طقوس روحية وعادات شعبية بمختلف الطوائف.. وتوافد الآلاف إلى «كنيسة مسطرد»
الأنبا يؤانس يستعد الاحتفالات «دير درنكة».. و«الروم الأرثوذكس»: لا «أكاليل» طوال فترة الصوم
الأكلات فى صعيد مصر اقتداءً بـ«طعام» العائلة المقدسة.. والأنبا مرقس: مكانتها كبيرة فى قلوب المصريين

 

احتفلت الكنيسة الكاثوليكية برئاسة الأنبا إبراهيم إسحاق بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك بـ«عيد العذراء مريم»، الجمعة الماضى، بعد فترة صوم استغرقت نحو 15 يومًا، بكنيسة الشرابية.


يأتى ذلك تزامنًا مع استعداد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للاحتفال بالعيد ذاته فى الثانى والعشرين من أغسطس الجارى، بعد سلسلة من النهضات الروحية، والصلوات فى الكنائس، فى ختام أيام الصوم.
وطبقًا للمعتقد المسيحى فإن الكنيسة تحتفل بذكرى انتقال جسد القديسة «العذراء المريم» إلى السماء، ويسبق الاحتفال «صوم العذراء» والذى يستمر لفترة 15 يومًا.
وتقيم الكنائس طوال فترة الصوم القداسات، والصلوات، والنهضات الروحية، وتتسعى لترانيم، وتراتيل تمجد «العذراء مريم»، ويدخل الأقباط طوال فترة الصوم فى حالة روحانية استثنائية.
ومن جانبه قال الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة، وتوابعها: إن الاحتفال بصوم السيدة العذراء مريم يحتل مكانة خاصة لدى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وأضاف أن العذراء مريم مكرمة فى قلوب المصريين جميعًا، مشيرًا إلى أن ثمة إقبالًا كبيرًا تشهده كنيسة العذراء بمسطرد خلال الاحتفال بـ«عيد العذراء»، ولأجل ذلك شهدت الكنيسة عدة توسعات مع الإبقاء على مظهرها الأثرى.
وتعد كنيسة السيدة العذراء بمسطرد إحدى نقاط رحلة العائلة المقدسة، بما يضفى عليها طابعًا جماهيريًا، ويقصدها خلال الاحتفال الآلاف من كل الطوائف فى مصر.
وتقيم كنيسة مسطرد نهضتها الروحية السنوية احتفالًا بصوم العذراء فى الفترة من 7 أغسطس، وحتى موعد الاحتفال فى الثانى والعشرين من أغسطس الجارى، وتشمل النهضة الروحية القداسات، وصلوات العشية، والكورال على مدار أيام الاحتفال.
ويقصد الكنيسة الأثرية ملايين الزائرين طوال فترة صوم العذراء، للتبرك بموضع زيارة العائلة المقدسة، وخاصة بئر المياه القائم، ويقام الاحتفال السنوى فى محيط الكنيسة تزامنًا مع بدء صوم العذراء.
وفى صعيد مصر يحافظ الأقباط على الطقوس التراثية للاحتفال بعيد العذراء، بالتوازى مع التزامهم بالطقوس الروحية.
فمن بين الثوابت التى يعتاد عليها المسيحيون إبان فترة صوم العذراء هى وجبة «الشلولو»، وتعد أبرز الأطعمة المصرية القبطية التقليدية المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بصوم العذراء، وهى وجبة بسيطة نباتية باردة، وتتضمن مكونات بسيطة، وهى الوجبة التى كانت تعدها العذراء فى رحلتها بين الجبال، والكهوف- حسب روايات شائعة-.
و«الشلولو»- حسب توصيف الجنوبيين- تتكون من ملوخية مجففة، مع ثوم مفروم، ومياه باردة، وتقلب جيدًا، ويضاف إليها الملح، وبعض البهارات، وتختلف تفاصيلها الفرعية من منطقة إلى منطقة.
ويستقبل دير «العذراء مريم» المعروف بدير «درنكة» ما يربو على مليون زائر خلال فترة الاحتفال بـ«عيد العذراء»، ويشتهر الأنبا يؤانس أسقف أسيوط، وسكرتير المجمع المقدس بـ«النهضات الروحية»، والتى يقبل عليها مئات الآلاف من الأقباط.
وفى كنائس المهجر يحمل عيد انتقال السيدة العذراء إرثًا روحيًا، واجتماعيًا غنيًا، حيث تتزين الكنائس بالأزرق، وتفوح منها روائح البخور، وتلتف الجاليات حول القداس.
وفى ملبورن، يحرص أبناء الجالية على إحياء العيد بطقوسه التقليدية، من المواكب إلى إعداد «الهريسة»، والدولمة، والأطباق الأخرى وتوزيعها على الأهل والمصلين، فى مشهد يجمع بين الإيمان، والحنين إلى الوطن.
وحسب قساوسة فإن اللون الأزرق يرمز إلى الصفاء، والسماء، كما أن ساحات الكنائس خلال هذا العيد تنتشر بها الموائد العامرة، والأكلات الشعبية فى محاولة لإحياء دفء المواكب القديمة التى كانت تملأ شوارع القرى فى الأوطان.
واختتمت الكنيستان الكاثوليكية، والروم الأرثوذكس صوم «السيدة العذراء» الخميس الماضى، والذى بدء مطلع أغسطس الجارى، وانتهى باحتفالهما بعيد «العذراء مريم».
وتمتنع كنيسة الروم الأرثوذكس طوال فترة الصوم عن إقامة صلوات «الأكاليل»- الزواج.
وفى قداس الاحتفال قال الأنبا إبراهيم إسحاق بطريرك الكنيسة الكاثوليكية: إن العذراء مريم هى الثمرة للقيامة، لافتًا إلى أنها دعوة لكل مسيحى للاقتداء بها.
وأضاف خلال كلمته بقداس «عيد العذراء» بكنيسة الشرابية، أن الأسرة مدعوة إلى تربية القدوة داخل البيت، مشيرًا إلى ضرورة المواظبة على الصلاة اليومية، وقراءة الكتاب المقدس، وممارسة الأسرار الكنسية، وفعل الخير.
ولدى كل الطوائف المسيحية يحتل «صوم العذراء» مكانة خاصة، واهتمام روحى، إذ يتضمن تأملات كبيرة فى حياة السيدة العذراء.
وتختلف الطوائف المسيحية فى مدة الصوم، فبينما تصوم الكنائس الأرثوذكسية، والكاثوليكية، والروم الأرثوذكس لمدة 14 يومًا، يقتصر صوم الكنائس السريانية، والأرثوذكسية، والكاثوليكية، والروم الأرثوذكس على 5 أيام، فى حين أن الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية تصوم يومًا واحدًا تحت مسمى «صوم العذراء».
وتشترك الكنائس على اختلاف طوائفها فى إقامة قداسات ختام الصوم، على أن يتخللها صلوات روحية، وألحان، وتراتيل لتمجيد «العذراء»، جنبًا إلى جنب مع الأديرة المخصصة للعذراء، وفى مقدمتها دير السيدة العذراء بجبل درنكة بـ«أسيوط»، وتوافد آلاف الزائرين، والمصلين للمشاركة فى الاحتفالات الروحية، طبقًا للتقاليد الكنسية.
ويتميز صوم العذراء بكونه صومًا اختياريًا، لكنه رغم ذلك يشهد حرصًا كبيرًا من الأقباط على أدائه، ويتضمن حسب الطقس الكنسى امتناعًا عن الأطعمة الحيوانية، بجانب ممارسة صلوات يومية، واعتراف، وتناول الأسرار المقدسة.
ويشار إلى أن الأنبا إبراهيم إسحاق بطريرك الكنيسة الكاثوليكية ألقى عظته خلال قداس الاحتفال تحت عنوان «مريم أم الكلمة المتجسد».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عيد العذراء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية السیدة العذراء العذراء مریم عید العذراء صوم العذراء

