسابيع.

ويكثّف الرئيس هذه المرة الضغط عبر تهديد أولويات الليبراليين والتوعد بعمليات تسريح كبيرة لموظفي القطاع العام.

يرى أستاذ السياسات لدى "جامعة روتشستر" جيمس دراكمان بأن تعنّت ترامب يدفعه للاعتقاد بأن الخلاف هذه المرة سيؤدي إلى إغلاق أطول من ذاك الذي تم في 2019.

وقال لفرانس برس إن "إدارة ترامب ترى بأن لديها تفويض غير محدود وبالتالي فإنها لا تتنازل بالمجمل".

وأضاف بأن "الديموقراطيين واجهوا انتقادات لأنهم لم يواجهوا بالقوة الكافية ولم يفض آخر تنازل إلى أي نتيجة إيجابية بالنسبة للديموقراطيين. لذا، فإنهم يميلون سياسيا للتمسّك بموقفهم".

كلّف إغلاق 2018-2019 الاقتصاد 11 مليار دولار في الأمد القصير، بحسب مكتب الكونجرس للموازنة. ولم يتم استرداد مبلغ قدره ثلاثة مليارات دولار.

وحذّر وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت من أن الإغلاق الأخير قد يؤثر بشكل كبير على نمو الناتج المحلي الإجمالي.

وبالنسبة للمحلل المالي مايكل آشلي شولمان الذي يتّخذ من كاليفورنيا مقرا، فإن الواقع الاقتصادي للإغلاق قد يجبر الطرفين على التوصل إلى تسوية.

وقال "إذا انتاب الفزع وول ستريت وارتفعت عوائد سندات الخزانة، فسيكتشف حتى أكثرهم تشددا فكريا فجأة التزاما عميقا بالحلول التي يمكن أن ترضي الحزبين".

ولا يشعر جميع المحللين بالتشاؤم حيال إمكانية التوصل إلى حل سريع.

ويرى رئيس قسم الرقابة والتحقيقات في الكونغرس لدى شركة المحاماة العالمية "هوغان لوفيلز" آرون كاتلر الذي كان موظفا في مجلس النواب، بأن الإغلاق سيدوم 12 يوما كحد أقصى.

وقال إن "الديموقراطيين في مجلس الشيوخ سيتراجعون أولا.. مع تواصل الإغلاق، لم تكون هناك أي جلسات استماع في الكونجرس وسيتم إيقاف الكثير من العمل في الوكالات" الفدرالية.

وأضاف "هذا انتصار بالنسبة للكثير من الديموقراطيين في الكونغرس لكنهم لا يريدون بأن يتم تحميلهم مسؤوليته".

مقالات مشابهة

  • سرايا القدس: أسرى العدو لن يروا النور إلا بصفقة
  • السكك الحديدية تُسيّر الرحلة الرابعة والعشرين ضمن مبادرة العودة الطوعية للأشقاء السودانيين
  • لافروف: نرفض بشكل قاطع نشر بنية تحتية عسكرية أجنبية بأفغانستان
  • إبراهيم فايق: نادي الزمالك الآن يواجه شبح الإفلاس
  • لجنة المعلمين السودانيين: فرض رسوم غير قانونية على استمارات الإجازة بمحلية الخرطوم
  • مفوضية الأمم المتحدة للاجئين تفقد 5 آلاف موظف
  • محللون: الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة قد يتواصل لأسابيع
  • جدعون ليفي: العالم لن ينسى إبادة غزة وسيتوارث الناس ذكراها جيلا بعد جيل
  • منسقة الشؤون الإنسانية في السودان: أوقفوا الحرب نريد الوصول إلى الفاشر
  • روبيو: لا يمكن إطلاق سراح الأسرى بينما تسقط القنابل على غزة