إقرأ أيضاً:

"العليا للكنائس": الاحتلال يستهدف الكنيسة الأرثوذكسية بالقدس ويُجمد حساباتها

القدس المحتلة - صفا حذّرت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، من هجمة غير مسبوقة تتعرض لها الكنائس في الأرض المقدسة، وفي مقدمتها البطريركية الأرثوذكسية في القدس المحتلة. وأكدت اللجنة أن ما يجري يمثل سياسة ممنهجة لتقويض الحضور المسيحي الأصيل في فلسطين وإفراغ الأرض من مؤسساتها الدينية. وأوضح رئيس اللجنة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رمزي خوري، في رسالة وجهتها إلى كنائس العالم، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أقدمت على تجميد حسابات البطريركية وفرض ضرائب باهظة على ممتلكاتها، في خطوة تهدد قدرتها على تقديم خدماتها الروحية والإنسانية والمجتمعية. واعتبر أن هذه الخطوة تشكل خرقًا فاضحًا للوضع القائم التاريخي، وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والاتفاقيات المعمول بها. وأضافت اللجنة أن هذه الهجمة لم تقتصر على تجميد الحسابات البنكية، بل امتدت إلى الاعتداء على أراضي الكنيسة الأرثوذكسية في محيط دير القديس جراسموس (دير حجلة) قرب أريحا، عبر التوسع الاستيطاني في المنطقة. وأشارت إلى أنه خلال العامين الأخيرين أُقيمت بؤر استيطانية جديدة في محيط مدينة أريحا، ما يشكل تهديدًا مباشرًا للطابع التاريخي والديني للمنطقة، وجزءًا من مخطط لطمس الهوية المسيحية والتاريخية في فلسطين. وأكدت أن هذه الممارسات تأتي ضمن سياسة الاحتلال الأوسع التي تستهدف تغيير هوية القدس وإلغاء طابعها الديني والثقافي، وصولًا إلى القضاء على الوجود الفلسطيني في المدينة. وحذرت من أن صمت المجتمع الدولي والكنائس العالمية سيُفسر كضوء أخضر لتوسيع هذه الإجراءات الظالمة. ودعت اللجنة الكنائس والمؤسسات المسيحية حول العالم للتحرك العاجل سياسيًا وقانونيًا وإعلاميًا لوقف هذه الانتهاكات، وحماية حرية الكنيسة في أداء رسالتها الروحية والإنسانية، باعتبارها مسؤولية جماعية وأمانة تاريخية يجب الحفاظ عليها. 

مقالات مشابهة

  • الكنيسة الأرثوذكسية في القدس: القرار الإسرائيلي يعيق أداء رسالتنا
  • "العليا للكنائس": الاحتلال يستهدف الكنيسة الأرثوذكسية بالقدس ويُجمد حساباتها
  • المطران سويف ترأس قداساً في القبيات لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء
  • احتفالات بعيد انتقال السيدة العذراء في إهدن وزغرتا والكورة
  • مطرانية طيبة للأقباط الكاثوليك تكشف تفاصيل قضية هدم كنيسة السيدة العذراء
  • الأنبا سيداروس يكشف لمحة عن حياة السيدة العذراء مريم
  • دير السيدة العذراء يستقبل الزوار بإجراءات أمنية مشددة
  • منشور لفرنجية بمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء
  • رسامة 15 شماسًا بكنيسة السيدة العذراء في المعادي